بدء معركة تحرير الجوف وسط فشل إطلاق الحوثيين لصاروخ "سكود"

الخميس 15/أكتوبر/2015 - 06:15 م
طباعة بدء معركة تحرير الجوف
 
تتزايد مؤشرات الإنهاك ووتيرة التراجع لمليشيات الحوثيين وقوات علي عبدالله صالح، مع دخول الحرب في اليمن شهرها السابع، وسط استمرار الضربات المكثفة التي يتعرض لها مسلحوهم في الجبهة الساحلية ومحافظة مأرب، المحاذية لضواحي صنعاء، من الشرق. وهو الأمر الذي يزيد من محاصرة دائرة الانقلابيين، كل يوم، وتبدو معه خياراتهم السياسية والعسكرية محدودة. 

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلى الصعيد الميداني، شنّ طيران التحالف العربي بقيادة السعودية، صباح اليوم الخميس، غارات مكثفة ومتتالية على مواقع عسكرية ومخازن للسلاح في جبل نقم شرق العاصمة اليمنية صنعاء، نتج عنها انفجارات ضخمة سمع دويها في أرجاء المدينة، في وقت يستمر تحليق الطيران منذ الصباح الباكر من دون توقف.
في المقابل، أعلن الحوثيون أنهم أطلقوا صاروخا باليستيا من نوع "سكود"، فجر اليوم الخميس، على الأراضي السعودية.
وقال ناطق عسكري باسم الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح إنهم أطلقوا صاروخاً باليستياً نوع "سكود" على قاعدة الملك خالد الجوية في خميس مشيط في عسير جنوب السعودية.
فيما تدخل مواجهات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، بدعم التحالف العربي ضد ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، مرحلة جديدة عبر استعدادات مكثفة من قوات الشرعية للبدء في عملية تطهير محافظة الجوف من قبضة الميليشيات، خاصة بعد استعادة السيطرة على معظم أراضي محافظة مأرب المجاورة.
وأفادت مصادر محلية أن قوات الشرعية بدأت بنقل آليات ومعدات إلى مواقع داخل المحافظة تمركزت في منطقة وادي السيل القريب من معسكر لبنات، في وقت تمهد غارات الطيران للعملية باستهدافها مواقع المتمردين في مناطق متفرقة من الجوف، ومنها مديرية الحزم مركز المحافظة.
وتفتح عملية استعادة السيطرة على محافظة الجوف الاستراتيجية الطريق للسيطرة على معقل جماعة الحوثيين في محافظة صعدة، وتطهير بقية المحافظات اليمنية من الميليشيات خاصة العاصمة صنعاء.
 ويتمتع  الموقع  الجغرافي لمحافظة الجوف بأهمية استراتيجية، فهي تقع شمالي مأرب، وتبعد عن صنعاء 134 كلم من جهة الجنوب الغربي، كما أنها محاذية لحدود المملكة العربية السعودية من جهة الشمال الشرقي.
وفي العاصمة صنعاء ومع أنباء عن فشل ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع في إطلاق صاروخ باليستي في اتجاه الأراضي السعودية، شن طيران التحالف غارات مكثفة على معسكري النهدين والحفا، إضافة إلى مخازن أسلحة في جبل نقم. وأفاد شهود عيان عن حدوث انفجارات كبيرة في المواقع المستهدفة.
أما في تعز، فقد نجحت المقاومة الشعبية في صد محاولات الميليشيات السيطرة على مواقع في جبهة الضباب غرب المدينة وجوار منزل المخلوع صالح.
فيما واصل المتمردون قصفهم على أحياء المدينة، وفي مديرية الوازعية تخوض المقاومة الشعبية مواجهات عنيفة مع عناصر الميليشيات التي تتكبد خسائر كبيرة في العتاد والأرواح مع نجاح للمقاومة في تطهير مناطق متفرقة في المديرية.
فيما كشف رئيس المجلس العسكري بمدينة تعز العميد صادق علي سرحان أن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ماضية بتنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية ورئاسة هيئة الأركان العامة وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة بتعز، وذلك بتجنيد 8 آلاف جندي من أبناء المحافظة في إطار الإعداد لبناء جيش وطني.
وأكد أن القيادة السياسية عازمة على فك الحصار واستعادة المدينة وكل المحافظات من الميليشيات الانقلابية.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلى صعيد المشهد السياسي، حث ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مع الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، الخميس، "التطورات التي تشهدها الساحة اليمنية".
وخلا اللقاء في أبوظبي، وضع هادي الشيخ محمد بن زايد "في مشهد المستجدات والأوضاع الراهنة التي تشهدها الساحة اليمنية وتطورات الأحداث على الارض في ضوء الانتصارات المتوالية..".
وحققت قوات التحالف العربي، الذي تقوده السعودية من خلال عملية "إعادة الأمل"، إلى جانب القوات اليمنية الشرعية والمقاومة الشعبية، سلسلة انتصارات على ميليشيات الحوثي وصالح المتمردة.

