"لجان المقاومة السنية".. ميلشيا مسلحة جديدة ضد "حزب الله" في لبنان
الأحد 18/أكتوبر/2015 - 06:37 م
طباعة

فيما يبدو أن الأوضاع في لبنان تسير من سيئ إلى أسوأ، في ظل الصراع السوري والذي ألقى بظلال قاتمة على مستقبل اللبنانيين، مع ارتفاع موجة تأسيس المليشيات العسكرية، لتكون نواة لحرب مذهبية قد تتسع لتعيش لبنان تجربة الحرب الأهلية من جديد، مع استمرار أزمة انتخاب رئيس للبلاد.
لجان المقاومة السنية:

وخلال الأيام الماضية، أعلنت مجموعة تطلق على نفسها "لجان المقاومة السُنية في لبنان" على موقع "تويتر"، استهداف العديد من مواقع حزب الله ومقاتليه في قرى عرسال المحاذية للحدود السورية، ما أعاد تذكير اللبنانيين بلواء "أحرار السُنة- بعلبك" الذي كان يتبنى عمليات ضد حزب الله، ليتبين لاحقاً أن مشغّل حسابه على "تويتر" هو أحد مؤيدي الحزب الذين تم توقيفهم.
من هي المقاومة السنية؟:

لجان المقاومة السنية في لبنان هي لجان تمارس العمل المسلح من شباب أهل السنة والجماعة.
وتتبع "لجان المقاومة السنية" أفكارًا أقرب إلى الجهادية السلفية، وهي تعد محاربة حزب الله الشيعي والقضاء على النفوذ الإيراني الهدف الأسمى، وهي نفس الأفكار التي تعتنقها الجماعات المسلحة في سوريا.
وتقول لجان "المقاومة السنية" في بيان لها: "إن سألتنا عن منهاجنا: فلتعلموا أن هذه اللجان لم تنبثق عن أيدولوجيات فلسفية أو توجهات حركية أو إملاءات سياسية، لم تكن كذلك يومًا ولن تكون، والله ما كانت إلا ردة فعل للذود عن ما تبقى من كرامة وعرض وشرف وأرض!.
فمنهاجنا جماع أمرين: طواعية لربنا وغيره على أهل ملتنا، وأما عن مثلنا وقيمنا، فهي مثل وقيم أجمعت عليها الشرائع واقتضتها الطبائع، من مقاومة العدو المحتل والدفاع عن الحرمات المنصوصة في الشرع والمعلومة بالعرف.
وأما وجهتنا وهدفنا: فما هي إلا على الحزب الخبيث، حزب الشيطان عميل الصوفيين في لبنان وعاملهم عليها، المتسلط على رقاب أهلنا وأرضهم وثرواتهم بل وعلى دينهم.
وأما الأمل المأمول والحلم المنشود: فهو قيام أهلنا قومة رجل واحد ونفض غبار الذل وكسر أغلال الهوان ورد الصاع صاعين، فكفاكم خذلانًا للقضية وتهوينًا للأذية، التفوا حول علمائكم وشدوا على أيدينا وأيديهم قووا عزائمنا وأعلوا هممنا.
أهداف المقاومة السنية:

