الجيش السوري يشعل عشر جبهات في مواجهة معارضيه.. ومعركة حلب تتصدر المشهد

الإثنين 19/أكتوبر/2015 - 09:11 م
طباعة متى ينتهى الدمار متى ينتهى الدمار
 
الدمار يطول المدن
الدمار يطول المدن السورية
بدأ الجيش السوري في توسيع عملياته ضد المعارضة المسلحة المدعومة من الخليج لتعويض خسائره في الفترة الأخيرة، والاستفادة من الغارات الجوية الروسية التي غيرت كثيرا من قواعد اللعبة ميدانيا، فلأول مرة  منذ أكثر من عامين يشن الجيش السوري هجوما منظما على جبهات عدة، قاربت نحو العشر جبهات في كافة أنحاء البلاد.
ويرى مراقبون بأن هذه العمليات تأتي ضمن خطوة يمكن وصفها بأنها محاولة لاستعادة زمام الأمور، بعد خسارته إدلب في مارس الماضي، واللواء 52 بريف درعا الشمالي الشرقي في يونيه الماضي، وهو ما ترتب عليه نجاح الجيش السوري في  تشتيت جهود الفصائل المسلحة، في عدة جبهات، وهى  جبهة ريف حلب الجنوبي والغربي،  جبهة ريف حلب الشرقي: محور السفيرة، كويرس،  جبهة ريف اللاذقية الشرقي، جبهة ريف حماة الشمالي: محور مورك، كفرزيتا، كفرنبودة، جبهة حمص، جبهة الغوطة الشرقية، جبهة درعا، جبهة القنيطرة، جبهة دير الزور.
كما وسع الجيش السوري من عملياته ليشمل معظم الريف الحلبي من الشمال والجنوب والشرق والغرب قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية المتمثلة بدخول المدينة، مستفيدًا من التواجد الكردي في الشمال الغربي لريف حلب، ومحاولته الوصول إلى مدينة عفرين ومواجهة تنظيم داعش، وفي ريف حلب الجنوبي الشرقي سيطر الجيش على قريتي الحلبية والدكوانة شمال مدينة السفيرة، بعد معارك عنيفة مع تنظيم داعش، تمهيدا للوصول إلى قاعدة كويرس الجوية المحاصرة منذ عام ونصف العام.
استعراض داعش يتراجع
استعراض داعش يتراجع
وتعد حلب من أكثر الجبهات سخونة وخطورة مقارنة مع الجبهات الأخرى بسبب مساحتها وثقلها الديموجرافي وكثرة المجموعات المسلحة، حيث بدأت المعارك تشتد خلال الأيام الماضية على إثر الصعوبات التي واجهها الجيش السوري في ريف حماة الشمالي.
يذكر انه قبل أربعة أيام فتح الجيش جبهة أخرى في ريف حمص الشمالي الخاضع لسيطرة الفصائل المقاتلة منذ سنوات، وبدأ الجيش عمليته العسكرية من محورين في الريف الشمالي هما: محور تلبيسة، تير معلة، الغنطو، ومحور جبورين أم شرشوح وسنيسل والخالدية.
وتهدف العملية العسكرية هذه، إلى إعادة فتح الطريق الدولي بين حمص وحماة، وتطويق المجموعات الارهابية في ريف حماة الجنوبي، وفي الغوطة الشرقية يحاول الجيش منذ ثلاثة أسابيع اقتحامها، وفشل عدة مرات في ذلك، لاسيما في جوبر وعين ترما وعربين وتل كردي، لكن هجوما واسعا للجيش بدأ قبل يومين استهدف قرى الركابية ونولة والقرية الشامية، ومنطقة المرج.
