الكيماوي سلاح "داعش" الأكثر دموية في العراق وسوريا

الخميس 08/أكتوبر/2015 - 04:16 م
طباعة الكيماوي سلاح داعش
 
لا يكف تنظيم داعش الدموي عن استخدام شتى الوسائل القذرة وغير المشروعة في حربه ضد العسكريين وحتى المدنيين العزل في العراق وسوريا، ويشكل السلاح الكيماوي أحد وسائل لبسط نفوذه على مناطق جديدة في البلدين .
الكيماوي سلاح داعش
استخدام داعش مجددًا للسلاح الكيماوي كشفت عنه وزارة شئون البيشمرجة في كردستان العراق، حيث أكدت أن عناصر تنظيم "داعش" أطلقوا قذائف مورتر تحتوي على غاز الخردل على مقاتلي البيشمركة الكردية خلال اشتباكات شمال العراق في أغسطس، وأن فحوصاً أجريت على عينات دم أخذت من حوالي 35 مقاتلاً كردياً تعرضوا للهجوم جنوب غربي أربيل عاصمة الإقليم، إلى جانب فحوص أجريت لجروح المصابين أظهرت "أعراض الإصابة بغاز الخردل"، ولكنها لم تفصح عما إذا كان أحد من مقاتلي البيشمركة قد توفي نتيجة الهجوم، أو مدى خطورة إصاباته.
 وتابعت الوزارة "أن العينات أرسلت إلى مختبر خارج العراق لتحليلها بمساعدة أعضاء التحالف الدولي ضد "داعش"؛ ولذلك يجب على هذه الدول التي تحارب التنظيم تزويد البيشمركة بالمعدات اللازمة للوقاية من هجمات الأسلحة الكيمائية.
 ما كشفت عنه وزارة شئون البيشمركة في كردستان العراق يعد دليلاً يضاف إلى عدد متزايد من الأدلة على أن متطرفي داعش أصبحوا يملكون مخزوناً من الأسلحة الكيماوية في العراق، على رأسها غاز الخردل الذي تحظر اتفاقية الأسلحة الكيمائية استخدامه؛ لأنه يسبب حروقاً للجلد وللأغشية المخاطية ومشاكل خطيرة في الجهاز التنفسي، وأن نحو 37 قذيفة مورتر أُطلقت من قبل داعش أَطلقت دخاناً أبيض وسائلاً أسود، وهو دليل على أنها غاز الخردل . 
الكيماوي سلاح داعش
وتشير العديد من الشواهد على أن داعش يقوم بالفعل باستخدام السلاح الكيماوي، ومنها:
1- أن تنظيم داعش يمضي بالفعل في تطوير برنامج لصناعة السلاح الكيماوي لإضافته إلى آلة الترويع التي يستقوي بها.
2- جلب التنظيم المتطرف لعدد من الخبراء في الكيماء إلى معقليه الأساسيين الرقة السورية والموصل العراقية.
3- العثور في عام 2014م على ملفات في الكمبيوتر الخاص بأحد عناصر التنظيم، بأحد مقرات داعش في إدلب شمال سوريا، تتضمن شرحًا مستفيضًا لكيفية صناعة سلاح بيولوجي وكيماوي فتاك.
4- رصد استخدام داعش لقنابل الكلور السام بشكل متكرر ضد عناصر الجيش العراقي عبر زرعها في الطرق، قيل إنها احتوت على مادة الكلور السائل الذي يتحول إلى غاز فور انفجاره.
5- وجود عشرات المستودعات التي تحتوي على كميات من مواد تستخدم في تصنيع الأسلحة الكيمائية، إضافة إلى آلاف الصواريخ المعدة للاستخدام الكيمائي استولت عليها داعش في العراق وسوريا مما يتح له فرصة إنتاج سلاح نووي في ظل الأوضاع المتردية الراهنة هناك. 
6- انخراط بعض المسئولين البعثيين في صفوف داعش والذين لديهم المعرفة والخارطة لأماكن تواجد هذا السلاح داخل العراق، وكيفية تصنيعه، وإن كان بشكل بدائي؛ مما يتح الفرص الأكبر لإنتاجه من قبل التنظيم الدموي. 
الكيماوي سلاح داعش
7- في سبتمبر 2014م، شهدت ناحية الضلوعية شمالي بغداد التابعة لمحافظة صلاح الدين اعتداءً من تنظيم داعش بغاز الكلور؛ تسبب باختناق نحو 15 شخصاً نقلوا على إثره إلى مستشفى بلد. 
8- في مارس 2015م، قصف تنظيم داعش قضاء الدور في محافظة صلاح الدين شمال بغداد بقذائف محشوة بغاز الكلور .
9- قيام إحدى المجموعات التابعة لتنظيم داعش في بلدة الحديثة في الأنبار، بشراء مواد كيمائية سامة، وتحديداً نترات اليورانيوم واسيد النتريك واسيد الفسفور، والكلور من داخل أحد الأسواق في العراق، وأن داعش قام باختبار هذه المواد وإجراء التجارب عليها؛ من أجل استخدامها في الأيام القادمة.
10- حصول داعش على كميات كبيرة من مادة "السي فور"، والتي تساعد في استخدام هذه المواد الكيمائية داخل سيارات مفخخة أو عبوات ناسفة أو قذائف هاون أو صورايخ محلية الصنع، بعد أن نسّق مع علماء كانوا يعملون في منشآت التصنيع العسكري التابعة لنظام صدام حسين السابق، خاصة وأن أغلب هؤلاء يختصون في صناعة الأسلحة الكيمائية .
