النور السلفي بين محاولات كسب اصوات الناخبين والملاحقات القضائية

الأحد 18/أكتوبر/2015 - 05:12 م
طباعة النور السلفي بين
 
مع انطلاق الانتخابات البرلمانية في جولتها الاولى ويومها الاول 18 اكتوبر 2015، اهتمت الصحف العالمية بالحدث، الذي يعد الخطوة الثالثة والنهائية في خارطة الطريق، حيث تناولت الانتخابات البرلمانية المصرية بالمتابعات الخبرية، والتحليلات السياسية، نظرًا لأهمية مصر وتأثيرها في منطقة الشرق الأوسط، فعكست الانتخابات، اليوم، أهمية ما يدور في مصر سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي في عيون الصحف الأجنبية.
النور السلفي بين
فقالت صحيفة "بيزنيس إنسايدر" الأمريكية، إن التيار الإسلامي المتشدد في مصر، متمثلاً في حزب النور السلفي، يسعى بشكل كبير إلى معادلة الكفة في الانتخابات البرلمانية المصرية الحالية، مشيرة في تقرير لها حول الانتخابات إلى أن السلفيين يسعون بشدة إلى نيل مقاعد البرلمان.
وأضافت الصحيفة الأمريكية، أن المرشحين من حزب النور قاموا بمزاولة عملهم بشكل جدي، وأعطتهم وصف المرشحين ذوي الذقن بدون شنب، الذين يقومون بالصراخ بصوت عال في الحضور، منوهة إلى أن هؤلاء المرشحين ما يزالون يرجعون كل خطبهم حول الانتخابات البرلمانية إلى الدين الإسلامي، وإحياء الوازع الديني عند المصريين، والحكم حسب الشريعة الإسلامية.
وتابعت إنسايدر، قائلة إن الانتخابات البرلمانية السابقة حظي حزب النور السلفي فيها بالمركز الثاني من حيث عدد الأعضاء في البرلمان بعد الإخوان المسلمين، متمثلين في حزب الحرية والعدالة، ولكن عقب إقصاء الإخوان المسلمين عن الحكم اختفت بشكل كبير طبقة الإسلاميين من الحياة السياسية، ولذلك فإن عودة حزب النور يمكن أن يعادل الكفة مرة أخرى في الانتخابات الحالية.
وأشارت الصحيفة إلى أن السلفيين قرروا الظهور بالشكل القديم، في هيئة إرساء قواعد الإسلام المتشدد، الذي يسعى بشكل كبير إلى تطبيق الشريعة الإسلامية، ولكن هذه المحاولات أصبحت غير مفهومة ومشوشة –على حد وصف الصحيفة- بسبب التأييد الكامل للإخوان المسلمين ونهجهم، ثم التأييد الكامل مرة أخرى لإقصائهم عن الحكم، بالرغم من أن الحزب السلفي يسير على نهج الإخوان المسلمين.
استكملت الصحيفة الأمريكية، قائلة إنه على الرغم من منع الدستور المصري للأحزاب التي تقوم على أساس ديني، إلا أن حزب النور يصر على أنه ليس حزبا دينيا، مشيرة إلى أن له خلفيات دينية، التي تركز على الاقتصاد والمجتمع مثل محاربة البطالة، والتي تعتبر أولوية لها، ولكن بالرغم من هذه الادعاءات إلا أن محاولات النور السلفي هي تطبيق الشريعة وعودة الإسلاميين بشكل كبير في البرلمان القادم، بحسب الصحيفة.
النور السلفي بين
من جانبها توقعت صحيفة "تليجراف" البريطانية أن تشهد الانتخابات البرلمانية الحالية، نسب تصويت مرتفعة لمؤيدي الرئيس عبدالفتاح السيسي من المرشحين، مشيرة إلى أن البرلمان القادم من المتوقع أن يضم العديد من المناصرين والمؤيدين للرئيس الحالي.
وأضافت الصحيفة البريطانية أن الرئيس عبدالفتاح السيسي سعى بشكل كبير للنهوض بالدولة المصرية، بعدما شن حملة كبيرة لإحياء الاقتصاد المصري المريض، ومحاولة التصدي للمتطرفين، ولعب الدور الأكبر في استقرار منطقة الشرق الأوسط.
كما أشارت الصحيفة إلى أن قوات الشرطة المصرية تبذل مجهودا كبيرا لتأمين العملية الانتخابية، حيث قامت بنشر عشرات الآلاف من قوات الشرطة، مسلحين بكامل عتادهم.
وزعمت الصحيفة أن تيار الإسلام السياسي تم منعه من الانتخابات البرلمانية الحالية، ولكن لم يختفِ تماماً عن الساحة، حيث إن حزب النور السلفي قام بالنزول في الانتخابات بشكل رسمي، وبعدد كبير من المرشحين.
