غارات كثيفة للتحالف.. وسط قبول أطراف الصراع اليمين بالحوار الأممي
الإثنين 19/أكتوبر/2015 - 05:31 م
طباعة

تتواصل المعارك في اليمن بين المقاومة الشعبية والجيش الوطني مدعومين بقوات التحالف العربي من جانب وميليشيات الحوثيين، وسط تقدم للتحالف العربي في تعز والجوف مع بدأ الأمم المتحدة لعقد جولة جديدة من المفاوضات بين الحكومة اليمنية والحوثيين.
الوضع الميداني

كثفت طائرات التحالف العربي قصفها على مواقع الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء، ومحافظات يمنية أخرى، وجرى استهداف دار الرئاسة وجبلي النهدين ونقم، ومعسكري 48 وعمد، في وقت تحاول القوات الشرعية الاقتراب من العاصمة.
ويأتي تركيز القصف على صنعاء بعد أن تمكنت القوات الموالية للحكومة، بدعم من التحالف العربي، من طرد المتمردين من 5 محافظات يمنية في الجنوب، في يوليو الماضي، وتواصل الآن الضغط للوصول إلى صنعاء.
في غضون ذلك، شهدت محافظة تعز معارك عنيفة بين المقاومة وميليشيات الحوثي وصالح، لا سيما في الجبهة الشرقية التي تشمل ثعبات والكمب ومحيط القصر الجمهوري.
وتزامنت المعارك مع قصف عنيف شنه الحوثيون وميليشيات صالح على مناطق عدة في المحافظة، حيث سقطت بعض القذائف على أحياء سكنية.
كما تمكنت القوات السعودية من قتل 13 حوثياًَ بعد اشتباك معهم في جبل رزاح قبالة الحرث في منطقة جازان الحدودية مع اليمن.
وكان طيران التحالف قد قصف مواقع في محافظات صعدة وحجة والحديدة وذمار، ودمر منصة متحركة لإطلاق صواريخ سكود في صنعاء، وشاحنات محملة بالأسلحة والذخائر قرب الحدود السعودية، وتم قصف تحركات الميليشيات قرب الحدود.
فيما أعلن محافظ مأرب في اليمن، سلطان العرادة، أنه سيكشف قريبا أسماء قيادات إيرانية متورطة في قتل اليمنيين ودعم الميليشيات الحوثية والمخلوع علي عبد الله صالح، بحسب ما ذكرت قناة "العربية" اليوم الاثنين.
وأكد المحافظ أن عناصر دخلت التراب اليمني بطرق غير شرعية من إيران لدعم ميليشيات الحوثي، موضحًا أن بعض المقاتلين في صفوف المقاومة جاء من محافظة الجوف لمحاربة الميليشيات.
المشهد السياسي

وعلى صعيد المشهد السياسي، نجا قيادي بارز في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه المخلوع صالح من محاولة اغتيال قام بها مسلحون حوثيون في مدينة إب وسط اليمن .
وبحسب وكالة خبر المملوكة لصالح فقد قام مسلحون حوثيون باعتراض سيارة وكيل محافظة إب ونائب رئيس فرع المؤتمر بالمحافظة عقيل فاضل وسط مدينة إب وأطلقوا عليها وابلا من الرصاص؛ حيث أصيب فاضل إصابات طفيفة، في وقت أوقف الحوثيون السيارة الأخرى التي تحمل مرافقين لفاضل، وقاموا باعتقال ثلاثة منهم بعد أن اعتدوا عليهم جسديًّا.
وفيما لم تتطرق الوكالة الخبرية لأسباب ودوافع الحادثة أشارت معلومات إلى أن الواقعة تؤكد فعليًّا ما كان قد تسرب منذ يومين، عن وجود مخطط حوثي لاستهداف قيادات مؤتمرية لها مواقف معترضة أو متحفظة على تصرفات وحماقات ترتكبها الجماعة الانقلابية.
وكانت مصادر مطلعة في حزب المؤتمر الشعبي العام قد تحدثت في وقت سابق عن انشقاقات واسعة في أوساط الحزب في صنعاء ومحافظات أخرى، وسط حالة تأييد للشرعية في مناطق الطوق القبلي للعاصمة.
وبحسب المعلومات فإن لقاء جرى نهاية الأسبوع الماضي بين القائد الحوثي أبوعلي الحاكم وقيادات مؤتمرية أبرزهم الناطق الرسمي باسم الحزب عبده الجندي حصل فيه نوع من التوبيخ والوعيد لتلك القيادات بالتصفية والقتل إن التحقت برفاقها.
وفي حين تحدث مراقبون عن وجود أزمة عميقة بين الحوثيين والمؤتمرين أكدت معلومات أن استهداف المتمردين الحوثيين لبعض قيادات حزب المؤتمر يأتي بعلم ورغبة المخلوع صالح، وذلك في مسعاه لإفشال التحركات التي تقوم بها قيادات مؤتمرية بارزة في الخارج كانت قد انشقت عن صالح وأصدرت بيانا بعزله من رئاسة الحزب وتعمل على استقطاب وحشد مؤتمري الداخل لعقد مؤتمر عام يقر بالإجماع انتخاب قيادة جديدة.
المسار التفاوضي

