الحوثيون و"حزب صالح" يقبلان بتفاوض غير مشروط .. والتحالف يعلن 75 % من الأراضي اليمنية

الأربعاء 07/أكتوبر/2015 - 06:28 م
طباعة الحوثيون وحزب صالح
 
انتصارات الجيش اليمني والمقاومة، وإعلان التحالف تحرير 75% من الأراضي اليمنية، مكن يد مليشيات وتأكيد الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام برئاسة علي عبدالله صالح، تنفيذ القرار الاممي يشير الي وجود فرصة لإنهاء الصراع في اليمن.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
شنت مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية غارتين استهدفت المسلحين الحوثيين بمدينة حريب غرب مأرب.
وحسب مصادر محلية، فقد شهدت سماء المدينة تحليقا مكثفا لطائرات التحالف، كما استهدفت غارات مواصلات حريب ونقطة للحوثيين شرق مدينة حريب المدخل الشرقي للمدينة الواقعة برأس الكبرى.
وحققت القوات الموالية للشرعية، المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية، الثلاثاء نصرًا استراتيجيا بتطهير مأرب من المتمردين، ليمتد خط الدفاع عن محافظات أبين وشبوة وعدن والضالع ولحج من مأرب إلى منطقة باب المندب التي كانت قد حررت بدورها قبل أيام قليلة.
وبالإضافة إلى الدور الدفاعي، يعد "محور مأرب-باب المندب" عاملا أساسيا في عملية تقدم التحالف والجيش الوطني اليمني والمقاومة إلى معاقل الميليشيات المتمردة في محافظات حجة وصعدة وعمران وصنعاء بالشمال، وقطع طرق الامداد عن المتمردين في البيضاء وتعز وإب.
كذلك شنت مقاتلات التحالف غارات جوية عنيفة بصنعاء استهدفت بالأساس معسكر ضبوة جنوب العاصمة. وكانت مقاتلات التحالف قد حلقت على علو منخفض في سماء صنعاء قبل أن تستهدف معسكر ضبوة، وسط إطلاق لمضادات الطيران بشكل متقطع. 
ودشن الإماراتيون العمل في قاعدة العند الاستراتيجية في جنوب اليمن بعد ترميم الأضرار التي لحقت بها عقب تحريرها من الحوثيين الذين اجتاحوها في أواخر مارس من العام الماضي وتم تحريرها في يوليو.
كما أمنت عملية السيطرة على محافظة مأرب وسط اليمن وطرد المتمردين من باب المندب في أقصى جنوب غرب البلاد، المحافظات الجنوبية المحررة، وبالتالي سمحت لقوات التحالف العربي والجيش الوطني بالتقدم بحرية إلى معاقل ميليشيات الحوثي وصالح المتمردة في الشمال.
وأعلن قائد قوات التحالف العربي في مأرب، العميد ركن علي سيف الكعبي سقوط مديرية صرواح غربي المحافظة بعد معارك مع مليشيات الحوثي وصالح. وأفاد الكعبي بمقتل وأسر عدد كبير من مليشيا الحوثي في المعارك.
وشنّت مقاتلات التحالف العربي غارات استهدفت معسكر ضبوة جنوب العاصمة صنعاء، كما استهدفت الغارات موقعا في منطقة السبعين جنوب صنعاء.
وفي تعز، قتل ثمانية عشر من ميليشيا الحوثيين وصالح في قصف لطيران التحالف استهدف تجمعات للمتمردين.
كما اتجهت تعزيزات لمليشيات الحوثي والمخلوع صالح حجمها أكثر من اثنتين وثلاثين عربة عسكرية صوب مديرية المسيمير شمال شرق محافظة لحج.
وفي صنعاء هزّ انفجار عنيف المناطق الشمالية، وقالت مصادر محلية إن الانفجار نتج عن انفجار عبوة ناسفة أمام جامع النور في النهضة بصنعاء.
صرح المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، العميد ركن أحمد عسيري بأن العمليات العسكرية في اليمن تسير حسب ما هو مخطط له، مشيراً إلى أن 75% من الأراضي اليمنية تحررت من الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح.
وأكد عسيري في حديث مع صحيفة "الرياض" السعودية نشرته اليوم الأربعاء أنه "لا يوجد أي تباطؤ في سير العمليات العسكرية، ولكن طبوغرافية الأرض لها دور مؤثر"، مؤكداً أن الهجوم الذي حدث أمس على مقر الحكومة اليمنية في عدن هو حادث عرضي وتجري التحقيقات لكشف ملابساته.
ورداً على سؤال عن وجود سوء تقدير في إعلان تحرير عدن بالكامل كما حدث في شبوه، قال: "نتكلم عن ثلاثة أرباع اليمن تحت سيطرة الحكومة الشرعية، ولكن ذلك لا يعني بشكل من الأشكال أن العملية آمنة 100% فلا تزال هناك جيوب مقاومة من ميليشيات الحوثي وصالح".

