الأزمة الروسية بين موقف موسكو السياسي وملف "دي ميستورا" الإنساني

الثلاثاء 13/أكتوبر/2015 - 08:01 م
طباعة الشعب السوري مصدر الشعب السوري مصدر السلطات
 
تتصاعد الأزمة السورية يوما بعد يوم في ضوء استمرار الغارات الروسية، في الوقت الذى تجري فيه محاولات غربية وأممية لنزع فتيل المعارك المسلحة وإعلاء الحلول السياسية،  في ضوء زيارة المبعوث الأممي للأزمة السورية ستيفان دي ميستورا إلى موسكو للتحضير لمؤتمر جنيف 3.
الازمة الانسانية
الازمة الانسانية تتفاقم
من جانبه أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا لا تسعى للعب دور الزعامة في سوريا، بل يكمن هدفها في المساهمة في مكافحة الإرهاب، مؤكدا أن سوريا لها زعيم واحد فقط وهو الشعب السوري، وروسيا تسعى للمساهمة بقسط مناسب في مكافحة الإرهاب الذي يهدد الولايات المتحدة وروسيا والدول الأوروبية والعالم برمته".
شدد بوتين على أن جميع العمليات الروسية في سوريا تنفذ بمراعاة صارمة لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وهذا ما يميز الحملة الجوية الروسية في سوريا عن الغارات التي يشنها التحالف الدولي بقيادة واشنطن والذي يعمل في الأراضي السورية دون تفويض من مجلس الأمن الدولي وبدون موافقة السلطات السورية، موضحا استمرار بذل الجهود من أجل توحيد الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب، لكي تكون نتائج تلك الجهود واضحة ولكي تساهم فعلا في تحقيق الهدف وهو القضاء على الإرهاب الدولي.
تباين المواقف الروسية
تباين المواقف الروسية الامريكي بشأن سوريا
أكد بوتين على أهمية رفع الجهود على المسار السوري إلى مستوى أكثر موضوعية مع التركيز على العملية السياسية، وروسيا مستعدة لمثل هذا العمل، إلا أن موسكو لم تتلق حتى الآن ردا أمريكيا على اقتراحاتها بهذا الشأن.
كشف بوتين أنه سبق أن عرض على الأمريكيين إرسال وفد رفيع المستوى إلى واشنطن  برئاسة رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف لبحث تحديات الأزمة السورية، كما شدد على أهمية التعاون حول الملف السوري مع دول المنطقة، بما فيها تركيا والأردن والإمارات والعراق، فيما يخص تسوية الأزمة السورية.
وأعرب بوتين عن مخاوفه من وقوع الأسلحة التي توردها الولايات المتحدة للجيش الحر في أيدي الإرهابيين، معتبرا أن عمليات التحالف الدولي بقيادة واشنطن والذي يشن غارات على أراضي سوريا منذ أكثر من عام، لم تأت بنتائج تذكر، موضحا بقوله " لقد نفذوا أكثر من 500 ضربة في أراضي سوريا، وأنفقوا، حسب البيانات الرسمية فقط، نصف مليار دولار على تدريب "الجيش السوري الحر، كما أنهم أعلنوا مؤخرا عن إلقاء كميات من الذخيرة والعتاد من طائرات لدعم الجيش الحر، متسائلا بقوله : أين هذا الجيش الحر؟، أين الضمانات بأن هذه الذخيرة والعتاد لن تقع مجددا في أيدي إرهابيي "داعش" كما حدث أثناء تدريب قوات أخرى للمعارضة السورية؟.
دى ميستورا
دى ميستورا
أوضح أن الجانب الروسي طلب من شركائه تسليمه إحداثيات الأهداف الإرهابية في سوريا، لكن الدول الغربية رفضت بذريعة أنها "غير مستعدة لذلك، ولذلك طلبت موسكو من واشنطن مؤخرا تزويدها بالمعلومات عن الأهداف التي لا يجوز أن تضربها الطائرات الروسية، لكن الأمريكيين رفضوا مرة أخرى.
من جانبه أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن إطلاق العملية العسكرية الروسية في سوريا لا يعني التخلي عن العملية السياسية لتسوية النزاع، موضحا بعد اجتماعه مع ستيفان دي ميستورا المبعوث الأممي إلى سوريا بقوله " أكدنا أكثر من مرة أن حملتنا التي جاءت ردًا على طلب الحكومة السورية لا تعني جعل ضرورة العملية السياسية تدخل طي النسيان، على العكس، إننا نلاحظ أن دعم جهودكم يصبح أمرًا أكثر إلحاحًا، وفي الوقت الراهن، حين أصبح توافق حول تمثيل المعارضة السورية في المفاوضات مع دمشق يلوح في الأفق، هناك من يقول إن عملية سلاح الجو الروسي تعرقل العمل السياسي، لكنني واثق من أن المراقبين الموضوعيين يرون بوضوح أن مثل هذا الربط بين العملية السياسية والجهود الروسية لمكافحة الإرهاب يحمل طابعا اصطناعيا".
شدد لافروف أن موسكو قلقة من محاولات بعض الأطراف عرقلة تشكيل جبهة موحدة لمكافحة الإرهاب، بعد الدخول في مرحلة حرجة مرتبطة بجهود تسوية الأزمة، ويكمن الهدف الرئيس في الوقت الراهن في توحيد الجهود من أجل مكافحة الإرهابيين: تنظيمي داعش  و"جبهة النصرة" والآخرين".، وهناك أطراف  تسعى لعرقلة جهود تشكيل جبهة مكافحة الإرهاب، تستغل في جهودها هذه بعثة دي ميستورا.
هل تفلح الحلول السياسية
هل تفلح الحلول السياسية فى سوريا
بينما شدد دي ميستورا على أهمية إعطاء دفعة جديدة للعملية السياسية على المسار السوري، معربا عن خطته للتوجه إلى واشنطن لحث الجانب الأمريكي على الانضمام إلى هذه الجهود أيضا، مشددا على استحالة تسوية النزاع في سوريا وإطلاق العملية السياسية عن طريق التدخل العسكري.
ويرى محللون أن ملف دي ميستورا يحمل عنوانا إنسانيا، ومهمة إنسانية حيوية للحفاظ على حياة المدنيين في سوريا، وهو الأمر الذي أبدت روسيا رغبتها في السابق بالتعامل معه في إطار جماعي، ويجدد دي ميستورا العمل بنفس الملف الإنساني، كما يعكس تحولا في مهمة المبعوث الأممي، ويلقى بظلال الشك على طروحاته، إذ شدد على أن العمليات العسكرية والتدخلات الخارجية لا يمكن أن تساعد على حل المشكلة السورية سياسيا، داعيا الأطراف المعنية إلى الإسهام في التخفيف من حدة النزاع الجاري في البلاد.
أوضح دي ميستورا أنه لدى عملية الإجلاء سيكون بإمكان البعثات الإنسانية الأممية تزويد سكان هذه البلدات بالحاجات الضرورية والماء والمواد الغذائية، مشيرا إلى أن 3 آلاف من السكان المدنيين لا يزالون في الزبداني، "وثمة إمكانية وضرورة لإجلائهم قبل فوات الأوان.

شارك