تقدم لقوات الجيش اليمني في عدة جبهات.. وسط تجدد الدعم الخليجي
الإثنين 12/أكتوبر/2015 - 06:44 م
طباعة

انتصارات الجيش اليمني والمقاومة، وإعلان التحالف تحرير 75% من الأراضي اليمنية، في ظل تراجع سيطرة مليشيات الحوثيين علي المدن اليمينة وخاصة في الشمال، ودعم قوات التحالف للجيش اليمني والمقاومة الشعبية يشير استمرار الصراع وسط تردي الاوضاع الانسانية..
الوضع الميداني:

في الوقت الذي تتسارع فيه وتيرة المعارك على الأرض لحسمها بأقرب وقت ممكن، إذ لا تنفك التعزيزات العسكرية للتحالف العربي المسنودة بالجيش الوطني واللجان الشعبية تتوافد على جبهات القتال في انتظار العد التنازلي لساعة الصفر لمعركة تحرير صنعاء، وصلت مساء الأحد إلى مدينة مأرب شحنة أسلحة جديدة قادمة من السعودية عبر منفذ الوديعة، وحسب المعلومات الواردة من مصادر يمنية فإن 17 شاحنة عسكرية وصلت إلى مقر المنطقة العسكرية الثالثة تحمل أسلحة متنوعة وذخائر مختلفة، وتضم صواريخ حرارية وقناصات ومناظير ليلية وأسلحة متوسطة، مؤكدة أن الشحنة جاءت ضمن استعدادات كبيرة تجري حاليا لتحرير صنعاء والجوف.
كما أفادت مصادر أمنية، الاثنين، بوصول قوة أمنية عسكرية متخصصة في مكافحة الاٍرهاب إلى مطار عدن الدولي على متن أربع طائرات .
كما لقي 27 متمردًا من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح مصرعهم وجرح العشرات في قصف لطائرات التحالف على مواقعهم في تعز وصنعاء وصعدة.
من جانب آخر، قال مصدر في المقاومة الشعبية في تعز إن المقاومة تمكنت من تحرير منطقة راسن غرب المدينة بعد معارك سقط فيها قتلى وجرحى من المتمردين.
هذا وشن الانقلابيون قصفا عنيفا تركز على أحياء ثعبات والجمهوري والموشكي والروضة في تعز، الأمر الذي أدى إلى وقوع خسائر بشرية ومادية في صفوف المدنيين بحسب مصادر طبية في المدينة.
واحتفلت المقاومة في مأرب التي حقق فيها الجيش الوطني وقوات التحالف انتصارات ضد المتمردين، قامت السلطات المحلية بإعادة تطبيع الأوضاع الأمنية والخدمية، حيث تم تشغيل محطة مأرب الغازية بعد ستة أشهر من التوقف، وكذلك تشغيل مستشفى مأرب بكامل أقسامه، وقامت السلطات بتكليف اللواء 314 مهام حماية الممتلكات والمنازل في مدينة مأرب القديمة وفي مناطق منها الفاو والمنين.
وقد تسلمت بجوار قصر الملكة سبأ كتيبة من اللواء 314 مهام حماية الممتلكات والمنازل في مدينة مأرب القديمة وكذلك في مناطق منها الفاو والمنين.
كما قتل العشرات من ميليشيات الحوثي على يد القوات البرية السعودية من الذين حاولوا التسلل إلى الحدود السعودية بالقرب من منطقة الخوبة، حيث دمرت طائرات التحالف العربي أهدافاً عسكرية وكهوفاً استخدمتها ميليشيات الحوثي كثكنات عسكرية ومخازن للأسلحة قرب الحدود السعودية اليمنية.
كما واصلت طائرات التحالف العربي قصف مواقع المتمردين في عدد من المحافظات اليمنية، منها صنعاء والحديدة وتعز وشبوة.
المشهد السياسي:

