مضطهدون ومنسيون ..تقرير كنسي يتوقع اختفاء المسيحيين من العراق خلال 5 سنوات

الخميس 15/أكتوبر/2015 - 01:58 م
طباعة مضطهدون ومنسيون ..تقرير
 
مضطهدون ومنسيون ..تقرير
حذر التقرير الأخير الصادر عن منظمة "عون الكنيسة المتألّمة" من اختفاء المسيحيين من العراق وسوريا خلال الخمس سنوات القادمة، وأبرز التقرير حقيقة دائرة اضطهاد المسيحيين التي تتوسّع وتسوء. وهو تقرير تلاه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بتاريخ صدوره خلال اجتماع في مجلس اللوردات، ترأسه الخبير في شئون اضطهاد المسيحيين اللورد دايفيد ألتون. تجدر الإشارة إلي أنّ الاجتماع تضمّن كلمات لكلّ من وزير شئون الشرق الأوسط توبياس إلوود، والمونسنيور سيلفانو توماسي، بالإضافة إلي رسالة مسجّلة للكاردينال فنسنت نيكولز رئيس أساقفة وستمنستر، وكلمة لرئيس أساقفة حلب للروم الملكيين الكاثوليك جان كليمان جانبار، كما شهادات لأشخاص نجوا من تنظيم داعش .
وجاء التقرير تحت عنوان "مضطهدون ومنسيّون؟" الذي توصّل إلي استنتاج مفاده أنّ المسيحيين قد يختفون خلال 5 سنوات من العراق في حال تتابعت الهجرة بمستوياتها الحالية، وبنسبة أسرع في سوريا حيث تراجع عددهم من 1.25 مليوناً إلي 500 ألفاً منذ 2011. وفيما أكّد كاميرون علي التزام الحكومة البريطانية بتشجيع احترام الحرية الدينية، وصف عمل "عون الكنيسة المتألّمة" بالمهمّ، قائلاً: إنّ التقرير هو صوت الذين لا صوت لهم من زنزاناتهم ومن الأماكن البعيدة التي التجئوا إليها. وفي السياق نفسه، بعثت رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستورجن رسالة دعم لتقرير المنظّمة الخيرية: "فقط عبر نشر تقارير مماثلة وتحديد ماهية المشكلة، يمكننا أن نأمل باتّخاذ التدابير المناسبة لمواجهة اضطهاد الأقليات".
أمّا التقرير بحدّ ذاته فقد خلُص إلى أنّ وضع المسيحيين منذ 2013 أصبح أسوأ في البلدان التي كانت تتمّ المراجعة فيها، مستنداً إلى شهادات أشخاص عانوا. ومقارنة مع التقرير نفسه الذي غطّى الفترة الممتدّة بين 2011 و2013، صُنّف الاضطهاد في 10 بلدان من أصل 19 بلداً خاضع للمراقبة بالمفرط. ومع اعتبار التنظيمات الإرهابية أكبر تهديد، أشار التقرير إلي المشاكل المتزايدة التي تسببها مجموعات أصولية أخرى تابعة للهندوسية واليهودية والبوذية التي تتزايد هجماتها، إضافة إلى الأنظمة الديكتاتورية كالصين التي تزيد الضغط على الكنيسة.
من ناحية أخرى، وبحسب المنظمة "عون الكنيسة المتألّمة"، عبّر بابا الفاتيكان عن دعمه لهذا التقرير عبر رسالة صادرة عن حاضرة الفاتيكان، تلاها في مجلس اللوردات رئيس الأساقفة سيلفانو توماسي، وهو المراقب الدائم للكرسي الرسولي لدى الأمم المتّحدة في جنيف، مؤكّداً أنّ البابا يصلّي ليناضل المسئولون بهدف إيجاد أساليب أكثر فعالية للتشجيع علي التعاون الدولي بُغية تخطّي تلك الإهانات بحقّ كرامة البشر والحرية الدينية، وليس فقط أن يمحوا التمييز والاضطهاد في بلدانهم.
أمّا محرّر التقرير فقال: "إنّ الإبادة الجماعية الثقافية للمسيحيين تعني محو وجود المؤمنين من رُقع كبيرة من الشرق الأوسط الذي هو قلب الكنيسة".
