أردوغان يواصل مع حكومته "إزاحة الأسد" و"الهجوم على الأكراد"
السبت 24/أكتوبر/2015 - 09:51 م
طباعة


بوتين وبشار
لا تزال المحاولات التركية للتدخل في الشأن السوري وإزاحة الرئيس السوري بشار الأسد مستمرة، من خلال فتح قنوات عددية سواء سياسية أو دبلوماسية، واقتراح مزيد من الأفكار التي تؤدي لهذه النتيجة، وفى نفس يستمر هجوم أردوغان على حزب الشعوب الديمقراطية قبل الانتخابات البرلمانية القادمة لعرقلته من مواصلة نجاحه الذى تحقق في الانتخابات الماضية وحرم العدالة والتنمية الحاكم من الأغلبية التي كان يحم بها، إلى جانب محاولة ربط أي دعم للأكراد في سوريا على انه دعم للمنظمات الارهابية وتدعيم شوكة حزب الشعوب المظلة السياسية للأكراد.
ومثل هذه الانتقادات تظهر في التصريحات المتكررة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن ضرورة إنشاء منطقة آمنة خالية من الإرهاب في شمال سوريا، وبرنامج التدريب والتجهيز اللذين كانت تدافع عنهما تركيا منذ البداية.

انتقادات مستمرة لحزب الشعوب الديمقراطية قبل الانتخابات البرلمانية
وخلال مراسم منحه شهادة الدكتوراه الفخرية من قبل جامعة "حسن كاليونجي" في ولاية غازي عنتاب، جنوبي البلاد، أكد أردوغان بقوله أن "الملف السوري بدأ يحظى بأهمية كبرى في أجندة المجتمع الدولي يوما بعد يوم، متسائلا "هل هناك دول أخرى تمتلك تقييما للتطورات الجارية بالمنطقة، أفضل من دولة تركيا، لديها حدود طويلة مع كل من سوريا والعراق، وتربطها معهما روابط قرابة، غير أن بعضهم يريد دائما أن يتصدر للأمام من خلال منطق: أنا أعرف وأقيم أفضل منكم، من أجل ذلك لم ينجحوا ولن ينجحوا، وسيضطرون عاجلا أم آجلا لقبول مقترحنا، وإلا سنكون في وضع سنتخذ فيه خطواتنا".
وفى سياق الهجوم على حزب الشعوب الديمقراطي أكد أردوغان أن الحزب غض الطرف عن تواجد 1400 عنصرا من منظمة بي كا كا الإرهابية داخل الحزب، لا معنى له، غير أنه للأسف بعض الدول التي تظهر نفسها على أنها صديقة لتركيا تتجه عكس ذلك، وتقدم أسلحة للحزب، ونحن نعلم جيدا إلى أي البلدان تعود تلك الأسلحة، مشيرا إلى أن الحزب منظمة إرهابية، غير أن بعض الجهات تقول إنه تنظيم سياسي، ولكنه عكس ذلك تماما، فهو يعد امتدادا لمنظمة بي كا كا في سوريا، معتبرا أن البعض يهدف إلى السيطرة على شمالي سوريا، وأنا أقول بشكل واضح لن نسمح أن يكون شمالي سوريا ضحية لمخططاتهم، لأن ذلك يشكل تهديدا لنا، فمن غير الممكن أن تقبل تركيا بذلك".
وفى هذا الإطار انتقد أردوغان زيارة بشار الأسد إلى روسيا، متسائلا "هل استقبال شخص قتل نحو 370 ألفًا من شعبه، على سجادة حمراء، له مكانة في الأعراف الدبلوماسية الدولية؟، للأسف الإنسانية رأت ذلك".
من جانبه انتقد رئيس الوزراء التركي ورئيس حزب العدالة والتنمية، أحمد داود أوغلو، حزب الشعوبة ومنظمة بى كا كا، مشيرا إلى انه سيتم هزيمة كافة أشكال الإرهاب الذي يحارب تركيا، وكل من يعمل على بث الفتنة بين أفراد المجتمع.

