روسيا تواصل غاراتها لملاحقة داعش والإرهابيين... وتصعيد أمريكي تركي
الإثنين 05/أكتوبر/2015 - 06:47 م
طباعة


غارات روسية مستمرة
تتصاعد تبعات الأزمة السورية يومًا بعد يوما، وتأخذ أبعادا جديدا في ضوء عدم موافقة القوى الغربية على تنامى الدور الروسي في سوريا، والقيام بغارات جوية أحادية واستهداف معاقل داعش ومواقع محسوبة على المعارضة السورية المدعومة من السعودية وقطر والغرب، مع استغلال عدد من المرشحين للانتخابات الأمريكية هذه الضربات للاستفادة منها في حملاتهم الانتخابية، ما بين مؤيد ومعارض، في الوقت الذى تشكو فيه تركيا من انتهاك أراضيها على يد مقاتلات روسية، ترتب عليه اجرا اتصالات مع حلف الأطلسي "ناتو" للتشاور بشأن كيفية الرد على هذه الانتهاكات رغم تأكيد الدفاع الروسية بأنه مجرد خطأ لن يتكرر.
من جانبها قالت هيلاري كلينتون المرشحة المحتملة عن الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية إن إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد له الأولوية في سوريا، وأن الولايات المتحدة يجب أن تسعى للتوصل لحل دبلوماسي لحل الصراع السوري الداخلي.
وردا على الانتقادات الغربية للغارات الروسية، قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين إن العمليات الروسية في سوريا تهدف إلى دعم الجيش السوري واستهداف الإرهابيين والمتطرفين هناك، موضحا بقوله "هدف عملياتنا هو تقديم الدعم للجيش السوري في صراعه ضد التنظيمات والقوى الإرهابية والمتطرفة."

مقاتلات روسية تستهدف معاقل الارهابيين
يأتي ذلك في الوقت الذى كشفت فيه مصادر اعلامية عن هروب جماعي لمسلحي "داعش" من سوريا باتجاه الأراضي الأردنية، فيما ألقت مروحية سورية منشورات ورقية على الرستن وتلبيسة تحذر من قرب انطلاق معركة حمص، وأن المنشورات تدعو الإرهابيين إلى إلقاء السلاح، كما أنها تحث المدنيين على مغادرة منازلهم، نظرا لقرب انطلاق عملية واسعة النطاق للجيش السوري في محيط البلدين.
وكانت مصادر في المعارضة السورية قد تحدثت عن استعدادات مكثفة للجيش السوري بغية فتح طريق حماة الرستن تلبيسة، واستعادة المناطق التي سبق للمعارضة المسلحة أن سيطرت عليها في محافظتي حمص وحماة.
كما تم الكشف أيضا عن فرار ما يربو من 3 آلاف مسلح من "داعش" و"جبهة النصرة" و"جيش اليرموك" باتجاه الأراضي الأردنية، خشية من استعدادات الجيش السوري لشن حملة تحرير واسعة النطاق، ومن غارات سلاح الجو الروسي.
ولا يقتصر التعامل على مواجهة داعش عبر غارات روسية فقط، وانما كثف الجيش السوري من عملياته نحو استهداف مواقع إرهابيي "داعش" و"النصرة" في ريف دمشق ودير الزور وحمص، بما في ذلك في محيط تدمر، فيما هاجمت القوات البرية السورية الإرهابيين في حيي الرشدية والرصافة بدير الزور، ما أسفر عن سقوط نحو 160 قتيلا في صفوف الإرهابيين، ونجح الجيش السوري خلال الأيام الماضية في تصفية مئات الإرهابيين في مختلف المناطق. كما تحدثت مصادر عن نشوب خلافات عميقة بين المسلحين السوريين والمرتزقة الأجانب، موضحة أن السوريين يطالبون المرتزقة بمغادرة الحولة والرستن وتلبيسة في ريف حمص الشمالي، وذلك بعد بدء الغارات الروسية.
وقام سلاح الجو السوري بتدمير أوكار وآليات تابعة لـ"جيش الفتح" في جسر الشغور والهبيط وخطملو بريفي إدلب وحماة، بالإضافة إلى القضاء على عدد من الإرهابيين في مسكنة والباب ودير حافر بريف حلب، وهاجم مواقع "داعش" في الجفرة والمريعية وحطلة بريف دير الزور.

