تصاعد حرب التصريحات بين الروس والغرب.. وتركيا "تستنجد" بـ الناتو وافتعال الأزمات

الخميس 08/أكتوبر/2015 - 06:32 م
طباعة الصورايخ المثيرة الصورايخ المثيرة للجدل
 
الأمين العام لحلف
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي
تصاعدت حرب التصريحات النارية بين الجانب الروسي من ناحية وبين الغرب بقيادة الولايات المتحدة وحلف الناتو من ناحية أخري، على خلفية الغارات الروسية فى سوريا، ومحاولة تصعيد الأزمة وعدم فتح قنوات سياسية لحل الأزمة، فى ظل توالى الاتهامات الغربية لروسيا بدعم نظام بشار الأسد واستهداف معارضيه من هذه الغارات، وعدم الاكتفاء بمواجهة تنظيم داعش الارهابي.
وعلى صعيد العمليات العسكرية أعلنت وزارة الدفاع الروسية 22 طلعة في سوريا، وجهت خلالها ضربات إلى 27 موقعا للإرهابيين، وقال المتحدث باسم الوزارة اللواء إيجور كوناشينكوف إن القاذفات الروسية هاجمت 8 مواقع للمسلحين في محافظة حمص، مما أسفر عن تدمير حصونهم بالكامل، مشيرا إلى أن الطائرات الروسية وجهت ضربات على 11 منطقة تقع فيها معسكرات تدريب لتنظيم "داعش" في محافظتي حماة والرقة، وتم تدمير البنية التحتية الخاصة لتدريب الإرهابيين.
على الجانب الاخر أعلنت مصادر بوزارة الدفاع الأمريكية أن أكثر من 90 % من الغارات الجوية الروسية لا تستهدف تنظيم "داعش" أو تنظيمات إرهابية أخرى، بل تستهدف فصائل معارضة معتدلة، 
أشتون كارتر
أشتون كارتر
وسبق وأبدي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري شكوكه حيال العمليات العسكرية الروسية ضد تنظيم داعش في سوريا منذ أولى غاراتها الجوية، إذا أعرب أمام مجلس الأمن عن قلقه البالغ إذا لم تستهدف الضربات الروسية تنظيمي "داعش" والقاعدة، وهذا في حد ذاته يعكس ريبة هذا الموقف والتقييمات اللاحقة المشابهة.
وردت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على هذه الاتهامات بقولها "موسكو لم تتلق أي إجابة عن سؤال وجهه وزير الخارجية سيرجي لافروف لنظيره الأمريكي عن أماكن وجود المعارضة المعتدلة في سورية وماهية الجيش الحر.‏
وانتقدت مصادر روسية استمرار تجاهل المسؤولين الأمريكيين المعادية للغارات الجوية الروسية في سوريا ضد تنظيم القاعدة متجاهلين تماما الحديث عن جبهة النصرة التي تمثله هناك.
ويري محللون أن الولايات المتحدة أدرجت جبهة النصرة في قائمة المنظمات الإرهابية نهاية عام 2012، إلا أن بعض الدول الخليجية حاولت استمالتها في الحرب ضد دمشق من خلال تأسيس ما يسمى بجيش الفتح الذي يضم فصائل إسلامية متعددة، إلا أن قوامها الأساس مسلحو الجبهة المرتبطة عقائديا وعمليا بتنظيم القاعدة، لذا أصبح الموقف الأمريكي حيال جبهة النصرة متناقضا وضبابيا.
وسبق أن دعا الجنرال ديفيد بترايوس المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بلاده في سبتمبر الماضي إلى الاستعانة ببعض مقاتلي" جبهة النصرة في قتال داعش،  فيما كانت واشنطن وجهت في أولى غاراتها في سوريا ضربات عنيفة ضد مواقع لجبهة النصرة وتنظيم خرسان المرتبط بها وبالقاعدة.
هل تفلح الصواريخ
هل تفلح الصواريخ الروسية فى تكبيد داعش والمسلحين خسائر كبيرة
