مستقبل العراق رهينة صراعات سياسية.. وتحرك امريكي لمواجهة "داعش"

الجمعة 08/أغسطس/2014 - 06:52 م
طباعة داعش في خطر داعش في خطر
 
بات فشل اختيار رئيس وزراء جديد للعراق في ظل صراع الكتل الشيعية علي الكتلة الاكبر، وفي ظل تمدد وتوسع تنظيم الدولة السلامية في العراق والشام (داعش) وفشل قوات الجيش العراقي والبشمركة الكردية في مواجهة مقاتلي الدولة الاسلامية، أدى إلى تدخل عسكري أمريكي لمواجهة توسع التنظيم.

ازمة اختيار رئيس وزراء

فؤاد معصوم مع المالكي
فؤاد معصوم مع المالكي
فشل اجتماع رئيس الجمهورية العراقي فؤاد معصوم، مع رؤساء الكتل السياسية، بشأن تحديد الكتلة البرلمانية الأكبر، التي يحق لها اختيار رئيس الوزراء، بينما اتهم المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني السياسيين العراقيين بأنهم يتصرفون وفقاً لمصالحهم الشخصية.
وانتهت مهلة حددها الرئيس العراقي فؤاد معصوم للتحالف الوطني الشيعي لاختيار مرشحه إلى رئاسة الحكومة المقبلة من دون إتفاق بينما ألغى ائتلاف المالكي اجتماعًا كان سيبحث اسم المرشح لإنتظار جلسة البرلمان الاحد المقبل حيث تنتهي الفترة الدستورية لانجاز هذه المهمة الاثنين المقبل.
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي، قد رفض خلال الاجتماع، اعتبار التحالف الوطني الكتلة البرلمانية الأكبر، مصراً على أن كتلته، أي دولة القانون، هي الأكبر، وهي من تسمي رئيس الوزراء، وأنه الأحق بالمنصب.

تفسير الكتلة الأكبر

فائق الشيخ
فائق الشيخ
ويعد تفسير الكتلة الأكبر في البرلمان ، احد تعقيدات الوضع في العراق لانجاز استحقاق اختيار رئيس الوزراء الجديد، في ظل تمسك رئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي بالمقعد.
وقال فائق الشيخ علي النائب عن التحالف المدني الديمقراطي ، ان الرئيس معصوم يواجه ازمتين الاولى دستورية والاخرى سياسية مضيفا ان هناك اتصالات مستمرة بين رئيس مجلس النواب ورئيس الجمهورية ورئيس المحكمة الاتحادية لايجاد مخرج قبل انتهاء المهلة الدستورية لتكليف مرشح الكتلة الاكبر.
وأشار الشيخ، إلى وجود ضغوطات سياسية على رئيس الجمهورية من جانب ائتلاف دولة القانون الذي يصر على ترشيح المالكي وبالمقابل ضغوطات الكتل الرافضة لهذا الترشيح من قوى شيعية وكردية وسنية، مؤكدا ان معصوم يبحث عن مخرج دستوري يسمح بالإتفاق على مرشح مقبول من جميع الكتل موضحا ان "المحكمة الاتحادية ابلغت البرلمان بعدم اعادة تفسير النص المتعلق بمرشح الكتلة الأكبر، وان التفسير هو نفسه الذي فُسر عام 2010 ". وأشار إلى أنّ مجلس النواب تطوع لمساعدة رئيس الجمهورية بالبحث عن حلول ومقترحات دستورية تكفل الإتفاق على مرشح رئاسة الوزراء.

السيستاني يؤكد اختيار رئيس حكومة قادر على إنهاء أزمة تنظيم داعش

السيستاني
السيستاني
دعا المرجع الشيعي الأعلى في العراق، آية الله علي السيستاني، العراقيين، اليوم الجمعة، إلى التوحد في مواجهة الخطر الكبير الذي يمثله مسلحو تنظيم داعش الذين أثار تقدمهم في شمال البلاد قلق حكومة بغداد وحليفتها الولايات المتحدة، مؤكدا علي اختيار رئيس وزراء قادر على إنهاء أزمة تنظيم داعش.
ووجه الخطيب عبد المهدي الكربلائي معتمد مرجعية المرجع الشيعي الاعلى في العراق اليوم انتقادات لاستمرار السياسية في التنازع والاختلاف على منصب رئيس الحكومة الجديدة معتبرا ان "الاصرار على التبث بالمنصب يمثل خطأ فطيعا يجب أن يتجنبه من يشعر بالمسؤولية أمام شعبه" في أشارة إلى اصرار رئيس الحكومة نوري المالكي على الحصول على ولاية ثالثة في منصبه الحالي.س
 يذكر ان المالكي يعتمد في مطالبته بمنصب رئاسة الحكومة المقبلة على نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في نيسان (أبريل) الماضي وحصلت كتلته فيها على 91 مقعداً في برلمانيا في حين يرى التحالف الشيعي الذي تنضوي في إطاره كتلته أن اختيار المرشح يجب أن يكون من داخل التحالف وليس حصراً بكتلة المالكي.
وهذا التباين هو محور الخلاف الحالي داخل هذا التحالف الذي يضم فضلاً عن المالكي  التيار الصدري والمجلس الأعلى الاسلامي وحزب الدعوة تنظيم العراق إضافة إلى كتلة الفضيلة الاسلامية.

