مع دخول الشتاء.. منظمات حقوق الإنسان تناشد العالم مساعدة اللاجئين العراقيين
الثلاثاء 13/أكتوبر/2015 - 05:11 م
طباعة

يدخل الشتاء بكل شراسته، فيتألم المشردون، الذين يقضون ايامهم منذ اكثر من عام في كرافانات خشبية يبحثون عن الدفء والمأوى بعد ان طردتهم التنظيمات الإرهابية من بيوتهم لذلك تضامنت عدد من المنظمات الحقوقية وعلى رأسها منظمة حمواربي لحقوق الانسان بالعراق معهم وناشدت المسئولة عن رعاية النازحين والمهجرين قسرا بالاستجابة الفورية وتوفير الطلبات التي يحتاجها المهجرين بأقصى سرعة، لتلبية ما يحتاجه متطلبات للحياة اليومية نتيجة الظروف القاسية التي يعيشونها،
ومن بين الجهات التي خاطبتها المنظمات الأمانة العامة لمجلس الوزراء وحكومة إقليم كردستان والمفوضية العليا لحقوق الإنسان وبعثة الأمم المتحدة في العراق اليونامي والبعثة الأمريكية USAID ومنظمة الصليب الأحمر ومنظمة الهلال الأحمر والهيئات الدبلوماسية العاملة في العراق،
كما ناشدت أيضا المرجعيات الدينية والكنسية ذات الشأن وغبطة البطاركة ومنظمات الإغاثة المحلية والأجنبية والهيئات والشخصيات المتمكنة اقتصاديا
وفي تطور لافت للمبادرات الإغاثية والحقوقية التي قامت بها منظمة حمورابي لحقوق الإنسان خلال شهري سبتمبر وأكتوبر من عام 2015 بدعم من منظمة التضامن المسيحي الدولية، حيث شملت المئات من الأفراد الإيزيديين بالكسوة الشتوية (650 قطعة) منها (450 قمصان لطفل وطفلة و200 ترواكة نسائية)، وشملت العوائل النازحة بالسلة الصحية وبغض النظر عن انتمائهم الديني، لمواجهة مخاطر الأوبئة والأمراض التي يمكن أن تتفشى في مخيمات النازحين والمهجرين قسرا حيث وزعت في دهوك وأربيل أكثر من 1574 سلة صحية وكذلك كميات من الأدوية للأطفال بلغت 29 منها على المراكز الصحية الخيرية في كل من منطقة أم النور في اربيل وكذلك مركز مار نرساي الصحي في دهوك، كما قامت المنظمة أيضا بتوزيع 250 ثلاجة 5 قدم بهدف حماية الأطعمة لدى العوائل النازحة من التلوث والفساد، كذلك تم توزيع 115 سلة غذائية على الأرامل والمطلقات والمسنين والمسنات والأفراد الذين هم بدون عوائل، ووزعت حمورابي 2400 علبة حفاظات أطفال للأعمار بين صفر و3 سنوات، وحرصت منظمة حمورابي لحقوق الإنسان في كل هذه الأنشطة الاغاثية على مراقبة أوضاع حالة حقوق الإنسان ورصد وتدوين الكثير من المعلومات والحقائق اليومية من اجل العمل على تخفيف المحنة التي يعاني منها النازحون والمهجرون قسرا، كما أنها استطاعت من خلال جولاتها التفقدية أن ترصد وتوثق الانتهاكات في الأماكن والمجمعات التي تتطلب التحرك ليها لمعالجة بعض أوضاعها ضمن عدد من مخيمات وتجمعات عشوائية للنازحين والمهجرين قسرا في مناطق دهوك واربيل.

