هجوم علي الحكومة اليمنية في عدن.. وسط تقدم القوات في مآرب وتعز
الثلاثاء 06/أكتوبر/2015 - 07:08 م
طباعة

مرت 6 أشهر على بداية العمليات العسكرية للتحالف العربي في اليمن والتي أطلق عليها "عاصفة الحزم"، وتواصل قوات التحالف التقدم علي الجبهات في اليمن، ودحر الحوثيين، مع هجوم بالصواريخ استهدف مقر الحكومة اليمنية في عدن، ولقاء وفدي حوثي بقيادات ايرانية في طهران.
الوضع الميداني:

تمكنت المقاومة الشعبية والجيش اليمني مسنودة بقوات التحالف من السيطرة على معسكر كوفل بصرواح ومقر اللواء 312 التابع للمنطقة العسكرية الوسط، في مديرية صرواح بمحافظة مأرب.
وواصلت القوات المشتركة، المكونة من قوات التحالف وقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، تقدمها الكبير أمس في محافظة مأرب، بشرق البلاد، وذلك في مقابل تقهقر الميليشيات الحوثية والقوات الموالية لعلي عبد الله صالح.
وقالت مصادر محلية في مأرب لـ«الشرق الأوسط» إن القوات المشتركة سيطرت، أمس، على مدينة مأرب ومنطقة «الطلعة الحمراء» التابعة لها، بشكل كامل، وكذا مناطق مثلث السد والفاو والمنين، فيما تستمر العمليات لتحرير مديرية صرواح ومنطقة قبائل الجدعان، وهما من أهم جبهات القتال في مأرب وقريبتان من حدود صنعاء المحافظة، ثم العاصمة.
واعتبر مصدر قيادي في المقاومة الشعبية بمأرب أن «صرواح أصبحت في مرمى المقاومة وأن مدينة مأرب أصبحت في مأمن، بعد قطع أهم منافذ تعزيزات للجيوب في الفاو والمنين والتي انهارت، أمس، بقوة وتم تحرير مثلث السد»، مشيرا إلى أن هذا المثلث «يربط المدينة بطريق السد وطريقي صافر وحريب، ويعتبر المثلث مركز تحكم في منطقة الفاو والأشراف».
وأضاف المصدر القيادي أن القوات المشتركة حققت تقدما كبيرا، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، حيث وصلت تلك القوات إلى مشارف محطة كوفل لتصدير وضخ النفط إلى ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر في محافظة الحديدة، بغرب البلاد.
وأكد المصدر أن معسكر كوفل أصبح في مرمى مدفعية قوات التحالف والجيش الوطني اليمني، وبحسب مصادر المقاومة المأربية لـ«الشرق الأوسط»، فإن «عمليات القوات المشتركة متجهه إلى تطهير صرواح وتنوي التوجه بعد تطهير صرواح أو بالتزامن معها، في تطهير مديرية مجزر الجدعان، في الجبهة الغربية، التي لم تبدأ فيها عمليات التطهير من القوات المشتركة».
وتعتبر الجبهة الغربية المعروفة بجبهة الجدعان من أقوى جبهات المقاومة في مأرب، حيث شهدت مواجهات عنيفة ومتقطعة طوال الأشهر الستة الماضية، وتمكنت فيها المقاومة الشعبية من تحقيق صمود كبير لم تسجل فيه ميليشيات الحوثي - صالح أي تقدم يذكر وما زالت، حتى اللحظة، من أقوى الجبهات، رغم الخسائر البشرية التي سجلتها هذه الجبهة.
وذكرت مصادر في المقاومة أن الجيش والمقاومة سيطروا على الطلعة الحمراء بعد فرار ميليشيات المتمردين من مناطق الفاو، ومنطقة مأرب القديمة ومفرق السد تحت وقع الضربات القوية التي تلقوها من نيران الجيش وطيران التحالف، مشيرة إلى أنهم عثروا على جثث للحوثيين منتشرة في محيط المنطقة، وبعضهم وجد حول أعناقهم سلاسل توزعها الميليشيات على أنها مفاتيح الجنة، وتغرر بمقاتليها بمنحهم هذه السلاسل لإبقائهم في متاريسهم حتى الموت.
وا كد محافظ مأرب الشيخ سلطان العرادة أن الطرق إلى تحرير العاصمة صنعاء "سالكة" باستثناء بعض المواقع التي يتواجد فيها مسلحو الحوثي وفرق من الحرس الجمهوري الموالي للرئيس السابق علي عبدالله صالح، التي أكد بأنها ستستسلم في غضون الأيام القليلة المقبلة.
