موقف روسيا من "الجيش الحر" يعقِّد الأزمة السورية.. والفصائل تطالب واشنطن بصواريخ مضادة

الإثنين 05/أكتوبر/2015 - 05:20 م
طباعة موقف روسيا من الجيش
 
 على الرغم من أن الجيش السوري الحر  لا يعدو أن يكون مجرد تجمعات من الضباط المنشقين عن الجيش النظامي السوري يقاتلون بشار الأسد، إلا أنه يعد من الكيانات التي تشكل جزء من الحرب الدائرة بشرسة على الأراضي السورية .  
موقف روسيا من الجيش
هذا الكيان العسكري المترامي الاتجاهات والكتائب قررت موسكو أن تتحاور معه بعد أن دخلت في الصراع بشكل مباشر مؤخرًا، وهو الأمر الذى أكد عليه سيرجي لافروف، أنه لا يستبعد الاتصال بالجيش السوري الحر، وإن بلاده عرضت على أمريكا إجراء اتصالات عسكرية مباشرة بشأن حملتها الجوية في سوريا،  وأنها على اتصال بأمريكا بالفعل في ما يتعلق بعمليتها العسكرية في سوريا، وإنها عرضت عليها اتصالا عسكريا مباشرًا في المستقبل القريب.
وقال إن وجد هذا التنظيم على الأرض بالفعل فنحن على استعداد لإقامة اتصالات معه، إذا كان هو بالفعل جماعة مسلحة من المعارضة الوطنية تملك قدرات معينة وتضم سوريين لكن التنظيم بات وهميا وأنه طلب من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تقديم معلومات عن مواقع هذا الجيش السوري الحر وقادته ولكنه لم يتلق جوابا من أي جهة عن مكان هذا الجيش ولا كيفية عمله، ونفس الوزير هو من أكد في وقت سابق على ذلك قائلا "نحن لا نعتبر الجيش السوري الحر جماعة إرهابية ونعتقد أن الجيش السوري الحر يجب أن يكون جزءا من العملية السياسية مثل بعض الجماعات المسلحة الأخرى على الأرض المكونة من المعارضين الوطنيين السوريين".
موقف روسيا من الجيش
 هذه الإسقاطات الكلامية الروسية رفضتها حركة الضباط الأحرار في حركة تحرير حمص، وهي أكبر تشكيلات الجيش الحر قائلة "نرفض أي مبادرات مستقبلية ترعاها روسيا، لأنها منحازة بشكل كامل للنظام السوري"، وذلك لأن الغارات الروسية استهدفت العديد من مواقع الجيش الحر، وبعض الفصائل المدعومة من قبل واشنطن،  والتي طلبت من الإدارة الأمريكية مدها بصواريخ مضادة للطائرات، حتى تتمكن من تحصين مواقعها من الطائرات الروسية 
وأكد حسن حاج علي القائد العام لـ "لواء صقور الجبل" المدعوم من واشنطن، الذي استهدفته الغارات الروسية الخميس 1-10-2015م، أن غياب الدعم للمعارضة المعتدلة سوف يرجح كفة الجماعات المتشددة، وعلى الأمريكيين إما انتهاج سياسة واضحة من شأنها وقف الغارات الروسية، أو إرسال صواريخ مضادة للطائرات تمكن المعارضة المعتدلة من التصدي للطائرات الروسية".
موقف روسيا من الجيش
الروس وعلى الرغم من تصريحاتهم الكلامية حول الجيش الحر، إلا أنه على أرض الواقع أظهرت الغارات المتواصلة لهم أن أولويتها، حتى الآن، تكمن في استهداف الفصائل المعارضة لحكم الأسد في شمال وغرب سوريا  وفيها كتائب للجيش الحر والتي باتت تشكل تهديدا كبيرا للنظام، وهو  الأمر الذي أكده بيان صادر عن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة جاء فيه أن الغارات الروسية التي ضربت حماة وحمص وإدلب "لم يكن داعش هدفها".
أحد الفصائل التي حصلت على تدريب وتسليح أمريكيين وتعد من المقربة للجيش الحر ، أكد من جهتها، أن مواقعهم في بلدة اللطامنة بحماة استهدفتها الطائرات الروسية بـ15 قنبلة، يوم الجمعة 2-10-2015م  الذي شكل ثالث أيام الحملة الروسية وأشدها على البلدة، رغم تأكيد موسكو المستمر على أنها تستهدف فقط داعش و"جبهة النصرة" فرع القاعدة في سوريا، فضلا عن جماعات أخرى وصفتها بـ "الإرهابية"، وأكد مصطفي معراتي الناطق الرسمي باسم "تجمع ألوية العزة" أن المنطقة المستهدفة لا تواجد فيها لأي جماعات مسلحة أخرى وأن موسكو ترمي من وراء استهدافها للمعارضة المعتدلة المقربة من واشنطن إلى تحدي الأخيرة من جهة، ومحو وجود الجيش الحر على الأرض من جهة أخرى، حتى تظهر للعالم أن المتطرفين هم فقط من يقاتلون الأسد وتبرير الإبقاء عليه وعلى نظامه. 