وأشاد هادي "بمواقف دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.. الداعمة للشعب اليمني وبإسهاماتها الميدانية وجهودها الإنسانية في أكثر من موقع واتجاه".
وقالت وكالة الأنباء الإماراتية إن الرئيس اليمني وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة تبادلا "الرأي حول عدد من القضايا والملفات التي تهم البلدين الشقيقين في مختلف المجالات".
وجدد الشيخ محمد بن زايد وقوف الإمارات، و"من خلال التحالف العربي" إلى "جانب الشرعية حتى يعود اليمن إلى عروبته وتتحرر ارضه من سيطرة المتمردين والانقلابيين وحلفائهم من التنظيمات الإرهابية..".
وقال أيضا إن بلاده "تؤمن إيمانا راسخا بأن أمن المنطقة والبلدان العربية كل لا يتجزأ وأن أمننا في دولة الإمارات لا ينفصل عن أمن الدول العربية مجتمعة وأننا سنقف مع اشقائنا بكل حزم في مواجهة أية مخططات وأطماع تستهدف زعزعة أمن واستقرار بلداننا والتمسك بعروبتنا".
وأكد "مواصلة دولة الإمارات دعمها الشامل وجهودها ومبادراتها التنموية والإنسانية الهادفة لتلبية احتياجات الشعب اليمني الشقيق ومساعدته على تجاوز التحديات الصعبة التي يمر بها".
على الجانب الآخر أكد سلطان بن سليم رئيس موانئ دبي العالمية على جاهزية بلاده في تقديم الدعم الكامل للحكومة الشرعية في اليمن، من أجل عودة الحياة الاقتصادية والتي ستسهم في خلق فرص العمل للشعب، مؤكداً على الأهمية الاستراتيجية للموانئ اليمنية على خريطة الملاحة العالمية، في ظل عودة الأمن في عدد من المناطق المحررة .

المشهد الإقليمي:

المشهد الإقليمي:
كشفت وكالة الأخبار المستقلة الموريتانية أن "موريتانيا تستعد هذه الأيام لإرسال قوة عسكرية تتكون من خمسمائة إلى سبعمائة جندي للمشاركة في عملية "إعادة الأمل" التي تقودها المملكة العربية السعودية ضد مقاتلي جماعة الحوثي او من يسمون انفسهم "أنصار الله". وكان الرئيس الموريتاني زار قبل أسبوع، المملكة العربية السعودية أجرى خلالها مباحثات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز ومسؤولين في المملكة، وأكدت الوكالة أن جنود القوة العسكرية التي يجري الاستعداد لإرسالها إلى السعودية أكملوا في الأيام الماضية تدريبا عسكريا في المدرسة العسكرية على مختلف الأسلحة في مدينة أطار وسط موريتانيا. وذكرت الوكالة أن نائب وزير الدفاع السعودي عبد الله بن محمد العايش يجري زيارة إلى موريتانيا التقى خلالها بالرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز وقائد أركان الجيوش الموريتانية اللواء محمد ولد محمد أحمد الغزواني ووزير الدفاع الموريتاني جالو ممادو باتيا، وأوضحت أن "العايش سيتولى مهمة التنسيق في عملية إرسال الجنود الموريتانيين للمشاركة في الحرب السعودية ضد الحوثيين". وأوضحت صحيفة "القدس العربي" أن مسئولان سعوديان كبيران هما محمد بن عبد الله العايش، مساعد وزير الدفاع، وأحمد الخطيب مستشار ولي ولي العهد السعودي، بدآ، أمس، في نواكشوط، سلسلة لقاءات مع عدد من كبار مسؤولي الحكومة الموريتانية،. وقالت الصحيفة إنه "المسؤولين السعوديين لم يفصحا في تصريحاتهما عن طبيعة ما بحثاه مع الرئيس الموريتاني، ومع وزيري المالية والدفاع ومع قائد الأركان، وأن الإعلام الرسمي الموريتاني اكتفى بالعبارات العامة المعهودة في مثل هذه اللقاءات". ونسبت الصحيفة إلى مصادر وصفتها بـ"المطلعة والمقربة" القول إن "هذين المسؤولين موفدان من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز للتهيئة لتنفيذ ما اتفق عليه خلال زيارة الرئيس الموريتاني الأخيرة للسعودية". وأكدت المصادر نفسها "أن موريتانيا سترسل تشكيلة عسكرية موريتانية للانضمام للتحالف العسكري العربي الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن، مقابل تمويلات سخية من العربية السعودية". وأكدت صحيفة "أسكوب ميديا" الموريتانية المستقلة "أن الرئيس الموريتاني تعهد بإرسال أزيد من 500 جندي موريتاني إلى السعودية مقابل دفع السعودية مبلغ أربعة مليارات دولار، هي مجموع مديونية موريتانيا مع تولي السعودية للديون التي تطالب بها الكويت موريتانيا، إضافة لاستثمارات وتمويلات سعودية أخرى ستقدمها حكومة الرياض لموريتانيا".