من جانبه قال وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر إن بلاده لن تتعاون مع روسيا في سوريا ما دامت الأخيرة تدعم قوات الجيش السوري، مشيرا بقوله "بدلا من أن تشجع روسيا الانتقال السياسي للسلطة في سوريا اختارت طريق دعم الأسد، ولن تتعاون الولايات المتحدة معها ما دامت تدعم هذا التوجه الخاطئ، موضحا أن الإجراءات الروسية في سوريا لن تتمكن من تشتيت نظر الولايات المتحدة عن الأوضاع في أوكرانيا، وموسكو قد تتكبد خسائر في الأيام القريبة بسوريا.
أكد وزير الدفاع الأمريكي أن الولايات المتحدة ستستمر في التشاور مع روسيا فيما يتعلق بأمن الطيران في سوريا، مبينا في الوقت نفسه أن الصواريخ المجنحة التي أطلقتها روسيا على مواقع لـ"داعش" من دون إبلاغنا مسبقا" حلقت على بعد عدة أميال من طائرات أمريكية بلا طيار في سوريا، مضيفا بقوله " نحن نعتبر أن إجراء روسيا هذ ليس مهنياً".
وأضاف أن الولايات المتحدة تعتبر أيضا اختراق الطائرات الروسية للمجال الجوي التركي والذي يعتبر مجالا جويا لحلف الـ"ناتو" غير مهني كذلك.
وفى إطار التصعيد الغربي، حذر حلف شمال الاطلسي "الناتو" ودول التحالف الأمريكي في سوريا والعراق للتصعيد العسكري عموما، وضد روسيا على وجه الخصوص، على أكثر من محور، بعد أن هدد الحلف اليوم بتقديم دعم عسكري، ونشر قواته في تركيا، بدعوى الاختراق الممنهج لسلاح الجو الروسي.
 وأعلنت بريطانيا أن وزراء دفاع حلف الناتو سيبحثون الوضع في أوروبا، وبالدرجة الأولى مواصلة تعزيز التواجد العسكري للحلف بالقرب من حدود روسيا، وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون إن بلاده تنوي إرسال قوات تابعة لها إلى دول البلطيق لإحباط استفزازات محتملة من جانب روسيا.
روسيا تصعد
روسيا تصعد
من ناحية اخري قال الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات البريطاني سير جون ساورس إنه سيكون من دواعي سرور بشار الأسد، التخلي عن شرقي البلاد لصالح تنظيم "داعش" الإرهابي، وأن بريطانيا تدرك تماماً حجم المساعدات، التي قدمتها روسيا للأسد منذ أربعة أعوام.
شدد ساوريس على أن روسيا قررت زيادة دعهما "لحليفها الأهم" في المنطقة، خصوصاً بعد شعورها بخطر سقوطه، من قبل معارضيه المدعومين من العرب، والأتراك، والغرب، مبيَناً أن الخطر الحقيقي لا يأتي إليه من تنظيم داعش، معتبرا أن أحد أسباب الضربات الروسية في سوريا، "هي إثبات بوتين أن روسيا باتت أكثر من قوة إقليمية، على عكس ما زعم الرئيس الأمريكي أوباما، هذا العام".
أوضح أن واقع سوريا، يشير إلى أنها تتعرض للتقسيم، ما بين التنظيم، الذي يسيطر على شرقها، والقوات الكردية على شمالها، والعلويين في شمالها الغربي، كما أن النظام السوري، وحلفاءه الروس والإيرانيون، يريدون إعادة السيطرة على الطريق الممتد من حلب إلى حماه ثم حمص، وصولاً إلى العاصمة دمشق، التي تمثل الطريق الحيوي للبلاد، مضيفاً أن ترك المنطقة الشرقية للتنظيم، سيمهد له تحقيق هذا المشروع.
أكد المسئول البريطانى أن العالم يتناول الجانب العسكري وقضية الإرهاب في الأزمة السورية، دون التطرّق إلى المرحلة السياسية، مطالبا بأن يناقش الملف  الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن مع تركيا وإيران، والسعودية، على طاولة حوار واحدة، على غرار الأزمة البلقانية، لإيجاد حل للأزمة السورية.

شارك