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلي صعيد المشهد السياسي، شدد الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، اليوم الأربعاء، على أن "العمليات الإرهابية لن تثني الحكومة عن ممارسة عملها من محافظة عدن"، في وقت كشفت فيه مصادر أمنية أن الحكومة تدرس اتخاذ إجراءات لتأمين عدن من خلال بعض الأنظمة الدفاعية.
وأضاف هادي، خلال لقائه، في مقر اقامته المؤقت في العاصمة السعودية الرياض الهيئة الاستشارية لمستشاري رئيس الجمهورية، نشرت تفاصيله وكالة (سبأ) أن "العناصر الإرهابية تسعى من خلال هذه العمليات لزعزعة الأمن والاستقرار"، مشيراً إلى ان ذلك "لن يثني الحكومة عن ممارسة عملها من محافظة عدن والبدء بعملية إعمار ما خلفته المليشيا الانقلابية من دمار كبير في البنية التحتية واستباب الأمن والاستقرار".
في موازاة ذلك، تتواصل في عدن عمليات ترميم المرافق حكومية وأمنية وعسكرية والقصور الرئاسية ومرافق ومستشفيات، فضلاً عن مدارس وكليات في جامعة عدن.
A- انسخ الرابط 11803
أكد رئيس الحكومة اليمنية خالد بحاح أن "مفخخات" استخدمت بتفجيرات عدن، لكن اللغط مازال قائما بشأن الجهة المنفذة، إذ تسابق الحوثيون و"داعش" إلى إعلان مسئوليتهما عنها.
وأكد بحاح أن سيارتين استهدفتا الثلاثاء، الأول فندق القصر مقر إقامة الحكومة اليمنية في عدن فيما استهدفت سيارتان أخريان موقعين مختلفين في عدن نافيا فرضية سقوط صواريخ على المنطقة.
ودعم رواية بحاح إعلان وزارة الداخلية اليمنية الذي أكد أن الهجوم ناتج عن هجمات إرهابية نفذت بواسطة سيارات مفخخة.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
في غضون ذلك، كشفت رسالتان منفصلتان أُرسلتا في وقت متزامنٍ إلى مجلس الأمن الدولي خلال اليومين الماضيين عن تقدمٍ نسبيٍ لحركة "أنصار الله" الحوثية في اليمن وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يقوده الرئيس السابق علي عبد الله صالح نحو قبول شبه كامل بجميع بنود القرار الأممي 2216 والقرارات الدولية الأخرى ذات الصِّلة بالأزمة السياسية والصراع المسلح في هذا البلد.
تضمنت رسالة، التي حصلت بي بي سي على نسخة منها عبر وسيطٍ غربي، تأكيد الحوثيين التزامهم بمجموعة النقاط السبع أو ما سمي "مبادئ مسقط". كما جاء فيها "ندعو الأمين العام ومجلس الأمن إلى العمل على دعمها. مؤكدين من جانبنا الالتزام جنبا إلى جنب مع بقية الأطراف الأخرى بهذه النقاط السبع كحزمة واحدة، والتي تضمنت الالتزام بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالشأن اليمني بما فيها القرار 2216 وفق آلية تنفيذية متوافق عليها، ونحن نتطلع بأن القرارات ستكون عنصراً هاماً لأجندة المحادثات التي تتطلب الجدولة على مراحل من قبل الأمم المتحدة".
