سوريا فوق البركان ...وتواصل الانتقادات الغربية للغارات الروسية
الأحد 04/أكتوبر/2015 - 10:43 م
طباعة


معاناة السوريين مستمرة
تداعيات الأزمة السورية لا تزال مستمرة، في ضوء انشغال المجتمع الدولي بمراجعة الضربات الروسية لمعاقل تنظيم داعش ومعاقل لمعارضة المدعومة من السعودية وتركيا ودول غربية، وفى نفس الوقت تأتى التصريحات الروسية التي تشير إلى استمرار الغارات رغم الانتقادات الغربية حتى تحقيق أهدافها، وسط تداول معلومات عن حالة من الهلع وسط مواقع تدريبية مهمة ومناطق اعاشتهم.
يأتي ذلك في الوقت الذى ظهر فيه بشار الأسد الرئيس السوري لأول مرة بعد هذه الغارات، مشيدا بها، وتأكيده على أن نجاح الحملة العسكرية التي تشنها روسيا وسوريا وحلفاؤهما ضرورية لإنقاذ الشرق الأوسط من التدمير.

الأسد يدافع عن الغارات ا الروسية
نوه على أن حملة الضربات الجوية الغربية والعربية على أهداف تابعة لداعش في العراق وسوريا لم تحقق أهدافها" مضيفا بعد عام وبضعة أشهر لعمليات التحالف الدولي ضد الإرهاب نرى نتائج معاكسة فالإرهاب توسع برقعته الجغرافية وبزيادة الملتحقين به، موضحا أن تحالفا يضم سوريا وروسيا وإيران والعراق بمقدوره أن يحقق نتائج حقيقية، موضحا بقوله " تحالفا كهذا يجب أن يكتب له النجاح وإلا فنحن أمام تدمير منطقة بأكملها وليس دولة أو دولتين".
بينما لا تزال الانتقادات الغربية ضد الغارات الروسية في سوريا مستمرة، وتأكيد الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا على أن التدخل الروسي هدفه دعم الأسد بعد التقدم الذي أحرزته المعارضة في الآونة الأخيرة.
وفى ظل استمرار التناغم التركي الغربي، انتقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الضربات الجوية الروسية في سوريا بوصفها "خطأ كبيرا" غير مقبول بالنسبة لأنقرة، موضحا بقوله "في اللحظة الراهنة ترتكب روسيا خطأ كبيرا. وربما يكون هذا مؤشرا على خطوة تأخذ روسيا في عزلة في هذه المنطقة."
من جانبها أكدت وزارة الدفاع الروسية على استمرار الغارات لليوم الرابع على التوالى، بعد ان نجحت الغارات الجوية من تعطيل نظام التحكم الخاص بعناصر داعش، وقطع خطوط الإمداد الخاصة بالتنظيم الإرهابي ، والحاق أضرارا كبيرة في البنى التحتية المستخدمة في التجهيز لأعمال إرهاب."
وكشفت مصادر صحفية للأخبار اللبنانية شيوع حالة من الإرباك تسود صفوف مقاتلي تنظيم داعش ، بعد أن تركوا مقارهم وتوجهوا نحو مناطق مدنية، كما عمل التنظيم على تخفيف دورياته وانتشاره في شوارع المدينة خوفا من الغارات الروسية".