وعلى صعيد المسار التفاوضي، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مساء الأحد، أن المساعي التي قادتها الأمم المتحدة تكللت بإقناع كافة الأطراف اليمنية بعقد جولة جديدة من المفاوضات المباشرة.
وكشف ولد الشيخ، في منشور له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن جولة المفاوضات التي أعلن عنها ستعقد في "جنيف" السويسرية، أواخر أكتوبر الجاري.
وقال ولد الشيخ: "إن الأمم المتحدة تدعو إلى مزيد من المرونة، فلعل الفرص بعد الآن قد لا تكون مواتية"، دون ذكر تفاصيل إضافية.
وحسب بيان للأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، فقد رحب الأمين العام للمجلس عبداللطيف راشد الزياني الأحد، بموافقة الأطراف اليمنية على بدء المشاورات، تحت رعاية الأمم المتحدة، لتنفيذ القرار 2216 دون شروط مسبقة، وعبر عن الأمل بأن تؤدي هذه المشاورات للتوصل إلى حل سياسي، يقوم على أساس المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وبما يسهم في استتباب الأمن والسلام والاستقرار في اليمن.
وأشاد مصدر مسئول بوزارة الخارجية السعودية بموقف الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الذي أكد فيه مجددًا للأمين العام للأمم المتحدة استعداد الحكومة اليمنية التام وجاهزيتها الكاملة للعمل السلمي واستئناف المشاورات السياسية.
كما نوه المصدر المسئول وفقاً لوكالة الأنباء السعودية "واس" بما تداولته وسائل الإعلام حول إعلان الأطراف الأخرى (الحوثيين)، قبول قرار مجلس الأمن رقم 2216، مؤكدا أن هذا الأمر يعد خطوة في الطريق الصحيح لإنهاء الأزمة اليمنية.
وقد أكد مستشار الرئيس اليمني عبدالعزيز جباري، مساء الأحد أن موافقة الحكومة اليمنية على المشاركة بالحوار تمت بناء على رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة تؤكد التزام الحوثيين والمخلوع صالح بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216.
وأكد الناطق الرسمي باسم جماعة الحوثي في اليمن، محمد عبدالسلام، أن جماعته ستواصل مجهودها الحربي ومواجهة العدون واستهداف الأراضي لسعودية رغم قبولها المشاركة في محدثات سلام مع الحكومة برعاية دولية.
وقال عبدالسلام في حوار تلفزيوني على قناة «العالم» الإيرانية، إنهم مستمرون بالعمل العسكري، وإنه لا علاقة بالمواجهات، بالمسار السياسي.
الحضور الإيراني

وعلى صعيد الحضور الإيراني، أعرب مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ونظيره الروسي ميخائيل بوغدانوف عبر اتصال هاتفي، عن قلقهما إزاء تواصل العمليات العسكرية للتحالف السعودي في اليمن وتفاقم الأوضاع الإنسانية فيه.
واعتبر أمير عبداللهيان، الإجراءات الروسية الأخيرة باتجاه مكافحة الإرهاب في سوريا، مؤثرة وبناءة، مضيفًا أن طهران وموسكو تؤكدان على ضرورة اتباع السبل السياسية لحل الازمات الاقليمية والتصدي الفاعل للمجتمع الدولي إزاء المجموعات المتطرفة في إطار المعايير والقوانين الدولية وميثاق منظمة الأمم المتحدة.
وأعرب الجانبان عن قلقهما إزاء تواصل العمل العسكري للتحالف السعودي وتفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن، مؤكدين ضرورة وقف العمليات العسكرية وتعزيز العملية السياسية والحوار اليمني – اليمني بوصفه الحل الأوحد لخروج اليمن من الأزمة القائمة.
كما أكد اللهيان وبوغدانوف، دعمهما لجهود مبعوث الأمم المتحدة الرامية لعقد اجتماع بين القوى اليمنية على وجه السرعة.
ودعا اللهيان، مساعد وزير الخارجية ومندوب الرئيس الروسي في شئون الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف إلى زيارة طهران لمواصلة المباحثات الثنائية.
المشهد اليمني
تشير الانتصارات الأخيرة إلى أن عملية تحرير اليمن من قبضة الميليشيات، تسير وفق خطة منهجية تعتمد على التقدم التكتيكي لتأمين المناطق المحررة ومحاصرة الحوثين وعزلهم قبل الانقضاض عليهم في المناطق التي تعد معاقلهم.
يأتي استمرار المعارك، وسط اتجاه إلى عقد حوار يمني بين الحكومة والميليشيات الحوثية، برعاية أممية في أواخر يفتح الباب أمام إنهاء الصراع في البلاد.