قطر تلوّح بتدخل عسكري في سوريا.. وموسكو تشكو تجاهل الغرب في كشف الإرهابيين

الأربعاء 21/أكتوبر/2015 - 10:01 م
طباعة قطر تلوّح بتدخل عسكري
 
دخلت الأزمة السورية أبعادًا جديدة في ضوء التلويح القطري بالتدخل العسكري في سوريا تحت دعاوى حماية الشعب السوري، عبر التنسيق مع تركيا والسعودية، وهى الخطوة التي يراها الخبراء تتماشي مع السيناريو القطري التركي في تقسيم سوريا وإزاحة الأسد من السلطة ولو بالقوة، في ضوء العمليات العسكرية الروسية  التي غيرت كثيرًا من قواعد اللعبة في أرض المعركة. 

قطر تلوّح بتدخل عسكري
يأتي ذلك في ضوء ما كشف عنه وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية، بشأن عزم بلاده التدخل عسكريا في سوريا إذا اقتضت المسألة ذلك بالتعاون مع تركيا والسعودية، موضحا في حواره مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية أنه إذا كان التدخل العسكري سيحمي الشعب السوري فبالطبع سنقوم به".
وانتقد العطية موقف مجلس الأمن الدولي في التعاطي مع الملف السوري قائلا "مجلس الأمن الدولي لا يقوم بما فيه الكفاية لحماية الشعب السوري، لذلك حملنا على عاتقنا نحن وأصدقاؤنا مهمة القيام بكل ما بوسعنا لحماية الشعب السوري، عبر دعم المعارضة السورية المعتدلة".
وأكد العطية عن دعم قطر حركة "أحرار الشام" بقوله "لنفتح أولا سجل أحرار الشام، هؤلاء ليسوا حلفاء تنظيم "القاعدة"، وهم مجموعة سورية تحارب لتحرير البلاد، ونحن لا نعتبرها مطلقا متطرفة أو إرهابية".

قطر تلوّح بتدخل عسكري
ويرى مراقبون أن هذه التصريحات ليست جديدة، حيث تقدم قطر والسعودية وتركيا دعما عسكريا لفصائل المعارضة المسلحة وبعض الفصائل الإسلامية منذ سنوات، لكن أن يعلن وزير الخارجية القطري رسميا دعم بلاده للمعارضة بالسلاح تحت عنوان حماية الشعب السوري، فذلك يعني، وفق متابعين لملف الأزمة في سوريا، إعلان الحرب علنيا ليس على الحكومة السورية فحسب، بل أيضا على داعميها، وخصوصا الروس.
وأكد المحلل السياسي حسين محمد أن الجديد الذي تحمله تصريحات العطية وإن لم يفصح عنه مباشرة، هو إمكانية قيام قطر والسعودية وتركيا بأي شيء في سوريا لمنع نجاح العملية الروسية، في إشارة إما إلى تزويد الفصائل المسلحة بالسلاح اللازم للحيلولة دون تغيير في معادلة الميدان شمالي سوريا، بعد نجاح أنقرة والرياض والدوحة في ترجمة جهودهم ميدانيا بتشكيل "جيش الفتح" الذي استطاع السيطرة على محافظة إدلب قبل أشهر، أو أن تصريحات العطية تشير إلى إمكانية نقل تجربة "عاصفة الحزم" في اليمن إلى سوريا بطريقة أو بأخرى.
نوه إلى أنه ليس أمام هذه الدول سوى رفع وتيرة التسليح، وتشير تصريحات العطية إلى عمق التنسيق القطري ـ التركي أكثر من التنسيق القطري ـ السعودي، وقد بدا ذلك في دعمه ودفاعه عن حركة "أحرار الشام" المدعومة أصلا من تركيا التي حاولت خلال الأشهر الماضية تعويم الحركة على الصعيد الدولي، حيث تبين المعلومات إلى استلام الدوحة وأنقرة عملية التسليح في الشمال على أن تتولى الرياض هذه المهمة في الجنوب السوري.
أوضح المحلل السياسي أن أقصى ما يمكن أن تقدمه الدول الإقليمية الثلاث، هو تأمين السلاح لفصائل المعارضة، وهو سلاح يستطيع تأخير أي إنجاز ميداني لدمشق، لكن لا يمكنه كسب المعركة مع وجود غطاء جوي روسي لا سبيل إلى مواجهته، وما يمكن أن تقوم به هذه الدول هو الاحتجاج السياسي، كما فعلت الدوحة حين ألغى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قبل أيام زيارة رسمية إلى موسكو.

