السعودية تفشل مخططًا "إيرانيًّا- حوثيًّا" للاستيلاء على قرية القرن.. واليمن إلى جولة جديدة من المفاوضات

السبت 24/أكتوبر/2015 - 05:04 م
طباعة السعودية تفشل مخططًا
 
تتواصل المعارك في اليمن بين المقاومة الشعبية والجيش الوطني مدعومين بقوات التحالف العربي من جانب وميليشيات الحوثيين من جانب آخر، وسط وجود مقترح أممي بتشكيل قوات "عربية خليجية" لحف الأمن والاستقرار بالبلاد.

الوضع الميداني

الوضع الميداني
شن طيران التحالف العربي بقيادة السعودية، فجر السبت، غارات استهدفت مواقع المتمردين في جبال الرواع والطمر الواقعة بين موزع وذباب والوازعية بمحافظة تعز جنوبي اليمن.
فيما أجبرت المقاومة الشعبية المتمردين الحوثيين على التقهقر من عدة مواقع بين محافظتي إب والضالع الجنوبيتين. في غضون ذلك، واصلت ميليشيات الحوثي والمخلوع قصفها العشوائي للمدنيين في تعز.
فوسط غطاء جوي لطائرات التحالف العربي، سيطرت المقاومة الشعبية على الجبهات الشرقية والجنوبية الشرقية لمحافظة إب، وذلك بعد تمكن المقاومة من دحر مسلحي الحوثي خلال مواجهات اندلعت في منطقة السور الرابطة بين منطقة العود ومديرية الشعر.
أما مدينة تعز، التي تعاني القصف العشوائي من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، على المناطق السكنية والمدنيين، فقد شهدت مواجهات عنيفة بين المقاومة الشعبية والميليشيات، في كلابة والأربعين، وسط قصف مدفعي حوثي عنيف، استهدف أحياء الروضة والموشكي وسنان.
من جهته دمر طيران التحالف عددًا من الدبابات ومنصات إطلاق الصواريخ التابعة للانقلابيين في تعز، واستهدف معسكر 35، ومخازن الأسلحة التابعة لهم في المطار القديم شرق المدينة.
وبحسب مصادر في المقاومة، فقد قتل نحو عشرين وجرح العشرات من المتمردين الحوثيين، خلال القصف والمواجهات مع المقاومة الشعبية.
كما قتل سبعة من ميليشيات الحوثي في كمين للمقاومة الشعبية في منطقة صرواح بمحافظة مأرب، وثمانية آخرون في قصف على منطقة حيران بمحافظة حجة.
كذلك قصف التحالف مواقع ميليشيات الحوثي في منطقة حيدان بمحافظة صعد.
إلى ذلك، تكبد الحوثيون خسائر أخرى في العاصمة صنعاء، خلال استهداف طائرات التحالف العربي قيادات رفيعة من الحوثيين، أثناء اجتماع لهم في منزل اللواء علي محسن الأحمر في منطقة الخمسين.
وفي سياق آخر، بدأت القوات السودانية ضمن التحالف العربي انتشارها في مختلف المواقع في اليمن وتسلم مهامها إلى جانب قوات التحالف العربي.
وأكد قائد القوات المسلحة السودانية في اليمن، أن مشاركتهم تأتي انطلاقًا من واجبهم تجاه الأشقاء في اليمن والتصدي لمحاولات تفتيت المجتمعات العربية والإضرار بأمنها واستقرارها.
كما قال أحد القادة العسكريين في القوات السودانية: إن القوات تعمل جنبًا إلى جنب مع قوات التحالف العربي لإعادة الشرعية المسلوبة، مشيرًا إلى أن التحالف في اليمن يشكل صورة تختزل الحلم العربي في تشكيل قوة عسكرية عربية موحدة.
فيما قالت مصادر محلية: إن المقاومة الشعبية في محافظة شبوة (شرق البلاد) اشتبكت مع عناصر تنتمي لتنظيم الدولة الإسلامية أو ما يعرف بـ"داعش". وأوضحت المصادر لـ"المشهد اليمني" أن ثلاث سيارات نصبت عليها شعارات "داعش" ويرتدي مسلحون كانوا على متنها زي "أفغاني" حاولت التسلل من منطقة وادي جردان، إلى مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، وتم التصدي لهم من قبل عناصر المقاومة الشعبية. وأشارت المصادر إلى أن عناصر "داعش" والتي يعتبر ظهورها الأول من نوعه في شبوة، تحاول السيطرة على المنشآت النفطية في محافظة شبوة. وأكدت المصادر سقوط قتلى وجرحى في صفوف عناصر "داعش"، فيما لاذت البقية بالفرار، في حين يتم تعقبها من قبل عناصر المقاومة.

