أموال "داعش" تتجول في "بنوك " العالم لدعم الإرهاب

الإثنين 12/أكتوبر/2015 - 08:56 م
طباعة أموال داعش تتجول
 
ما زال الغموض وعدم الوضوح هو سيد الموقف في تمويل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"،  ففي الوقت الذى تؤكد العديد من التقارير أن التنظيم لديه العديد من مصادر التمويل على رأسها التمويل الدولي.
أموال داعش تتجول
ففي تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية في شهر يونيه 2014 م   كشف عن حركة عالمية لتمويل  داعش يأتي من حوالي 31 دولة عبر العالم، منها دول بالخليج، وباكستان، والجزائر، وتركيا، ومصر، ولبنان، وغانا، والسودان، وبريطانيا، والسويد، وهولاندا، وأستراليا، والسنغال، وتايلاند، وبنجلاديش، وغيرها من الدول؛ حيث تعتمد داعش على شركاء محليين مسجلين تحت أسماء وهمية، وتمارس نشاطها من وراء ستار قانوني وشرعي عبر تحويلات في عدة بنوك عالمية ومحلية .
أموال داعش تتجول
جريدة "صنداي تايمز" البريطانية  كشفت  مؤخرا عن مقاتل  داعشي  يدعى جمال الحارث تمكن من تهريب أكثر من مليون جنيه استرليني  أي ما يوازى 1.6 مليون دولار من أموال دافعي الضرائب في بريطانيا لتمويل انضمامه إلى تنظيم داعش في سوريا والقتال في صفوفه، وأن الرجل اعتقل في أفغانستان  ثم سلم للأمريكيين  وأصبح معتقلاً في سجن جوانتانامو الأمريكي لمدة عامين تقريباً، دون أن يتم توجيه أية تهمة له، ودون محاكمة أو إدانة ،  وكان قد حصل على تعويض من الحكومة البريطانية بقيمة مليون جنيه استرليني بعد أن غادر السجن، في عام 2004 بعد أن نفى أية علاقة له بتنظيم القاعدة، كما جاء إطلاق سراحه بفضل الضغوط التي مارستها حكومة طوني بلير في ذلك الوقت على الولايات المتحدة من أجل إطلاق البريطانيين المحتجزين في جوانتانامو، حيث أُخلي سبيله وأعيد إلى إنجلترا.
أموال داعش تتجول
وتابعت اتهم جهاز الاستخبارات البريطاني في ذلك الحين بأنه تواطؤ من أجل تسليمه للقوات الأمريكية التي انتهكت حقوقه واحتجزته دون وجه حق في جوانتانامو قبل أن تطلق سراحه دون أية تهمة أو جريمة، حيث حصل الحارث أخيراً على حكم قضائي بتعويض مالي قيمته مليون جنيه استرليني ويسود الاعتقاد بأن الرجل الذي كان يعيش في مدينة مانشستر في بريطانيا واختفى فجأة بأنه غادر إلى سوريا وانضم إلى تنظيم "داعش"، وهو ما يعني أن المليون جنيه إسترليني التي حصل عليها من أموال دافعي الضرائب في المملكة المتحدة انتهت إلى خزائن تنظيم داعش في الرقة والموصل ويبلغ الداعشي الآن من العمر  48 عاماً  
وتقول "صنداي تايمز" إنها تستطيع تأكيد أن الحارث سافر إلى سوريا في أبريل  عام 2014 م مستخدماً العمل الخيري غطاء له، على أن زوجته وأبناءه الخمسة تبعوه لاحقاً إلى سوريا، فيما يظهر من صفحة الحارث على "فيسبوك" أنه يرتبط بعلاقة قوية مع اثنين من المتطرفين البريطانيين الذين غادروا مدينة بورتسموث الساحلية وانضموا لـ"داعش" في سوريا، ومن ثم أطلقوا النداءات من هناك للمسلمين بأن يلحقوا بهم وينضموا للتنظيم.
أموال داعش تتجول
