مع استمرار الحرب.. مقترح بتشكيل قوات "عربية خليجية" لإنهاء الصراع في اليمن

الأربعاء 21/أكتوبر/2015 - 05:55 م
طباعة مع استمرار الحرب..
 
تتواصل المعارك في اليمن بين المقاومة الشعبية والجيش الوطني مدعومين بقوات التحالف العربي من جانب وميليشيات الحوثيين من جانب آخر، وسط وجود مقترح أممي بتشكيل قوات "عربية خليجية" لحف الأمن والاستقرار بالبلاد.

الوضع الميداني

الوضع الميداني
وشنت مقاتلات التحالف غارات جوية على عدد من المواقع العسكرية التابعة لميليشيات الحوثي وصالح في صنعاء؛ حيث استهدفت مخازن أسلحة في جبل نقم ومناطق محيطة بدار الرئاسة وجبل النهدين ومنطقة اللحف في بلاد الروس.
قصف طيران التحالف العربي قسم شرطة الحوضان ومعسكر قوات الأمن الخاصة، في تعز، كما شن 
غارات على مواقع لميليشيا الحوثي وصالح بمدينة المخا، الثلاثاء.
وقصف طيران التحالف تجمعًا بمنزل قيادي حوثي يسمى زيد عواض في منطقة الهاملي غربي تعز، كما قصف تجمعًا آخر أمام البوابة الرئيسية لهيئة كهرباء المخا.
وأسفرت الغارات الجوية والاشتباكات في تعز عن مقتل 40 مسلحًا في ميليشيا الحوثي وصالح، بينما قتل 3 من رجال المقاومة الشعبية.
أضافت المصادر لـ"العربية نت" أن القوات المشتركة المدعومة بغطاء من طيران التحالف تتقدم على جبهة الجوف، في وقت تستمر المعارك العنيفة بين ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح من جهة وبين مقاتلي المقاومة الشعبية من جهة أخرى على جبهة المضاربة والمنصورة بمحافظة لحج.
ونفذت طائرات التحالف عدة غارات على مواقع ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في مديريتي عسيلان وبيحان التابعتين لمحافظة شبوة.
ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين على جبهة المنصورة والمضاربة قرب حدود محافظة تعز. تلك الميليشيات تركز قصفها بصواريخ "كاتيوشا" والمدفعية على قرى المنصورة والمضاربة؛ حيث نزحت عشرات العائلات من المنطقتين إلى لحج.
ميليشيات الحوثي وصالح تحاول التسلل من الجهة الشمالية الشرقية بمحافظة لحج تجاه مديرية المسيمر للسيطرة على الجبال المطلة على مديريات لحج لنصب مدافع ومنصات صواريخ "كاتيوشا" في منطقة ماوية باتجاه محافظة لحج من ضمن أهدافها قاعدة العند العسكرية.
ويبدو أن ميليشيات الحوثي وصالح تحاول السيطرة على مواقع خسرتها لصالح المقاومة والجيش الوطني قبل جولة الحوار التي من المنتظر أن تعقد في جنيف نهاية الشهر الجاري.
فيما قال مدير أمن محافظة عدن العميد محمد مساعد: إن القوات العسكرية السودانية التي وصلت ضمن قوات التحالف العربي، ستشارك في عملية تحرير محافظة تعز إلى جانب بعض الجيوب الباقية في قبضة الحوثيين وصالح في محافظتي الضالع ولحج الجنوبيتين. 
ومن المقرر أن تصل إلى محافظة عدن (جنوب البلاد) الدفعة الثالثة من الجيش السوداني للمشاركة في حفظ الأمن وتعزيز صفوف قوات التحالف العربي. وقال مصدر عسكري رفيع، في المنطقة العسكرية الرابعة بمحافظة عدن، (طلب عدم ذكر اسمه) في تصريح لوكالة أنباء الأناضول: إن "الدفعة الثالثة من الجيش السوداني ستصل عدن الأربعاء، أو الخميس، ضمن قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن". يشار إلى أن قوة سودانية قوامها 950 جنديًّا معززة بمدرعات وأسلحة ثقيلة، وصلت إلى عدن على دفعتين الأسبوع الجاري.
 فيما تعتزم الحكومة اليمنية، الأربعاء، بدء عملية استيعاب 5 آلاف عنصر من المقاومة الشعبية ضمن قوات الأمن والجيش الوطني وتدريبهم، تمهيدًا لتوزيعهم على المرافق الحكومية ونقاط التفتيش في مدينة عدن. 