الصراع الحدودي

الصراع الحدودي
فيما قتل قيادي حوثي وقرابة 20 آخرين وتم تدمير عدد من المركبات العسكرية التابعة للمخلوع صالح بآليات ومدفعيات القوات السعودية المشتركة قرب قرية القرن الحدودية في محافظة الحُرث التابعة لمنطقة جازان السعودية، بعد محاولاتهم لدخول القرية والسيطرة عليها، لموقعها الاستراتيجي المتمركز على مداخل قرى حدودية سعودية أخرى.
وعلمت "العربية "من مصادرها أن الهجوم الذي خططه أحد الضباط الإيرانيين، ونفذه قيادي حوثي مع قرابة 20 من فصيلته في ساعة متأخرة ليلة أمس، استهدف "قرية القرن" غير المأهولة بالسكان؛ لتكون نقطة انطلاق نحو الاستيلاء على قرى حدودية أخرى .
أفادت مصادر لقناة "العربية" بمقتل ضابط إيراني يدعى جوري عبيد آغار وعدد من ميليشيات الحوثي، بينهم قياديون في قصف طيران التحالف.
وقصف طيران التحالف العربي منزل اللواء علي محسن جنوب العاصمة صنعاء، والذي حولته ميليشيات الحوثي إلى مقر لعقد اجتماعاتهم.
وكانت فرق المسح العسكرية التي تقوم بمراقبة الحدود، أرسلت بلاغاً إلى غرفة العمليات، يفيد بتحرك ميليشيات حوثية تساندها مركبات عسكرية تابعة للمخلوع صالح نحو حدود القرية، إلا أن مدفعيات القوات السعودية المشتركة مع مروحيات الأباتشي أنهتا العملية المدبرة لها مع مقتل القيادي وباقي فصيلته والمركبات المرافقة لهم.
فيما أصيب جندي قطري اليوم السبت، بجراح في اشتباكات مع الحوثيين وقوات صالح على الحدود السعودية اليمنية. وقالت مصادر إعلامية: إن الجندي، حمد سعد النابت المري، من القوات المسلحة القطرية، أصيب في الحدود السعودية اليمنية إثر مواجهات مع الحوثيين وقوات صالح، أثناء مشاركته ضمن القوات المسلحة القطرية في "عملية إعادة الأمل".

المشهد السياسي

المشهد السياسي
فيما أفصح وزير حقوق الإنسان اليمني الدكتور عز الدين الأصبحي، اليوم، عن بعض النقاط المهمة التي تم تداولها في مجلس الأمن، خلال الجلسة التي عُقدت أمس الجمعة، بخصوص الملف اليمني، نافياً ما تم ترويجه، أمس، من أن هناك رفعاً لاسم أحمد علي عبدالله صالح من قائمة العقوبات الدولية، كاشفاً أن مجلس الأمن يحقق في قيام المخلوع "صالح" بغسيل الأموال مع المافيا الدولية.   
وقال "الأصبحي" على صفحته الشخصية في "فيسبوك": إن موقف لجنة العقوبات تجاه قائمة المشمولين بالعقوبات الدولية، موقف إيجابي. وأضاف "الأصبحي": "هناك نقاط مهمة تستحق أن تُذكر، أبرزها تقرير لجنة العقوبات تجاه القائمة المطلوبة وللتوضيح فإن الموقف إيجابي جداً، وليس كما يروج البعض أن هناك رفعاً لاسم أحمد علي عبدالله صالح من القائمة، لقد أكدت رئيسة اللجنة عكس ذلك".   
وأشار إلى أن "التقرير جاء واضحاً ويشير إلى أن لجنة الخبراء التابعة للجنة تمكّنت من إضافة معلومات إلى ملف الرجل ذات صلة بالتحقيق، منوهاً إلى أن ذلك يعني استمرار الملاحقة، وزيادة في معلومات التحقق". 
  وكشف الوزير اليمني، عن توصل فريق الخبراء إلى بعض الخيوط المتعلقة بعمليات غسيل الأموال التي كان يقوم بها علي عبدالله صالح مع عصابات المافيا الدولية؛ حيث قال: "توصل فريق الخبراء إلى بعض الخيوط المتعلقة بعمليات غسيل الأموال التي كان يقوم بها علي عبدالله صالح مع عصابات المافيا الدولية، إنه ملف من أهم ملفات المتابعة التي تحتاج تكاتف الجميع من الأشقاء والأصدقاء لنعيد لشعبنا حقه المهدر".