بدأت مؤسسة عون الكنيسة المتألّمة عملها منذ عام 1947، بالتحرك لمعونة المسيحيين المهددين واللاجئين والمضطهدين. توجد حاليًا العديد من المشاريع التي تهدف إلى خدمة ومساعدة مسيحيي الأرض المقدسة، وقد قام وفد دولي بزيارة رسميّة للأبرشيّة. 
هم عشرة أشخاص جاءوا من كندا وإسبانيا والتشيلي وسويسرا والمملكة المتّحدة والمقر الرئيسي للمؤسسة في ألمانيا، لزيارة عدّة أماكن داخل الأبرشيّة. بدأت رحلتهم من عمّان، حيث قاموا بزيارة مخيّم الزعاترة، الذي يستقبل 114000 سوري لاجئ. ثم قاموا بزيارة الناصرة والقدس، بعد مرورهم سريعاً بلبنان. الهدف من زيارتهم هذه، كانت التعرف بشكل أفضل على أحوال اللاجئين السوريين والعراقيين الذين ينزحون بصورة يوميّة إلى البلدان المجاورة لسوريا. يتيح لهم التعرفُ إلى هؤلاء اللاجئين، تحديدَ المشاريع اللازمة لهم، وإدخال التعديلات الضروريّة عليها، بحيث تصبح أكثر ملاءمة للحاجات الحقيقيّة لدى اللاجئين، وبالتالي أكثر فاعليّة وعدالة.
استطاع الوفد الالتقاء بالعديد من العائلات والمسئولين الدينيين. وقد ساعدتهم هذه اللقاءات في تكوين تصور أفضل وأكثر شمولية لأوضاع المسيحيين في الأرض المقدّسة والتحضيرات القائمة حالياً استعداداً لاستقبال قداسة البابا فرنسيس. وبهذه المناسبة، أصدرت مؤسسة عون الكنيسة المتألمة عريضة أوصلتها إلى غبطة البطريرك فؤاد الطوال، وإلى قداسة البابا نفسه. جمعت المؤسسة في هذه العريضة توقيع 6000 مسيحي من الضفة الغربية يطالبون بحق الوصول إلى الأماكن المقدسة في القدس (الجدار الفاصل والحواجز الإسرائيليّة هي العائق). لا يخفى على الجميع بأن الدافع الرئيسي لهذه العريضة هو حرص مؤسسة عون الكنيسة المتألمة على أن يحافظ المسيحيون، الذين يُشَكِّلون اليوم أقليّة في الأرض المقدسة، على وجودهم فيها، وأن تتوقف هجرتهم إلى الخارج.
علاقات مع أوروبا
لمؤسسة "عون الكنيسة المتألمة" حضور في 17 بلداً مختلفاً، وهي تسهم في تمويل العديد من المشاريع في 150 بلداً مختلفاً. تظهر فرنسا على قائمة “الدول المانحة”، ويقام فيها سنوياً ما يدعى “بليالي الشهود“. “ليالي الشهود”، هي عبارة عن سهرات صلاة تُنَظَّمُ في أربع مدن كبيرة مختلفة، ويقوم بعض الأشخاص البالغين خلالها بتقديم شهادة عن أحوال كنائسهم. وفي هذا العام، سيلقي الشهادة كلّ من بطريرك كنيسة الأقباط الأرثوذكس، وأحد الأساقفة من العراق، وأحد الأساقفة من إفريقيا الوسطى، إضافة إلى راهبة من سوريا وكاهن ماروني.
تهدف هذه السهرة أيضاً إلى تذكير مسيحيي أوروبا، الذين يذهبون كل يوم أحد إلى القداس دون أن تتهدد بذلك حياتهم، أن من المسيحيين في العالم من يُعتَقَلون أو يسجنون أو يعذبون وأحياناً يقتلون لمجرد أنهم يحملون رسالة المسيح ويذهبون إلى القداس. هذه هي الرسالة التي ترغب مؤسسة عون الكنيسة المتألّمة تمريرها بمختلف الطرق. وتقوم مؤسسة عون الكنيسة المتألمة مرّة كل سنتين، بإعداد تقرير حول أوضاع الحريّة الدينيّة في العالم، تُذَكِّرُ فيه بوجود 200 مليون مسيحي لا يستطيعون عيش إيمانهم المسيحي بحرّيّة في عالم اليوم.

شارك