الجيش اليمني يتقدم بــ"تعز".. والحوثيون يفتحون سفارة اليمن بإيران
الأحد 25/أكتوبر/2015 - 08:57 م
طباعة

تتواصل المعارك في اليمن بين المقاومة الشعبية والجيش الوطني مدعومين بقوات التحالف العربي من جانب وميليشيات الحوثيين من جانب آخر، وسط وجود مقترح أممي بتشكيل قوات "عربية خليجية" لحفظ الأمن والاستقرار بالبلاد.
الوضع الميداني:

قصف طيران التحالف العربي بقيادة السعودية، مواقع تمركز ميليشيات الحوثي وصالح في القصر الجمهوري ومحيطه شرقي تعز، الأحد، فيما تمكن مقاتلون من المقاومة الشعبية من الدخول إلى القصر.
واعلن مقاتلي المقاومة الشعبية والمجلس العسكري في محافظة تعز، اقتحام الأسوار الغربية لمعسكر قوات الأمن الخاصة، شرقي مدينة تعز، في خطوة تعتبر الأهم ميدانيا لقوات الشرعية منذ نحو شهرين على صعيد الاشتباكات المستمرة مع المتمردين داخل المدينة المنكوبة.
وتشير الأنباء إلى أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 14 عنصراً من ميليشيات الحوثي وصالح، كما لا تزال المواجهات مستمرة لتطهير الجهة الشرقية باتجاه معسكر قوات الأمن الخاصة الذي تحاصره المقاومة منذ السبت.
ولا تزال مدينة تعز ترزح تحت قذائف ميليشيات الحوثي وصالح، التي تقوم بقصف عشوائي على أحياء سكنية عدة في المدينة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين.
ومن جهته، دمر طيران التحالف مخازن أسلحة للحوثيين في منطقة النهدين جنوب صنعاء.
وفي البيضاء، صدت المقاومة الشعبية هجوماً لميليشيات الحوثي على منطقة الحلق بالمحافظة وقتلت اثنين من قادتهم، في حين شنت مقاتلات التحالف عدة غارات جوية على مواقع الانقلابيين في صرواح غرب مأرب.
إلى ذلك أفاد شهود عيان بأن مسلحين مجهولين شنوا هجوماً على السجن المركزي بحي المنصورة بمحافظة عدن وأفرجوا عن سجناء كانوا بداخله.
يأتي ذلك فيما كثفت قوات التحالف قصفها لمواقع ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في عدد من مناطق صعدة الحدودية بالتزامن مع تصاعد حدة الاشتباكات في الأطراف الغربية لمديرية صرواح غرب مأرب.
كشفت محافظ شبوة، العميد عبد الله النسي، أن المتمردين الحوثيين يستعينون بالآلاف من المرتزقة الأفارقة الذين ينتمون لجنسيات مختلفة، حيث يتم جلبهم إلى مناطق يمنية مختلفة، وبالأخص لسواحل محافظة شبوة جنوب شرقي اليمن.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن النسي قوله إنه تتم عملية عبور هؤلاء المرتزقة بسلاسة إلى مدينة عتق ومن ثم إلى بيحان، حيث تتمركز ميليشيات المتمردين الحوثيين والمخلوع صالح، ثم يتم تسكينهم في مدارس بيحان ومن ثم نقلهم إلى مناطق مجهولة في شمال اليمن.
وقال محافظ شبوة إن الحوثيين يستقبلون هؤلاء الأفارقة ويخصصون لهم سيارات لنقلهم من عتق إلى بيحان، وإن السلطات المحلية في المحافظة لا تملك الإمكانيات المادية أو البشرية لوقف زحف مثل هؤلاء الذين يتوافدون بالمئات بشكل يومي على سواحل محافظة شبوة.
الأمن في عدن:

