تظاهرات المكلا.. هل يلفظ اليمن تنظيم القاعدة؟

الأربعاء 14/أكتوبر/2015 - 01:02 م
طباعة تظاهرات المكلا..
 
فرص بقاء القاعدة أصبحت شبه منتهية، ورصيد الحضانة الشعبية له في اليمن أوشك على النفاذ، وضاق اليمنيون ذرعًا بما تفعله القاعدة في المكلا عاصمة حضرموت شرق اليمن، وهو ما يشير إلى القاعدة والتي يعد اليمن أحد أهم ركائزها وقوتها يلفظها عبر القاعدة الشعبية في ظل صراع دموي في البلاد.

مظاهرات ضد القاعدة

مظاهرات ضد القاعدة
خرج اليمنيون في حضرموت شرق البلاد ضد تنظيم القاعدة، مطالبين بإخراج التنظيم من المدينة، والتي تعد الخطوة الأولى من نوعها، وتدشيناً لمرحلة المواجهة السلمية بين المجتمع الحضرمي والتنظيم، وخصوصاً أنّ الخوف من بطش الأخير، كان المسيطر على جميع الأطراف في المحافظة خلال الأشهر الماضية.
ورفع المشاركون في التظاهرة والتي شارك فيها العنصر النسائي بحضرموت لافتات عليها شعارات رافضة للعنف والإرهاب، ومنها: "لا للعبث بمقدرات حضرموت"، "لا للإرهاب والفوضى والتطرف".
واختتم المهرجان ببيان صادر عن منظمات المجتمع المدني والنقابات والاتحادات العمالية والمهنية المنضمين للفعالية ألقته الإعلامية أفراح محمد، أكد على مطلب رحيل القاعدة من المدينة، وضرورة تواجد السلطة الشرعية لتوفير الخدمات التي باتت منعدمة بسبب عدم خبرة التنظيم في إدارة شئون المواطنين.
وسيطر تنظيم "أنصار الشريعة"، فرع "القاعدة" في اليمن، على المدينة في الثاني من أبريل الماضي، في عملية كشفت هشاشة قوات الأمن والجيش التي أعلنت استسلامها أو هروبها من مواجهة مسلحي التنظيم.
وأحكم مسلحو التنظيم سيطرتهم على منشآت حيوية في المدينة، بما فيها القصر الجمهوري وميناء المكلا وميناء الضبة النفطي واللواء 27 ميكا المكلف بحماية المطار. 
 واتخذ القيادي في التنظيم، خالد باطرفي، الذي حرره "القاعدة" من السجن، قصر الحكم في المحافظة مقراً له، وبات يؤدي دور المحافظ ويقصده بعض المواطنين للنظر في أمورهم. وحوّل التنظيم مركزاً ثقافياً في المدينة إلى ما يشبه دار القضاء لحل قضايا المواطنين، بقيادة عنصر في التنظيم يدعى أبوهمام قبل أن يعود ويسلمه.
وأعلن تنظيم "أنصار الشريعة" أنه أتى "ليحكّم شرع الله"، وأعلن عن "إقامة الحد" وفقًا للشريعة.
وبعد تصدي مواطنين لنهب مصرف أهلي من قِبل تنظيم القاعدة، بدأ الغضب الشعبي يتنامى بصورة تدريجية فخرجت مسيرة جماهيرية في مايو تطالب برحيل "أنصار الشريعة" من مدينة غيل باوزير المجاورة للمكلا. 

حملة اعتقالات

حملة اعتقالات
في المقابل، أدركت قيادات "القاعدة" خطورة ما تشكّله التظاهرة من ضغط مجتمعي، ومنعاً لتوسع رقعة المشاركة خلال الفترة المقبلة، شنّ عناصر "القاعدة" حملة اعتقالات طالت صحافيين وناشطين سياسيين، وذلك بعد ساعات فقط من انتهاء التظاهرة.
وذكرت تقارير إعلامية أن تنظيم القاعدة خطف كلا من أمير باعويضان، ومحمد المقري، اللذين يعملان مراسلين لفضائيتين محليتين، وأمين الحامد الذي يعمل في إحدى المنظمات الحقوقية، وشخص آخر يُدعى أكرم اليماني، بينما اعتقلت الناشط السياسي، عادل أبو معين، ساعات قبل أن تفرج عنه.
حالة من الارتباك على التنظيم في ظل تصاعد التظاهرات ضد وجوده في المكلا، وهو ما يعني فشل "الإمارة الإسلامية"، وتحول الأمر إلى تهديد وجودي لهم في اليمن.
فالتنظيم الإرهابي فشل في تحقيق وعوده في المكلا، ولم ينجح في تقديم خدمات إلى اليمنيين، خاصة وأن جميع المعطيات السياسية والعسكرية كانت تصب في صالحه، ولكن الوضع يشهد تغير ضده في ظل إنجازات التحالف ضد الحوثيين وفشل التنظيم في تقديم بديلٍ أفضل عن الحكومة، وهو ما يعني أنه يفقد أهم وأقوى أسلحته، وهو الحاضنة الشعبية.
فقد نشبت أواخر سبتمبر الماضي، خلافات حادة بين "القاعدة" والمجلس الأهلي الذي يدير الشئون الخدماتية في المحافظة، نتيجة عدم وفاء التنظيم بوعوده بتسليم بقية المرافق الحكومية التي وعد بتسليمها للمجلس، وتبادل الطرفان اتهامات عدم الالتزام بالمعاهدات الموقعة بينهما.

