توقعات بانفراجة سياسية في الأزمة السورية.. وموسكو تقترب من تنفيذ رؤيتها

الأحد 25/أكتوبر/2015 - 07:25 م
طباعة توقعات بانفراجة سياسية
 
في إطار المحاولات الروسية لدفع عملية تسوية سياسية للأزمة السورية، اجتمع أعضاء بالبرلمان الروسي مع الرئيس السوري بشار الأسد للتعرف منه على مقترحاته بشأن حل الأزمة المعقدة، في محاولة لوقف اراقة الدماء، وفى المقابل أكد الأسد إنه مستعد لخوض انتخابات رئاسية مبكرة وتعديل الدستور وإعلان انتخابات برلمانية، إذا ما أراد الشعب السوري ذلك.
وعلى الجانب الآخر، تتواصل المحاولات الروسية الأمريكية لإيجاد مخرج للأزمة السورية، حيث بحث اليوم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري آفاق التسوية في سوريا بمشاركة الحكومة والقوى الوطنية المعارضة.
وأكدت الخارجية أن المكالمة الهاتفية بين الوزيرين جاءت بمبادرة من الجانب الأمريكي، وأنهما واصلا مناقشة آفاق التسوية السياسية في سوريا بمشاركة السلطات والمعارضة الوطنية، وبدعم هذه العملية من قبل المجتمع الدولي، بما في ذلك الدول الإقليمية ذات النفوذ". 

توقعات بانفراجة سياسية
من جانبه أكد ألكسندر يوشينكو عضو البرلمان الروسي عن الحزب الشيوعي الذي التقى، مع وفد برلماني روسي، الرئيس الأسد في دمشق تقدير الأسد للمواقف الروسية الداعمة للشعب السوري، وأن القضاء على التنظيمات الإرهابية من شأنه أن يؤدي إلى الحل السياسي الذي يرضي الشعب ويحفظ سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها.
وعلى هامش الزيارة، تلقى الرئيس السوري بشار الأسد هدية رمزية من الحزب الشيوعي الروسي، وقدم الهدية ألكسندر يوشينكو عضو البرلمان الروسي عن الحزب الشيوعي، والهدية عبارة عن نسخة عن راية النصر، وهي العلم الأحمر الذي رفعه الجيش السوفيتي فوق دار الحكومة الألمانية في برلين سنة 1945، إضافة إلى ميدالية يوبيلية صكت بمناسبة الذكرى الـ70 للنصر في الحرب الوطنية العظمى التي أحيتها روسيا في مايو الماضي، وبطاقة تحية موقعة بقلم جينادي زيوجانوف زعيم الحزب الشيوعي الروسي. 
وكان الوفد الروسي قد وصل دمشق برئاسة دميتري سابلين في إطار الاتصالات البرلمانية بين البلدين، ومتابعة الأوضاع الاجتماعية والانسانية في سوريا، وحملت طائرة الوفد البرلماني الروسي إلى سوريا شحنة من المساعدات الإنسانية شملت مستلزمات طبية وأغذية أطفال.

توقعات بانفراجة سياسية
ويري محللون أن وسائل الاعلام الرسمية السورية لم تنقل تصريحات الأسد بشأن استعداده لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة، وان ما يحدث ويتناقل من أخبار وتصريحات يؤكد أن دمشق لم تتوصل بعد إلى قناعة جادة بتقديم تنازل سياسي حقيقي، وبالتالي يأتي تصريح الأسد ضمن إطار الأفكار العامة.
ويري محللون أن تصريح الأسد بحد ذاته تطورا مهما جدا، إذ أنه ولأول مرة يتحدث عن تفاصيل التسوية السياسية وإمكانية إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وانتخابات برلمانية، فضلا عن تعديل الدستور، وانه ليس صدفة أن يأتي كلام الأسد بعد أربعة أيام من زيارته التاريخية لموسكو ولقائه الرئيس فلاديمير بوتين، وبعد يومين من انعقاد مؤتمر فيينا الذي دعت إليه موسكو، وخرج بتفاهمات سياسية حول سوريا، حيث لا تستطيع دمشق اعتراض الجهود الروسية الكبيرة بعدما تحولت موسكو إلى منصة العمل السياسي الدولي حيال سوريا وبموافقة غربية.

توقعات بانفراجة سياسية
وتوقع المراقبون اقتراب الجهود الروسية من انضاج حل سياسي معقول يرضي معظم الفرقاء، في ضوء قبول واشنطن طلب موسكو توسيع دائرة المناقشات لتشمل إيران وقطر والأردن ومصر، يؤكد أن النقاشات وصلت إلى مرحلة هامة، وتتطلب تفاهمات دولية وإقليمية واسعة.
ويعتمد الحل الروسي على قاعدة استراتيجية بأنه لا يمكن إسقاط الأسد ومنظومة الحكم القائمة قبيل حصول تطورات على صعيد محاربة الإرهاب، وأن هدف المرحلة الانتقالية ليس تأمين شروط الانتقال السياسي فحسب، بل أيضا تأمين الشروط الميدانية، كما تدعم موسكو تشكيل هيئة حكم انتقالية ليست بالصيغة التي جاءت في بيان جنيف، والتي دعت إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة، فالواقع السوري اليوم لا يستطيع تحمل مثل هذه الصيغة، ولذلك يرى صناع القرار الروس، أن الحل الأمثل هو تشكيل حكومة وحدة وطنية يتشارك فيها الطرفان ويكون رئيسها من المعارضة، وفق بعض التسريبات، ولها صلاحيات موسعة تتقاسمها مع صلاحيات الرئاسة التي سيقلص جزء منها.

توقعات بانفراجة سياسية
ويظهر في الصورة أيضا استعداد موسكو لدعم المعارضة الوطنية جوا بما في ذلك "الجيش الحر"،  وهى محاولة لترتيب الأوضاع الميدانية وتشكيل قوى سورية تكون بديلا عن القوى الخارجية التي تقاتل في سوريا من كلا الطرفين، وهذا ما يفسر تصريحات لافروف حول "الجيش الحر"، وقبلها محاولات موسكو استمالة الأكراد لضم وحداتهم المقاتلة ضمن صفوف جيش سوري موحد، وقد بدت ملامح هذا التوجه قبل أسابيع مع بدء حل "قوات الدفاع الوطني" التي تحولت إلى نوع من الميليشيا.
وحول مصير الأسد، يري محللون أنها ستظل الاشكالية الاخيرة في المرحلة الانتقالية التي لم يتم الاتفاق حول مدتها، وبالرغم من مطالب أنقرة والرياض بجعل الفترة الانتقالية لا تتجاوز ستة أشهر تبدو غير واقعية، بسبب الواقع السوري المعقد جدا، في اقترحت موسكو مرحلة انتقالية تمتد بين ستة أشهر وثمانية عشر شهرا ويمكن خلالها ترتيب البيت السوري الداخلي، تمهيدا لإجراء انتخابات رئاسية بموجب الدستور الجديد، على أن تترك مسألة ترشح الأسد للانتخابات أو عدم ترشحه إلى حينها.

شارك