تناقضات المواقف الروسية الأمريكية في عيون الصحف الأجنبية
الثلاثاء 13/أكتوبر/2015 - 10:51 م
طباعة
تناولت الصحف الأجنبية تداعيات الأزمة السورية في ضوء ما قدمته الغارات الروسية من دعم للقوات السورية على أرض المعركة وتراجع المعارضة المسلحة بسبب قوة الضربات الروسية، ودعمها للنظام السوري، إلى جانب نقل تصريحات قيادات جبهة النصرة ضد الولايات المتحدة، واتهام الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالغباء نتيجة تراجعه عن مد المعارضة بالأسلحة بما يضمن لها التقدم أمام القوات السورية، في الوقت الذى تم فيه الكشف عن قيام الولايات المتحدة بإلقاء أسلحة لفصائل سورية مسلحة لأول مرة منذ بدء الغارات الروسية في نهاية سبتمبر الماضي.
المعارضة تطلب الدعم
من جانبها رصدت الجارديان البريطانية دعوات "جبهة النصرة" أكبر جماعة تابعة لتنظيم القاعدة بالشام لشن هجماتها على مواقع روسية، ردًا على الهجمات الروسية في سوريا، إلى جانب مطالبة أنصار الجبهة باستهداف مواقع لحزب الله اللبناني وكذلك مواقع إيرانية، ردًا على الدعم الذى يقدمه كل من إيران وحزب لله للنظام السوري.
ورصدت الصحيفة في متابعتها للأزمة السورية تصريحات قيادات جبهة النصرة بأنه ليس هناك خيار سوى تصعيد المعركة واستهداف المدن والقرى العلوية في اللاذقية، ودعوة أنصارهم باستهداف العلويين وأنصار حزب الله وضرب قراهم يوميا مع مئات الصواريخ كما يفعلون في المدن والقرى السُنية".
وعلقت الصحيفة على أن هذه التصريحات تأتي في الوقت الذي تتعاون فيه مع فصائل تابعة للمعارضة السورية، في ضوء الحصول على أسلحة وصواريخ مضادة للدبابات من دول الخليج وخاصة السعودية، وهى ما ساعدت المعارضة السورية المسلحة على كسب مواقع من النظام السوري في إطار المعارك المستمرة بينهم.
أشارت الصحيفة إلى أن الصواريخ كانت وسيلة فعالة في تحقيق مكاسب المعارضة خلال الـ 18 شهرا الماضية، مما سمح للمعارضين للضغط على الجيش السوري ونظام الأسد واجباره على التراجع على حدود اللاذقية، والاشارة إلى أن قيادات الجبهة والمعارضة طلبوا صواريخ مضادة للطائرات ولكن لم يتم الاستجابة لهذا الطلب حتى الآن من الدول الداعمة للمعارضة السورية المسلحة وجبهة النصرة.
نوهت الصحيفة لبرنامج تدريب المعارضة الذى قدمته الولايات المتحدة للمعارضة السورية، والذى تكلف 500 مليون دولار، بدعوى محاربة تنظيم داعش، قبل أن يتم الكشف عن هروب عدد من هؤلاء إلى تركيا دون أسباب معروفة، في الوقت الذى تصر فيه الولايات المتحدة على استمرار استهدافه التنظيم داعش في سوريا والعراق.
كما نوهت الصحيفة لعملية التصعيد في أرض المعارك بين الأطراف المتصارعة، وخاصة في عدد من المناطق القريبة من معقل الرئيس السوري، وشمالا في محافظة إدلب كانت أكثر كثافة في الأسبوع الماضي مما كانت عليه في العامين الماضيين.
وأشارت إلى اسقاط الولايات المتحدة لـ 50 طنا من الأسلحة والذخيرة إلى للوحدات الكردية، لاستخدامها في حملتها ضد داعش، بالرغم من الانتقادات التي وجهتها منظمة العفو الدولية ضد هذه الوحدات، نتيجة اتهامها بالقيام بجرائم غير إنسانية في شمال سوريا ضد المدنيين.
نداء القاعدة
من جانبها ركزت الواشنطن بوست أيضا على تصريحات قيادات القاعدة في سوريا بضرورة استهداف مواقع روسيا ردا على الغارات الجوية الروسية ضد مواقع للنصرة والمعارضة السورية المسلحة، كما نقلت تصريحات أبو محمد العدناني، المتحدث باسم جبهة النصرة، والتي انتقد فيها الولايات المتحدة، واصفا الرئيس الأمريكي باراك اوباما بالغبي، نتيجة عدم اتخاذ قرارات صحيحة فى الأزمة السورية، وهو ما عمل على تمديدها على عكس رغبة النصرة وغيرها من المعارضة المسلحة.
أكدت الصحيفة أن روسيا استخدمت صواريخ كروز وطائرات مقاتلة لضرب أهداف في سوريا وخاصة مواقع لداعش وتنظيمات ارهابية ومعارضة اخري.
و نقلت الصحيفة عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوله أن احتواء المتطرفين هو مصدر قلق للأمن القومي لروسيا، الا أن روسيا لديها أيضا مصالح استراتيجية في دعم حليف بما في ذلك الحصول على موطئ قدم في الشرق الأوسط ومنطقة البحر الأبيض المتوسط ودعم تطلعات الشعب السوري.
ونقلت الصحيفة عن قيادات جبهة النصرة بشأن تخصيص 3 مليون يورو لمن يقتل بشار الاسد، وكذلك 2 مليون يورو لمن يقتل حسن نصر الله، كما أشارت إلى تصريحات منسوبة لقيادات جبهة النصرة بالإشارة إلى أن تنظيم داعش استغل التقاعس الأمريكي الغارات الروسية في التقدم والحصول على مواقع جديدة فى ارض الميدان.
ونقلت الصحيفة تناقضات المشهد الراهن، ما بين رؤية موسكو ورؤية واشنطن للغارات الروسية، حيث تري موسكو انها تستهدف تنظيم داعش، بينما ترى واشنطن ان الغارات الروسية تستهدف التنظيمات المعارضة والمسلحة.
ونقلت الصحيفة نعى العدناني فاضل احمد الحيالي، القائد الثانى فى تنظيم داعش الذي قتل في غارة جوية من قبل قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة في العراق .
حرب بالوكالة
وتحت عنوان "السلاح يحول سوريا الى حرب بالوكالة بين أمريكا وروسيا"، ركزت نيويورك تايمز على أن تزويد أمريكا للجماعات المعارضة لسورية بالسلاح مع استمرار الغارات الجوية الروسية أصبحت سوريا مكانا للحرب بالوكالة، مع الإشارة إلى أن المعارضة حصلت على دعم بالأسلحة لأول مرة من الولايات المتحدة منذ بدء الغارات الروسية، وخاصة الحصول على صواريخ مضادة بالدبابات.
نوهت الصحيفة إلى انه مع شدة الضربات الروسية تراجعت الفصائل المعارضة، في ضوء تسليح كل طرف لنصاره، مما يشكل من الرض السورية معركة للحرب بالوكالة بين طرفان، وهو ما أثر بشكل سلبي على الأزمة السورية، وألقت بظلال قاتمة على مستقبلها.
وركزت الصحيفة على دور الأسلحة التي تلقيها القوات الأمريكية للمعارضين، وهل يمكن ان تحدث الفارق في المعركة أم لا، وماذا عن مستقبل الغارات الروسية في المعركة، وما يمكن أن تفعله الأسلحة الروسية مع الجيش السوري ضد الجماعات الإرهابية.