رغم الموقف المتناقض.. حوار سعودي- روسي بشأن التدخل العسكري في سوريا

الأربعاء 14/أكتوبر/2015 - 06:32 م
طباعة رغم الموقف المتناقض..
 
رغم الهجوم الدولي والعربي على روسيا عقب تدخلها العسكري في سوريا، إلا أن توافقا سعوديًا حصلت عليه موسكو في أثناء زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير التي جرت في منتجع سوتشي جنوب روسيا، على هامش فعاليات سباق "فورمولا - 1"، حيث قال وزيرا خارجية روسيا والسعودية، إن البلدين سيزيدان التعاون بشأن سوريا ومحاربة الإرهاب.

توافق روسي سعودي

توافق روسي سعودي
وعبر وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، عن أمله في إجراء المزيد من المحادثات الأسبوع القادم.
وأكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بعد اجتماع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، أن روسيا مستعدة للعمل مع الجيش السعودي بشأن سوريا.
وتصدرت الأزمة السورية أجندة المحادثات التي أجراها كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي ولي العهد السعودي، وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان آل سعود.
وكانت مواقف عدة أكدت على رفض دولي لهجمات روسيا داخل سوريا، وكان أول المواقف من الولايات المتحدة التي أعلنت أن العمليات العسكرية الروسية على مواقع "داعش" لن يكون لها فائدة كبيرة، وأنها بمثابة صب الزيت على النار، لينتقل الهجوم الأمريكي بعد ذلك إلى محاولة التشكيك في العمليات العسكرية الروسية عبر نشر دعاية مضادة تتهم موسكو بأن هدفها الحقيقي توجيه ضربات للمعارضة السورية تحت غطاء الحرب على "داعش".
ووصف كل من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره السعودي عادل الجبير، نتائج المحادثات، التي جرت بصيغتيها المصغرة والموسعة، بالصريحة والمفيدة، كما ذكر لافروف أن الرئيس بوتين ووزير الدفاع السعودي أكدا "التطابق التام" للأهداف التي تسعى موسكو والرياض لتحقيقها في سوريا، وفي مقدمتها ضرورة منع انتصار "الخلافة" الإرهابية في الأراضي السورية.
وأشار لافروف إلى أن بوتين أعرب لضيفه السعودي عن تفهمه لقلق الرياض إزاء الخطوات التي اتخذتها روسيا مؤخرا في سوريا، لكنه شدد على أن عمل العسكريين الروس فيها موجه فقط ضد تنظيم داعش وجبهة النصرة وغيرهما من المجموعات الإرهابية.

جبهة النصرة تدعو لشن هجمات في روسيا

جبهة النصرة تدعو
وفي هذا السياق دعا أمير "جبهة النصرة" أبو محمد الجولاني جهاديي القوقاز على شن هجمات في روسيا ردا على تدخلها العسكري الجوي في سوريا، وذلك في تسجيل صوتي نشر ليل الاثنين الماضي.
 وناشد الجولاني جميع الفصائل "وقف جميع أنواع الاقتتال الداخلي" بينها وإرجاء الخلافات لحين زوال وانكسار الحملة الصليبية الغربية والروسية على أرض الشام، معلنًا عن تخصيص مكافأة مالية بقيمة خمسة ملايين يورو لمن يقتل الرئيس السوري بشار الأسد والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. وقال الجولاني في التسجيل الصوتي الذي تداولته مواقع جهادية على الإنترنت: أعرض مكافأة بقيمة ثلاثة ملايين يورو لمن يقتل بشار الأسد وينهي قصته، حتى لو كان من قومه وأهله ويأمن على نفسه وعياله ونوصله حيث يريد وأنا ضامن له بإذن الله.
كما عرض مكافأة بقيمة مليوني يورو لمن يقتل حسن نصرالله وحتى لو كان من طائفته وقومه، متعهدا أيضا بضمان أمنه.
وفي تبرير من السعودية على تأييدها للعملية العسكرية الروسية في سوريا، قال الجبير إن الجانب السعودي أعرب عن خشيته من إمكانية تفسير هذه العملية على أنها حلف بين موسكو وطهران، لكن الطرف الروسي شرح أن الهدف الرئيسي منها هو مكافحة الإرهاب.
هذا وأضاف الجبير أن المملكة تنوي تفعيل جهودها في تنسيق عملها في مجال مكافحة الإرهاب مع روسيا من أجل إنجاح هذا العمل، علما بأن بعض المواطنين الروس والسعوديين انضموا إلى صفوف الإرهابيين، وهم يشكلون خطرا على كلا البلدين.