موقف روسيا من الجيش
ويمكن إرجاع استهداف روسيا للجيش الحر لعدة أسباب على رأسها: 
1- سعي موسكو لتأمين خط دمشق - اللاذقية بيد النظام من خلال الغارات الروسية  التي استهدفت مواقع تخضع لسيطرة "الحر "  شمالي حمص كمدينتي تلبيسة والرستن وبلدات مكرمية والزعفرانية، بالإضافة إلى منطقة اللطامنة شمالي محافظة حماة، تسببت بمقتل 32 مدنيًا على الأقل وجرح 200 آخرين.
2-  نجاح  الطلعات الجوية الروسية على الجيش الحر ، سيمنع قوات المعارضة من التوحد في مناطق ريف إدلب وحماة وحمص. 
3- إن استمرار روسيا في قصف مناطق  الجيش الحر سيدفع  الى تفككه    والقضاء على  الفصائل التي تؤمن بدولة مدنية تعددية وبالتالي يبقى مبرر داعش قائما للتدخل الروسي.
4-  أن توجيه الضربات العسكرية من قبل الروس للفصائل في الجنوب السوري سيكون نقطة تحوّل للنظام السوري في إعادة السيطرة على الجنوب وسيدفع بالمقاتلين بالجيش الحر للتوجه نحو الفصائل الإسلامية وهذا ما تريده موسكو.
5- الضربات الروسية سيكون لها دور كبير في تفتيت أي كيان كبير يمكن أن يكون له دور في المرحلة المقبلة وهذه ما سيضع الجبهة الجنوبية أمام تحدٍ كبير حيال أي تدخل روسي محتمل فمواجهة مثل هذه التدخل تكون عن طريق حرب العصابات ومن الصعب مواجهة الآلة العسكرية الروسية بالطريقة التي تحارب بها فصائل الجبهة الجنوبية اليوم قوات النظام والميلشيات الطائفية.
موقف روسيا من الجيش
 وهو الأمر الذى أكده ايضا العقيد الطيار عبد الله الحمدان، المنشق عن قيادة مطار بلى العسكري قرب دمشق، قائلا  إن روسيا لم تقصف داعش في الشكل المطلوب لأن هذا التنظيم ولد من رحم المخابرات الروسية والإيرانية والسورية لحرف مسار الثورة السورية، وأنها تدخلت لمساعدة النظام، لذلك سيكون هدفها الجيش الحر الذي يقاتل النظام وليس داعش الذي يقاتل الجيش الحر، بالنتيجة فإن روسيا وداعش يعملان لصالح النظام بقتال الجيش الحر وللرد على ذلك يجب تزويد الجيش الحر بالأسلحة النوعية وهي: «صواريخ محمولة على الكتف من طراز ستنغر الحديث – إيغلا الجيل الثالث – ستريلا- ادينزا الباكستاني، وصواريخ مضادة للدروع، وراجمات صواريخ، ومدفعية عيار 130، وعربات قتالية مصفحة خفيفة، وأجهزة أتصال متطورة، وقناصات حرارية متطورة. 
وأضاف أن التدخل الروسي جاء للحصول على ضمانات عربية وغربية للحفاظ على مصالح موسكو في سوريا، خاصة وجود موطئ قدم لها على شواطئ البحر المتوسط، خاصة القاعدة البحرية في طرطوس، كما أن روسيا أرادت أن تظهر أنها دولة عظمى، إضافة إلى أن أحد الأسباب يرتبط بالحصول على تنازلات من الغرب في الملف الأوكراني، وأن  روسيا  لا يمكنها المجازفة بعمليات برية في شكل موسع على الأراضي السورية بسبب جهل الروس بطبيعة الأراضي السورية، فضلاً عن الخسائر الكبيرة التي ستمنى بها روسيا على الأرض ما سيؤثر عليها كونها دولة عظمى، كما أن الرأي العام الدولي لن يكون في صالحها في حال تدخلت برياً. 
 مما سبق نستطيع أن نؤكد أن التصريحات الروسية تجاه الجيش السوري الحر  تظل غامضة، وهى مجرد بالون اختبار لمعرفة مدى قدرة فصائله المشتتة على الصمود في وجه المخطط الروسي للقضاء عليه من أجل توسيع نفوذ الأسد جنوبا وشمالا. 

شارك