انفجار انقرة الاخير
وأكد خلال مؤتمر انتخابي لحزب العدالة والتنمية في ولاية أضنة جنوبي تركيا أنه سيتم إيقاف كل من يستهدف أفراد الشعب التركي عند حده، سواء كان تنظيم داعش الإرهابي، أو منظمة بي كا كا الإرهابية، أو حزب جبهة التحرير الشعبي الثوري الإرهابي، أو أي مجموعة إرهابية أخرى، موضحا أن بعض الجهات الظلامية، تعمل منذ هجوم أنقرة على نشر التشاؤم في البلاد، عبر الحديث عن إمكانية حدوث كوارث".
على الجانب الآخر، قدم أرين أردم نائب حزب الشعب الجمهوري عن مدينة إسطنبول استجوابًا لرئاسة البرلمان حول وصف رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو تنظيم داعش الإرهابي بـ "ناكر الجميل" وتصريحه الذي قال فيه: "عندما ترغبون في الزواج فاذهبوا أولا إلى أبويكم واطلبوا منهما تزويجكم، فإن لم يجدا زوجة فعندئذ تعالوا إلينا".

اوغلو
أكد أردم في معرض استجوابه الذي قدمه للبرلمان مطالبا برد داود اوغلو عليه:" رئيس الوزراء قلت في كلمة في شانلي أورفا: "أحضرنا 197 ألف أخ من إخوانكم من بلدة كوباني (عين العرب) إلى سوروج. لكنهم خرجوا علينا واتهموا تركيا بالتعاون مع داعش. بقدر ما كان تنظيم داعش الإرهابي ناكرًا للجميل وخائنًا وسافلا فمنظمة حزب العمال الكردستاني أيضًا مثله ناكرة للجميل وخائنة وجبانة، وقلتم في كلمة أخرى في اليوم نفسه:" عندما ترغبون في الزواج فيجب عليكم أولا الذهاب إلى الوالدين وطلب ذلك منهما؛ فإن لم يجدا زوجة فعندئذ تعالوا إلينا".
تساءل أردم في استجوابه قائلا: "ما هي الموضوعات التي تغضب فيها من داعش؟ لماذا لا تزال تصف داعش بناكر الجميل بالرغم من زيادة أصواتكم عقب مجزرة أنقرة؟ ما هي الفعاليات التي يجب لداعش أن يقوم بها حتى يرد الجميل والإحسان الذي تحدث عنه؟ هل سيتم تنفيذ أية عقوبات ضد داعش بسبب إنكاره الجميل؟ هل ستزيد المراقبة الحدودية؟ هل ستصدرون أوامر للشرطة بالقيام بعمليات أمنية تستهدف خلايا داعش حتى لو كان من باب التظاهر؟، .. إذا انفردتم بالحكم في الانتخابات المقبلة، هل سيتم عمل برامج من أمثال "يد الزواج" التي يبثها في قناة تي أر تي الرسمية بالنسبة لموضوع إيجاد زوجات؟، إذا انفردتم بالحكم هل ستؤسسون هيئة لشؤون القلب والغرام تماشيًا مع سياسة "صفر المشكلات" بين الزوجين؟ هل ستعينون لرئاسة الهيئة رئيسا محليا ووطنيا؟ هل ستقدمون إعانات مادية للمتزوجين بواسطة مؤسساتكم؟".
وبالتزامن مع هذه الانتقادات لحزب العمال الكردستانى، وتصاعد الجدل بين المعارضة والحكومة التركية، زعم حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة في تركيا أن العدالة والتنمية وقّع اتفاقية مع العمال الكردستاني في أوسلو وتعهّد لها بمنح الأكراد حكما ذاتيا، مشيرا إلى أن العدالة والتنمية قدّم وعودا إلى العمال الكردستاني خلال مباحثاتهم في مدينة أوسلو النرويجية وجزيرة إمرالي قائلا:" لقد قدموا وعودا في أوسلو وإمرالي، فقد اطلعتُ على عدد من الوثائق وهناك تعهدات بالفعل".