بدأت قيادة الشرعية اليمنية مرحلة جديدة من عملياتها في إسقاط الانقلاب وإعادة تطبيع الأوضاع في عدن والمحافظات المحيطة بها لتأمينها، عبر تنفيذ جملة من الإجراءات الأمنية، في مقدمتها نشر الشرطة والجيش وتعيين محافظ من خلفية عسكرية، فضلا عن المطلب الأساسي المتمثل بسحب السلاح ودمج المقاومة في القوات المسلحة الرسمية.
فيما نفى المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي، الاثنين، استقالة نائب الرئيس رئيس الوزراء خالد بحاح، وذلك إثر مغادرة بحاح محافظة عدن بشكل مفاجئ متوجها إلى الرياض.
وأكد المتحدث أن بحاح غادر عدن بناء على تعليمات من الرئيس عبد ربه منصور هادي، مشيرا إلى أن ذهابه إلى الرياض يأتي ضمن زيارة عمل.
وكانت مصادر إعلامية يمنية ذكرت في وقت سابق أن خلافا بين رئيس الوزراء خالد بحاح والرئيس هادي أدى إلى مغادرة بحاح محافظة عدن برفقة طاقم وزرائه متوجهين إلى الرياض، من دون أن يبلغ الرئيس هادي.
وأفادت هذه المصادر بأن بحاح غادر بشكل مفاجئ مساء الأحد، مع جميع وزرائه، عبر ميناء عصب بأرتيريا مشيرة إلى أن القوات الإماراتية ساعدته على مغادرة البلاد.
وتحدثت المصادر عن خلاف بين الرئيس عبد ربه منصور هادي وخالد بحاح الذي لم يمضي على عودته إلى محافظة عدن سوى شهر تقريبا، ووفقا للمصادر يعود أصل الخلاف إلى طلب بحاح تأجيل تعيين محافظ لعدن، لكن هادي تغاضى عن طلب بحاح وأصدر قرارا رئاسي بتعيين محافظ جديد.
وتعتبر عملية تطبيع الأوضاع في مأرب هي المهمة الأساسية التي تقوم بها السلطات المحلية لمرحلة ما بعد تطهير المحافظة من المتمردين، حيث بدأت السلطات المحلية بسط الاستقرار للخدمات الأمنية والصحية والخدمية في المناطق التي تم طرد الميليشيات منها.
ومن بين الخدمات الحيوية تمت إعادة تشغيل محطة كهرباء مأرب الغازية إلى العمل مرة أخرى بعد توقف استمر ستة أشهر بسبب المعارك التي كانت تدور في مأرب مع المتمردين.
المشهد الإقليمي:

وعلى صعيد المشهد الإقليمي، ثمن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الدور الايجابي لدولة الإمارات العربية المتحدة، قيادة وحكومة وشعبا ومواقفهم المشرفة والمآثر البطولية ووقفوهم الى جانب اليمن في مختلف المراحل والظروف التي تمر بها وتقديم الدعم والمساندة من خلال ارساء دعائم الأمن والاستقرار، وتقديم الدعم الاغاثي والإنساني والخدمي والتنموي. وقال الرئيس هادي خلال استقباله في مقر اقامته المؤقت في العاصمة السعودية الرياض، اليوم، سفير دولة الإمارات لدى اليمن سالم بن خليفه الغفلي، ان "وحدة المواقف تأتي في إطار تعزيز روابط الأخوة والمصير المشترك الذي يجمع البلدين في إطار الأمن القومي المشترك لليمن ودوّل الخليج العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة والإمارات العربية المتحدة ودول التحالف"، بحسب وكالة الانباء اليمنية (سبأ) الرسمية، وأشاد الرئيس بعمق ومتانة العلاقات الأخوية الثنائية بين البلدية الشقيقين اليمن والامارات وما تشهده من تطور وتقدم في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وكذا التعاون المشترك بينهما. من جانبه نقل السفير الاماراتي سالم بن خليفه الغفلي تحيات قيادة دولة الامارات للرئيس اليمني، مباركا النجاحات المتواصلة التي تحققها قوات الجيش الوطني الموالي للشرعية والمقاومة الشعبية في مختلف الجبهات. وجدد الغفلي، موقف الإمارات التي تؤكد عليه دوما قيادة الدولة في دعم ومساندة اليمن أمنياً وتنموياً وسياسياً.
كما أعرب مجلس الوزراء السعودي، اليوم، عن تهنئته للجمهورية اليمنية حكومة وشعباً بمناسبة عودة الحكومة الشرعية وتمكنها من مزاولة مهامها من مدينة عدن العاصمة المؤقتة، مجددا التأكيد على وقوف المملكة مع اليمن. واعتبر المجلس في جلسته التي عقدت اليوم، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أن عودة الحكومة يسجد "ما تحقق من نصر"، في إشارة إلى تمكن التحالف العربي الذي تقوده السعودية منذ 26 مارس الماضي من تطهير محافظة عدن في منتصف يوليو الماضي من الحوثيين او من يسمون انفسهم "أنصار الله"، وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وأعرب المجلس عن أمله أن يتحقق الأمن والاستقرار في جميع أرجاء اليمن، وفق ما اوردته وكالة الانباء السعودية الرسمية. وجدد المجلس التأكيد على وقوف المملكة وإخوانها وأصدقائها في دول التحالف مع الجمهورية اليمنية ونصرة شعبها والذود عن كرامته.
الوضع الإنساني:

وعلى صعيد الوضع الانساني، كشف تقرير حقوقي يمني أن الجرائم التي ترتكبها جماعة الحوثي الانقلابية وقوات المخلوع صالح في مدينة تعز جنوب غرب اليمن قد حولت نحو 10 آلاف طفل إلى أيتام.
وقال التقرير الصادر عن منظمات أهلية ومدنية إن 10 آلاف طفل أصبحوا أيتاما وبدون أسر أو عائل أو أهل بسبب الحرب التي تشنها جماعة الحوثي والرئيس المخلوع صالح.
ولفت التقرير الصادر عن مجلس تنسيق النقابات ومنظمات المجتمع المدني بتعز "متين" وجرى نشره خلال مؤتمر صحافي عقد اليوم بتعز إلى أن فريق الرصد وثق سقوط 770 طفلا بين قتيل وجريح، منهم 155 طفلا قتلوا على يد جماعة الحوثي والرئيس المخلوع صالح، بينهم 104 ذكور و51 إناثا، فيما بلغ عدد من سقطوا بيد القناصة التابعين لجماعة الحوثي 38 طفلا، بينهم 33 ذكور و5 إناث.
فيما حذرت نقابة الصحافيين اليمنيين جماعة الحوثي الانقلابية من استمرار اعتقال 13 صحافيا اختطفتهم الجماعة في فترات متلاحقة وأودعتهم معتقلات سرية، مؤكدة أنها سوف تصعد من احتجاجاتها حتى يتم الإفراج عن جميع الصحافيين.
وشارك العشرات من الصحافيين والإعلاميين في وقفة احتجاجية بمقر النقابة بصنعاء في مشهد ضاعف من حالة الاحتقان الشعبي جراء الممارسات التعسفية للجماعة الشيعية المدعومة من إيران.
ودعا أمين عام نقابة الصحافيين اليمنيين مروان دماج كافة المنظمات المعنية بالحقوق والحريات لمواجهة الانتهاكات التي تمارسها جماعة الحوثي ضد الصحافيين، منوها بخطورة حديث زعيم الجماعة المتمردة عبدالملك الحوثي الذي صور الصحافيين كخطيرين أكثر من العملاء والمرتزقة.
المشهد اليمني:

تقدم الجيش اليمني في عد من الجبهات وتحرير عدد من المدن، يشير الي انحصار الحوثيين في معاقلها في صنعاء وعمران وحجة وصعدة سيمهد الطريق إلى القضاء على التمرد الحوثي وبسط سلطة الشرعية على كافة الأراضي اليمنية، كونها بات معزولة في بقعة جغرافية داخلية، محاصرة من كافة الجهات.
وتشير الانتصارات الأخيرة إلى أن عملية تحرير اليمن من قبضة الميليشيات، وتأكيد الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام برئاسة علي عبدالله صالح، تنفيذ القرار الاممي يشير الي وجود فرصة لإنهاء الصراع في اليمن.