الجيش اليمني يستعد لتحرير الجوف.. وانتهاكات الحوثيين لحقوق الإنسان
الثلاثاء 13/أكتوبر/2015 - 10:27 م
طباعة

انتصارات الجيش اليمني والمقاومة، وإعلان التحالف تحرير 75% من الأراضي اليمنية، في ظل تراجع سيطرة مليشيات الحوثيين علي المدن اليمينة وخاصة في الشمال، ودعم قوات التحالف للجيش اليمني والمقاومة الشعبية يشير استمرار الصراع وسط تردي الأوضاع الانسانية.
الوضع الميداني:

تتواصل عمليات قوات التحالف العربي والمقاومة الشعبية والجيش الوطني الموالي للشرعية لإعادة السيطرة على ما تبقى من المناطق التي تتواجد فيها ميليشيات الحوثي وصالح في محافظة مآرب، وتجري الاستعدادات على قدم وساق لتنفيذ عملية واسعة لاستعادة سيطرة الدولة على محافظة الجوف. حيث أكدت المصادر تلقي 3 ألوية عسكرية كميات كبيرة من الأسلحة للمشاركة في العملية التي سيشارك في قيادتها عدد من شيوخ القبائل.
من جانبه أكد رئيس هيئة الأركان العامة اللواء محمد المقدشي أن القوات المشتركة باتت تسيطر على 90% من مساحة محافظة مأرب وأن استعادة الدولة للعاصمة صنعاء باتت وشيكة وتتم بخطى واثقة ومرسومة، وفق جدول زمني بالتنسيق بين الجيش الوطني وقوات التحالف.
في هذه الأثناء استهدفت طائرات التحالف عددا من المواقع العسكرية وتجمعات الميليشيات في صنعاء وتعز والحديدة.
وتزامنت التطورات الميدانية مع تنظيم سكان مدينة تعز وقفة احتجاجية جددوا خلالها مطالبتهم المجتمع الدولي بفك الحصار الغذائي والدوائي المفروض على المدينة من قبل ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، ووقف انتهاكاتها المتواصلة بحق المدنيين العزل.
كما يواصل التحالف العربي غاراته الجوية المكثّفة في الساحل الغربي لليمن، بالترافق مع زحف القوات الموالية للشرعية من جهة باب المندب، في معركة قد لا تكون سهلة، غير أنها ذات أهمية استراتيجية، هدفها الحد من إمكانية استفادة الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، من تلك السواحل لتهريب الأسلحة، بالإضافة إلى تضييق الخناق عليهم في المناطق الجبلية بعد التقدم من جهة مأرب إلى مناطق محاذية لضواحي صنعاء.
يُعرف الساحل الغربي لليمن بمنطقة "تهامة"، ويبلغ طوله نحو 440 كيلومتراً، ويتوزع في ثلاث محافظات؛ تعز، والحديدة، وحجة. يتمتع هذا الساحل بأهمية استراتيجية في البعد الدولي والمحلي، تنطلق من أهمية البحر الأحمر بالنسبة للتجارة العالمية، ولكونه يشرف على الممر الدولي بباب المندب، بالإضافة إلى وجود عشرات الجزر اليمنية، أربع منها من أهم الجزر، كما يعد من أهم نقاط الاتصال مع القرن الأفريقي، يقصده الكثير من المهاجرين الأفارقة، فضلاً عن دخول شاحنات بضائع مهربة، بعضها تعبر اليمن إلى السعودية.
فيما أعلنت مصادر إعلامية سعودية قبل قليل عن مقتل جندي سعودي من القوات البرية الملكية السعودية في اشتباكات مع الحوثيين وقوات صالح بالحدود الجنوبية بمنطقة جيزان. وقالت المصادر، أن الجندي أول/ تركي بن محمد الميخار الرمضاني البقمي قتل صباح اليوم الثلاثاء في مواجهات مع الحوثيين وقوات صالح في الحد الجنوبي بمنطقة جيزان.
المشهد السياسي:

