موسكو تتمسك بإشراك "القاهرة" و"طهران" في الحل السياسي لأزمة سوريا
السبت 24/أكتوبر/2015 - 06:14 م
طباعة

بدا أن موسكو تسعى جاهدة إلى صف صفوفها واللعب بقوة على الأوراق التي تعزز من قوتها في مفاوضات "فيينا" والتي انطلقت أمس (الجمعة)، وشارك فيها وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة والسعودية وتركيا، في محاولة لإيجاد صيغة لحل الأزمة السورية التي لا تزال مستمرة منذ أكثر من أربع سنوات، حيث تمسك لافروف بضرورة إشراك مصر وطهران في عملية الحل السياسي.
وزير خارجية روسيا، سيرجي لافروف، قال، إن بلاده تتمسك بضرورة إشراك مصر وإيران في المباحثات، مؤكداً أنهما يمكن أن تلعبا دوراً في حل الأزمة السورية، وكرر موقفه من مصير الأسد، معتبراً أن "السوريين يقررون ذلك".
وقد لعبت القاهرة دورًا بارزًا خلال الفترة الماضية، حيث استضافت العديد من مؤتمرات المعارضة السورية، ومهدت لكثير من الاتفاقات بين المعارضة السورية والتنسيق بينهم، وهو ما زاد من قوة الوسيط المصري، كما أن جهود القاهرة في مكافحة الإرهاب في المنطقة ساعد بقوة على تقريب وجهات نظر مع موسكو، وهو ما جعل هناك تناغماً بين الطرفين، أدى إلى الاتفاق على مواصلة تعزيز التعاون الدولي للتوصل لحل سياسي بشأن الأزمة السورية.

الخارجية المصرية قالت اليوم: إن الوزير سامح شكري تلقى، اتصالًا هاتفيًّا من نظيره الروسي سيرجي لافروف، لإطلاعه على نتائج الاجتماع الرباعي الذي عقد في فيينا بشأن سوريا، وأن وزير الخارجية الروسي أكد لشكري أن الاجتماع الرباعي طرح أهمية توسيع نطاق الاجتماعات الخاصة بسوريا لتشمل عددًا من الدول في مقدمتها مصر.
وأطلع لافروف شكري على أهم الأفكار والمقترحات التي تم تداولها خلال الاجتماع، حيث اتفق الطرفان على استمرار التشاور والتنسيق بشأن الأزمة السورية خلال الأيام المقبلة، وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيانها اليوم السبت: إن شكري ولافروف اتفقا على مواصلة التعاون، من أجل إيجاد تسوية سياسية في سوريا، بالإضافة إلى الاتفاق على الاستمرار في التعاون بهدف التصدي للإرهاب في الشرق الأوسط.
كانت العلاقات (المصرية- الروسية) شهدت تحسنًا منذ بداية العام الماضي، ومع انتخاب عبد الفتاح السيسي رئيسًا لمصر، حيث تبادل الرئيسان المصري والروسي الزيارات بين البلدين، وبدأت روسيا، مطلع أكتوبر الجاري، في تنفيذ غارات جوية على تنظيم "داعش" بسوريا، بهدف مساعدة النظام السوري في القضاء عليه، وقد أعلنت مصر تأييدها للغارات الجوية التي تشنها روسيا في سوريا، وقالت إنها ستُسْهم في محاصرة الإرهاب والقضاء عليه.

إلى ذلك، أعرب الحلف الثلاثي المشكل من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والسعودي عادل الجبير والتركي فريدون سنيرلي أوغلو، عن رفضهم السياسة الروسية في سوريا، إلا أنهم اجتمعوا على مواصلة التشاور مع موسكو واستمرار الاجتماع لخروج موقف واحد لحل الأزمة السورية.
واستمرت الرياض في موقفها الرافض لوجود الأسد في المشهد السوري، حيث قال وزير الخارجية السعودي، إنه لا يوجد موقف مشترك بشأن مصير الأسد إلى الآن، وإن بلاده اتفقت مع روسيا والولايات المتحدة وتركيا على مواصلة المشاورات لحل الأزمة السورية، مشيراً إلى إصرار الرياض على تنفيذ مقررات "جنيف 1".
وقبل اللقاء الشامل، عقد اجتماع ثلاثي بين الولايات المتحدة والسعودية وتركيا، كما التقى كيري، بشكل منفصل، لافروف، الذي أجرى بدوره مباحثات ثنائية مع نظيره الأردني ناصر جودة أعلنا خلالها اتفاقاً مفاجئاً على "تنسيق العمليات العسكرية" فوق سوريا، الأمر الذي يعزز موقع موسكو في مواجهة واشنطن.
على صعيد آخر، وفي تطور جديد اعتبره مراقبون مناورة روسية، أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، استعداد موسكو للتعاون مع واشنطن في مكافحة الإرهاب في سوريا، وتقديم دعم جوي للمعارضة الوطنية السورية بما فيها "الجيش الحر"، وأكد لافروف في حديث أدلى به لقناة "روسيا 24" في سوتشي قبل سفره إلى فيينا ولقائه نظراءه من الولايات المتحدة وتركيا والسعودية، أكد أنه من الخطأ الفادح رفض الولايات المتحدة التنسيق مع روسيا فيما يتعلق بنشاط التحالف الدولي الذي تقوده لمكافحة "داعش"، رغم النجاح الملموس الذي أحرزته العملية الجوية الروسية قياسًا بما حققه هذا التحالف طوال أكثر من عام.

وعبر عن استعداد موسكو لأقصى درجات التعاون في هذا الاتجاه وفي مكافحة الإرهاب داخل سوريا، وتقديم دعم جوي للمعارضة الوطنية بما فيها الجيش السوري الحر، كما أشار إلى أن الجانب الأمريكي يرفض حتى الآن تزويد روسيا بمعلومات حول مواقع الإرهابيين، ومواقع المعارضين الوطنيين.
وأكد لافروف على انفتاح روسيا على جميع أطياف المعارضة السورية، وأنها لا تراهن على جهة واحدة دون سواها في التسوية، معتبرًا أنه برز في الآونة الأخيرة أفق لإحراز تقدم في العملية السياسية بسوريا في المستقبل المنظور.