ويرى مراقبون أن الحكومة السورية تهدف لتوسيع الحزام الأمني للعاصمة دمشق، ليشمل هذه المرة الغوطة الشرقية التي يسيطر عليها "جيش الإسلام" المدعوم من السعودية، أما في الجنوب، فقد بدأ الجيش المبادرة بعد فشل الفصائل المسلحة المنضوية تحت الجبهة الجنوبية في اقتحام مدينة درعا، واستطاع خلال الأيام الماضية من السيطرة على حي المنشية جنوبي المدينة، في وقت يواصل هجومه على محيط مدينة الشيخ مسكين شمالي المدينة.
وفي القنيطرة، نجح الجيش في السيطرة على تل القبع وتل الأحمر ومزارع الأمل بريف القنيطرة الشمالي القريبة من الجولان المحتل إثر معارك مع الفصائل المسلحة، وسقط خط الدفاع المتقدم للفصائل المسلحة.
غارات روسية مستمرة
غارات روسية مستمرة
ويري محللون أن فتح هذه الجبهات مرة واحدة يعد خطوة مهمة بالنسبة لدمشق التي تسعى إلى تغيير موازين القوى قبيل الانتقال إلى مرحلة المفاوضات السياسية المقرر إطلاقها بداية العام المقبل، مستفيدة من الجهود الروسية على الصعيد الأممي، ومحاولتها تعميم رؤيتها وتفسيرها لمجموعة العمل الدولية خصوصا فيما يتعلق بالمرحلة الانتقالية ومصير الأسد.
وعلى صعيد استمرار الغارات الروسية، قالت وزارة الدفاع الروسية، إن سلاح الجو الروسي نفذ خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية ، ثلاثا وثلاثين طلعة استهدفت تسعة وأربعين موقعا للإرهابيين، ومن بين المواقع التي تم استهدافها مواقع محصنة ومخابئ تحت الأرض في أرياف حلب ودمشق واللاذقية وحماة وإدلب.
ونتيجة لتزايد القصف على معاقل الارهابيين، كشفت حركة "نور الدين الزنكي" السورية المعارضة عن مقتل قائدها العسكري إسماعيل ناصيف، بعد أن لقي حتفه في اشتباكات جنوبي حلب حيث حققت عملية برية كبيرة يشنها الجيش السوري لاستعادة السيطرة على المنطقة الواقعة تحت سيطرة المقاتلين بعض التقدم بمساندة القصف الجوي الروسي.
من جانبها نشرت صحيفة "كوميرسانت" موضوعا تطرقت فيه إلى الأوضاع في سوريا بعد الغارات الجوية التي تنفذها الطائرات الروسية، وتحول الجيش السوري من حالة الدفاع الى الهجوم، مشيرة إلى أن تقدم الجيش السوري باتجاه مدينة حلب الاستراتيجية يتحول إلى عملية متعددة القوميات يشترك فيها الطيران الروسي ، وحدات عسكرية ايرانية ومقاتلين من حزب الله اللبناني، ومع ذلك لم تتحول هذه النجاحات العسكرية الى مكاسب سياسية، ردا على هذا، يحاول معارضو الرئيس بشار الأسد بزعامة الولايات المتحدة تشكيل جبهة دبلوماسية جديدة مضادة لروسيا.
علاءالدين بروجوردي
علاءالدين بروجوردي
ونقلت عن مسئولون سوريون وإيرانيون نفيهم لما تنشره وسائل الاعلام العالمية استنادا إلى تصريحات المسؤولين في الولايات المتحدة واسرائيل. 
وقال وزير الاعلام السوري عمران الزعبي "بالنسبة لإيران لديها في سوريا مستشارين عسكريين فقط".
 أما رئيس لجنة الأمن القومي والشؤون الخارجية في البرلمان الإيراني، علاء الدين بروجردي، الذي زار دمشق، فيقول بأنه يجب أن يسبق إرسال القوات الإيرانية طلب رسمي من دمشق، "المساعدات العسكرية الإيرانية ستصل إلى سوريا حال استلامنا طلب من الحكومة السورية، ونحن سنعلن عن ذلك فورا".

شارك