الكيماوي سلاح داعش
وأشار هاميش دي بريتون، الخبير البريطاني في الأسلحة الكيماوية والبيولوجية والنووية، إلى أن داعش ربما استخدم غاز الخردل الأكثر فتكًا بـ3000 مرة من غار الكلور ضد قوات البيشمركة العراقية في هجوم أخير، مرجحًا حصول داعش على كمية من الغاز السام بعد استيلائه العام الماضي على مخزن المثنى الذي يبعد 72 كلم غرب العاصمة العراقية بغداد، الذي كان تحت حراسة مشددة من قبل الجيش العراقي باعتباره يضم مخلفات من سلاح كيماوي، يعتقد أنه كان بحوزة نظام صدام حسين.
 صحيفة "ديلي تلجراف" البريطانية، كشفت عن أن قوات ألمانية تعكف على تدريب مقاتلين أكراد في العراق ضمن قوات التحالف، وأن داعش استخدم أسلحة كيماوية ضد ميليشيات كردية في هجوم سابق على مواقع لهم في بلدة المخمور القريبة من أربيل، وقد بعث القادة العسكريون الألمان برسالة عاجلة إلى وزارة الدفاع في برلين، بعد أن جمعوا شهادات من جنود في البيشمركة العراقية، أكدوا تعرضهم لحروق في مناطق مختلفة من أجسامهم، فضلا عن شعورهم بصعوبة في التنفس جراء هجوم داعش، وأن خبراء من أمريكا وفرنسا قدموا، اليوم الخميس، إلى كردستان العراق للتحقق من الأمر، وأخذ عينات من المواد الكيماوية المستخدمة في الهجوم الأخير.
الكيماوي سلاح داعش
 النظام السوري أكد على أن الجماعات المسلحة وفي مقدمتها تنظيما "داعش" و"جبهة النصرة"- تتحمل المسئولية عن استخدام المواد الكيماوية السامة ضد المدنيين والجيش السوري؛ حيث قال الدكتور بشار الجعفري مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة: إن "الحكومة السورية والجيش العربي السوري لم ولن يستخدما أي سلاح كيماوي، بل إن الجيش السوري والمدنيين السوريين كانوا هم هدفًا لاستخدام السلاح الكيماوي والمواد الكيماوية السامة، ومنها غاز الكلور من قبل التنظيمات الإرهابية المسلحة وعلى رأسها تنظيما داعش وجبهة النصرة".
وأوضح أن الحكومة السورية ليست مسئولة عن استخدام الكيماوي وهي وجهت عشرات الرسائل مرفقة بالأدلة عن استخدام التنظيمات الإرهابية للسلاح الكيماوي، وأنها طالبت بالتحقيق في استخدام الأسلحة الكيماوية في خان العسل قرب حلب ورغم ذلك لم تستجب الأمم المتحدة ولم تشكل لجنة تحقيق، كما أنها نبهت من خطورة استخدام السلاح الكيماوي من قبل الإرهابيين وعبرت عن مخاوفها من تزويد دول لهم بهذا السلاح، وأن “سوريا أوفت بالتزاماتها الناشئة عن انضمامها لاتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية، وكذلك التزاماتها بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2118 لعام 2013 م، وأنه لولا التعاون السوري البناء مع البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة لما تم إنجاز مهامها بنجاح غير مسبوق في تاريخ المنظمة. 
الكيماوي سلاح داعش
 وبعد هذا العرض يطرح السؤال نفسه ما هي أسباب وأهداف "داعش" من امتلاك واستخدام السلاح الكيماوي، ويمكن الإجابة عليه فيما يلي: 
1- یسعى داعش  لاستخدام هذا النوع من السلاح بهدف إظهار قوته وحجم تنظيمه، خاصة في الحالات التي يتعرض لها التنظيم لخسارة ميدانية، وهو ما يحدث في الأنبار وكردستان العراق.
2- خلق حالة من الإرباك والتشتت لخصومه في العراق وسوريا، ومنع أي توحد من جانب القوى العراقية والسورية والعشائر في مواجهته .
3- في ظل ما يشهده التنظيم من خسارات ميدانية، يلجأ إلى استخدام المواد الكيمائية بهدف رفع معنويات عناصره .
4- إرباك المجتمع الدولي وإفشال أو تأجيل أي حل سياسي قد يُطرح .
5- إشاعة الرعب بين السكان، وخلق حالة نزوح جماعية ترافقها فوضى، تُفقد الدولة سيطرتها على الوضع وتصیبها بحالة من الارتباك.
6- السعي إلى إخلاء مناطق جديدة بدون اشتباكات أو معارك أو استعادة مناطق فقد التنظيم السيطرة عليها تحت ستار الترهيب بالسلاح الكيماوي.
مما سبق نستطيع أن نؤكد أن التنظيم الدموي لا يتورع عن استخدام أي وسيلة لإظهار تفوقه وقدرته على بسط نفوذه على مناطق أوسع من الأرض، حتى ولو تكلف هذا الأمر خسارة أرواح الملايين من البشر الأبرياء.

شارك