وطالبت الرسالة مجلس الأمن الدولي بأن "يدعم الحل السياسي لأزمة اليمن والعودة إلى المحادثات دون شروطٍ مسبقة". رسالة الحوثيين، التي لم تتجاوز صفحة واحدة وذيلت بتوقيع الناطق باسمها محمد عبد السلام، تضمنت عرضاً موجزاً لما آل إليه الوضع الإنساني من تدهور في اليمن جراء الحرب والحصار المفروض عليه.
لم يختلف مضمون رسالة حزب المؤتمر كثيراً عما ورد في رسالة الحوثيين، مسؤول كبير في الحزب كان أطلع بي بي سي مساء أمس على محتوى هذه الرسالة، الذي يتضمن قبولاً تاماً بخطة سلام ومفاوضاتٍ مباشرة غير مشروطة وفقاً للقرارات الدولية التي "ترفض الاستيلاء على السلطة بالقوة".
لكن رسالة المؤتمر اشتملت على رؤية أكثر وضوحاً وتفصيلاً مما طرحه الحوثيون لكيفية الذهاب إلى حلٍ سياسيٍ جذري عبر "وقفٍ لإطلاق النار ورفع الحصار والتفاوض المباشر وصولاً إلى مرحلة انتقالية لا تتجاوز العام تنتهي بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية".
كان المجلس أرجأ جلسةً مقررةً له يوم التاسع والعشرين من شهر سبتمبر المنصرم لمناقشة الوضع المتفاقم في اليمن حتى الأسبوع الحالي بناءً على طلبٍ تقدم به الحوثيون وحزب صالح لإتاحة الفرصة أمامهما لبلورة موقف أكثر إيجابية ومرونة.
ورجح وزير في حكومة نائب الرئيس رئيس الوزراء اليمني خالد بحاح في اتصال مع بي بي سي أن لا يوافق الرئيس هادي والحكومة على مضمون رسالتي الحوثيين وصالح، معتبراً ما جاء فيهما "مجرد كلام غامض ومكرر لا يتضمن أي جديد".
وأضاف أنه إذا أراد الحوثيون وصالح نهايةً للحرب فإن "عليهما القبول الصريح بجميع بنود القرار الأممي 2216 دون انتقاء أو التفاف على مواده" وأنه "إذا فعلوا ذلك فليتفضلوا إلى طاولة التفاوض للبحث في حلٍ سياسي للنزاع".
ومع هذا، قال الوزير اليمني إن "اللجنة السياسية المعنية بهذا الملف قد تدرس هاتين الرسالتين إذا ما تلقتهما بشكل رسمي وليس عن طريق وسائل الإعلام".
ي غضون ذلك، اتهم وزير الخارجية اليمنية رياض ياسين سلطنة عمان بنقل الحوثيين خارج اليمن. وقال في حديث لصحيفة "الحياة" اللندنية إن طائرتين تابعتين لسلطنة عمان نقلتا عددا من أعضاء جماعة الحوثي من صنعاء إلى بيروت للقاء قيادات في حزب الله اللبناني، على أن يتوجهوا لاحقا إلى طهران وموسكو، بحسب الصحيفة.
وأكد ياسين أن دور سلطنة عمان من الأزمة اليمنية" لم يكن موفقا منذ البداية"، مضيفا أن "مسقط قدمت تسهيلات ونقلت عناصر من المتمردين إلى أراضيها، ثم تم نقلهم إلى بيروت وصولا إلى طهران". 
إلى ذلك، أكد ياسين أن بلاده اختارت القطيعة الدبلوماسية مع إيران كخطوة استباقية لصد محاولاتها المستمرة للعبث بأمن اليمن، على حد قوله. وبحسب الصحيفة، فقد توقع مراقبون أن تضع اتهامات يمنية لسلطنة عمان عراقيل جديدة أمام محادثات سلام تأمل الأمم المتحدة عقدها في مسقط لحل الأزمة اليمنية ووقف الحرب الدائرة في أرجاء اليمن.

