تقدم لقوات الجيش اليمني في عدة جبهات وسط رفض الحكومة تنازلات الحوثيين

الخميس 08/أكتوبر/2015 - 07:41 م
طباعة تقدم لقوات الجيش
 
انتصارات الجيش اليمني والمقاومة، وإعلان التحالف تحرير 75% من الأراضي اليمنية، مكن يد مليشيات وتأكيد الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام برئاسة علي عبدالله صالح، تنفيذ القرار الاممي يشير الي وجود فرصة لإنهاء الصراع في اليمن.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
تمكنت قوات الجيش الوطني اليمني والمقاومة، تحت غطاء جوي من التحالف العربي بقيادة السعودية، الخميس، من دحر الميليشيات المتمردة من إحدى مديريات محافظة تعز جنوب غربي اليمن، بالتزامن مع تقدمها إلى مدينة المخا المطلة على البحر الأحمر.
وأوضحت مصادر في المقاومة أن القوات الموالية للشرعية وقوات من التحالف سيطرت على مديرية ذباب الساحلية الواقعة ‏جنوبي غرب تعز، وهي مديرية تُعتبر منطقة باب المندب إدارياً جزءاً منها، وذلك بعد معارك عنيفة مع الحوثيين والموالين ‏للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، تدور منذ أيام. 
وبدأت القوات الموالية للشرعية بمساندة قوات من التحالف منذ حوالى أسبوع عملية لتحرير منطقة باب المندب والمناطق ‏الساحلية القريبة منها، والتابعة إدارياً لمحافظة تعز، حيث سيطر التحالف على جزيرة ميون الاستراتيجية وباب المندب. ‏
إلى ذلك، تشهد مناطق حدودية بين محافظتي تعز ولحج، وتحديداً من جهة مديرية الوازعية، ومناطق الصبيحة مواجهات ‏متقطعة عنيفة منذ أيام بين المقاومة والحوثيين، فيما ينفذ التحالف العربي غارات جوية لمساندة عناصر المقاومة، الذين تفيد الأنباء بأنهم ‏حققوا تقدماً في مناطق محاذية لتعز. ‏
فقد قتل 23 مسلحاً حوثياً بينهم قيادي كبير في معارك عنيفة اندلعت في منطقة السويداء بمديرية ماوية بتعز، يأتي ذلك في محاولة من المتمردين التقدم باتجاه هذه المديرية التي تقع شرق محافظة تعز.
كما اندلعت مواجهات مسلحة في جنوب العاصمة صنعاء بين مسلحين قبليين من قبائل ذمار وميليشيات التمرد الحوثية.
في حين تواصل القوات المشتركة تمشيط وملاحقة ميليشيات المتمردين غرب صرواح بعد السيطرة على مركز المنطقة، وسط توقعات باستعادة هذه الجبهة في وقت قصير.
وفي محافظة الحديدة، الساحلية، غربي البلاد، نفذ التحالف سلسلة غارات ضد مواقع عسكرية ومواقع متفرقة، حيث استهدف ‏بثلاث غارات معسكر أبي موسى الأشعري الذي يسيطر عليه الحوثيون والموالون لصالح، بمديرية الخوخة، كما استهدف ‏مزرعة بامسلم بمديرية اللحية، ومزرعة أخرى، بمديرية المرواعة. ‏
في محافظة عدن، أقدم مسلحون مجهولون على اغتيال مدير دائرة الرقابة بالمنطقة العسكرية الرابعة، العقيد جمال السقاف، وذلك ‏أثناء تواجده أمام منزله في مدينة إنماء بعدن.
وجاءت عملية اغتيال السقاف، بعد ساعات على حادثة اغتيال أخرى، استهدفت قاضياً، وهو عباس العقربي، أمين سر المحكمة ‏الجزائية المتخصصة بعدن، وفقاً لمصادر محلية في المدينة. ولم تعلن على الفور أي جهة مسؤوليتها عن العمليتين. ‏
وشهدت عدن الفترة الماضية عمليات اغتيال متفرقة، طاولت العديد من القيادات الأمنية وشخصيات في المقاومة، ونفى تنظيم ‏‏"القاعدة" أن يكون مسؤولاً عن تلك الاغتيالات.‏
وأكد العميد ركن أحمد بن حسن عسيري المتحدث باسم قوات التحالف، أن قوات التحالف مستمرة في تنفيذ العمليات العسكرية ضد الميليشيات الحوثية وأعوان الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح حسب ما هو مخطط له، مشيراً إلى أن تقديم الحوثيين تعهدا والتزاماً كتابياً باتخاذ خطوات تجاه إنهاء النزاع للأمين العام الأمم المتحدة لن يوقف العمليات. 
فيماأفادت مصادر مطلعة اليوم الخميس عن مقتل قيادي كبير في ميلشيا الحوثي و3 من مرافقيه في العاصمة صنعاء وسط البلاد.   وذكرت المصادر " أن القيادي في ميلشيا الحوثي المدعو " أبو صالح الخولاني و3 من مرافقيه قتلوا في منطقة دار سلم جنوب العاصمة صنعاء".   ويعتبر الخولاني مسؤول التجنيد والتدريب لدى ميلشيا الحوثي وصالح في العاصمة صنعاء، بحسب المصادر. 