مطالبة التحالف بالتدخل

مطالبة التحالف بالتدخل
وجاءت التظاهرة بعد أيام من بيان شديد اللهجة هو الأوّل من نوعه لمحافظ حضرموت، عادل محمد باحميد، طالب فيه التحالف العربي ورئاسة الجمهورية بالتدخل لإنقاذ المحافظة، وهو الطلب الأوّل الرسمي في هذا الإطار. وكان محللون سياسيون قد حذروا سابقاً من أن يتحول تنظيم "القاعدة" إلى معضلة جديدة جنوب البلاد، بعد تحرير المحافظات من الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح.
وتزامنت تظاهرات أهالي المكلا ضد القاعدة، مع قرارات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بتعيينات مدنيّة في وادي حضرموت، الذي عانى شللاً في الجهاز الحكومي طيلة ستة أشهر بعد مغادرة الوكيل سالم المنهالي إلى السعودية. وعلى الرغم من أن وادي حضرموت لا يزال تحت سيطرة السلطات الشرعية، لكن القرارات تبدو أنها تأتي لترتيب البيت الحضرمي، واستعداداً لخوض معركة شاملة مع تنظيم "القاعدة" في مناطق الساحل، وعدم ترك ثغرة في وادي حضرموت الشاسع لتحرك التنظيم الذي قد يخلط الأوراق.

قرارت عسكرية

قرارت عسكرية
وفي ما يخصّ القرارات العسكرية، يعتبر محلّلون أنّها تحمل لغة المراضاة لأبرز القبائل الحضرمية في الوادي، وهم؛ الكثيري، التميمي، النهدي، ويافع؛ وذلك بهدف ضمان تأييد قبلي يسند السلطات المحلية. 
ومنذ أيام أصدر الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، قرارًا بتشكيل لواء "القوات الخاصة ومكافحة الإرهاب"؛ ليكون قوة في مكافحة الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيما "القاعدة" و"داعش".
ومنذ أشهر قامت المنطقة العسكرية الأولى التي تنتشر قواتها في وادي حضرموت والمهرة بتشديد إجراءاتها في الوادي، ما قلّل من نسبة عمليات "القاعدة" التي تستهدف الجيش والأمن. ونظراً لحساسية المجتمع في حضرموت، فإن الحكومة تبدو أنّها تسعى لبناء تشكيلات حضرمية لخوض المواجهة مع أي جماعات مسلحة لتكون في مواجهة أبناء المحافظة.
وفيما يبدو التنظيم محاصراً في المكلا من ثلاث جهات؛ الأولى من جهة الهضبة الجنوبية حيث قوات المنطقة العسكرية الثانية وبعض مقاتلي القبائل، والثانية من قبل القوات الشرعية من جهة شبوة، والثالثة من قبل قوات المنطقة العسكرية الأولى من منطقة الوادي.

حرب مؤجلة

حرب مؤجلة
في حال قرّرت السلطات الشرعية خوض المعركة، أم أنّه سيجلب إليها الدمار كتجربة محافظة أبين في عام 2012. في هذا السياق، ألمح القيادي في التنظيم، خالد باطرفي، الحاكم الفعلي لمدينة المكلا، في مقابلة مع صحيفة "المكلا اليوم" الإلكترونية، إلى وجود توجه لخوض المواجهة في حال قرّرت الحكومة مواجهتهم عسكرياً. وقال باطرفي: "إذا كان المقصود بالانسحاب، أن نسلّم إدارة البلاد لنخبة من العلماء والوجهاء فهذا ما نحن بصدده ومشينا به خطوات متقدمة. أمّا إذا كان المقصود، هو طرد المجاهدين ونفيهم خدمة لرغبة أمريكا، وحرباً لهدفهم في تحكيم الشريعة، فلن نقبل به، وسندافع عن أنفسنا أينما كنا، وهذا حق مكفول"

مستقبل القاعدة

مستقبل القاعدة
ومع ارتفاع موجة الغضب الشعبي، ضد تنظيم "القاعدة" وقياداته، وفي ظل تحركات قوات التحالف العربي والجيش اليمني، لمحاربة الإرهاب يبدو أن فرص بقاء القاعدة أصبح شبه منتهٍ، ورصيد الحضانة الشعبية له في اليمن أوشك على النفاذ، وضاق اليمنيون ذرعًا بما تفعله القاعدة في المكلا عاصمة حضرموت شرق اليمن، وهو ما يشير إلى القاعدة والتي يعد اليمن أحد أهم ركائزها وقوتها، بان نهايتها قريبة في اليمن عبر القوة الشعبية والقوة العسكرية للتحالف؛ مما يشير أن فرص بقائه في اليمن انتهت والتي ستكون واضحة مع عودة انتهاء الصراع في اليمن بين حكومة الرئيس هادي والحوثيين.

شارك