تصاعد الانقسامات في "العدالة والتنمية" قبل الانتخابات.. وانتقادات شديدة لسياسات أردوغان

الأربعاء 21/أكتوبر/2015 - 11:43 م
طباعة تصاعد الانقسامات
 
تصاعدت الخلافات الداخلية لحزب العدالة والتنمية في تركيا قبل الانتخابات البرلمانية المقرر اقامتها أول نوفمبر المقبل، في ضوء الحديث عن إمكانية قيام الرئيس السابق عبد الله جول بتأسيس حزب جديد واستمالة المعارضين للرئيس التركي رجب طيب أردوغان للحزب الجديد، وهو ما سيؤدى إلى تصدع الحزب من الداخل، وإفشال مخططات أردوغان في الحصول على الأغلبية البرلمانية، بعد فشله في تحقيق ذلك في الانتخابات الماضية، وما ترتب عليه من إجراء انتخابات مبكرة لتعويض خسارته للأغلبية وحرمانه من تنفذ مخططاته بشأن تشكيل الحكومة منفردا وتغيير الدستور للتحول إلى النظام الرئاسي بدلا من البرلماني المعمول به حاليا.  

تصاعد الانقسامات
يأتي ذلك بعد أن كشفت صحيفة "طرف" التركية" أن عبد الله جول أفصح لأشخاص مقربين منه أن اسم حزب العدالة والتنمية تدنّس كثيرًا بسبب أعمال الفساد والأعمال المخالفة للقانون، وأنه ليس من السهل تنظيف وتخليص الحزب من هذه الأوساخ، وأن أعمال إعداد "التشكيلة الجديدة" داخل العدالة والتنمية على وشك الانتهاء، وهذه التشكيلة الجديدة التي يدعمها الرئيس الحادي عشر لتركيا عبد الله جول سرا يرى أنه سيكون من الصحيح ممارسة السياسة تحت سقف حزب جديد. 
وأكدت الصحيفة أن ضعف قوة اسم العدالة والتنمية بسبب ادعاءات "أعمال الفساد والخروج على القانون" لعب دورًا مؤثرًا في هذا القرار وتشكيل الفريق الجديد يدعمه جول، والاشارة إلى أن جول أعرب عن قلقه قائلا: "ليس من السهل التخلص من هذه الأوساخ".

تصاعد الانقسامات
نوهت أن جول يرغب في أن ينتخَب مجددًا لمنصب رئاسة الجمهورية، وانه يفكر في تعيين علي باباجان رئيسًا للوزراء، وهو ما يعني إقصاء جول لرئيس الوزراء الحالي أحمد داود اوغلو من تشكيلته الجديدة التي يعدها، الأمر الذي اضطر داود اوغلو للدخول في فريق القصر تحت سيطرة أردوغان.
ونوهت الصحيفة إلى توجيه داود اوغلو انتقادًا شديد اللهجة لعبد الله جول الذي أجرى اتصالًا هاتفيًّا بالرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي صلاح الدين دميرتاش أعرب فيه عن تعازيه عقب الهجوميين الانتحاريين اللذين وقعا في أنقرة الأسبوع الماضي، فتح الباب أمام أسئلة حول هذا الموضوع.
 ونقلت عن مصادر بالعدالة والتنمية تشير إلى أن الصراع على السلطة داخل العدالة والتنمية اكتسب سرعة بشكل خفي للغاية، وأن كلا من عبد الله جول وفريقه قررا إقصاء داود اوغلو لأنه يتصرف وكأنه قريب من أردوغان ، وأن فريق جول يخطط لترشيح علي باباجان لرئاسة الوزراء، وهو الأمر الذي جعل داود اوغلو يشعر بقلق من فقدان منصبه، لذا فهو يهدف الآن للحفاظ على كرسيه عن طريق التقرب من القصر. 
من جانبها انتقدت الكاتبة التركية المشهورة عالميًا أليف شفق سياسات أردوغان، متهمةً اياه بأنه يلهث وراء نظام أكثر استبداديّة معربة عن قلقها تجاه مستقبل تركيا.

تصاعد الانقسامات
أكدت أليف في مقال لها بصحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية أن التفجيرين الإرهابيين اللذين وقعا في أنقرة الأسبوع الماضي وأسفرا عن مقتل 102 شخص وإصابة مئات آخرين جعل المجتمع أكثر استقطابًا وتفرقة، وأن المجتمع الذي لا يقيم الحداد معًا لا يمكن له أن يؤسس مستقبله معًا، مشيرة إلى أن الضمير والتعايش معًا في تركيا يخضعان حاليًا لامتحان أصعب من أي وقت مضى، وأن أنقرة ليست هدفًا عاديًّا؛ إذ إنها تحتضن المثقفين والفنانين والطلاب إلى جانب كونها عاصمة تركيا.
نوهت أليف إلى أنه تم الدخول في مرحلة جديدة وغير مألوفة في التاريخ السياسي والاجتماعي لتركيا، مضيفة أن كل شخص عمره ناهز الثلاثين يمكنه أن يكون شاهد عيان على مرور الدولة بفترات عصيبة، مشيرة إلى أن الهجمات الإرهابية في ظل الظروف العادية جعلت الناس يتوحدون تحت قيم مشتركة، لافتة إلى أن الهوة بين معارضي ومؤيدي الحكومة في تركيا اتسعت لدرجة أنه لن يجرؤ أحد على أن يجرب المرور منها. 

تصاعد الانقسامات
أشارت أليف إلى أن أردوغان يقوم بعكس ما ينبغي أن يفعله وأن يكون محايدًا أمام جميع الأحزاب على جميع توجهاتها السياسية والفكرية، وانه نظم حملات دعائية من أجل حزب العدالة والتنمية قبل انتخابات يونيه الماضي، وأنه جدد الانتخابات بسبب رغبته في نظام رئاسي أكثر استبدادية.
من ناحية أخرى، وعلى صعيد ملاحقة الحكومة التركية للمعارضين والإعلاميين،  أكد رئيس حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة في تركيا كمال كليتشدار أوغلو أن اتجاه الحكومة لوقف بث سبع قنوات تركية معارضة لها عبر القمر الصناعي توركسات جريمة، معتبرا أن هذا القرار يعرقل حرية الشعب في متابعة الأخبار ومخالفة للقوانين.
شدد  كليتشدارا على أن القضاء غير مستقل وغير محايد، وإن المدعين العموم التابعين لجمهورية تركيا تحولوا إلى مدعين عموم لحكومة العدالة والتنمية متسائلا: "كيف سيحمي هؤلاء القوانين ما داموا مدعين عموم خاصين للحزب".


شارك