غموض بشأن رحيل الأسد

غموض بشأن رحيل الأسد
جاءت ثاني الأهداف بين الطرفين، فيما قال لافروف إنه يتلخص في اهتمام البلدين في تحقيق مصالحة وطنية في سوريا والإسراع في إطلاق عملية سياسية من شأنها أن تقود إلى أن يشعر جميع السوريين على اختلاف عرقهم ودينهم بأنهم المالكين لبلدهم لبلادهم، مضيفا أن الرئيس بوتين وولي ولي العهد السعودي ناقشا بصورة صريحة "الخطوات التي يمكن أن تقربنا من بدء هذه العملية السياسية".
وحول مصير الرئيس السوري بشار الأسد، اكتفى الطرفان بتبادل الآراء حولها، دون أن تسجل المحادثات أي تقارب في مواقف موسكو والرياض إزاءها، ففي الوقت الذي قال فيه الوزير السعودي إن الرياض أكدت تمسكها برحيل بشار الأسد، ذكر لافروف أن روسيا جددت موقفها المعروف إزاء هذه المسألة، لكن بقاء الخلاف حول هذا الموضوع "ليس عائقا أمام تقدمنا، بما في ذلك مشاركة دول أخرى، نحو خلق ظروف مواتية لإطلاق العملية السياسية في سوريا في أسرع وقت ممكن"، مشيرا إلى أن الوفاق السوري السوري المنشود يجب أن يحظى بدعم المجتمع الدولي.
وبحث الجانبان عددا من الأفكار الهادفة إلى تطبيق بيان جنيف الصادر في الـ30 من يونيه 2012 بشأن سوريا.
من جانبه أكد الجبير أنه على الرغم من تمسك المملكة برحيل الأسد ومواصلتها لدعم "المعارضة المعتدلة" في سوريا، فإن البلدين يتشاركان في سعيهما إلى إيجاد سبل تفعيل التسوية وأرصدة مشتركة لتنفيذ بيان جنيف من أجل الحفاظ على وحدة الدولة السورية.
وأكد رغبة الرياض في أن تتحول هذه العملية إلى مرحلة انتقال سياسي يشارك فيها ممثلو كل من النظام والمعارضة، وتضع خلالها البلاد لإجراء تعديلات دستورية، مما سيقود إلى تنحي بشار الأسد في نهاية المطاف.
كانت وسائل الإعلام السعودية أكدت، أن ولي ولي العهد السعودي أوصل إلى الرئيس الروسي رفض المملكة الصريح لتدخل روسيا العسكري في سورية، كما أكّد مصدر سعودي في تصريح لوكالة "رويترز"، أنّه "يجب على الأسد أن يرحل، وأن الرياض تواصل تعزيز ودعم المعارضة السورية المعتدلة"، لافتاً إلى أن السعودية أبلغت روسيا أن تدخلها في سورية سيكون له عواقب وخيمة.
ويرى مراقبون في تصريحات الطرفين المعلنة أنها تعكس ارتباكاً في التعاطي مع اجتماع الرئيس الروسي وولي ولي العهد، وأن الطرف الروسي مهتم بإظهار السعودية بمظهر المتفهم للتدخل العسكري الروسي في سورية، فهو لا يريد أن يبدو وكأنه في حرب دينية ضد العالم الإسلامي وفق المراقبين.

حذر السعودية في التعامل

حذر السعودية في التعامل
وفيما يرى متابعون أن السعودية لا تريد أن تتعامل مع روسيا كعدو، في إطار العلاقة السعودية – الأمريكية، والتدخل السعودي العسكري في اليمن، وخصوصاً بعد تلميح الجبير، من نيويورك، بضرورة رحيل الأسد، أو يواجه خياراً عسكرياً، ما أوحى أنّه قد يقود إلى تصادم عسكري مع روسيا على الأراضي السورية.
ويرى محللون قراءة الموقف السعودي من التدخل الروسي أن الطرفين ضد الإرهاب وأن الرياض أول من حاربته في سوريا، لكنها لا تثق بروسيا وبتحالفها مع إيران وحزب الله والأسد"، كذلك لا تثق السعودية بالتدخل الروسي لأنه لم يستهدف التنظيمات التي تعتبرها الرياض إرهابية، أي "داعش" و"جبهة النصرة"، بل استهدف فصائل تعتبرها السعودية معتدلة، وتقوم بدعمها سياسياً وربما عسكريا.
كانت مواقف بعض الدول العربية خصوصا الخليجية منها اتخذت مواقف سياسية منددة بالتدخل العسكري الروسي في سوريا، فيما وصفت بعضها التدخل الروسي بالاحتلال لسوريا، وإنه يهدف إلى دعم الإرهاب لا محاربته.
كانت اتهمت روسيا بالتدخل العسكري بناءا على طلب من الرئيس السوري بشار الأسد لمواجهة المعارضة وليست التنظيمات الإرهابية.

شارك