الصحف الأجنبية ترصد تصدُّع التحالف الدولي لمواجهة داعش بعد دعم الأكراد
الأربعاء 14/أكتوبر/2015 - 11:35 م
طباعة
عكست المساعدات الأمريكية لوحدات الحماية الكردية تباين المواقف داخل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمواجهة داعش، في ظل محاولات لإبعاد بشار من جانب تركيا ودول غربية، ومحاولات روسية لدعم الوحدات الكردية لتركيز الجهود على مواجهة داعش والجماعات الإرهابية والكف عن استهداف قوات الجيش السوري ونظام بشار الأسد، إلى جانب كشف الصحف الأجنبية على الدور الإيراني في الزمة السورية، الذى من المنتظر أن يتخذ أبعادا جديدة خلال الفترة المقبلة.
احتجاج تركى
عكس استدعاء تركيا للسفير الأمريكي بأنقرة للاحتجاج على دعم قوات الوحدات الكردية بالسلاح استياء أنقرة من الموقف الأمريكي، وتعبير أنقرة عن استيائها من التقارير التي تشير إلى تنامي العلاقات بين الولايات المتحدة والمقاتلين الأكراد في سوريا، وهو ما ينعكس بالسلب على الشارع التركي.
واعتبرت الصحيفة أن الاعتراض التركي يأتي وسط دعوات من بعض الجهات للتعاون أوثق مع الولايات المتحدة الأكراد لإسقاط تنظيم داعش من معاقلها في سوريا التي مزقتها الحرب.
من جانبه قال رئيس الوزراء احمد داود أوغلو إن المسلحين الأكراد في سوريا يمكن أن تتعاون مع المسلحين الاكراد الذين يقاتلون قوات الأمن داخل تركيا.
وكشف أوغلو عن تحذيره لروسيا بشأن وحدات حماية الشعب الكردية، وتأكيده على أن تركيا لا يمكن أن تقبل أي نوع من التعاون مع المنظمات الإرهابية التي أعلنت الحرب ضد تركيا.
معربا عن قلقه في حال وصول الأسلحة التي تحصل عليها قوات الوحدات الكردية في يد الجماعات الإرهابية التي ترتكب جرائمها داخل تركيا، والإشارة إلى أن أنقرة لن تصمت على إمداد الأكراد وحزب العمال الكردستاني بالأسلحة.
ونقلت الصحيفة عن محللين يشيرون إلى تفاقم التوتر بين أنقرة وواشنطن بأن قيام الجيش الأمريكي بإسقاط الأسلحة والذخيرة في وقت سابق من هذا الأسبوع لمعارضين يواجهون بشار الأسد ومنهم الوحدات الكردية
انقسام في التحالف الدولي
في خطوة تعكس القلق التركي من تنامى نفوذ وحدات الحماية الكردية، نقلت الجارديان البريطانية مخاوف الأتراك من تمدد الوحدات الكردية في إطار حصولها على دعم عسكري ولوجستي من قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وتحذيرات مسئولين أتراك من تمدد الأكراد في مناطق شمال سوريا وتأثير ذلك مستقبلا على مواقع الصراع.
وفى إطار متابعة الصحيفة لتداعيات الأزمة السورية، نقلت الجارديان عن عمر جيليك، وهو مستشار بارز للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن تنامى الميليشيات الكردية في شمال سوريا يزيد من مطالب تركيا بشأن انشاء منطقة عازلة في شمال سوريا، خاصة وأن هذه القوات الكردية الذراع المسلح لحزب الشعوب الديمقراطي، واستمرار انتشار السلاح سيعيق من الأزمة، وينعكس ذلك سلبا على تركيا نتيجة تنفيذ عمليات ارهابية داخل الأراضي التركية.
وأكد على أن تركيا لن تقبل حكومة انتقالية في سوريا مع بقاء الأسد، وانه لا مفر الآن من اتخاذ قرار ملح بشأن اعلان شمال سوريا منطقة عازلة ويحظر فيها الطيران حرصا على المدنيين، وفقا لرؤية المسئول التركي.