وأوضح أن المنطقة العسكرية الرابعة يساندها عدد من الشرفاء من أبناء اليمن تتولى حاليا تطهير محافظة الجوف من الوجود الحوثي الصالحي، ليسجلوا انتصارات تضاف إلى ماتحقق في جبهات مأرب وتعز وباب المندب، وخاصة بعد تطهير المحافظات الجنوبية من المتمردين.
و أوضح القائد العسكري العميد عبدالله الصبيحي، أن معركة تحرير محافظة تعز ستنطلق من ثلاثة محاور، ويتمثل المحور الأول في تحرير ميناء المخاء، والتحرك لحسم جبهة الضباب كمحور ثان، وستقطع وصول الإمدادات العسكرية للميليشيا من اتجاه محافظة الحديدة. واشار إلى أن قوات أخرى من القوات الموالية للحكومة الشرعية، ستنطلق من مدينة كرش والحوبان بهدف الوصول إلى مدينة الوازعية لتطهيرها من ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح. ولفت الصبيحي إلى أن تمكن القوات الحكومة الشرعية والمقاومة الشعبية من تحرير واستعادة باب المندب وجزيرة ميون خلال خمس ساعات، قبل يومين، كشف حالة الانهيار في صفوف ميليشيا الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح. وأوضح الصبيحي، أن المقاومة أسرت خلال عملية تحرير باب المندب 200 من عناصر الميليشيا، وسقط المئات من القتلى والجرحى. من جانبه، قال قائد المنطقة العسكرية الربعة اللواء أحمد سيف إن القوات الموالية للحكومة الشرعية، تمتلك القدرة ولا توجد لديها صعوبة في تنفيذ المهام القتالية في المرحلة المقبلة من تحرير تعز، خاصة بعد أن أخضعت المقاومة الشعبية جزيرة ميون وباب المندب للشرعية وحررتها بشكل كامل.
وأوضح أن المقاومة والقوات النظامية تعد نفسها للمرحلة الثانية من خطة الهجوم التي ستعتمدها القيادة العسكرية لتحرير تعز، من قبضة الحوثيين وحليفهم صالح، وهذه الخطة ستكون سريعة في التنفيذ وتعتمد على آلية مختلفة تهدف من خلال إرباك العدو على حد وصفه، ومن ثم تطهير المدينة من باقي الجيوب.
إلى ذلك أكد مصدر في المقاومة الشعبية بتعز وجود ما لا يقل عن 700 أسير من ميليشيات الحوثي وصالح لدى المقاومة الشعبية، وأن الميليشيات رفضت طلب المقاومة بمقايضة الأسرى، وطلبت فقط إطلاق سراح البعض منهم بمن تسميهم بـ«القناديل»، وهم السادة وفي المعارك يكون أبناء القبائل كدروع بشرية لهم، وترفض إطلاق سراح من تسميهم (الزنابيل)، وهو مصطلح خاص بالحوثيين يقصد به أبناء القبائل وبقية أبناء اليمن وممن لا ينتمي إلى عرق السادة والهاشميين، وذلك في الوقت الذي بدأت فيه التحركات من قبل التحالف العربي وحكومة بحاح لتحرير تعز من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح.
ويقول أيمن المخلافي، عضو في المركز الإعلامي للمقاومة الشعبية بتعز لـ«الشرق الأوسط»: «منذ بداية المواجهات بين المقاومة الشعبية والجيش الوطني، من جهة، وبين ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، من جهة أخرى، وقع المئات من الميليشيات أسرى بيد المقاومة والجيش وقد وصل عدد أسراهم ما لايقل عن 700 أسير من الميليشيات».
هجوم عدن:

وعلي صعيد المشهد السياسي، نجا رئيس الوزراء اليمني خالد بحاح من الهجوم بالصواريخ الذي استهدف صباح اليوم الثلاثاء، الفندق الذي يقيم فيه في عدن (جنوب)، فيما قتل 15 من قوات التحالف في الهجوم.
وقد اندلعت النيران في الفندق الذي يشكل مقر إقامة رئيس الوزراء اليمني وأعضاء حكومته في عدن ثاني مدن البلاد، بعد إصابته بثلاثة صواريخ، على ما أفاد مصدر أمني وشهود.
كما استهدف انفجار آخر منزل الشيخ صالح العولقي، الذي أشار مراسل العربية إلى أنه كان مسكنا لبعض العناصر من القوات الإماراتية ورجال الهلال الأحمر الإماراتي، وقد دمر المنزل بصورة كاملة جراء استهدافه بسيارة مفخخة أدى انفجارها إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى.