إن منظمة حقوق الانسان تنظر بقلق شديد إلى ما يعانيه النازحون من أوضاع مأساوية شديدة تتطلب المعالجة الفورية اللازمة وعلى الوجه الآتي:
1- مخيم آشتي عنكاوا / قاطع 128 داخل الجملون 40 عائلة مسيحية الوضع مزري جدا وبحاجة إلى 40 كرفان لإخراجهم من الجملون الضار بصحتهم ،
2- مخيم آشتي عنكاوا / قاطع 189 هناك داخل جملون 70 عائلة مسيحية بحاجة إلى 70 كرفان لإخراجهم من الجملون الذي اضر بصحتهم ،
3- خارج مخيم أشتي الجملون في عنكاوا /قاطع 128، هناك 131 عائلة مسيحية، رأينا ميدانيا ان مياه الشرب التي يستخدمها قاطنوا هذه المخيمات لا تعقم بالكلور،
4- مجمع جهان السكني الواقع في اربيل- بالقرب من جامع الخياط والذي هو مخصص لعمال إحدى الشركات، يأوي في داخله 42 عائلة مسيحية، طلب منهم مغادرة الأماكن لغرض هدمها ولا يعرفون مصيرهم فهم على اقل تقدير بحاجة إلى كرفانات إن لم يكون هناك شقق تؤجر لهم، في هذا المجمع، النساء تنقل الماء صعودا من أسفل البناية على أكتافهن عبر سلم حديدية قاسية والذي تسكن فيه العوائل، إذ لا يوجد مضخة كهربائية ( ماطور) لرفع المياه إلى الطابق الأعلى، فما بالكم بحاملات جيليكانات الماء؟ إنهم بحاجة إلى مكان بديل،
5- مركز شباب عنكاوا هناك 218 عائلة مسيحية يشربون الماء بدون تعقيم بالكلور وما رأيناه في أجهزة فلترة الماء هو وجود الديدان إضافة إلى الأوحال والأطيان في بطونها، "وما خفي هو أعظم"، كما أنهم بحاجة إلى 25 كرفانا للتخفيف من عدد الإفراد أو العوائل في نفس الكرفان وجعل المتزوجين الجدد يستقلون في كرفان لهم بغية الحفاظ على اقل ما يمكن من كرامة الشخص البشري المنتهكة اجتماعيا واقتصاديا وعلى جميع المستويات،
6- تجمعات الإيزيديين بين الساحات وعلى حافات الطرق العامة في ضواحي شاريا التابعة لدهوك، هناك 60 عائلة يفتقرون الى ابسط احتياجات الحياة وحتى ما يسمى بالخيم هو غير ذلك والشتاء على الابواب انهم وبشكل طارئ بحاجة الى كرفانات.
7- هناك العديد من العائلات الإيزيدية تركوا ويتركون مخيماتهم في مناطق زاخو وعقرة من شدة الخطورة وسوء أحوالهم ويعودون إلى قرى جبل سنجار المحررة، إن أكثر من نازح ومختار وجهة من الجبل ومن دهوك اتصلوا بنا طالبين اغاثتهم بالمواد الغذائية والصحيات وملابس شتوية، بل وهناك أعداد منهم لا مأوى لهم في تلك القرى ويطالبوننا بالخيم والإغاثة.
بأسف شديد ، وبعد محاولات عديدة لم ننجح في الحصول على "الموافقات الأمنية " من محافظة دهوك للعبور إلى جبل سنجار ، يبدو أن الوضع أكثر من كإرثي هناك وبحاجة إلى إغاثة بدون قيود من أية جهة كانت.
8- هناك حاجة كبيرة للسلات الصحية في عدد من المخيمات والقرى التي لجأ إليها النازحون من سهل نينوى وسنجار والموصل في أربيل والقوش والعمادية، تصل الحاجة إلى أكثر من 4000 سلة صحية، وهم يفضلون ذلك خشية من الإصابة بالإمراض الجلدية والوبائية مثل ( الجرب والكوليرا) لمنع تفشيهما بين النازحين ،
9- هناك أيضاً حاجة إلى الكسوة الشتوية لأطفال رياض الأطفال للعوائل النازحة في اربيل وشقلاوة تصل أعدادها إلى أكثر من 500 تلميذ وتلميذة0وكذلك لتلاميذ الإيزيديين الساكنين في المباني غير المكتملة (هياكل)، الكثير من العوائل لديها مدا فيء نفطية، ولكنها تفتقر إلى مادة النفط الأبيض، حيث التجهيز يصل متأخراُ أوقد لاتصل، ولذلك هناك حاجة لتزويد هذه العوائل بكمية لا تقل عن 50 لتر من النفط الأبيض لكل عائلة ،لكي تكون بمعيتهم قبل فصل الشتاء .