قطر تلوّح بتدخل عسكري
من ناحية اخري أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن روسيا لا تخطط لعملية عسكرية برية في سوريا، وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يتحدث قط عن أي عملية برية في سوريا، مشيرا إلى أن زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو لم تغير الموقف الروسي بهذا الشأن، مؤكدا أن التسوية السياسية ستبدأ فور الانتهاء من مرحلة محاربة الإرهاب.
بينما أوضح وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أن موسكو ستواصل دعم السلطات الشرعية السورية والعمل على الحد من انتشار الإرهاب.
أكد شويجو إنه لا يمكن لروسيا أن تسمح بتنامي الخطر الذي يمثله تنظيم "داعش" الإرهابي، ولذلك ستواصل دعم السلطات السورية الشرعية، موضحا خلال اجتماع مشترك لهيئتي القيادة في وزارتي الدفاع الروسية والبيلاروسية: "في الآونة الأخيرة، يتكثف نشاط التطرف الديني تحت لواء ما يسمى "الدولة الإسلامية" بصورة ملحوظة، ولا يمكننا أن نسمح بتنامي الخطر الإرهابي وانتشاره على أراضي روسيا وحلفائها".

قطر تلوّح بتدخل عسكري
أكد أنه لهذا السبب قررت روسيا الاستجابة لطلب سوريا وتقديم الدعم العسكري للسلطات الشرعية في البلاد في مواجهة تنظيم "داعش".، مشيرا إلى أن السلطات الحكومية في سوريا بفضل الدعم العسكري الروسي انتقلت من الدفاع إلى الهجوم، وحررت جزءا من الأراضي التي  سبق لتنظيم "داعش" أن استولى عليها.
اعتبر أن الظروف الدولية الصعبة الراهنة تتطلب وضع وتطوير آليات فعالة لضمان الأمن العالمي، بالإضافة إلى الحفاظ على الاستعداد القتالي العالي للقوات المسلحة.
ويشارك في العملية نحو 50 طائرة ومروحية تابعة للقوات الجوية والفضائية الروسية. وفي 7 أكتوبر وجهت سفن تابعة لبحر قزوين الروسي ضربة صاروخية مكثفة على مواقع الإرهابيين، إذ عبرت الصواريخ المجنحة التي أطلقتها السفن أراضي إيران والعراق في طريقها إلى الأهداف التي تمت إصابتها بدقة فائقة.
يأتي ذلك في ضوء الشكاوى الروسية من عدم تعاون الغرب مع روسيا في ملاحقة الارهابيين في سوريا، حيث رفضت بريطانيا تسليم روسيا معلومات تملكها عن مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
وقال السفير الروسي في لندن ألكسندر ياكوفينكو "نرى عملا نشطا مع البريطانيين إزاء المسألة السورية، وتشير اتصالاتي في فورين أوفيس إلى أن هذا العمل ما زال غير ناجح جدا".
أوضح الدبلوماسي الروسي إلى أنه رفع خلال اللقاء الأخير في وزارة الخارجية البريطانية منذ حوالي أسبوع مسألة "تعاون البريطانيين معنا من ناحية تحديد الأهداف التي يجب ضربها في سوريا بهدف القضاء على داعش".، مضيفا بقوله " للأسف حصلت على جواب سلبي، إذ قال لي البريطانيون إنهم لن يتعاونوا معنا في هذه المسألة". 

شارك