هذا، وانفجرت سيارة مخففة أخرى عند بوابة معسكر القوات الإماراتية بالقرب من منطقة البريقة، فيما لم تستطع التوغل إلى الداخل بعد أن تم إطلاق النار عليها من قبل الحراس، إذ قام سائقها بتفجيرها ما أسفر عن مقتل عدد من رجال الحراسة الذين كانوا يتواجدون خارج المبنى.
وأعلنت قيادة التحالف العربي في اليمن عن استشهاد جندي سعودي في هجوم عدن، بينما أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية عن استشهاد 4 من جنودها وإصابة عدد آخر بإصابات مختلفة في عدن ضمن المشاركين في قوات التحالف.
ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية عن "مصادر مطلعة وشهود عيان" قولهم إن "عمليات الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح الإجرامية التي استهدفت مقر الحكومة اليمنية اليوم (الثلاثاء) وعددا من المقار العسكرية أدت إلى استشهاد 15 من قوات التحالف العربي والمقاومة اليمنية". وأضافت المصادر أن هناك عددا من الإصابات المختلفة.
من جانبه، أكد نائب الرئيس اليمني خالد بحاح أنه وجميع أفراد إدارته باقون في مدينة عدن ولن يغادروها، كما أكد أنه سليم ولم يصب أو أي من أفراد الحكومة بأذى في الهجوم الصاروخي الذي استهدف مقر الحكومة اليوم الثلاثاء. ودعا بحاح كافة أهالي عدن إلى التكاتف ورص الصفوف، مؤكدا أن أي محاولة لزعزعة الأمن في المدينة هدفها إفشال الحكومة وإسقاط المدينة في أتون الفوضى.
وتقيم حكومة الرئيس عبد ربه منصورهادي في فندق القصر منذ عودتها التدريجية من الرياض خلال الأسابيع الماضية بعد طرد مقاتلي الحوثيين في يوليو تموز. وتقوم بحراسة الفندق قوات من الإمارات العربية المتحدة التي تشارك في التحالف الذي تقوده السعودية والذي يسعى لإنهاء سيطرة الحوثيين على اليمن وإعادة هادي لممارسة مهام سلطته من العاصمة صنعاء.
فيما تبني تنظيم داعش عبر "تويتر" الهجمات في عدن اليوم ويقول ان هدفه الجنود السعوديين والاماراتيين.
واتهم المتحدث باسم المقاومة الشعبية الجنوبية علي شايف الحريري، جماعة الحوثي والقوات الموزالية لعلي عبدالله صالح، بتنفيذ الهجوم، رداً على إعادة السيطرة على باب المندب, وتحرير الممر الدولي الهام من قبل المقاومة والتحالف العربي".
من جانبه، أكد المتحدث باسم الحكومة اليمنية، راجح بادي، صباح الثلاثاء، أن مجلس الوزراء سيعقد في الساعات القليلة المقبلة اجتماعا طارئا لبحث الهجوم الصاروخي الذي شنه المتمردون الحوثيون وأتباع صالح على فندق القصر بعدن.
وجدد بادي في اتصال مع "سكاي نيوز عربية" التأكيد على أن الهجوم، الذي استهدف الفندق الذي تتخذه الحكومة اليمنية مقرا لها، لم يسفر عن إصابة رئيس الوزراء وأي مسؤول حكومي، إلا انه أدى إلى مقتل شخصين.
المشهد الاقليمي:

في أول رد إماراتي على استهداف مقر إقامة مقر الحكومة الشرعية في فندق القصر بعدن، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الاماراتي وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، الدكتور أنور قرقاش، إن الهجوم دليل آخر لمن يحتاج إلى دليل أن الحوثيين او من يسمون انفسهم "أنصار الله" والرئيس السابق علي عبدالله صالح، "مصرين على تدمير اليمن".
وأضاف قرقاش في تغريدات على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" "والواقع على الارض يشير الى انهم يخوضون معركة خاسرة وان دورهم تم اختزاله بالتراجع على الارض ومحاولة الأضرار عبر الألغام والكمائن والصواريخ".