11- العوائل التي تسكن في الدور المؤجرة وعلى حسابهم، هم بحاجة إلى دعم للمساعدة في تخطي مأساتهم والتخفيف من معاناتهم المالية ، حيث الكثير منهم لم يعد يستطيع دفع الإيجارات لأسباب كثيرة منها ، وصول الرواتب اليهم متأخرة لأكثر من 4-5 أشهر، والبعض الآخر الذي لا يملك راتباً قد نفذ ما لديه من الأموال، لذلك يجب الإسراع في إيجاد حل لهم قبل أن يصبح قرار الهجرة وترك البلد قد أخذ مأخذه منهم، ومن بين هذه العوائل عدد كبير من أعضاء منظمة حمورابي لحقوق الإنسان.
12- هناك حاجة لإدامة مختبر الفحوصات المختبرية في مركز مار نرساي في دهوك والذي استطاعت منظمة حمورابي لحقوق الإنسان تجهيزه بالمواد والمستحضرات الكيماوية لإدامة عمله، فهم بحاجة إلى تخصيص بعض الأموال لشراء هذه المواد الطبية والكيماوية لإجراء الفحوصات المختبرية لمراجعيهم من النازحين .
13- أعداد كبيرة من العائلات المشمولة بمنحة المليون دينار الذي خصصته الحكومة المركزية لكل عائلة لم يصلهم إلى هذه اللحظة بالإضافة إلى العوائل الجديدة المنشطرة من أهلها تطالب باحتسابها كعائلة .

وختاما نؤكد أن في جميع بلدان العالم، الإغاثة الإنسانية وخاصة بواسطة المنظمات غير الحكومية والدولية يتم تسهيل أمر تدخلهم بغية إسعاف وإغاثة المعنيين من الضحايا، نعم إننا في حالة حرب وعلى السلطات المعنية احترام اتفاقيات جنيف الأربعة لسنة 1949 الخاصة بالحق الإنساني خلال النزاعات المسلحة ولذلك، نطالب بعثة الأمم المتحدة في العراق(اليونامي) أن تضغط على تلك السلطات لتتحمل مسؤولية عدم التزامها بها.
إننا في منظمة حمورابي لحقوق الإنسان، إذ نطالب ونحث بشكل طارئ جميع الجهات التي من المفروض أن تساهم في دعم وإنقاذ هؤلاء النازحين ضحايا المذابح الجماعية الداعشية، ونخص بالذكر الأثرياء والجهات الخيرية بالإضافة إلى السلطات الحكومية التي تشهد بغياب غير مقبول عن الواقع الكارثي لهؤلاء المواطنين، ونطالب بالمزيد من منظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية الوطنية والأجنبية بالإضافة إلى المؤسسات الدينية، أن تبذل المزيد من الجهود بغية إسكان وإغاثة عوائل المهجرين قسرا وهم أبرياء تم اقتلاعهم من جذورهم من مناطقهم الأصلية التي ما زالت تحت الغزو الداعشي الأسود إلى أجل غير معروف.
إن ما نطلبه ونحث عليه كحالة طوارئ هو حل مؤقت لما تم رصده أعلاه والذي هو جزء بسيط من ابسط الحقوق الأساسية لهؤلاء الضحايا، أما الحل الجذري فيكمن في تحرير وضبط الأمن بشكل جدي في مناطقهم، ليتسنى لهم العودة إليها واستعادة كرامتهم وحقوقهم المسلوبة، بهذا الصدد نحمل الدولة العراقية بالدرجة الأولى والمجتمع الدولي، بما فيه قوات التحالف العسكري الجوي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، أن تضطلع بمسؤوليتها للإسراع في عملية تحرير المناطق المنكوبة للموصل وسهل نينوى وسنجار وغيرها، تجنبا للمزيد من الهجرة الجماعية من جانب ولإحقاق الحق من الجانب الآخر.