امرأة سوريا تقبل صوره بوتن
ونقل عدد من الصحفيين الأجانب ترحيب عدد من أهالي مدينتي طرطوس واللاذقية بالضربات العسكرية الروسية في سوريا آملين أن يكون خلاص بلادهم من "داعش" على يد الروس، بعد أن أكد سكان المدينتين الساحليتين في الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "بطلهم ومنقذهم" من براثن "داعش" الذي تمدد في المنطقة ودمر كل ما فيها، وهو ما نقلته الصحفية البريطانية ليندسي هيلسوم في تقرير أنجزته بالمنطقة خلال زيارة لها مؤخرا، نشرته صحيفة الجارديان البريطانية.
ونقلت المراسلة الصحفية عن الأهالي بأنهم يرون أن العملية العسكرية الروسية ضد تنظيم "داعش" ستنهي الحرب التي طال أمدها، وإجماع السكان في اللاذقية وطرطوس على أن الولايات المتحدة متهم رئيسي في تعزيز حضور الجماعات الإرهابية التي تعمل داخل سوريا، حيث عبر العديد من الأهالي عن عدم رضاهم عن نتائج التدخل العسكري لقوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، مشيرين إلى أن النتيجة الوحيدة الواضحة للعموم بعد سنة من الدمار هي تفاقم قوة "داعش" في المنطقة.
كشفت هيلسوم إن معظم السكان الذين يعيشون في الأراضي الخاضعة لسيطرة الرئيس السوري بشار الأسد مستعدون للخدمة في الجيش الحكومي، على أمل أن يسهم ذلك في إنهاء الحرب، ويري أهالي طرطوس واللاذقية الروس كأصدقاء مخلصين هبوا لنجدتهم في نهاية المطاف بعد 4 سنوات من الحرب الأهلية، وحسب الشهادات التي نشرتها صحيفة الجارديان فقد أكد العديد أن سوريا وصلت لمرحلة سيئة جمعت بين "تحالف الأمريكيين والسعوديين ضدهم"، فضلا عن المتمردين والإرهابيين، الأمر الذي استدعى توجيههم نداء استغاثة إلى روسيا من أجل وضع حد للأزمة.
نوهت هيلسوم على أن أهالي طرطوس واللاذقية على ثقة كاملة في الدور الإيجابي الذي ستلعبه روسيا في سوريا خاصة أنهم يرون أن الروس عازمون على هزيمة "داعش" والإرهابيين عكس الأميركيين وقوات التحالف الدولي الذين لم يفعلوا شيئا خلال فترة تواجدهم.

هيلاري
من ناحية اخري كشفت مصادر غربية دراسة واشنطن سبل توسيع نطاق دعمها للمعارضة السورية "المعتدلة" ردا على العملية الجوية الروسية في سوريا، ونقلت "رويترز" عن مصادر حكومية أمريكية مطلعة قولها إن واشنطن تدرس إمكانية زيادة الدعم المقدم لمقاتلي المعارضة "المعتدلة" في سوريا بما يشمل السلاح كي تتمكن فصائلها من طرد عناصر تنظيم "داعش" من المناطق الاستراتيجية التي تشغلها على الحدود مع تركيا، وذكرت هذه المصادر أن ما يحمل واشنطن على مثل هذه الخطوة هو استهداف المقاتلات الروسية مواقع مسلحي المعارضة السورية "المعتدلة".
وفى إطار محاولات الغضب التركية من الغارات الروسية، انتقد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو انتهاك روسيا للمجال الجوي التركي ، رغم أن السلطات الروسية اعتبرت ذلك "خطأ وغير متعمد"، ورأى أن التدخل الروسي في سوريا يصعد الأزمة.
شدد على أن الجانب الروسي أكد احترام حدود تركيا وعدم تكرار الواقعة مستقبلا، وشدد على أن قواعد الاشتباك التركية واضحة بغض النظر عمن ينتهك مجالها الجوي.
يأتى ذلك بعد أن انتهكت طائرة روسية المجال الجوي التركي فوق مدينة إنطاكية القريبة من الحدود السورية الأمر الذي دفع أنقرة إلى إرسال طائرتين من طراز إف16 لاعتراض طريقها وإجبارها على العودة إلى الأجواء السورية واستدعاء سفير موسكو للاحتجاج، وأكد الجيش التركي تعرض مقاتلتين تركيتين "لمضايقة" من طائرات ميغ29 مجهولة على الحدود السورية.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد أن الضربات الروسية في سوريا "غير مقبولة"، وأكد أن موسكو ترتكب "خطأ جسيما" بهذا التدخل.