بوتين مستمر فى خطواته
وأشارت المصادر إلى أن الغارات استهدفت أيضا مواقع تنظيم "داعش" في معسكر الطلائع ومحطة البحوث الزراعية ومحطة الوقود العسكرية ومطار الطبقة، وهو ما ترتب عليه بدء مقاتلي التنظيم بنقل عوائلهم من الرقة باتجاه مدينة الموصل العراقية خوفا من الغارات الكثيفة للطائرات الروسية، والتي قتلت ما لا يقل عن 12 من مقاتلي التنظيم من بينهم قياديون، في وقت تضاربت فيه الأنباء عن فرار ما لا يقل عن مئة مقاتل من قرية تل السمن شمال الرقة من دون معرفة وجهتهم، كما تم استهداف مواقع لـ"داعش" في محيط مطار دير الزور والمريعية والبوليل والبوعمر ومعمل الورق.
وعلى صعيد المعارك الميدانية، استمرت المعارك بين الجيش العربي السوري وخصومه في دير الزور، حيث حاول تنظيم "داعش" استغلال موجة الغبار التي ضربت المدينة لإحراز تقدم في حيي الرصافة والصناعة، ففجر سيارتين مفخختين في حي الرصافة شرقي المدينة، أعقب ذلك محاولة تقدم للتنظيم تكفل الجيش بصدها وإيقاع قتلى في صفوف التنظيم، مستفيدا من الغطاء الناري لسلاحي المدفعية والصواريخ، وامتدت الهجمات إلى حيي الرشدية والعمال ومحيط مطار دير الزور، من دون تحقيق التنظيم أي تقدم، بالتزامن مع فرض حظر للتجوال في الأحياء الواقعة تحت سيطرته، وإغلاق كافة مقاهي الإنترنت.
يأتي ذلك في وقت كان فيه التنظيم قد انسحب منذ فترة قصيرة من معظم أجزاء حي الصناعة، نظرا إلى الكثافة النارية لمدفعية الجبل التي تحكم ناريا كافة أرجاء الأحياء الشرقية للمدينة.
ونقلت وسائل إعلام حكومية سورية عن مصدر عسكري قوله إن طائرات روسية ضربت مواقع قرب الرقة معقل تنظيم داعش وكذا في بلدتي معرة النعمان وجسر الشغور جهة الغرب اللتين ينشط فيهما المعارضون بصورة أكبر.

اردوغان تابعا للغرب
من ناحية اخري قال فيليب هاموند وزير خارجية بريطانيا ان روسيا تخوض حربا تقليدية غير متناسبة في سوريا من خلال إعمال نفوذها العسكري لدعم الرئيس السوري بشار الأسد في حين تقول إنها تحارب تنظيم داعش، مضيفا بقوله " تبدو كما لو كانت حربا روسية تقليدية غير متناسبة إذ ان لديك رسالة دعائية قوية تقول إنك تقوم بأمر ما في حين انك تقوم في واقع الأمر بشيء آخر مختلف تمام الاختلاف وعندما تواجه بالأمر فانك تنفيه نفيا قاطعا".
شدد على أن بريطانيا أجرت مباحثات مع روسيا لكنها كانت تتلقى نفس الرد وهو انها تحارب تنظيم داعش في سوريا مضيفا بقوله " حينما تحاول مخاطبة الروس وهم يكتفون بتكرار موقفهم وهو بالمناسبة نفس الموقف الإيراني وهو أمر غير معقول".
وجدد هاموند بمواقف بلاده، والاشارة إلى أن الاسد لن يكون جزءا من سوريا في المستقبل ، والكشف عن تقديم عدد من المقترحات طرحتها روسيا وايران لاجراء انتخابات بوصفها سبيلا لإنهاء الصراع، أنه على هذه المقترحات بقوله " سوريا يفصلها "مليون ميل" عن القدرة على اجراء انتخابات حرة ونزيهة، وفي بلد قُتل فيه 250 ألف شخص ونزح عنه 12 مليون شخص -نصفهم خارج البلاد- كيف يتسنى لك

فيليب هاموند
أكد هاموند أن مفتاح إنهاء المعاناة التي تسببت بها الحرب الأهلية المستمرة منذ أربعة أعوام هو تطبيق انتقال موجه إلى السلام حتى إذا كان ذلك معناه احتفاظ الأسد بالسلطة مؤقتا، ومن أجل الوصول إلى هذا الانتقال ينبغي أن يتعهد الأسد بعدم الترشح في أي انتخابات تالية وأن يتخلى عن السيطرة على أجهزة الأمن السورية.
ولا تزال الحوارات الاقليمية والدولية بشأن الأزمة السورية، وتعلية لغة السلاح على القنوات الدبلوماسية، وعدم وضوح الرؤية لمستقبل الآزمة السورية في ظل تعقد المشهد وتشابك المصالح السياسية والمذهبية.