وتابع إن "استهداف فندق القصر، مقر الحكومة اليمنية، محاولة يائسة اخرى في جهل وتجاهل واضح لما يحصل على الارض، ولعل نهوض عدن أغاض قوى الفساد والظلام". وقال "حكم التاريخ قاس على صالح والحوثيين، رئيس سابق فسد وأفسد وحقد ودمَّر، وجماعة تحولت إلى أداة عميلة ضد العرب، إجتمع التمرد والفساد ضد اليمن". وتساءل الدكتور قرقاش "لمن يقف مع التمرد، أي ضمير يبرِّر دعمكم لرئيس سابق إستباح اليمن وسرق قوت مواطنيه؟ وأي نخوة تجعلكم أداة طَيِّعّة لمشروع طائفي إيراني؟". وأكد أن "التضحيات التي تم تقديمها من اجل استقرار اليمن و الخليج عظيمة، وقوى التمرد والفساد واهمة ان هي شككت في قوة الالتزام السياسي والوطني وعزمه". ولفت إلى أن "الحكومة اليمنية تُمارس العمل والبناء من عدن، ولم تعد حكومة منفى كما ارادت قوى التمرد والفساد، ومساحة التمرد تتقلص، حقيقة لن يغيرها عمل غادر". وقال "اشاعات قنوات ايران واعلامها من الميادين والمنار والسفير متوقع، ولكن اين موقع روسيا اليوم من أزمة اليمن؟ وهل سيطر عليها اعوان ايران تحريريا؟". وأوضح الدكتور أنور قرقاش أن "إنتصارات مأرب والمندب تحكم الطوق، والهجوم على القصر اليوم يزيدنا إصرارا على تدمير قوى التمرد و الفساد، سنستمر في مسعانا حتى النصر، وهو قريب". وأضاف "توهمت قوى التمرد والفساد أنها ستنفي الحكومة إلى فنادق الشتات، وستدورالأيام لنجدهم في الشتات منبوذين مكروهين بعد تدميرهم الممنهج لليمن". وأشار إلى أن "السيطرة على باب المندب نجاح استراتيجي بامتياز وعملية الالتفاف والتضييق على قوى التمرد والفساد يعزز الوضع الاستراتيجي"، مؤكدا أن "رقعة التمرد تتضاءل".
الحضور الايراني:

فيما التقى وفد اللجنة الثورية العليا في اليمن برئاسة نائف خائف اليوم الثلاثاء في طهران مع أمين المجلس الاعلى للأمن القومي الايراني علي شمخاني.
واعتبر شمخاني، الحوثيين فصيل مقاومة ضد السعودية، مشددا علي أن هذا حرب التحالف بقيادة السعودية، يعتبر مصداقا بارزا لجرائم الحرب .
وذكرت تقارير اعلامية أن الوفد بحث مع الجانب الإيراني وخصوصا قيادات الحرس الثوري إمكانية تعزيز الحوثيين بخبراء عسكريين إضافيين لتعزيز قدرات الحوثيين العسكرية وخصوصا في ظل التراجع الذي يسجلونه على جبهة مأرب وخسائرهم في الشريط الساحلي بعد استعادة قوات الشرعية مسنودة بقوات التحالف السيطرة على مضيق باب المندب وجزيرة ميون.
وكانت العاصمة اللبنانية بيروت هي المحطة الأولى للوفد الحوثي الذي التقى هناك بزعيم حزب الله أو من يصفه محللون بعميد مرتزقة طهران حسن نصر الله حيث نوهت المصادر الى أن الحوثيين عبروا لنصر الله عن شكر وامتنان قائد المتمردين عبدالملك الحوثي لما قدمه حزب الله لحركته من دعم متنوع خلال الفترة الماضية سواء بإرسال خبراء عسكريين إلى اليمن أو بتدريب مسلحين وكوادر حوثية في جنوب لبنان، ورغبته في الحصول على دعم إضافي من حليفه الشيعي اللبناني.
المشهد اليمني:

انحسر وجود المتمردين الحوثيين وميليشيات علي عبد الله صالح في أغلبية المدن اليمنية، بعد سلسلة الهزائم التي حلت بهم في الآونة الأخيرة، وأدت إلى تمركزهم في محافظات لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة.
ويتركز وجود المسلحين الحوثيين حاليا في محافظة صعدة، التي تعد معقلا رئيسيا لهم، بالإضافة إلى محافظات عمران وحجة والمحويت القريبة من صعدة، وكلها محافظات تتعرض إلى قصف مكثف من طائرات التحالف.
أما العاصمة اليمنية صنعاء، التي ما زال الحوثيون يحكمون السيطرة عليها، فإن تحريرها من قبضة المتمردين بات قريبا بعد استعادة القوات الشرعية مأرب، التي تعد بوابة إلى العاصمة.