الحضور الإيراني:

الحضور الإيراني:
وعلى صعيد الحضور الايراني، وصف رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية لمجمع تشخيص مصلحة النظام في ايران علي اكبر ولايتي، العلاقات بين الشعبين الايراني واليمني بالتاريخية.
وقال ولايتي ، لدى استقباله وفدا من اللجنة الثورية اليمنية العليا في طهران يوم الاربعاء، ان العلاقات الثقافية بين شمال ايران واليمن تمتد الى الف عام.
ولفت إلى أن الشعب الإيراني يطلع على التطورات الجارية في اليمن عبر وسائل الاعلام واعرب عن امله في ذات الوقت عن تحقيق المسؤولين في اليمن النجاح لتقديم المزيد من الخدمات للشعب والدفاع عن الاستقلال والحقوق وثقافة الشعب ، مشيدا في ذات الوقت بجهاد الشعب اليمني وداعيا له بالنصر.
من جهته عزّى رئيس الوفد اليمني ، خلال اللقاء ، بكارثة الحجاج في منى وقال، مما لاشك فيه وكما أشرت فان العلاقات بين ايران واليمن متجذرة وتمتد الى آلاف الاعوام.
وقال، انه كما وقفت ايران الى جانب اليمن اثناء احتلاله من قبل الحبشة فإنها تقف اليوم الى جانبه ايضا.
وأضاف أن اليمن صامد اليوم في مواجهة غطرسة الصهاينة حيث انه في محور المقاومة.
وأشاد بدعم إيران للثورة في اليمن الا انه ينتظر تعزيز الدعم بالنظر الى حجم العدوان على اليمن.
ووصف الأوضاع الإنسانية في اليمن بالكارثية، وقال إن البلاد تتعرض لحصار ظالم برًا وجوًا وبحرًا، وأن العدوان طال الشعب والبنى التحتية واستهدفت المدارس والمستشفيات والجسور والآثار التاريخية.
ووصف الهجمات الجارية على اليمن بالعشوائية دون تمييز بين العسكريين والمدنيين حيث بلغ عدد الشهداء بمن فيهم النساء والاطفال والشيوخ نحو 13 الفا فيما بلغ عدد الجرحى 20 ألفا جرَاء العدوان.
واعتبر ان العدوان على اليمن يحاول التشكيك بصلابة الشعب وثباته حيث كان الأعداء يراهنون على كسر صلابته في غضون 10 ايام الى ان العدوان مستمر منذ 7 اشهر وما يزال الشعب صامدا.
واوضح، ان اللجان الشعبية استطاعت تقديم نموذج عسكري ضمن اساليب دفاعية والنفوذ في ارض العدو وهو ما تحقق بفضل الله تعالى وتلاحم الشعب والجيش والقوى الثورية في البلاد.
ووصف العدوان بانه قد اعد له مسبقا منذ انتصار الثورة في 21 سبتمبر عام 2014 حيث تم التخطيط في استخدام السعودية لإذلال الشعب اليمني. وأكد أن الثورة اليمنية لم توجه اي تهديد لبلدان الخليج الفارسي او الملاحة الدولية بل مدت ايديها للمجتمع الدولي وتدعو اليوم الى السلام ومجابهة الإرهابيين.

الوضع الإنساني:

الوضع الإنساني:
فيما أعلنت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة، اليوم الثلاثاء، أن حوالي 114 ألف شخص فرّوا من اليمن منذ نهاية مارس.
وقالت المنظمتان في بيان مشترك إن "حوالي 70 ألف شخص فرّوا من الأزمة ووصلوا إلى جيبوتي وإثيوبيا والصومال والسودان"، يضاف إليهم "ما يصل إلى 44 ألف شخص وصلوا إلى السعودية وسلطنة عمان".
ونقل البيان عن أشرف النور، المسئول في المنظمة الدولية للهجرة، قوله إن "اللاجئين والمهاجرين يصلون بعد أن يكونوا قد أمضوا ساعات طويلة في البحر، وغالبا ما يكونون مصدومين ومنهكين، وليس معهم إلا القليل من الأغراض الشخصية ويحتاجون بسرعة كبيرة إلى الغذاء والماء والإسعافات الطارئة".
وأضاف خلال لقاء في نيروبي لتنسيق جهود التصدي لهذه الأزمة، أن "الأكثر إلحاحا هو تلبية احتياجاتهم الأساسية وتسجيلهم وتزويدهم بوثائق هوية تتيح لهم الحصول على الخدمات الأساسية".
وبحسب الأمم المتحدة فإن النزاع في اليمن أسفر عن سقوط حوالي 5000 قتيل و25 ألف جريح، إضافة إلى تهجير 1.3 مليون شخص.

المشهد اليمني:

المشهد اليمني:
اعلان الحوثيين وحزب صالح، قبول تنفيذ قرار مجلس الامن رقم 2216، مع اعلان قوات التحالف تحرير 75% من الأراضي اليمنية من يد الحوثيين،  وهو ما يعني انحصار الحوثيين في معاقلها في صنعاء وعمران وحجة وصعدة سيمهد الطريق إلى القضاء على التمرد الحوثي وبسط سلطة الشرعية على كافة الأراضي اليمنية، كونها بات معزولة في بقعة جغرافية داخلية، محاصرة من كافة الجهات.
وتشير الانتصارات الأخيرة إلى أن عملية تحرير اليمن من قبضة الميليشيات، وتأكيد الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام برئاسة علي عبدالله صالح، تنفيذ القرار الاممي يشير الي وجود فرصة لإنهاء الصراع في اليمن.

شارك