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلي صعيد المشهد السياسي، قال إعلاميون موالون للرئيس السابق ورئيس حزب المؤتمر الشعبي العام، علي عبدالله صالح، إن الاخير سيظهر خلال الايام القادمة على قناة "الميادين" الفضائية المدعومة من حزب الله اللبناني. وأوضح الاعلاميون أن صالح سيتحدث في لقائه الذي يعتبر الثاني مع قناة "الميادين" عن أفق الحل في اليمن بعد 6 أشهر على انطلاق عمليات التحالف العربي التي بدأت في 26 مارس الماضي.
وبعد تحرير محافظة مأرب من مسلحي الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، أفادت مصادر يمنية أن ترتيبات تجري في الرياض لزيارة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي محافظة مأرب شمال شرق صنعاء.
وحسب المصادر، فإن زيارة هادي تتزامن مع قرب ساعة الصفر من تحرير العاصمة صنعاء.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
فيما وصفت الحكومة اليمنية اليوم الخميس قبول الحوثيين لخطة سلام ترعاها الأمم المتحدة بأنها "مناورة" وطالبت الجماعة المدعومة من إيران بإعادة الأراضي التي تسيطر عليها منذ العام الماضي.
وقال الحوثيون أمس الأربعاء إنهم أبلغوا الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون رسمياً باستعدادهم للانضمام إلى محادثات تهدف لإنهاء القتال المستمر منذ أكثر من ستة أشهر وقتل فيه ما يربو على خمسة آلاف شخص.
ورداً على سؤال عن مبادرة معسكر الحوثي-صالح، قال مختار الرحبي السكرتير الصحفي في الرئاسة اليمنية "موقف الحكومة اليمنية ثابت. لابد من الإعلان الكامل بتنفيذ القرار بشكل كامل ودون تغيير".
وتابع "نحن مستعدون للذهاب (إلى الحوار) بعد الإعلان الصريح بقبول تنفيذ القرار 2216. هم مازالوا متحفظين على بعض البنود. أحضروا سبع نقاط جديدة والتي تعتبر شروطا مسبقة.".
وأضاف "الضربات الموجعة التي وجهتها المقاومة والتحالف للحوثي هي ما جعلتهم يأخذون هذه الخطوة والتي نعتبرها مناورة فحسب" في إشارة إلى تقدم التحالف شرقي العاصمة اليمنية صنعاء والسيطرة على مضيق باب المندب في جنوب غرب البلاد.
فيما رحب إسماعيل ولد الشيخ أحمد المبعوث الخاص للأمين العام المعني باليمن بالتصريحات الأخيرة من الحوثيين، التي تؤكد قبولهم لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في المؤتمر الصحفي اليومي "جدد الحوثيون التزامهم بمبادئ مسقط السبعة التي قدمت إليهم في وقت سابق. وتعد هذه خطوة مهمة لأن قرار مجلس الأمن رقم 2216 وغيره من القرارات ومبادرة مجلس التعاون الخليجي ونتائج الحوار الوطني، هم في جوهر عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة". وأكد دوجاريك أن "تلك الأركان الثلاثة ستبقى أساس محادثات السلام، التي يعمل على مسارها المبعوث الخاص". وأشار ولد الشيخ أحمد أنه يتعين على الحكومة اليمنية والحوثيين وحلفائهم قبول الدعوة للانضمام إلى محادثات السلام على هذا الأساس. وأعلن الحوثيون او من يسمون انفسهم "انصار الله"، وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه أمس في رسالتين منفصلتين وجهوها إلى أمين عام الامم المتحدة بان كي مون قبولهما بتنفيذ القرار 2216.