المسار التفاوضي

المسار التفاوضي
وعلى صعيد المسار التفاوضي، دفع عدم تحديد المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ موعد ومكان المفاوضات إلى الحديث عن تجميد المفاوضات اليمنية، والتي كانت مقررة نهاية أكتوبر الجاري.
وأكد المبعوث الأممي، أن العمل جار لتحديد مكان وزمان المحادثات الخاصة باليمن، والتي رجح دبلوماسيون عقدها منتصف نوفمبر المقبل.
وأكد إسماعيل ولد الشيخ أحمد في كلمته أمام مجلس الأمن، أن المسلحين الحوثيين وأنصار الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح أكدوا أنهم على استعداد لتنفيذ القرار الأممي رقم 2216، بما في ذلك الانسحاب من المدن الكبرى التي سيطروا عليها وإرجاع كل الأسلحة الثقيلة التي استولوا عليها.
وأشار المبعوث الأممي إلى أن حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أعلنت من جانبها أنها سترسل وفدًا للمشاركة في مفاوضات السلام.
وقال إسماعيل ولد الشيخ أحمد إنه سيبدأ على الفور العمل مع الحكومة والحوثيين والجهات الفاعلة الأخرى على وضع جدول أعمال وتاريخ وشكل هذه المفاوضات، موضحًا أنه سيتم قريبًا الإعلان عن مكان وموعد المفاوضات.
وأفاد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة أن القرارالأممي 2216 هو أساس للمفاوضات مشيرًا إلى أن الأمر متروك للأطراف اليمنية لتحديد شروط التطبيق، داعيًا في هذا صدد أطراف النزاع للتفاوض بحسن نية ودون شروط مسبقة.
في غضون ذلك أصدر مجلس الأمن بيانا بالإجماع يدعو جميع الأطراف إلى الدخول بطريقة مرنة وبناءة في إعداد وإجراء المفاوضات للسماح بالمضي قُدُمًا نحو سلام دائم.
كما طلب المجلس أيضًا تسهيل تسليم المساعدات الإنسانية والوقود التي يحتاجها اليمنيون، داعيًا المانحين إلى التمويل بسخاء نداء أمم المتحدة الإنساني لليمن والمقدر بـ1.6 مليارات دولار.
من جهته، أكد سفير اليمن في الأمم المتحدة خالد اليماني، تشكيل لجنة فنية مشتركة لصياغة برنامج جدول أعمال المشاورات، وتحديد موعد المشاورات ومكان انعقادها. وستبحث اللجنة آلية تنفيذ القرار 2216 وأي المدن التي سيتم الانسحاب منها أولا وجدولة الانسحاب زمنياً.

الحضور الايراني

الحضور الايراني
فيما انتقد مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، السودان لانضمامه الى التحالف السعودي المناهض لليمن، وقال إنه لن يجديه نفعًا مؤكدا أن العدوان قد بلغ النهاية.
وأشار عبداللهيان ،في تصريح لفارس، إلى اجتماع وزراء خارجية السعودية وأمريكا وتركيا وروسيا في فيينا حول سوريا، مشددًا أن الخطوة الأشد ضرورة حاليًا إزاء هذا البلد هو الرقابة الحدودية مع بلدان الجوار والمكافحة الحقيقية للإرهاب، إلى جانب متابعة العملية السياسية، مؤكدًا على ضرورة المساعدة في تعزيز العملية السياسية في سوريا و"أن الشعب السوري له الكلمة الفصل في تقرير مصيره".

المشهد اليمني

تشير الانتصارات الأخيرة إلى أن عملية تحرير اليمن من قبضة الميليشيات، تسير وفق خطة منهجية تعتمد على التقدم التكتيكي لتأمين المناطق المحررة، ومحاصرة الحوثيين وعزلهم قبل الانقضاض عليهم في المناطق التي تعد معاقلهم.
يأتي استمرار المعارك، وسط اتجاه إلى عقد حوار يمني بين الحكومة والميليشيات الحوثية، برعاية أممية يفتح الباب أمام إنهاء الصراع في البلاد.

شارك