الوضع الأمني

الوضع الأمني
فيما كشف نائب الرئيس رئيس الوزراء خالد محفوظ بحاح أن الحكومة بصدد تنظيم العمل الأمني وتأسيس قاعدة أمنية من خيرة أبناء الوطن، ويكون ولاؤها للوطن والعمل من أجل حماية أبناء الشعب وحماية مقدراته، لافتاً إلى أن الروح العالية والمقدامة من الأسس العسكرية التي يجب أن يتحلى بها الجميع. وقال بحاح خلال لقائه- اليوم- في كلية الملك فهد الأمنية بالعاصمة السعودية الرياض بعدد من الطلاب اليمنيين المبتعثين إلى الكلية: إن العمل جار في تأهيل عدد من الكوادر الشابة في الأجهزة الأمنية، مؤكداً عن تنسيق بين وزارة الداخلية وعدد من الدول لتأهيل مجموعة من الكوادر الأمنية الشابة من مختلف محافظات الجمهورية. وأعرب نائب الرئيس عن شكره للمملكة العربية السعودية ممثلة بقيادة وزارة الداخلية وكلية الملك فهد الأمنية على إتاحة الفرصة للكوادر اليمنية الشابة لتلقي عدد من الدورات في الجانب الأمني، متمنياً أن تشكل هذه الدورات إضافة نوعية للمشاركين، فالوطن بحاجة إلى كل الجهود، لا سيما في بسط وإعادة الأمن والاستقرار إلى كافة أرجاء اليمن. 
ويوسع عناصر "القاعدة" انتشارهم في أحياء عدن كبرى مدن جنوب اليمن التي غادرها الحوثيون وباتت عاصمة الحكومة المعترف بها دوليا. وبالرغم من الجهود الإقليمية لتأمين المدينة ترزح عدن تحت وطأة انتشار مجموعات مسلحة مختلفة.
ويسيطر تنظيم "القاعدة" منذ شهور على المكلا، عاصمة حضرموت، وسيطر كذلك مطلع الشهر على مركز الإدارة المحلية في زنجبار، عاصمة محافظة أبين التي أخرج الحوثيون منها.

المشهد السياسي

المشهد السياسي
وعلى صعيد المشهد السياسي، اتخذت قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام، خلال اجتماعها اليوم الأربعاء بالعاصمة السعودية الرياض، قرار عزل علي صالح عن رئاسة حزب المؤتمر. وحسب مصادر لـ"المشهد اليمني" في الحزب فإن اللجنتين العامة والدائمة للحزب اتخذتا قرار بالإجماع عزل علي صالح عن رئاسة الحزب، وتعيين الرئيس هادي رئيساً لحزب المؤتمر بقرار رسمي من قيادات الحزب.
فيما أعلن حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، اليوم، براءته من أعضائه في الخارج، وخاصة المقيمين في المملكة العربية السعودية. وقال المؤتمر في بيان صادر عن أمانته العامة: إن "الشخصيات المتواجدة خارج البلاد والتي تتحدث باسم المؤتمر لا تمثل المؤتمر لا من قريب ولا من بعيد؛ بسبب مخالفتها الواضحة والصريحة لنصوص الميثاق الوطني الدليل النظري والفكري للمؤتمر". وأشار البيان إلى أن قرارات اللجنة العامة في اجتماعها الاستثنائي المنعقد يوم السبت 9 مايو 2015م أكدت على أنه "لا يحق لأي أحد التحدث باسم المؤتمر الشعبي العام، أو تمثيله في الداخل أو الخارج، مهما كانت صفته القيادية إلا بتكليف من هيئاته في الداخل ممثلة بلجنتيه العامة والدائمة".