وقامت الصحيفة البريطانية بتقصي آراء المصريين المصوتين في الانتخابات، وقالت نهاد عريف - تعمل في محل صاغة - في مقر انتخابها بالدقي، إنها قد أتت لتنتخب وتؤدي واجباتها تجاه بلدها، وأن المصريين إذا لم يقوموا بالتصويت ستسقط الدولة في أيدي الإخوان مرة أخرى، مستكملة تحرياتها لآراء المصريين في الشوارع حول الانتخابات، التي جاءت آراؤهم مشابهة للرأي السابق.
النور السلفي بين
فيما ذكر موقع "واللا" الإسرائيلي، أنه بعد أكثر من ثلاثة أعوام تسير مصر فيها بدون برلمان، اليوم تبدأ الانتخابات للبرلمان الجديد في خطوة نهائية تهدف فيها لحكم ديمقراطي جديد.
وأشار الموقع الإسرائيلي إلى أن البرلمان الجديد سيكون أكثر قوة من سابقه، لافتة إلى أن هناك بعض المخاوف من أن يكون البرلمان عبارة عن كتل وتحالفات وشخصيات متناثرة جنبًا إلى جنب من فترة الرئيس المخلوع "حسني مبارك"، التي قد يكون لها تأثير قليل ولكنه حقيقي، بحسب الموقع.
وتابع واللا قائلًا: إن ملايين المصريين يصوتون اليوم لبرلمان جديد بدون إخوان، والشباب يدركون ذلك ويرون أنه لا سبيل سوى المضي قدما للاقتراع للحفاظ على الوضع الراهن.
فيما قالت إذاعة "ريشت بيت" الإسرائيلية، إن دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الخطاب الذي خرج به إلى الشعب المصري، أمس، تهدف إلى حث المصريين على الخروج بأعداد كبيرة للتصويت في الانتخابات البرلمانية، من أجل أن تكون لهم الكلمة في التأثير على مستقبل مصر، مشيرة إلى تطبيق الغرامة على من لم يدلِ بصوته في الانتخابات المصرية.
النور السلفي بين
وفي نفس السياق جددت وزارة الأوقاف تحذيرها للدعوة السلفية وحزب النور من استخدام المساجد في الدعاية الانتخابية ومخالفة القانون، وذلك بعدما قامت الوزارة بتحرير عدد من المحاضر ضد عناصرهما بمحافظة الإسكندرية.
وأوضحت وزارة الاوقاف – في بيان مساء امس السبت 17 اكتوبر 2015– أن الوزارة حررت عددا من المحاضر لبعض عناصر الدعوة السلفية بالإسكندرية الذين خطبوا بزوايا غير مصرح فيها بالخطابة وبدون ترخيص من الأوقاف، وبصورة غير مسبوقة مع اقتراب موعد الانتخابات من أجل الدعاية لحزب النور، كما حررت وزارة الأوقاف محضرا لأحد مرشحي حزب النور لتعليق بعض لافتات دعايته الانتخابية على أحد المساجد.
النور السلفي بين
وأورد بيان وزارة الاوقاف، المحاضر التي تم تحريرها ومنها محضر (رقم 9050) بتاريخ (16/ 10/ 2015) إداري قسم شرطة الرمل ثان ضد السيد محمد مصطفى حامد (سلفي) لأنه خطب بزاوية الإسراء بمنطقة سكينة إدارة محرم بك وصعد المنبر دون تصريح.
وأشار البيان إلى محضر آخر تم تحريره برقم (21839) قسم شرطة المنتزه أول بتاريخ (16/ 10/ 2015) ضد كل من محمد السيد على، لأنه خطب بزاوية (الحي القيوم) بمنطقة خورشيد بدون تصريح، والسيد محمد حسن أحمد خطب بزاوية (هدى الإسلام) بالكوتشى بدون تصريح، وكذلك السيد عماد ربيع السيد ، الذي خطب بزاوية (الغفور الرحيم) بدون تصريح.
كما حررت أوقاف الإسكندرية المحضر رقم (13776) بتاريخ (15/ 10/ 2015) إداري قسم شرطة الدخيلة ضد عادل صابر عبد الكافي (مرشح) حيث وضع لافتات دعايته الانتخابية على أحد المساجد.
وحذر القطاع الديني بوزارة الأوقاف من العودة إلي مخالفة القانون وتوظيف الدين والمساجد – مرة أخرى – لأغراض حزبية وانتخابية، مؤكدا أنه سيتخذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين، وسيكشف تجاوزاتهم للرأي العام لخطورتها على المجتمع.

شارك