وقال كيث فاز رئيس لجنة الشؤون الأمنية في البرلمان البريطاني إنه سيبعث برسالة استفسار إلى وزيرة الداخلية تيريزا ماي لسؤالها كيف نجح الحارث في الإفلات من رادارات الأجهزة الأمنية وعيونها ونريد أن نعرف كيف تمت هذه الرحلة للحارث دون أن تنتبه السلطات البريطانية لها وتوليها اهتماما على الرغم  أن جمال الحارث كان قد نشأ في مدينة مانشستر ابناً لعائلة مسيحية هاجرت من جامايكا إلى بريطانيا، وفي أحد ضواحي مانشستر الفقيرة اعتنق الحارث الدين الإسلامي، ومن ثم انضم إلى المتطرفين في سوريا العام الماضي.
أموال داعش تتجول
داعش أيضا تستفيد من حركة الأموال عبر البنوك من خلال إرسال أموال  لصالح أسرهم وهو ما تم الكشف عنه مؤخرا في المغرب حيث كشفت تقارير عن أن  أموال من "داعش" تصل  مراكش على شكل حوالات يقوم بتحويلها وسطاء سوريون وأتراك إلى زوجات وعائلات الجهاديين بمراكش من خلال سماسرة عملة سوريين ينقلونها إلى وسطاء أتراك وبدورهم إلى وسطاء أوربيين أو مغاربة حاملين لجنسيات أوربية، وهم من يتكفل بالجزء الأخير من العملية، حيث ترسل الأموال من دول أوربية إلى عائلات الجهاديين المغاربة، عبر وكالات تحويل الأموال الدولية بالإضافة إلى نقل الأموال من خلال تجار اعتادوا التنقل بين تركيا والمغرب، وهم أشخاص ليسوا متابعين أو مشتبه بهم، وهم من يتكفل بنقل الأموال وتوزيعها في المغرب.
أموال داعش تتجول
هذا في الوقت الذى حذرت مؤسسات مالية عربية ودولية من تسرب أموال تنظيم "داعش" الإرهابى إلى البنوك،  حيث قال وسام فتوح أمين عام اتحاد المصارف العربية إن الاتحاد يتخوف من دخول أموال داعش، التي تقدر بنحو 2 مليون دولار أسبوعيًا وأحيانا تصل إلى مليون دولار في اليوم، للبنوك العربية واستخدامها لاستقطاب الشباب لتنفيذ عمليات إرهابية، في ظل عدم وجود قوانين دولية حتى الآن لضبط حركة الأموال عبر الحدود وأنه من الصعب اكتشاف هذه الأموال لأنها قد تودع بأسماء غير معروفة انتمائها، داعيا إلى ضروة تطبيق مبدأ اعرف عميل عميلك ويجب على المصارف إذا استشعرت وجود نية لإيداع أموال مجهولة المصدر الإبلاغ عنها فورا".
وأضاف " لا نعلم ما هي حركة الأموال التي تنتقل عبر الحدود و أن مبعث القلق الثاني هو استخدام هذه الأموال لاستقطاب شباب عربي لتنفيذ عمليات إرهابية،  وإن مصادر تمويل داعش المتنوعة  تجعل من  7 ملايين عربي تتراوح أعمارهم بين 14 و15 سنة هدف لتنظيم داعش  لأن حظر عمل البنوك في مناطق سيطرة “داعش”،  أن يكون أمر الغلق من البنك الرئيسي التابع له هذا الفرع  وأن اتحاد المصارف العربية يعمل الآن على 3 ملفات مهمة منها مكافحة تمويل الإرهاب،  وأن التشريعات الدولية الحالية في المجال المالي تعد أكبر عائق أمام محاولات البنوك والمؤسسات المالية المختلفة لتوسيع قاعدة عملائها وتطبيق القواعد الدولية في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
أموال داعش تتجول
مما سبق نستطيع أن نؤكد أن أموال داعش أصبحت الآن جزء من شبكة أموال  عالمية  تقوم بجولاتها في بنوك العالم  من خلال التحويل منها أو إليها لتصبح بمرور الوقت  جزاء من تمويل مخططات التخريب  الداعشية.

شارك