تضارب الأنباء بشأن عمليات برية "روسية سورية".. والسفن الحربية تنفذ غارات مفاجئة

الأربعاء 07/أكتوبر/2015 - 10:06 م
طباعة تضارب الأنباء بشأن
 
تضاربت المعلومات بشأن تنفيذ عمليات برية في سوريا من خلال توفير غطاء جوي للقوات السورية، والتنسيق مع الجيش السوري في استهداف الجماعات الارهابية والمقاتلين المعارضة،  وقيام سفن روسية حربية بإطلاق 26 صاروخا من بحر قزوين، في الوقت الذى نفي فيه مسئولين سوريين الأنباء التي تداولت بشأن تنفيذ عمليات برية مشتركة للقوات السورية والروسية على الأراضي السورية.

تضارب الأنباء بشأن
وزعم المرصد السوري لحقوق الإنسان قيام وحدات روسية سورية  باستهداف بلدات قريبة من الطريق السريع الرابط بين الشمال والجنوب والذي يمر عبر مدن كبرى في أراض تسيطر عليها الحكومة بدرجة كبيرة في غرب سوريا، وأن الهجمات البرية تمت باستخدام صواريخ سطح-سطح استهدفت أربعة مواقع على الأقل لمقاتلي المعارضة في المنطقة ووقعت اشتباكات عنيفة على الأرض، مع مشاركة عناصر من حزب الله شاركت في القتال.

تضارب الأنباء بشأن
من جانبه نفى السفير السوري في موسكو رياض حداد أنباء تنفيذ عمليات برية مشتركة للقوات السورية والروسية، مؤكدا انه لا يوجد قتال مشترك على الأرض كما تناقلته وسائل الإعلام، بل توجد تغطية من الجو من قبل القوات الجوية الروسية، أما القوات العاملة على الأرض فهو الجيش السوري فقط".
شدد حداد على أن هناك حربا إعلامية شعواء تشن ضد روسيا بسبب الضربات الجوية التي توجهها المقاتلات الروسية لتنظيم داعش الإرهابي، موضحا أن العمليات الأخيرة لسلاح الجو الروسي أجبرت الغرب على نزع القناع والاعتراف بأنه شكل ومول كل هذه العصابات.
ركز حداد أن انضمام روسيا إلى العملية العسكرية في سوريا أربك الإرهابيين لأنهم باتوا يشعرون آثار الضربات الجوية الفعلية على أنفسهم، مشيرا إلى أن الإرهابيين يستخدمون تكتيك حفر الأنفاق غير الفعال أمام الضربات الجوية الروسية، وأنه قبل إقلاع المقاتلات الروسية تقوم طائرات الاستطلاع بطلعات فوق مناطق تواجد الإرهابيين لتحديد مكانهم بدقة واستخلاص أكبر النتائج من القصف، موضحا عدم تواجد أي من أعضاء المعارضة في المناطق التي يستهدفها سلاح الجو الروسي الذي ينفذ عملية ضد الإرهابيين فقط، وهم داعش و"جبهة النصرة" و"جيش الفتح" و"جيش الإسلام"، بالإضافة إلى مجموعات أصغر منضوية تحت رايتها، والتأكيد على أن القوات الجوية الروسية دمرت نحو 40% من البنية التحتية لتنظيم داعش وقضت على العديد من الإرهابيين، الذين بدأوا بالتراجع نحو الحدود التركية.
ووصف السفير السوري الضربات الروسية بالدقيقة والفعالة جدا، معتبرا أن ذلك يعود الى التنسيق الكثيف بين روسيا والجيش السوري الذي يحارب على الأرض وينقل إحداثيات دقيقة عن مواقع المتطرفين، مشيرا في هذا الصدد إلى كذب التصريحات الغربية حول ضرب المقاتلات الروسية سكانا مدنيين، موضحا أن المسلحين يمتلكون أسلحة كيميائية منذ زمن بعيد، وقد استخدموها بالفعل في مناطق خان العسل والغوطة الشرقية بريف دمشق وفي العراق، مذكرا بأن الحكومة السورية طلبت حينها من الأمم المتحدة إجراء تحقيق حول هذه الجرائم، مؤكدا أن أجهزة الأمن السورية تملك تسجيلات لمكالمات الإرهابيين تبين أنهم كانوا يطالبون بتسليمهم أسلحة كيميائية لاستخدامها بالفعل.