المسار التفاوضي

المسار التفاوضي
وعلى صعيد المسار التفاوضي، يبحث المبعوث الأممي إلى اليمن، حسب ما نقلته "د ب ا" عن صحيفة "الشرق الأوسط"، يبحث مع حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومات الدول الخليجية المعنية بالوضع في اليمن تشكيل "قوات عربية ­ خليجية" تتولى حفظ الأمن والاستقرار في المدن التي سينسحب منها الحوثيون، وتتسلم أسلحتهم وفق القرار 2216 .
وتتضمن الأفكار المطروحة بقاء "القوات العربية ­ الخليجية" فترة غير محددة، حتى تقوم الحكومة اليمنية بإعادة بناء قوات الأمن اليمنية.
وأكدت المصادر وجود ضغوط دولية على الحوثيين للإفراج عن المعتقلين، وأبرزهم وزير الدفاع، كبادرة حسن نية قبل استئناف محادثات السلام والتوصل إلى حل سياسي.
من جهة أخرى، قالت مصادر يمنية: إن حكومة خالد بحاح سترشح أربعة إلى خمسة أسماء من الشخصيات الحكومية للمشاركة في اللجنة الخاصة الفنية المشتركة التي تسعى الأمم المتحدة لتشكيلها من عناصر من الحكومة الشرعية والانقلابيين لوضع تصور لجدول أعمال المحادثات في جنيف 2. وأعلن الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، أن الرسالة التي وجهها أمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون، تؤكد قبول الانقلابيين والتزامهم بالقرار الدولي 2216.
وقال هادي، خلال لقائه الهيئة الاستشارية لمؤتمر حوار الرياض: إن اليمنيين يريدون وقف نزيف الدم الذي يعانون منه جراء الممارسات العدوانية التي تقوم بها الميليشيات التي فرضت الحرب على اليمنيين، وحاولت زعزعة أمن اليمن ودول الجوار، تنفيذاً لأهداف وأجندات دخيلة وقوى معروفة.

الوضع الإنساني

الوضع الإنساني
وعلى صعيد الوضع الإنساني، كشف تقرير حقوقي عن حجم الانتهاكات التي طالت النساء في تعز خلال الأشهر السبعة الماضية على يد ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح.
وجاء في التقرير أن نحو 774 امرأة سقطن بين قتيلة وجريحة منذ مارس الماضي حتى أكتوبر الجاري بسبب الحرب التي تشنها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح على مدينة تعز.
وأضاف التقرير أن القصف اليومي تسبب في حرمان 3 آلاف و300 امرأة من الحصول على الولادة الآمنة والتحصين والرعاية اللاحقة، بسبب قصف المستشفيات.
فيما أعلن محافظ صعدة أن محافظته "تعاني من وضع مأساوي وتسير نحو كارثة إنسانية في حال استمرار العدوان والحصار السافر".
واعتبر استهداف كل المنشآت الحيوية ومقومات الحياة بالمحافظة خرق صارخ لكل المواثيق الدولية والإنسانية، مشيرا إلى أن صعدة باتت معزولة تماماً نتيجة استهداف كل شيء فيها بما في ذلك الجسور التي تربطها بالمحافظات الأخرى وشبكات الاتصال.
فيما قال ممثل منظمة الصحة العالمية لدى اليمن الدكتور أحمد شادول: "إن المنظمة بحاجة إلى 60 مليون دولار للاستمرار في تقديم عمليات الاستجابة المنقذة للحياة في كافة مناطق اليمن حتى نهاية العام الحالي".
ودعا الدكتور شادول في بيان للمنظمة كافة المانحين الدوليين لدعم عمل المنظمة في اليمن نظراً للاحتياج الكبير للسكان وبما يمكن المنظمة من الاستمرار في تنفيذ عمليات الاستجابة المنقذة للحياة.
ولفت إلى أن النقص في الغذاء أدى بدوره إلى ارتفاع كبير في الأسعار وسط عجز السكان عن تحمل نفقات المواد الغذائية الأساسية؛ ما تسبب في ازدياد حالات سوء التغذية، خصوصاً لدى الأطفال. من ناحية أخرى تم إغلاق آبار المياه الرئيسية بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وشح الوقود للمولدات اللازمة لضخ المياه.
وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية قدمت 30 طناً من الأدوية والمستلزمات الصحية لحوالي 600 ألف مستفيد بمحافظة تعز، منهم 250 ألف مواطن في مدينة تعز.

المشهد اليمني

تشير الانتصارات الأخيرة إلى أن عملية تحرير اليمن من قبضة الميليشيات، تسير وفق خطة منهجية تعتمد على التقدم التكتيكي لتأمين المناطق المحررة ومحاصرة الحوثين وعزلهم قبل الانقضاض عليهم في المناطق التي تعد معاقلهم.
يأتي استمرار المعارك، وسط اتجاه إلى عقد حوار يمني بين الحكومة والميليشيات الحوثية، برعاية أممية يفتح الباب أمام إنهاء الصراع في البلاد.

شارك