وسط استمرار الصراع.. الأزمة اليمنية نحو جولة جديدة من المفاوضات

الأحد 18/أكتوبر/2015 - 09:35 م
طباعة وسط استمرار الصراع..
 
تتواصل المعارك في اليمن بين المقاومة الشعبية والجيش الوطني مدعومين بقوات التحالف العربي من جانب وميليشيات الحوثيين، وسط تقدم للتحالف العربي في تعز والجوف مع وصول دعم من القوات السودانية للمشاركة بمهام تأمين عدن.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وفي محافظة الجوف شمال شرق العاصمة صنعاء، شن طيران التحالف أيضًا غارات كثيفة على مواقع الحوثيين وقوات صالح في مديريتي الحزم والمتون. جاء هذا القصف متزامنًا مع تقدم القوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي باتجاه محافظة الجوف لاستعادتها، وذلك بهدف تضييق الخناق على قوات الحوثي وصالح في صنعاء تمهيدا لاستعادتها أيضاً.
وأحبطت قوات الجيش الوطني التابعة لهادي، السبت، محاولة تفجير أنبوب الغاز المسال الممتد من مأرب إلى ميناء بلحاف، في قطاع محور عتق بشبوة، شرق اليمن.
فيما تدور اشتباكات عنيفة بين ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح من جهة والمقاومة الشعبية من جهة أخرى في الجبهة الغربية لمدينة تعز في حي الحصب والزنوج، وقد أحرزت المقاومة تقدماً كبيراً.
كما درات مواجهات عنيفة في الجهة الشمالية للمدينة وتقدمت المقاومة واستعادت عدة مواقع كانت سيطرت عليها الميليشيات في الأسابيع السابقة.
وأكدت المقاومة الشعبية في تعز مقتل نحو 61 شخصاً من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح وجرح آخرين في قصف لطيران التحالف ومواجهات مع المقاومة والجيش الوطني.
في المقابل، استهدف طيران التحالف قاعدة صواريخ لميليشيات الحوثي وصالح في حيد بن سبعان بمديرية عسيلان محافظة شبوة.
كما شن طيران التحالف العربي سلسلة غارات على مواقع الحوثيين والقوات الموالية للمخلوع صالح بمديرية مكيراس التابعة لمحافظة البيضاء.
وفي صنعاء، نقلت وكالات الأنباء عن شهود عيان استهداف طائرات التحالف لمواقع ومخازن الأسلحة في عدد من معسكرات الحرس الجمهوري خاصة في منطقة وأدى المحاقرة جنوب صنعاء والقريب من معسكر 48 في منطقة السواد والذي يعتبر أحد أهم معسكرات الحرس الجمهوري، وقد شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المعسكر.

قوات سودانية في عدن:

قوات سودانية في عدن:
قال المتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني، العميد أحمد خليفة الشامي، إن وصول طلائع القوات المسلحة السودانية إلى مدينة عدن بجنوب اليمن، يأتي في إطار التزام الخرطوم بعملية إعادة الأمل للتحالف العربي بقيادة السعودية.
وأضاف الشامي لـ"سكاي نيوز عربية" أن كتيبة المشاة التابعة للجيش السوداني، التي وصلت إلى عدن السبت، مجهزة بكامل عتادها العسكري وهي جزء من لواء من المقرر أن يتم نشره داخل الأراضي اليمنية وفقا لقيادة التحالف، مشيرا إلى أن الهدف الأساسي هو استعادة الأمن وتطبيع الحياة وإعادة الشرعية.
ورجحت المصادر مشاركة نحو 300 جندي وضابط من قوات النخبة السودانية ضمن وحدات مكافحة الإرهاب لإعادة ضبط الأوضاع الأمنية، إلى جانب قوات الجيش الوطني والتحالف.
وانضمت القوات السودانية، بحسب المصادر، إلى لوائين سعودي وآخر إماراتي، فضلا عما يقارب 3 آلاف جندي يمني وفصائل من اللجان الشعبية، للمشاركة في هجوم مرتقب لاستعادة محافظة تعز.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلى صعيد المسار التفاوضي، وافقت الحكومة اليمنية وافقت على المشاركة بجولة جديدة من المفاوضات في جنيف دعا إليها أمين عام الامم المتحدة بان كي مون 
وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي تسلم رسالة من أمين عام المنظمة الدولية حملها المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد تتضمن الدعوة إلى استئناف الحوار اليمني.
وتضمنت الرسالة تأكيداً على أن الحوثيين وحلفاءهم قبلوا بتنفيذ القرار الأممي 2216 قبل البدء بمحادثات سلام. ولفت بان كي مون في رسالته إلى أن المشاورات التي يعتزم ولد الشيخ أحمد عقدها تستند إلى قرارات مجلس الأمن والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني.
وكانت تلقت السبت، دعوة من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، لعقد جولة جديدة من المشاورات بين أطراف الأزمة اليمنية لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216، واستكمال تنفيذ بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني.
وأكد مصدر حكومي لـ"العربية نت" أن المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الذي وصل إلى الرياض، الجمعة، في إطار جولة جديدة له تشمل الرياض وأبوظبي ومسقط، سلم الدعوة للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي خلال استقباله في الرياض. 
وكان نائب رئيس الجمهورية اليمني، رئيس الوزراء خالد بحاح، التقى المبعوث الأممي في الرياض مساء الجمعة. وخلال اللقاء، أكد بحاح حرص حكومته على حقن دماء اليمنيين وإيقاف القتل والدمار الذي تشهده المحافظات اليمنية. وأوضح أن الحكومة مسؤولة عن جميع أبناء الشعب اليمني من صعدة إلى المهرة، وأنها تسعى جاهدة لتحقيق الأمن والاستقرار في أرجاء الوطن كافة.
من جانبه، أعرب ولد الشيخ عن أسفه للتفجيرات الأخيرة التي استهدفت مقر الحكومة في عدن، مشدداً على إدانته لمثل هذه الأعمال التي وصفها بالجبانة.
وكانت اللجنة السياسية اليمنية، المكوَّنة من عدد من الوزراء ومكتبي الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ونائبه بحاح، والتي يترأسها الوزير عبدالله الصايدي، التقت الشيخ في العاصمة السعودية.
وأطلع ولد الشيخ اللجنة السياسية على التطورات ونتائج لقاءاته مع وفدي الحوثي وصالح، مؤكداً حرصه على استئناف العملية السياسية ودعم الأمم المتحدة ومجلس الأمن لتنفيذ القرار 2216.
من جانبها أعلنت حركة انصار الله اليمنية تمسكها بالحوار السياسي للخروج بالأزمة بالبلاد مشيرة الى أن السعودية هي من تعرقل الحل السياسي.
وفي مقابلة خاصة مع قناة العالم أكد المتحدث باسم انصار الله محمد عبد السلام أن الحركة ستعود الى مسقط لمواصلة المشاورات مع المجتمع الدولي، داعيا الطرف الاخر الى تحمل مسئولياته.
وأوضح عبد السلام أن المسار العسكري لا علاقة له بالمسار السياسي ،مشيرا الى أن القوات اليمنية ستتصدى للعدوان في اي مكان سواء في السعودية او غيرها.
ويعد الموقف التفاوضي للحكومة اليمنية الآن أفضل كثيرًا من ذي قبل، حيث حققت المقاومة الشعبية تقدمًا نوعيًا واستراتيجيًا على عدة جبهات، كذلك نجح التحالف في إعادة حكومة بحاح للعمل من داخل عدن فيما يعد خطوة مهمة لبدء بسط الشرعية وتطبيع الأوضاع تدريجيًا.

الوضع الإنساني:

الوضع الإنساني:
حذرت مديرة برامج الطوارئ في منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" افشان خان من تزايد خطر حدوث مجاعة في اليمن، متحدثة عن وجود أكثر من نصف مليون طفل يواجهون سوء التغذية في البلاد.
وأوضحت خان أن الرقم الذي زاد إلى ثلاثة أمثاله منذ اندلاع المواجهات يعبر عن استنفاد مخزونات الغذاء، ويتزامن مع تداعي النظام الصحي الذي لا يستطيع رعاية الأطفال الجوعى أو تحصينهم ضد الأمراض، في وقت لا يزال فيه أقل من واحد  فقط من كل خمسة  مراكز للتغذية في اليمن قادر على العمل.
وحذرت افشان خان من احتمال حدوث كارثة إنسانية ضخمة، مشيرة إلى أن مستويات سوء التغذية بين الأطفال التي تم الإبلاغ عنها خطيرة للغاية، لكنها أوضحت أن الإعلان عن حالة مجاعة يحتاج إلى المزيد من البيانات والأدلة الدامغة.

المشهد اليمني:

المشهد اليمني:
مع عودة الحكومة إلى عدن بعد تحرير المحافظات الجنوبية،  وتحرير أكثر من 70% من الأراضي اليمني، من مليشيات الحوثي، وتأكيد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي علي تنفيذ القرار الأممي رقم  2216 يزداد الخناق علي الحوثيين والقوات التابعة لهم ، وعليه، فإن حصر عملية انتشار الميليشيات المتمردة في معاقلها في صنعاء وعمران وحجة وصعدة سيمهد الطريق إلى القضاء على التمرد الحوثي وبسط سلطة الشرعية على كافة الأراضي اليمنية، كونها بات معزولة في بقعة جغرافية داخلية، محاصرة من كافة الجهات.
وتشير الانتصارات الأخيرة إلى أن عملية تحرير اليمن من قبضة الميليشيات، تسير وفق خطة منهجية تعتمد على التقدم التكتيكي لتأمين المناطق المحررة ومحاصرة المتمردين وعزلهم قبل الانقضاض عليهم في المناطق التي تعد معاقلهم.

شارك