تضارب الأنباء بشأن
يأتي ذلك في الوقت الذي صعدت فيه روسيا من عملياتها في سوريا، عبر استخدام السفن الحربية في بحر قزوين، وهو ما اعتبره مراقبون بأن هذه الصواريخ تعنى انها مرت فوق إيران والعراق لتصل لأهدافها لتغطي مسافة تبلغ 1500 كيلومتر في أحدث استعراض للقوة العسكرية الروسية .
من جانبها قالت وزارة الدفاع الروسية إن الصواريخ كاليبر البحرية التي تحلق قريبا من الأرض  والمعروفة لدى حلف شمال الأطلسي باسم سيزلر تطير على ارتفاع 50 مترا فوق سطح الأرض وتتميز بدقة في إصابة أهدافها. 

وعلى صعيد التنسيق الأمريكي الروسي لتفادى اشتباكا لطائرات الروسية مع طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، أكد متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية إن طائرات تابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقصف تنظيم داعش في سوريا غيرت مسارها مرة واحدة على الأقل في الأيام الستة الأخيرة لتجنب مواجهة عن قرب مع طائرات روسية، مؤكدا بقوله " لدينا واقعة واحدة على الأقل حيث اتخذ إجراء لضمان ألا تكون هناك منطقة غير آمنة في الجو. اضطررنا لتغيير مسار طائرة."
شدد على أن تغيير مسار الطائرة حدث منذ عقد مؤتمر عبر دائرة اتصال آمنة بالفيديو بين مسؤولين عسكريين أمريكيين وروس والذي ركز على سبل توفير السلامة للطواقم في الجو وهي تنفذ عمليات عسكرية متزامنة ذات أهداف متضاربة.
ورفض ديفيز تقديم تفاصيل إضافية وبينها توضيح إن كانت الطائرة بطيار أم بدون طيار أو كيفية تغيير مسارها وإلى أين واكتفي بالقول إن ذلك حدث مرة واحدة على الأقل وإنه كان في المجال الجوي السوري.
تضارب الأنباء بشأن
وعلى صعيد المحاولات الغربية لوضع حد للأزمة السورية، دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الدول الأوروبية وروسيا وإيران وجميع الأطراف المعنية الى توحيد المواقف لإيجاد تسوية سياسية للأزمة السورية، موضحا في كلمته أمام البرلمان الاوروبي أن المأساة السورية تطال الجميع بلا استثناء.
أوضح أن فرنسا أخذت على عاتقها مسئولية تنفيذ عملية عسكرية، ينبغي على أوروبا بأكملها أن تتوحد لوضع خطة إنسانية وسياسية ودبلوماسية للخروج من هذه الأزمة، مضيفا بقوله " يتوجب علينا، والمعنيون بذلك، صياغة مستقبل سياسي يحصل في ظله السوريون على بديل جديد عوضا عن بشار الأسد و"داعش".
دعا أولاند أوروبا لتسخير الجهود اللازمة بما يجعل المخرج السياسي أمرا ممكنا، لا بد من أن يواصل جميع من يريدون حل الأزمة، روسيا وإيران وبلدان الخليج والولايات المتحدة وأوروبا، جهودهم في هذا الاتجاه.
يأتي هذا التحرك في إطار المحاولات الفرنسية والألمانية لإقناع باقي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بمبدأ التوزيع المتكافئ للاجئين على أراضيها وفق نظام محاصصة إلزامي، وهو القرار الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي مؤخرا ويلقى معارضة شديدة من بعض بلدان الاتحاد الأوروبي، خاصة دول أوروبا الشرقية.

شارك