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
أعرب نائب الأمين العام للأمم المتحدة، يان إلياسون، اليوم الخميس، عن أمله في إجراء محادثات سلام بشأن اليمن بحلول نهاية أكتوبر.
ودعا إلياسون، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي في جنيف بعد محادثات في السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وإيران، كلا من الحوثيين وحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي للمشاركة في محادثات سلام بلا شروط مسبقة.
وأضاف: "أصبنا بخيبة الأمل من قبل. بدأت محادثات جنيف لكنها لم تسفر عن شيء يذكر".
وذكر إلياسون أن الأمم المتحدة تجري محادثات لفتح المزيد من الموانئ اليمنية للسماح بتوصيل إمدادات الطاقة وغيرها من الإمدادات إلى اليمن، مشيراً إلى أن الآلية التي تنفذها الأمم المتحدة لتفتيش السفن التجارية المتجهة إلى اليمن لا تزال سارية.
فيما أكد ميخائيل بوغدانوف، مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، دعم موسكو للجهود التي يبذلها المبعوث الدولي الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد لتسوية الأزمة اليمنية.
وقالت وزارة الخارجية الروسية ، في بيان إن بوغدانوف وولد الشيخ أحمد عبرا عن قلقهما خلال المناقشة الموضوعية للوضع في اليمن، بشأن استمرار تصاعد العنف وقتل المدنيين وتفاقم الكارثة الإنسانية فيها.
وأعرب الجانب الروسي عن دعمه لجهود الوساطة التي يبذلها ولد الشيخ أحمد الهادفة لإنهاء مبكر للمواجهة العسكرية وبدء المفاوضات اليمنية - اليمنية تحت رعاية الأمم المتحدة، والتي في إطارها يجب أن يؤسس لشكل ومعالم استئناف العملية السياسية الكاملة.
من جانبه أشاد ولد الشيخ أحمد بدور روسيا في العمل على تخطي الأزمات في الشرق الأوسط، بما فيها المساعدة في إيجاد حلول وسطية فيما يخص اليمن.

الحضور الإيراني:

الحضور الإيراني:
وفيما يتعلق بالحضور الايراني، اكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الايرانية مرضية افخم بان السعودية التي تهاجم الشعب المسلم في اليمن وبنيته التحتية من الجو و البر منذ 7 أشهر غير مؤهلة للحديث عن تدخل دولة اخرى.
وفي تصريح ادلت به اليوم الاربعاء اعتبرت افخم اتهامات وزير خارجية السعودية بزعم تدخل ايران في شؤون اليمن بانها مكررة ومرفوضة وقالت، ان الدولة التي تشن هجماتها الجوية والبرية الواسعة منذ نحو 7 اشهر على الشعب والبنية التحتية للبلد المسلم في اليمن واراقت دماء الآلاف من المدنيين ومنهم النساء والاطفال، ليست في موقع يؤهلها للحديث عن تدخل دولة اخرى وينبغي أن تأخذ الحقائق بالاعتبار حين ابداء رايها.
واضافت، ان ايران اتخذت نهجا مسؤولا تجاه تطورات وازمات المنطقة سواء سوريا او اليمن او البحرين واعتبرت السبيل السياسي بانه الخيار الافضل لحل وتسوية المشاكل بالمنطقة.

المشهد اليمني:

المشهد اليمني:
مع عودة الحكومة إلى عدن بعد تحرير المحافظات الجنوبية،  وتحرير أكثر من 70% من الأراضي اليمني، من مليشيات الحوثي، وتأكيد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي علي تنفيذ القرار الأممي رقم  2216 يزداد الخناق علي الحوثيين والقوات التابعة لهم ، وعليه، فإن حصر عملية انتشار الميليشيات المتمردة في معاقلها في صنعاء وعمران وحجة وصعدة سيمهد الطريق إلى القضاء على التمرد الحوثي وبسط سلطة الشرعية على كافة الأراضي اليمنية، كونها بات معزولة في بقعة جغرافية داخلية، محاصرة من كافة الجهات.
وتشير الانتصارات الأخيرة إلى أن عملية تحرير اليمن من قبضة الميليشيات، تسير وفق خطة منهجية تعتمد على التقدم التكتيكي لتأمين المناطق المحررة ومحاصرة المتمردين وعزلهم قبل الانقضاض عليهم في المناطق التي تعد معاقلهم.

شارك