واعتبرت الصحيفة ان مثل هذه التصريحات تكشف عن الفجوة الواضحة بين تركيا والدول الأعضاء في التحالف الدولي لمواجهة داعش، واختلاف وجهات النظر في التعامل مع الأزمة السورية، وعدم التوصل إلى خطوات ملموسة لإنهاء الأزمة السورية المندلعة منذ مارس 2011، وخلفت أكثر من 8 مليون لاجيء ونازح، وأكثر من 250 ألف قتيل.
كما أشارت الصحيفة أيضا إلى الأزمة تكشف أيضا عن عدم توصل الولايات المتحدة إلى وسيلة تسمح لأعضاء التحالف بالقيام بدور محوري في الأزمة، ووقف أعمال العنف المنتشرة في سوريا، وتلقي بظلال قاتمة على دول الجوار، وغياب استراتيجية واضحة لمواجهة داعش.
نوه المسئول التركي إلى أن موقف أنقرة من استهداف المدنيين فى سوريا، وما لم يتم إقصاء الأسد لن تتوقف أعمال العنف فى سوريا بل وفى دول الجوار، وأن مخاوف الغرب من تنامى نفوذ الجماعات الارهابية فى حال رحيل الأسد غير صحيح.
النفوذ الإيراني
وفى إطار المتابعة للتواجد الإيراني في سوريا، رصدت الجارديان دور طهران في الأزمة السورية المنخفض نسبيا حتى الآن دون معرفة هل سيتم تغيير الآلية المتبعة خلال الفترة المقبلة، في ضوء تغيرات الأحداث في أرض المعارك داخل سوريا، إلى جانب التفاعلات الاقليمية والدولية بشأن الأزمة.
نوهت الصحيفة إلى أنه من المنتظر ان تصعد ايران لدورها في الحرب في سوريا، وإرسال مزيد من القيادات من قواتها لدعم بشار الأسد وإيفاد القائد الأكثر شهرة في الحرس الثوري إلى مناطق الصراع السوري مع معارضيه أبرز دليل على تغير الموقف الإيراني.
واكدت الصحيفة أن دبلوماسيون ومحللون يرون أن ايران ارسلت بالفعل مئات من القوات إلى شمال ووسط سوريا، في أعقاب تقارير أن ما يصل إلى 2000 سيتم نشرها جنبا إلى جنب مع المقاتلين من حليف طهران حزب الله اللبناني مع وحدات شيعية في إطار الغطاء الجوي الذى توفره موسكو.
أكدت الجارديان أن إيران تدعم نظام الأسد منذ بداية الحرب قبل أربع سنوات ونصف، ولكن دورها لم يكن واضحا بشكل كبير، إلا ان الحديث عن ايفاد الجنرال قاسم سليماني، قائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري يبرز أن الأمور تسير بشكل مختلف، وأن طهران لن تدخر أى جهد فى الكشف عن وجودها في سوريا، وما سوف تقوم به مستقبلا من اجل دعم الأسد وتعزيز تواجدها في أي مرحلة انتقالية سواء في ظل بقاء الأسد أو رحيله.
ونوهت الصحيفة إلى دعوات الغرب بشأن حث ايران وروسيا على رفع دعمهم عن نظام الأسد، في الوقت الذى تدور فيه مزيد من التكهنات بشأن ما يجري في أرض المعارك بسوريا من انه صراع نفوذ بين ايران وروسيا تمهيدا لمرحلة جديدة قد تكون بدون بشار الأسد.
وتم نشر صور القائد الإيراني وسط جنود من ايران وحزب لله خلال الحديث معهم في قناة الميادين وقناة المنار، وهى قنوات قريبة منا لنظام السوري وحزب الله اللبناني، في خطوة قد تكشف عن معارك برية قادمة ضد الإرهابيين ومعارضي الأسد.
ونقلت الصحيفة عن مصادر تشير إلى استمرار تدفق عدد من الجنود الايرانية إلى سوريا تمهيدا لشن عمليات عسكرية ضد المعارضة المسلحة وتنظيم داعش، حيث انتقلوا من مطار دمشق إلى قاعدة اللاذقية تمهيدا للقتال في محافظات حماة وحلب، في محاولة لاستعادة الأراضي المفقودة مؤخرًا في حلب.