وضعت لجان المقاومة السنية العديد من الأهداف التي تريد تحقيقها في مقدمتها:- الدفاع عن أهل السنة المضطهدين في لبنان، فقد أكدت " لجان المقاومة السنية"، أن "أهل السُّنة جميعًا في كل مناطق لبنان من شماله في طرابلس الجريحة إلى جنوبه في صيدا الأسيرة، ومن غربه في بيروت المحتلة إلى شرقه في الإقليم المحاصر وإلى البقاع المضطهد يُعانون الظلم وتكرار الاعتداءات".
- مقاومة الاحتلال الإيراني للبنان، فقد اعتبرت "لجان المقاومة السُّنية في لبنان"، أن الحل الوحيد لأهل السنة جميعًا هو جهاد وقتال ومقاومة الاحتلال الإيراني بكافة الوسائل المشروعة، مؤكدًا أن لبنان يقع تحت هذا الاحتلال بتنفيذ من حزب اللات (حزب الله).
- محاربة حزب الله والذي يعد ذراع الاحتلال الإيراني للبنان، فقد رأت "المقاومة السنية"، أن: "حزب اللات يحتل أرضنا في عرسال، ويعتقل شبابنا في السجون اللبنانية، ويعتقل الثوار السوريين الشرفاء في سجونه السرية، وحزب اللات هو من قصف خيام النازحين في عرسال وأحرقها بمن فيها، وهو من يحاصر اللاجئين في جرود عرسال اللبنانية، ويمنع عنهم الخبز، ويحتل قرية طفيل اللبنانية السنية ويطرد منها أهلها".
- دعم المعارضة المسلحة في سوريا، فقد أكد لجان "المقاومة السنية" على دعم المعارضة المسلحة في سوريا والتي تقاتل ضد الرئيس السوري بشار الأسد، قائلة: إن "حزب اللات(حزب الله) يستخدم الأراضي اللبنانية لقصف المناطق الواقعة تحت سيطرة الثوار السوريين، وقد جعل هذا الحزب المجرم لبنان ممرًا لعناصره وعناصر الحرس الثوري الإيراني لقتل الشعب السوري، تحت مرأى ومسمع الأجهزة الأمنية اللبنانية التي يدير معظمها حزب اللات وحركة أمل".
أهم العمليات:

وقد أعلنت "المقاومة السنية في لبنان" عن تنفيذ العديد من العمليات ضد حزب الله اللبناني، وقد أعلنت في 15 أكتوبر الجاري، استهداف موقع لـحزب الله بصاروخي كاتيوشا في منطقة الرهوة المحيطة ببلدة عرسال البقاعية المحاذية للحدود السورية.
وقال بيان اللجان إن هذه العملية تأتي رداً على "احتلال حزب الله وإيران للأراضي اللبنانية" داعياً جميع اللبنانيين وفصائل المعارضة السورية إلى "التعاون لمواجهة الاحتلال".
وكانت اللجان قد تبنت، في الخامس من أكتوبر الجاري، تفجير حافلة تقل مسلحين من حزب الله بعبوة ناسفة في مدينة شتورا شرقي لبنان.
وقال البيان الذي حمل الرقم (1): "إن 10 من عناصر ركاب تلك العربة التابعين لحزب الله، سقطوا بين قتيل وجريح جراء العملية"، مشيراً إلى أن "العملية تأجلت مراراً لمصادفة مرور مدنيين".
وذكر البيان "أنه قبل مرور السيارة المستهدفة، مرت عدة آليات تابعة للجيش اللبناني، لكنهم لم يستهدفوها، كونهم لا يعتبرون الجيش عدواً".
موقف حزب الله:

أمام تنفيذ "المقاومة السنية" للعمليات ضد حزب الله، ونشره لبيانات حث السنة على الثورة ضد الحزب وحمل السلاح، في ظل الحرب في سوريا، ذكرت تقارير إعلامية أن أوساطًا مقرّبة من حزب الله أخذت بيانات "لجان المقاومة السُنية" على محمل الجد، لمعرفة مدى خطورة الأمر على استقرار الأمور في لبنان.
ويخشي حزب الله من أن تُفتح في لبنان جبهة جديدة لقتال، ولكن هذه المرة ستؤدي إلى كوارث علي الحزب وايضا علي السلام والأمن الاجتماعي والسياسي في البلاد، مما يؤدي لنهاية وجود حزب الله كتنظيم مسلح.
المشهد اللبناني:

ظهور ما يسمي بـ"لجان المقاومة السنية" يعد تعقيدًا للصراع المذهبي في البلاد، في ظل الصراع السوري والتوتر السياسي بالساحة اللبنانية، فظهور مثل هذه الجماعات المتشددة والتي ترفع شعار محاربة مكون سياسي واجتماعي في لبنان يهدد الأوضاع بالاشتعال.
وسط مخاوف أن تكون "لجان المقاومة السنية" وراءها جهة تريد زرع الفتنة في لبنان، فيما يرى البعض أن تكون هذه البيانات ومعها العمليات محاولة استطلاع بالنار لمعرفة رد فعل الحزب ومدى استعداده وقدرته على الرد.