669 غارة حصيلة الضربات الروسية.. وموسكو تدافع عن خطواتها في ظل تزايد الانتقادات
الأحد 18/أكتوبر/2015 - 11:07 م
طباعة

تتواصل الضربات الروسية في سوريا، مع الكشف يوميا عن تراجع المعارضة التي تسمى بالمعتدلة عن مواقعها التي كانت تحتلها مؤخرا، في ضوء الضربات الجوية الروسية بالتزامن مع الهجوم البري الذي يشنه الجيش السوري وعناصر من إيران وحزب الله، في الوقت الذى بدأ دخول عدد من سيارات الاغاثة إلى بعض المدن التي كانت محاصرة في ضوء المعارك الأخيرة.
ومنذ بدء الغارات الروسية في 30 سبتمبر الماضي، نفذ السلاح الجوي الروسي 669 غارة جوية وأصاب 456 هدفا في سوريا .

مساعدات انسانية للسوريين
من جانبه شن أعلن الجيش السوري أن قواته الجوية شنت 60 غارة على مواقع لداعشَ والتنظيمات الإرهابية الأخرى في أرياف حماة واللاذقية ودمشق وحلب وحمص في سوريا، ودمّر خلالَها اثنين وثلاثين معسكر تدريب لهم، كما تم الإعلان لأول مرة عن استهداف مجموعات جيش الفتح الإرهابية.
في الوقت الذى قال فيه متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، (البنتاجون) إن ضربة جوية نفذها التحالف في سوريا أدت إلى مقتل زعيم جماعة خراسان المرتبطة بتنظيم القاعدة، موضحا أن قائد التنظيم والذي يدعى سنافي النصر، وهو مواطن سعودي، نظم رحلات المجندين الجدد من باكستان إلى سوريا عبر تركيا ولعب دورا مهما في تمويل الجماعة، وقتل الزعيم في غارة جوية الخميس الماضي شمال غرب سوريا.
من ناحية أخرى جدد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو مطلبه بشأن إقامة منطقة آمنة" في شمال سوريا، وهو اقتراح دعت إليه تركيا منذ فترة طويلة ولكن لم يحصل على تأييد دولي يذكر ، بدعوى وقف تدفق اللاجئين، في حين يري خبراء ومحللون انها خطوة لتوفير مزيد من الدعم للمعارضة المسلحة المدعومة من تركيا والخليج، ومحاولة تكرار السيناريو الليبي.
شدد أوغلو أن الصراع حول مدينة حلب السورية بين قوات الحكومة المدعومة بضربات جوية روسية ومتشددي تنظيم داعش يخاطر بموجة مهاجرين جديدة.
على الجانب الآخر أكد رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف إن هدف العملية العسكرية الروسية في سوريا ليس دعم الرئيس السوري بشار الأسد وإنما التغلب على متشددي تنظيم داعش.
يأتي ذلك في تزايد الانتقادات الغربية للضربات الروسية، لما حققته من نتائج خطيرة، قد تهدر جهود بذلتها عواصم خليجية وغربية لإزاحة الأسد، وبدء مرحلة انتقالية جديدة.

اوغلو
أوضح ميدفيديف في مقابلة مع قناة روسيا التلفزيونية "يجب على روسيا والولايات المتحدة وكل الدول الأخرى المعنية بإحلال السلام وبوجود حكومة قوية أيضا في هذه المنطقة وفي سوريا أن تبحث بشكل دقيق القضايا السياسية".، مضيفا "لا يهم حقيقة من يكون في الرئاسة. لا نريد أن يدير تنظيم "داعش" سوريا .. أليس كذلك؟ يجب أن تكون حكومة متحضرة وشرعية، هذا هو ما نحتاج إلى أن نناقشه".
وردا على سؤال حول إن كان يجب أن يحكم الأسد سوريا "الأمر يرجع إلى الشعب السوري لتقرير من يكون رئيسا لسوريا، في الوقت الحالي نعمل على أساس أن الأسد هو الرئيس الشرعي".
واستمرارًا لمحاولات تبرير الغارات الروسية في ضوء تزايد الانتقادات، أكدت موسكو أنها لم تطلق عمليتها العسكرية في سوريا بغية صرف النظر عن المسألة الأوكرانية، ولا بهدف منافسة أحد.

رئيس الوزراء الروسي
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا هذه التصورات للاستهلاك المحلي فالعملية ليست مسألة منافسة ما، وكذلك لا تعني إغلاقا للموضوع الأوكراني".
وأكدت أن روسيا تدخلت في الأزمة السورية عندما شعرت بوجود إهمال لها ، إذ لم تستطع الولايات المتحدة طوال أربع سنوات ونصف السنة، ليس فقط حلها فحسب، بل وساهمت في تصعيدها، "وعندها تصرفنا بهذا الشكل الذي نعتبره صحيحا والذي يعتمد على أساس القانون الدولي".
وذكرت المتحدثة بأن الموقف الروسي يتكون من بندين هما "محاربة داعش وجبهة النصرة وأولئك الذين يستخدمون الوسائل الإرهابية، وتوحيد جهود جميع من يعمل على التسوية لدفع العملية السياسية في سوريا".
ولا يتوقف الدعم الروسي على الغارات الجوية فقط، بل أرسلت تمكنت اليوم من إدخال مساعدات إنسانية وطبية تنفيذًا لاتفاق هدنة قديم بين النظام والمعارضة في بلدتي القوعة وكفريا ومدينة الزبداني و دخول ثلاث سيارات وشاحنة من المساعدات إلى القوعة وكفريا.
وأعلن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بافيو كشيسيك "دخول 21 شاحنة إلى بلدة مضايا وشاحنتين إلى مدينة الزبداني برعاية أممية، وبمشاركة الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر السوري".

التخريب يطال كثير من المدن
وتوصلت الفصائل المقاتلة من جهة وقوات النظام السوري والمسلحون الموالون بها ومقاتلو حزب الله اللبناني من جهة ثانية إلى اتفاق في 24 سبتمبر بإشراف الأمم المتحدة وبرعاية إيرانية، يشمل وقفًا لإطلاق النار في المناطق الثلاث وإدخال المساعدات إليها ومن ثم السماح بخروج المدنيين والجرحى من القوعة وكفريا ومقاتلي الفصائل من الزبداني بشكل آمن، على أن تمتد الهدنة لستة أشهر.
وينتمي جزء كبير من المقاتلين داخل الزبداني وفي محيط كفريا والقوعة إلى حركة أحرار الشام الإسلامية فيما يقتصر وجود النظام في الفوعة وكفريا على قوات الدفاع الوطني واللجان الشعبية.
ويسري الاتفاق أيضًا على بلدة مضايا المجاورة والتي تأوي نحو عشرين ألف شخص بين مقيمين ونازحين، وتفرض قوات النظام والمسلحون الموالون لها حصارًا محكمًا عليها.
يأتي ذلك بالرغم من رفض بلغاريا استخدام مجالها الجوي لإرسال مساعدات روسية إلى سوريا، حيث أعلنت المتحدثة باسم الخارجية البلغارية بيتينا جوتيفا إن بلادها رفضت السماح لطائرة طوارئ روسية تحمل مساعدات إنسانية بالمرور إلى سوريا.
وقالت جوتيفا، إن الرفض يعود إلى تأخر الجانب الروسي في توجيه طلب مرور الطائرة، وأوضحت أن مراجعة الطلب تحتاج عادة إلى 5 أيام، بينما تم إرسال الطلب الأربعاء الماضي.