أوباما يتذرع بمحاربة "طالبان".. ويُمدد بقاء قواته في أفغانستان لعامٍ جديد
السبت 17/أكتوبر/2015 - 06:51 م
طباعة

فتح تمديد أمريكا لعمل قواتها البالغ قوامها 9 آلاف و800 عسكري لعام آخر في أفغانستان، باباً واسعاً من التساؤلات حول الأسباب الحقيقية التي دفعت واشنطن إعلان ذلك القرار، وهو الأمر الذي لاقى ترحيباً واسعًا من قبل حلف شمال الأطلسي، "الناتو".
وفي حين قالت تقارير إعلامية، إن السبب الرئيس لإبقاء الرئيس الأمريكي على قواته العسكرية في أفغانستان، جاء رداً على العملية الجوية الروسية في سوريا؟، بينما قال خبراء إن عودة نفوذ حركة "طالبان" المتصاعد بعد فترة طويلة من الكمون هو السبب وراء القرار الأمريكي، كما ذهب آخرون إلى أن تصاعد نفوذ "داعش" في أفغانستان كان سبباً رئيسًا في ذلك القرار الأمريكي.

وقد تمكنت حركة "طالبان" خلال الفترة الأولى التي تولى فيها الملا أختر منصور، زعامة التنظيم، خلافاً للملا عمر، القائد السابق للتنظيم، من شن هجمات دموية في أفغانستان، حيث تمكنت من شن هجوم على أحد السجون المركزية، قال التنظيم وقتها إنه تمكن من تحرير نحو 400 من انصاره المحتجزين هناك، كما أعلنت الحركة منذ نحو أسبوعين السيطرة على مساحات واسعة من مدينة قندوز الاستراتيجية.
كل ذلك النفوذ والنشاط العائد بقوة للتنظيم الإرهابي، الذي باركه التنظيم "الأم" "القاعدة"، حيث أعلن زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري بيعته لأختر، تحججت به الإدارة الأمريكية، حيث قالت إن السبب في هذا القرار يرجع إلى أن حركة "طالبان" الإرهابية تستجمع قواها ومن الممكن أن تقوم بالتحالف مع تنظيم "داعش" الذي بدأ بالظهور بقوة في أفغانستان.

كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما ذكر عام 2011 أن الحرب مع (طالبان) في مراحلها الأخيرة، إلا أن الأحداث الأخيرة عكست غير ذلك، وتحدث أوباما الخميس الماضي في البيت الأبيض قائلا "لقد قررت أنه بدل إبقاء الجنود الأمريكيين في سفارة الولايات المتحدة بكابل بعد العام 2016، سنبقي على 5 آلاف وخمسمئة عسكري في بعض القواعد بأفغانستان، في باغرام وجلال آباد وقندهار.
وزعم أوباما أن العسكريين المتبقين "سيقومون بتدريب قوات الأمن الأفغانية، وكذلك المشاركة في عمليات مكافحة الإرهاب، معتبرا أن القرار سيسمح باستمرار جهودنا في تدريب قوات الأمن الأفغانية، ما سيجعلها أقوى أكثر، مشيرا إلى الوضع الأمني "هش" في هذا البلد.
وبين أوباما أن هذه المهمة حيوية للأمن القومي الأمريكي، ووجه خطابه لحركة "طالبان" مؤكدا أن "الطريقة الواقعية الوحيدة لبلوغ سحب كامل للقوات الأمريكية والأجنبية من أفغانستان، هي تسوية سياسية مستدامة مع السلطات الأفغانية".

جدير بالقول إن باراك أوباما كان يشدد دائما في السابق على أن جميع العسكريين الأمريكيين في أفغانستان سيعودون الى الوطن حتى نهاية العام 2016 باستثناء من سيقوم بحماية السفارة الأمريكية في كابل.
وبهذا الشكل، نكث الرئيس الأمريكي بوعد آخر قطعه حتى نهاية فترة رئاسته، ما يعني أن المشاكل التي لم يحلها أوباما سيورثها للرئيس القادم الذي سيدخل البيت الأبيض عام 2017.
الجدير بالذكر أن تكلفة الحرب في أفغانستان بلغت أكثر من ترليون دولار أمريكي وراح ضحيتها 90 ألف شخص، وبحسب معطيات الأمم المتحدة، فإن حركة "طالبان" المعارضة في أفغانستان قد عززت من قدراتها في السنوات الأخيرة، وأن أعدادا من المتشددين التابعين للحركة انضموا إلى صفوف "داعش" التنظيم الأكثر إرهابا في العالم.
من جهته، يرى المحلل السياسي والخبير في شؤون الأمن آيوان آيلاند أن انضمام المتطرفين غير الراضين عن سياسة طالبان إلى داعش يرجع إلى الخصام بين هاتين الحركتين، وهذا الأمر يولد بيئة شبيهة لما يحدث في سوريا، ولكن بحجم أصغر.

وتعتبر المجاميع السورية، التي تدخل ضمن تكوين "داعش"، من الجماعات المعارضة للرئيس السوري بشار الأسد، وهي تتلقى دعما من الغرب وبعض الدول الإقليمية.
أما فيما يتعلق بالجهاديين في ليبيا فقد عززوا من مواقعهم بعد الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي بمساعدة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو، وفي اليمن، يرى عناصر القاعدة الذين بايعوا "داعش"، أن تنظيم القاعدة وفي المرحلة الحالية، في مستوى ضعيف من ناحية القوة والعدوانية.
في العراق لم يكن هناك وجود للقاعدة قبل أن يطيح الأمريكيون بنظام صدام حسين، وتم تشكيلها بعد عام 2003 لمحاربة الجنود الأمريكان، ومن ثم تحولت إلى تنظيم "داعش".