ضرب عسكرية لـ"داعش"

ضرب عسكرية لـداعش
ضرب عسكرية لـداعش
ياتي الخلافات السياسية وفشل الوصول لاختيار رئيس وزراء، الي قيام الولايات المتحدة الامريكية بتوجيه ضربة عسكرية الي معاقل تنظيم الدولة الاسلامية.
فقد سيطر مسلحو تنظيم  "الدولة الإسلامية" على سد الموصل ، شمال مدينة الموصل، حيث يفرض التنظيم سيطرته على مناطق واسعة منذ شهرين، حسبما أفادت مصادر رسمية عراقية الجمعة. وكان التنظيم قد عزز مكاسبه في شمال العراق يوم الخميس واستولى على ثلاث بلدات بعدما فر السكان الخائفون.
تقدم (داعش) ادي الي تدخل الولايات المتحدة الامريكية بتوجيه ضربة عسكرية، فقد اعلنت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أن الولايات المتحدة قصفت مواقع لمدفعية الدولة الإسلامية، كانت "تهدد" الأميركيين في أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي، على تويتر: "أغارت طائرات أميركية على مدفعية الدولة الإسلامية. استخدمت المدفعية ضد القوات الكردية التي تدافع عن أربيل، على مقربة من عناصر أميركيين".
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما، قد أعلن أنه أجاز توجيه ضربات عسكرية جوية ضد المسلحين في شمال العراق. وقال أوباما إن الولايات المتحدة، بدأت بإرسال مساعدات غذائية وإنسانية جوا، للمناطق المحاصرة في سنجار.
قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إن تقدم تنظيم داعش في العراق ينذر بإبادة جماعية وإن المخاطر بشأن مستقبل البلاد لا يمكن أن تصبح أكثر وضوحا.
واكد وكيل وزارة البشمركة في حكومة إقليم كردستان، أنور الحاج عثمان، أن مقاتلات أميركية قصفت مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية الليلة الماضية، مضيفا أن المقاتلات الأميركية نفذت ضربات مركزة على معاقل المسلحين في ناحية الكوير وقضاء سنجار، واصفاً الضربات بالناجحة، وأن غرفة عمليات، تضم قيادات عسكرية أميركية وتركية وعراقية، إضافة الى قيادات عسكرية من إقليم كردستان، بدأت عملها المشترك.

استعداد فرنسي بريطاني للدعم

 فرنسوا هولاند
فرنسوا هولاند
في اتصال هاتفي مع نظيره في كردستان العراق مسعود بارزاني، أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أن فرنسا مستعدة "لتقديم الدعم" للقوات التي تقاتل جهاديي الدولة الإسلامية، بحسب الرئاسة الفرنسية.
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إن "رئيس الجمهورية أكد استعداد فرنسا لتقديم الدعم للقوات التي تخوض هذه المعركة" من دون تحديد طبيعة هذا الدعم.
وأكد هولاند وبارزاني "عزمهما على التعاون لوقف الهجوم الذي تشنه الدولة الإسلامية في شمال شرق العراق"، بحسب المصدر نفسه.
وشدد هولاند على "عزم فرنسا على مواصلة جهودها على الصعيد الدولي لمساعدة سلطات كردستان سواء في تحركها ضد مجموعة الدولة الإسلامية الإرهابية أو للتعامل مع وضع السكان المدنيين النازحين أو المهددين".
وأضافت الرئاسة الفرنسية أن "اضطهاد هذه المجموعة الإرهابية للأقليات الدينية وخصوصا المسيحيين والإيزيديين يشكل جريمة بالغة الخطورة"، لافته الي أن "التجاوزات الفظيعة التي ارتكبتها الدولة الإسلامية منذ السيطرة على "قره قوش"، أكبر مدينة مسيحية في البلاد، هي آخر تجليات جنونها المدمر"، لافتة إلى أنها "تزيد من معاناة أقلية ضعيفة تحتاج في شكل كبير إلى المساعدة والتزام الجميع".
وأوردت الرئاسة أيضا أن هولاند "ذكر بضرورة التوصل إلى حماية هذه المجموعة المهددة للسماح لها بالبقاء في بلادها، مع تذكيره باستعداد فرنسا لتأمين إمكانات اللجوء لمن يرغبون في مغادرة العراق".

ديفيد كاميرون
ديفيد كاميرون
كما أشاد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، بقرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما توجيه ضربات جوية في العراق، لكنه أكد في المقابل أن "التدخل العسكري" البريطاني "غير مطروح".
وقال كاميرون في بيان "أشيد بقرار الرئيس أوباما الموافقة على طلب مساعدة الحكومة العراقية وشن ضربات جوية محددة، إذا كان ذلك ضرورياً، لتقديم العون للقوات العراقية في معركتها ضد الإرهابيين من الدولة الاسلامية لتحرير المدنيين المحاصرين في جبل سنجار".
وقال متحدث باسم رئاسة الوزراء البريطانية "لا نخطط لاي تدخل عسكري".
والان في ظل الصراع السياسي اصبح مستقبل العراق الامني رهينة الحسم الدولي، مع اصرار القيادات السياسية في العراق علي عدم الاكتراث بخطر (داعش) واستمرار حالة التناحر السياسي دون الوصول الي اتفاق من اجل العراق والعراقيين الذين تعرضوا للتهجير والقتل علي يد مقاتلي(داعش) في ظل صراع علي الكرسي.

شارك