تداعيات سلبية على معاناة اللاجئين السوريين بعد الضربات الروسية

الخميس 08/أكتوبر/2015 - 12:08 ص
طباعة طوابير انتظار تسجيل طوابير انتظار تسجيل اللاجئين أنفسهم
 
طوابير انتظار تسجيل
طوابير انتظار تسجيل اللاجئين
حذر خبراء وباحثون مهتمون بشئون اللاجئين من الاهتمام بالغارات الروسية على حساب معاناة اللاجئين والنازحين، وما سيترتب عليه من فرار الكثيرين وتوقف أعمال الاغاثة الانسانية بدعوى استمرار الغارات الجوية فوق الاراضي السورية، وما يترتب عليه تعرض حياة العاملين فى هذه المنظمات للخطر.
من جانبه انتقد تقرير اعدته منظمة اوكسفام قصور المجتمع الدولي في مساعدة اللاجئين السوريين ،موضحا ان تعهدات بعض الدول باستقبال اللاجئين السوريين الذي يعانون اوضاعا صعبة هي عبارات جوفاء وان عدد من تم استيعابهم هو 17 الفا فقط.
شدد التقرير على أن جهود المجتمع الدولي لوقف العنف وحل الازمة تبدو سطحية وغير مخلصة، ولاسيما مع زيادة حدة الحرب في الوقت الراهن، فضلا عن ان مستوى تدفق المساعدات مزر وغير كاف لتوفير فرص للسوريين للعيش بكرامة وأمان.
صرخة لاجيء
صرخة لاجيء
وعن أداء البلدان في التعامل مع اللاجئين السوريين بينت أوكسفام بعض البلدان افضل في ادائها من البعض الاخر، ولكن يصعب العثور على ابطال حقيقيين بخلاف المانيا والنرويج ، وأظهر التقرير انه في حين كان اداء بعض الدول المانحة جيدًا نسبيًا في بعض المجالات، فشل الكثير منها بشدة في كل المجالات.
من جانبها قالت المديرة التنفيذية لأوكسفام أن اللاجئين من سورية ومن الدول الاخرى لهم الحق في التحرر من العنف، والحصول على مساعدات للوفاء باحتياجاتهم الاساسية والعيش بكرامة، واستقبالهم في ملاذ امن، وخُذلوا في المجالات الثلاث، ولن تنتهي معاناة السوريين الا بالتحرك في هذه القضايا.
 وعن حصة المجتمع الدولي من المساعدات المقدمة للاجئين السوريين واعادة توطينهم قالت اوكسفام ان روسيا سجلت روسيا 1بالمئة مساعدات، ولا اعادة توطين على الاطلاق، وفرنسا 22 بالمئة مساعدات، و5 بالمئة اعادة توطين، وهى نتائج هزيلة في الميدانين.
 وأكد التقرير أن الشعب السوري يعاني من استمرار استخدام البراميل المتفجرة والمذابح والضربات الجوية وقذائف الهاون داخل سورية، فيما تتراجع المساعدات الى حد كبير وتزداد ظروف الحياة في دول الجوار قسوة كما تزداد ازمة النزوح السوري انتشارًا وتفاقما. وهو ما دفع أوكسفام للقول ان مواطن الفشل هذه – مع استمرار اراقة الدماء والخوف – ما لم تتم معالجتها فستزيد من شدة ازمة اللاجئين السوريين وسترسخها على امتداد جيل كامل.
المعونات لا تكفي
المعونات لا تكفي تلبية حاجات اللاجئين
 على الجانب الآخر قال رئيس استجابة أوكسفام اندي بيكر تعليقا على الأزمة السورية "تقديم المساعدات يترنح بسبب نقص التمويل او بالأصح بسبب الافتقار للإرادة السياسية لجعل التمويل متاحا. فالدول الغنية تجاهلت مرارًا وتكرارًا اجراس الانذار واصبحت الفئات الاكثر ضعفًا من اللاجئين، والذين يمثلون 10 بالمئة من اجمالي اللاجئين السوريين المسجلين، في حاجة عاجلة وماسة لاماكن اعادة توطين، كما أن العنف في سورية يزداد حدةّ ويغذيه انقسام المجتمع الدولي ونقل الاسلحة والذخيرة للأطراف المتحاربة، وانه في مواجهة هذا الوضع المروع لا يجد الكثير من السوريين امامهم الا القفز في الماء، حرفيُا، للبحث عن مستقبل افضل."
حذر من المشكلات التى ستواجه اللاجئين مع احتمالات قدوم شتاء قارس البرودة، موضحا، والاشر  التي لديها اطفال صغار ينامون في الهواء الطلق في الحدائق وفي محطات الحافلات والقطارات، وفي الاحراش عند نقاط العبور ،معرضون بشدة لمخاطر السرقة والعنف الجنسي وغيرها من انواع الانتهاكات.
يأتي ذلك فى الوقت الذى يري فيه  مراقبون أنه من أجل إيجاد حل لأزمة اللاجئين يكمن أولاً في معرفة الأسباب الحقيقية ومعالجتها.
مخاوف من شتاء قارس
مخاوف من شتاء قارس قادم يزيد معاناة اللاجئين
وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن أكثر من أربعة ملايين سوري سجلوا لديها في بلدان الجوار منذ اندلاع الأزمة السورية في مارس 2011، وفي المقابل فإن نحو 430 ألف سوري قدموا طلبات لجوء إلى أوروبا في الفترة ذاتها، وترصد التقارير أن موجة هجرة السوريين الحالية تختلف  كثيرا عن سابقاتها، فمعظم السوريين اختاروا النزوح الداخلي أو قصدوا دول الجوار منذ الأشهر الأولى للأزمة على أمل العودة قريبا حال استقرار الأوضاع. لكن من لجأوا إلى بلدان الجوار واجهوا مشكلات كبيرة في تأمين المأوى والطعام لهم ولأفراد عائلاتهم، وعانوا في بيئة مغايرة يحرمون فيها من العمل في شكل رسمي، ويتعرضون لاستغلال أرباب العمل رغم اضطرارهم إلى القبول أجور زهيدة.
ويري متابعون أن خطة العام الحالي تعانى من عجز يصل إلى 59 في المئة الأمر الذي تسبب في خفض المساعدات الغذائية لعشرات الألوف وحرمان عدد مماثل من الدعم النقدي، وفي السنتين الأخيرتين مات المئات بسبب الظروف المناخية الصعبة، ففي الشتاء غطى الثلج معظم المخيمات وبيوت الصفيح أو الخيام في بلدان الجوار مع عدم وجود الوقود اللازم للتدفئة، وتحولت أرض بعض المخيمات إلى مستنقعات مائية، ومجرى للسيول.
وفي العاميين الماضيين، تراجعت إلى أقل من الربع أعداد السوريين الذين قصدوا مصر للاستقرار والعيش فيها إثر اتهامات لهم بدعم الإخوان المسلمين، وفي الداخل السوري، ولد فقدان الأمل بحل سياسي للأزمة وعدم قدرة البنية التحتية في سوريا للتعامل مع أعداد النازحين الداخليين الذين تجاوز عددهم ثمانية ملايين، وتوقف الدورة الاقتصادية في معظم المناطق بسبب استمرار القتال وغياب الامن، ضغوطا إضافية على المواطنين، ودفع كثيرا منهم إلى الهرب بعد سنوات من الصمود والصبر بانتظار حل الأزمة وعودة الاستقرار.

شارك