وصول دفعة ثانية من القوات السودانية لليمن.. و إثيوبيا ترحب باستقبال صالح
الثلاثاء 20/أكتوبر/2015 - 06:19 م
طباعة

تتواصل المعارك في اليمن بين المقاومة الشعبية والجيش الوطني مدعومين بقوات التحالف العربي من جانب وميليشيات الحوثيين، وسط وصول دفعة ثانية من القوات السودانية الي عدن، مع إعلان الأمم المتحدة عقد جولة جديدة من المفاوضات بين الحكومة اليمنية والحوثيين.
الوضع الميداني:

استهدف طيران التحالف العربي مواقع عسكرية تابعة لميليشيات الحوثي وصالح في معسكر اللواء 26 حرس جمهوري في محافظة البيضاء باليمن ومواقع أخرى في جبل ثرة حيث تحاول المليشيات التقدم باتجاه مدينة لودر التابعة لمحافظة أبين.
من جهة أخرى، أفادت مصادر أمنية بتعرض الأحياء السكنية في مدينة تعز إلى حملة قصف عنيفة من مراكز ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في جبل أومان واللواء 22. وتحدثت تقارير أولية عن سقوط عدد من الإصابات في صفوف أطفال ونساء.
في غضون ذلك، واصل الجيش اليمني والمقاومة الشعبية بدعم من قوات التحالف العربي تقدمهم نحو مأرب، والاستعداد لتطهير محافظة الجوف فضلاً عن استهداف مخازن أسلحة للانقلابيين في صنعاء.
وتستمر المواجهات العنيفة بين الجيش اليمني والمقاومة الشعبية ضد ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح، التي تقصف الأحياء السكنية في محافظة تعز، بينما يواصل طيران التحالف قصف مخازن الأسلحة للانقلابيين الحوثيين في محافظات البيضاء ومأرب وصنعاء.
غارات متواصلة للتحالف، وتقدم ملحوظ لقوات المقاومة، تقابلهما خسائر متتالية لميليشيات الحوثي وصالح في اليمن.
وفي منطقة مكيرس، قتل مدنيان وجرح 7 آخرون نتيجة انفجار لغم بسيارة كانت تقل عدداً من المواطنين، حيث زرعت الميليشيات عدداً كبيراً من الألغام المضادة للآليات والأفراد في البلدة خلال الأشهر الماضية.
وفي محافظة تعز التي تعاني أوضاعاً إنسانية صعبة، واصلت ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح في قصف الأحياء السكنية بمدافع الهاون وصواريخ "الكاتيوشا"، ما خلف جرحى من المدنيين، بينما تستمر مواجهات عنيفة بين المتمردين والمقاومة الشعبية في جبهة الدحي غرب المحافظة.
وكان طيران التحالف العربي قد شن أكثر من 15 غارة جوية، خمس منها استهدفت مخزن أسلحة للحوثيين وقوات صالح في منطقة المشجح التابعة لمحافظة مأرب، وأكثر من 10 غارات شنها التحالف على مواقع ومخازن أسلحة أخرى في معسكري النهدين جنوب العاصمة وعطان غرب العاصمة.
يأتي ذلك فيما وصلت إلى عدن دفعة جديدة من القوات السودانية، مدربة لخوض المعارك في الجبال الوعرة وستشارك في تحرير تعز وإب، بحسب المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني اليمني.
فيما أعلنت الإدارة التعليمية بمنطقة نجران جنوب المملكة السعودية، اليوم الثلاثاء، إيقاف الدراسة في حي الفهد الشمالي بنين وبنات حتى إشعار آخر.
جاء ذلك عقب سقوط عدد من القذائف العسكرية داخل منطقة نجران وسقوطها داخل مدرسة 21 للبنات بحي الفهد وذلك في القصف الذي طالها ظهر اليوم من قبل مليشيا جماعة الحوثي "الشيعة المسلح" والمخلوع عبد الله صالح.
وقامت الإدارة التعليمية في نجران بنشر توجيهاتها بإيقاف الدراسة بحي فهد الشمالي على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي (تويتر).
قوات سودانية:
كما وصلت ثاني دفعة من الجنود السودانيين إلى عدن، ليصبح عددهم 500 جندي بعد إعلان الخرطوم استعدادها لدعم قوات التحالف بـ6 آلاف مقاتل متى ما طلب ذلك.
وقال وزير الدفاع السوداني، عوض أحمد بن عوف، في تصريح لـصحيفة "الوطن" السعودية، إن "الجنود الذين وصلوا إلى عدن يشكلون الدفعة الثانية من القوة التي تعهدت الخرطوم بإرسالها للمشاركة ضمن قوات التحالف العربي، وهناك 6 آلاف مقاتل من قوات الصاعقة والقوات البرية وقوات النخبة على أتم الاستعداد للمشاركة، متى ما طلبت قيادة التحالف".
وأضاف ابن عوف أن السودان على استعداد للوفاء بالتعهد الذي قدمه للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بتقديم كل ما يطلب منه، لمساعدة الحكومة الشرعية على استعادة البلاد من الحوثيين.
المشهد السياسي:

استعرض هادي، الاثنين، مع أعضاء في البرلمان الاتحادي الألماني (البوندستاج) واقع الأزمة التي حلت باليمن منذ عملية الانقلاب التي قام بها الحوثيون في سبتمبر الماضي.
وأكد هادي وقوف الحكومة دوما مع الخطوات الهادفة لتحقيق تطلعات أبناء الشعب اليمني، والمرتكزة على تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي وخاصة القرار رقم 2216، داعيا ألمانيا لأن تكون لها بصمات واضحة في إعادة الإعمار.
من جهتهم، أكد أعضاء البرلمان الألماني على ضرورة تطبيق القرار 2216 ودعمهم للرئيس اليمني وحكومته.
وتابع "حتى إذا استلزم الأمر المزيد من القوات والإسهام العسكري، فنحن على أتم استعداد لأي تطورات".
فيما كشف تقرير صادر عن مركز دراسات مستقل بصنعاء عن ارتكاب الانقلابيين الحوثيين 42 حالة انتهاك للإعلام في اليمن خلال شهر واحد فقط هو سبتمبر الماضي، وتعرض لها إعلاميون ونشطاء التواصل الاجتماعي، وتوزعت بين حالات قتل واختطاف وإصابة واعتقال وتهديد ومحاولة قتل واقتحام ونهب منازل ومكاتب وحجب مواقع إلكترونية، وشملت الانتهاكات مؤسسات إعلامية وصحافيين وناشطي وسائل التواصل الاجتماعي.
المسار التفاوضي:

الى ذلك، رحب المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بإعلان الحكومة اليمنية استعدادها للمشاركة في محادثات السلام مع الحوثيين، والتي من المقرر أن ترعاها الأمم المتحدة في الأسابيع القادمة.
وأعلن ولد الشيخ أنه سيعمل مع جميع الأطراف لإكمال التحضيرات اللازمة للمحادثات، بما يساعد على ضمان أن تؤدي المفاوضات إلى فوائد ملموسة لدى اليمنيين وتؤسس لسلام مستدام.
وكشف في بيان على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن جولة المفاوضات التي أعلن عنها ستعقد في جنيف السويسرية، أواخر أكتوبر الجاري.
وقال "إن الأمم المتحدة تدعو إلى مزيد من المرونة، فلعل الفرص بعد الآن قد لا تكون مواتية"، دون ذكر تفاصيل إضافية.
وجاء تصريح المبعوث الأممي بعد ساعات من تأكيد الرئاسة اليمنية أنها بعثت برد رسمي للأمين العام للأمم المتحدة، أكدت من خلاله موافقتها على دعوته لحضور المحادثات.
من جهته، أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن بلاده ترحب باستئناف المحادثات بين الأطراف المتنازعة باليمن، وأن الخيار العسكري هو آخر خيار لدى المملكة.
المشهد الاقليمي:

فيما كشف المتحدث الرسمي باسم الحكومة الإثيوبية "جيتاجو ردا"، عن استعداد بلاده لاستقبال الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، إذا كان ذلك سيساعد في حل الأزمة اليمنية.
وقال جيتاجو ردا، في حوار مع وكالة "الأناضول": إنه إذا كان خروج "صالح" يحلّ المشكلة في اليمن، فإن بلاده ترحب بأي جهود تساعد اليمنيين في حل أزمة بلادهم.
وأضاف أن إثيوبيا تفتح ذراعيها لأي تفاهمات يوافق عليها اليمنيون لحل الأزمة، مبدياً سعي بلاده من خلال التعاون مع دول الخليج والمجتمع الدولي لإيجاد حل عاجل للأزمة اليمنية.
وأكد المتحدث زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي هيلي ماريام ديسالين إلى السعودية، اليوم الثلاثاء؛ لإجراء مباحثات تتضمن الوضع في اليمن. وبيّن أن إثيوبيا تتفهم القرار الذي اتخذته السعودية في قيادة عاصفة الحزم؛ لأن الاستيلاء بالقوة على السلطة في اليمن هدد السعودية.
وشدد المسؤول الإثيوبي على أن سياسة بلاده ترتكز على رفض الانقلابات والاستيلاء على السلطة بالقوة .وأضاف أن بلاده تدعم الحكومة الشرعية في اليمن، وترحب بقرار الأمم المتحدة الخاص باليمن، وتؤمن بأن الأزمة اليمنية يجب أن تحل عبر الحوار.
المشهد اليمني:
تشير الانتصارات الأخيرة إلى أن عملية تحرير اليمن من قبضة الميليشيات، تسير وفق خطة منهجية تعتمد على التقدم التكتيكي لتأمين المناطق المحررة ومحاصرة الحوثين وعزلهم قبل الانقضاض عليهم في المناطق التي تعد معاقلهم.
يأتي استمرار المعارك، وسط اتجاه إلى عقد حوار يمني بين الحكومة والميليشيات الحوثية، برعاية أممية في أواخر يفتح الباب أمام إنهاء الصراع في البلاد.