وعلى الصعيد السياسي، ناقض الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، نفسه خلال مقابلة تلفزيونية، يوم الاثنين، وخانته ذاكرته وتبدلت مواقفه، حيث اعترف خلال المقابلة بالهزيمة، وأكد تقدم قوات التحالف باتجاه صنعاء.
وخلال ساعة ونصف، وهي مدة المقابلة، وقع المخلوع صالح في عدة سقطات، إذ تناسى شحنات الأسلحة الإيرانية التي جرت مصادرتها من قبل وهي في طريقها للحوثيين، وتجاهل أيضاً اتهامه السابق لإيران بتمويل وتسليح ميليشيات الحوثي، بعد أن أشار سابقاً إلى أن لا تواجد لإيران في اليمن، سواء ميدانيا أو عن طريق الدعم.
ونأى صالح بنفسه عن أي علاقة تربطه بالمعارك الدائرة بين قوات التحالف والجيش الوطني اليمني من جهة والميليشيات من جهة أخرى، معتبراً أنه لو كان يقاتل لتغير التوازن والمعادلات.
وعاد بعدها المخلوع صالح ليكشف أوراقه على الطاولة، مطالباً بإيقاف الصواريخ والانسحاب من الحدود السعودية مقابل وقف غارات التحالف.
فيما عدا اللقاء التشاوري لقيادات حزب المؤتمر الشعبي العام الذي عقد في الرياض برئاسة أحمد عبيد بن دغر النائب الأول للمؤتمر إلى اجتماع موسع لأعضاء اللجنتين العامة والدائمة لترتيب الوضع القيادي للحزب، وإحالة المخلوع صالح ومن يقف معه إلى الهيئات الرقابية في التنظيم لمحاسبتهم على ما ارتكبوه من جرائم بحق الشعب اليمني.
وأوضح الحزب في بيان أن هذا القرار التنظيمي جاء بعد التشاور مع معظم القيادات المؤتمرية من أعضاء اللجنتين العامة والدائمة في الداخل والخارج، وأكدوا موقف المؤتمر الرافض للانقلاب الحوثي المسنود من صالح والمدعوم إيرانيا.
وجدد المؤتمر الشعبي دعم الشرعية الدستورية برئاسة هادي، ودعم جهود إنقاذ الدولة من ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية.
تقبل ميناء الحديدة اليمني المطل على البحر الأحمر الثلاثاء، أول سفينة منذ 3 أسابيع محملة بالوقود كانت انتظرت نحو شهرين في المياه الدولية إذنا بالدخول.
وقال مسؤولون في الميناء إن هناك 9 سفن أخرى ترسو على بعد ما يقرب من 60 ميلا في انتظار الإذن بدخول الميناء.
الوضع الإنساني:

في خطوة تفضح انتهاكات الحوثيين في حق اليمنيين عامة والأطفال خاصة، كشف وزير خارجية اليمن رياض ياسين في مؤتمر صحافي من الرياض، عن إلقائهم القبض في عدن على عدد كبير من الأطفال تم تجنيدهم من قبل الحوثيين، لافتاً إلى أنهم يفرضون حصاراً على إدخال الأسلحة دون مواد الإغاثة والوقود، إضافة إلى عملهم على توزيع استمارات لإحصاء المفقودين على كل اليمنيين.
وأكد ياسين أن ميليشيات الحوثي وحليفها المخلوع صالح تشن حرب إبادة بحق المدنيين وانتهاكاتها لم توفر أي مدينة.
وقال إن ميليشيات الحوثيين ترتكب المجازر بشكل يومي في مدينة تعز، مشدداً على أنه "لا يعقل أن تمر انتهاكات ميليشيات الحوثيين من دون حساب".
فيما طالب رئيس لجنة حقوق الإنسان العربية الدكتور هادي بن علي اليامي بضرورة مساءلة ومحاكمة كل من ثبت بحقه ارتكاب الانتهاكات بحق الشعب اليمني من اتباع الحركة الانقلابية الحوثية أو اتباع الرئيس السابق علي عبد الله صالح، معبرا عن أسفه للأوضاع الإنسانية الخطيرة التي يشهدها اليمن ويعاني من ويلاتها الشعب اليمني كل يوم من قتل وتشريد وتهجير وتبديد للموارد والمقدرات التي يمكن استغلالها في البناء بدلا من التخريب
المشهد اليمني:

تقدم الجيش اليمني في عدد من الجبهات وتحرير عدد من المدن، يشير الي انحصار الحوثيين في معاقلها في صنعاء وعمران وحجة وصعدة سيمهد الطريق إلى القضاء على التمرد الحوثي وبسط سلطة الشرعية على كافة الأراضي اليمنية، كونها باتت معزولة في بقعة جغرافية داخلية، محاصرة من كافة الجهات.
وتشير الانتصارات الأخيرة إلى أن عملية تحرير اليمن من قبضة الميليشيات، وتأكيد الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام برئاسة علي عبدالله صالح، تنفيذ القرار الاممي يشير الي وجود فرصة لإنهاء الصراع في اليمن.