وبدأت القوات السودانية في عدن مهمتها ضمن قوات التحالف حيث صدت هجوماً مسلحاً على مستشفى النقيب في المنصورة واشتبكت مع مجموعة مسلحة حاولت اقتحام ميناء الزيت بالبريقة.
كما تمكنت القوات السودانية من مصادرة أسلحة أشخاص حاولوا دخول مطار عدن التي أعلنت أنها ستكون خالية من السلاح.
أعلن تنظيم الدولة الاسلامية او ما يعرف بـ"داعش"، عزمه محاربة الاختلاط في جامعات عدن (جنوب البلاد)، مشددا على إلزام أعضاء هيئة التدريس والطلاب "أداء الصلاة في وقتها". وقال التنظيم في بيان - حصل "المشهد اليمني" على نسخة منه - "إننا عازمون على أن نضرب بيد من حديد كل من يحاربون الله ورسوله بكافة أشكالهم ومظاهرهم سواء لبس هؤلاء ثوب الفسق والفساد او لبسوا زورا وبهتانا ثوب الحياء والعفة وهم حقيقة أهل الفسق والفجور". وأضاف البيان الذي حمل شعار التنظيم "الراية السوداء" "إننا نعلن أن الشريعة هي الضابط الشرعي داخل الجامعة.. وأي مظهر من مظاهر السعي في الارض الفساد سيواجه منا بالصوارم". وشدد التنظيم في بيانه على ضرورة فصل الذكور عن الاناث ومنع الاختلاط بينهم نهائيا، ومنع أي حفلات تقام داخل الجامعة يستخدم فيها الغناء او اي مزمار من مزامير الشيطان"، حسب وصفه.
المشهد السياسي:

أكد مستشار الرئيس اليمني، الدكتور محمد العامري، بأن "مسؤولي الحكومة لن يذهبوا إلى المشاورات في جنيف، في ظل ما تقوم به مليشيا الحوثي والمخلوع صالح من حرب إبادة وحشية على تعز"، مشيراً إلى "وجود ترتيبات لدخول قوة عربية إضافية إلى اليمن".
ونقلت صحيفة الرياض السعودية عن العامري اليوم الأحد قوله إن "الحكومة اليمنية أعلنت بالفعل بأنها ستذهب إلى جنيف للتشاور لكن التجاوزات التي تقوم بها قوى الانقلاب جعلت الكثير من القوى السياسية وأعضاء الحكومة يتشككون في مصداقية جدية الانقلابيين في ذلك"، مؤكداً أن "الحوثيين لا يمكن أن يذهبوا إلا إذا شعروا بأنهم محاصرون من جميع الاتجاهات".
وطالب المجتمع الدولي بالوقوف على ما يجري وأن يتخذ موقفاً عاجلاً إزاء ما يحدث تجاه العصابة ، مناشداً مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته لأن أي تباطؤ في تطبيق القرار 2216 سيساهم في جعل قوى الانقلاب أن تستمر في غيها وعدوانها.
وكشف العامري عن أن هناك ترتيبات تقوم بها الحكومة اليمنية لدخول قوات عربية أخرى إذا دعت الحاجة، مشيراً إلى أن التحالف العربي يستشعر جيداً خطر هذه العصابات على أمن المنطقة.
وأضاف بأن "الحوثيين وصالح ينفذون المشروع الإيراني وهما أداة طهران في المنطقة، ولا يمكن أن يتحركوا دون أن تكون إيران أعطتهم الضوء الأخضر" وقال: "لو كان الحوثيون وصالح قوى وطنية ويحملون مشروعاً وطنياً لتوصلنا معهما لنقاط اتفاق منذ زمن مبكر، لكنهم لا يملكون إرادتهم".
المسار التفاوضي:

ومع تزايد حدة الانتهاكات التي ترتكبها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح ضد المدنيين في تعز، تسعى الحكومة اليمنية إلى الحصول على تأكيدات بالزام المتمردين بتنفيذ القرار الأممي 2216 وإيقاف استهداف المدنيين قبل الشروع في أي مفاوضات مع الانقلابيين.
يأتي ذلك في الوقت الذي يدور الحديث فيه عن جهود أممية لعقد جولة جديدة من المشاورات سعياً وراء حل سلمي للأزمة اليمنية يبدو أن المسار العسكري هو الأعلى صوتاً،، فما تقوم به ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في تعز من قصف للأـحياء السكنية واستهداف للمدنيين وحصار يفاقم الوضع الإنساني في المدينة المنكوبة يشكك في نوايا القوى الانقلابية للدخول في المشاورات المزمعة.
من جانبه، قال عبد الرقيب فتح، وزير الإدارة المحلية اليمني: "للأسف الشديد ما تم هو إثبات سوء نية وليس حسن نية.. مجازر ترتكب في تعز تندى لها الجبين.. نحن مع الحوار لكن لن نقبل بحوار يستغله المخلوع في تدمير المدن وقتل الناس".
وبحسب عبد الرقيب فتح: "يجب أن يكون هناك حوار يؤدي إلى نتائج حقيقية من أجل تطبيق القرار 2016.. لا نريد حوار من أجل الحوار.. لا نريد حوار الشيطان الذي يقوده صالح وحلفاؤه.. نريد حوارًا يخرج البلد من حرب فرضت علينا فرضاً".
الحضور الإيراني:

أقدم الحوثيون على فتح سفارة اليمن لدى إيران بعدما كان الرئيس عبدربه منصور هادي أغلقها بقرار سيادي بقطع العلاقات الدبلوماسية اليمنية الإيرانية.
وقال السفير اليمني السابق لدى إيران عبد الله السيري إن (الحوثيين عاودوا فتح مقر السفارة في طهران٬ ويمارسون أعمالهم هناك)٬ مشيرًا إلى أنه قام بنفسه بإبلاغ وزارة الخارجية الإيرانية بقرار غلق السفارة.
فيما انتقد رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي الايراني علاء الدين بروجردي صمت الدول والمحافل الدولية ازاء جرائم ال سعود في اليمن .
وقال علاء الدين بروجردي لدى استقباله رئيس المجلس الاعلى للثورة في اليمن نايف قانص والوفد المرافق له ان عدد الضحايا اليمنيين في تزايد فيما تكتفي الدول المدافعة عن حقوق الانسان باتخاذ موقف المتفرج.
واشار بروجردي خلال اللقاء الى بطولات الشعب اليمني في مواجهة العدوان السعودي وقال ان صمود الشعب اليمني بوجه الهجمات الوحشية لـ آل سعود ايقظ العالم حيال التطورات الدموية في اليمن.
وجدد بروجردي في ختام هذا اللقاء على الحل السياسي على اساس مشاركة جميع الفصائل اليمنية لتسوية الازمة في هذا البلد وقال ان على الاسرة الدولية لاسيما الدول الاسلامية التعاون لإنهاء الغارات الجوية ووقف الحصار السعودي لليمن وبدء حوار سياسي بين الفصائل اليمنية.
الوضع الإنساني:

اتهمت منظمة أطباء بلا حدود المتمردين الحوثيين باحتجاز شحنة مساعدات طبية على أبواب تعز.
وأوضحت المنظمة في بيان أن شاحنتين محملتين بمواد طبية مرسلة إلى "مستشفيين في منطقة محاصرة" من تعز (جنوب غرب) "تم احتجازهما مجددا الأحد عند حواجز للحوثيين الذين رفضوا إدخالهما إلى المنطقة".
وأضافت أن هذا الرفض جاء "رغم أسابيع من المفاوضات المكثفة مع مسؤولي الحوثي.
وعلقت كارلين كلايجر مسؤولة المنظمة في اليمن: "من المحبط جدا أننا لم نحرز أي تقدم في محاولاتنا لإقناع هؤلاء المسؤولين بضرورة تقديم مساعدة طبية حيادية إلى ضحايا المعارك القائمة، رغم الدعم المستمر الذي نقدمه إلى الأجهزة الصحية في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون".
وتشهد تعز معارك مستمرة بين القوات الموالية للحكومة اليمنية التي تسيطر على وسط المدينة، والانقلابيين الحوثيين وحلفائهم.
والأحد، قتل 21 من الحوثيين على الأقل في مواجهات وغارات جوية للتحالف العربي الذي تقوده السعودية منذ مارس في اليمن، بحسب مصادر عسكرية.
ويواجه سكان تعز أزمة متنامية في مياه الشفة والوقود والأدوية، وفق منظمات غير حكومية. ودعت أطباء بلا حدود "جميع أطراف الحرب إلى السماح بإيصال الأدوية والمساعدات الإنسانية إلى كل المناطق".
المشهد اليمني:
سيطرة الجيش اليمني والمقاومة الشعبية بدعم من قوات التحالف، على القصر الجمهوري بتعز، وتحرير عدد من المناطق في اليمن يشير إلى أن إنهاء سيطرة الحوثيين على صنعاء وعدد من المحافظات، يسير وفق خطة منهجية تعتمد على التقدم التكتيكي لتأمين المناطق المحررة، ومحاصرة الحوثيين وعزلهم قبل الانقضاض عليهم في المناطق التي تعد معاقلهم.
يأتي استمرار المعارك، وسط اتجاه إلى عقد حوار يمني بين الحكومة والميليشيات الحوثية، برعاية أممية يفتح الباب أمام إنهاء الصراع في البلاد.