المشهد الاقليمي:

المشهد الاقليمي:
وعلي صعيد المشهد الاقليمي، نظم المئات من أبناء محافظة عدن (جنوب البلاد)، اليوم، وقفا تضامنية مع دولة الامارات العربية المتحدة المشاركة ضمن قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية. وأعلن المشاركون في الوقفة التضامنية تنديدهم بالأعمال الارهابية التي استهدفت جنود دول التحالف وعلى رأسها الامارات العربية المتحدة، وموظفي الهلال الاحمر الاماراتي. وعبر المشاركون عن شكرهم وتضامنهم مع دولة الإمارات على مواقفها النبيلة تجاه ابناء عدن، وطالبوا باستمرار عطائها حتى يخرج اليمن من محنته. وحمل المشاركون في الوقفة صور الجنود الاماراتيين الذين قضوا في الهجمات التي تعرضت لها محافظة عدن أمس الأول، واستهدفت مقر اقامة الحكومة واقامة الجنود الاماراتيين، والتي تبناها تنظيم داعش. كما حمل المشاركون لافتات كتب عليها "الهلال الاحمر الاماراتي، لن ننسى لكم أعمالكم الخيرة في الاغاثة والصحة والتعليم". الجدير بالذكر أن دولة الامارات العربية المتحدة لعبت دورا بارزا في تحرير محافظة عدن منتصف يوليو الماضي من مسلحي الحوثي او من يسمون انفسهم "أنصار الله" وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح في عملية أطلق عليها اسم "السهم الذهبي".

الحضور الايراني:

الحضور الايراني:
وعلي صعيد الحضور الإيراني، شدد نائب وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية والافريقية حسين امير عبد اللهيان، على مسؤولية المنظمات الدولية لوقف ماوصفه بـ"العدوان" على اليمن فورا، داعيا الامم المتحدة الى التدخل لحماية سلامة وامن المواطنين والمدنيين لاسيما النساء والاطفال في اليمن ورفع الحصار عنه.
وأشار عبداللهيان ،لدى استقباله مساء امس الاربعاء اعضاء اللجنة الثورية العليا في اليمن في طهران ،الى دعم ايران لارادة الشعب اليمني في مواجهة التدخلات الاجنبية، قائلا "ان حقوق الشعب اليمني في حماية الاستقلال ووحدة اراضي بلاده والدفاع عن سيادتها امر لا يخضع للشك وهذه استراتيجية تحظى باحترام العالم".
وأكد ان لا حل عسكريا للازمة في اليمن والحل الوحيد يتمثل باحترام اصوات وحقوق جميع الاطراف اليمنية من قبل جيران هذا البلد.
ورأى عبداللهيان ان المخرج من الازمة اليمنية يتمثل في الشروع بالحوار والعمل على التوصل الى حل سياسي يعتمد على ارادة ومطالب جميع المجموعات اليمنية.
من جانبه قال نائب رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن نائف القانص ان الشعب اليمني يعمل من أجل الدفاع عن استقلال البلاد، منددا بالصمت الدولي ازاء ما يتعرض له اليمن.

المشهد اليمني:

المشهد اليمني:
تقدم الجيش اليمني في عد من الجبهات وتحرير عدد من المدن، يشير الي انحصار الحوثيين في معاقلها في صنعاء وعمران وحجة وصعدة سيمهد الطريق إلى القضاء على التمرد الحوثي وبسط سلطة الشرعية على كافة الأراضي اليمنية، كونها بات معزولة في بقعة جغرافية داخلية، محاصرة من كافة الجهات.
وتشير الانتصارات الأخيرة إلى أن عملية تحرير اليمن من قبضة الميليشيات، وتأكيد الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام برئاسة علي عبدالله صالح، تنفيذ القرار الاممي يشير الي وجود فرصة لإنهاء الصراع في اليمن.

شارك