الإخوان بين التحالف مع ما يسمى بالقوى الثورية والهجوم على حزب النور

الإثنين 26/أكتوبر/2015 - 02:38 م
طباعة الإخوان بين التحالف
 
بعد فشلها المتكرر في شحن أعضائها للتظاهر وتشتيت رجال الأمن وبعد نضوب مواردها المالية؛ نظرًا للضربات الأمنية المتلاحقة، وكذلك تهاوي ما يسمى بتحالف دعم الشرعية وخروج العديد من فصائل تيار الإسلام السياسي منه في محاولة للحاق بالدولة، خصوصًا بعد انتهاء الجولة الأولى من الاستحقاق الثالث من خارطة الطريق "الانتخابات البرلمانية" هذا بجانب الاعتراف الدولي بالنظام الحالي، قامت جماعة الإخوان المسلمين، بتوجيه رسالة لما يسمى بالقوى الثورية تدعوها إلى ما أسمته "تحقيق أهداف ثورة يناير"، قائلة: "لو دُعينا للاجتماع على كلمة سواء فيها مصلحة الوطن وتحقيق أهداف الثورة لما تأخرنا أبدا ولكنا أسرع الناس تلبية". وقال بيان منسوب للإخوان: "كلمتنا إلى القوى السياسية قوى ثورة يناير الوطنيين والحريصين على تحقيق أهداف الثورة، أجمعوا أمركم في مواجهة هذا النظام الغاشم وانصروا ثورتكم وتحركوا بها ولها واعلموا أننا لو دُعينا للاجتماع على كلمة سواء فيها مصلحة الوطن وتحقيق أهداف الثورة لما تأخرنا أبدا ولكنا أسرع الناس تلبية".
الإخوان بين التحالف
 كما وجهت الجماعة حديثها للشباب قائلة: "أيها الشباب: أنتم عماد دعوتنا منذ بداياتها المبكرة وأنتم شعلة ثورتنا المجيدة وقادتها وحملة لوائها، ولا غنى للشيوخ عن حماسة الشباب ولا غنى للشباب عن حكمة الشيوخ، والتكامل والتعاون بينهما هو طريق النصر والحرية". واستشهدت الجماعة في بيانها برسالات سابقة لمؤسسها حسن البنا، موضحة: "وكما قال الإمام البنا ألجموا نزوات العواطف بنظرات العقول وأنيروا أشعة العقول بلهيب العواطف وألزموا الخيال صدق الحقيقة والواقع واكتشفوا الحقائق في أضواء الخيال الزاهية البراقة". وفي إشارة للدور النسائي في الحراك الثوري، أشار البيان إلى أنه "إذا كان الشباب هم الجناح الأول لهذه الثورة فالنساء والفتيات هن في مقدمة صفوف الثورة فصرن لها جناحها الثاني التي ترفرف بهما وتستمر وتنتصر". وجاء البيان، موجهًا حديثه للشباب: "ما بذلتموه وقدمتموه لنصرة الثورة هو في سبيل الله فمن اجتهد وأصاب فله أجران، ومن اجتهد وأخطأ فله أجر ونحسب أن الجميع قد اجتهد فلا تلاوموا". وامتد البيان لباقي دول الربيع العربي؛ حيث جاء فيه: "إلى الثوار الأحرار في كل مكان (مصر – سوريا – اليمن…) استمروا في ثوراتكم المباركة وأبشروا بنصر الله واعلموا أن إرادة الشعوب منتصرة إن شاء الله وأن الظالمين والطغاة والانقلابيين إلى زوال". ووجهت الجماعة عبر بيانها رسالة إلى المصريين جميعا: "اعلموا أنه لا مفاوضات مع القتلة الذين قتلوا أبناءكم وسجنوا شبابكم وفتياتكم وانقلبوا على إرادتكم، فنحن لم نتخل ولن نتخلى عن مبادئنا ولا تهاون أبداً في حق الشهداء والمصابين والمعتقلين، ولا تنازل عن الشرعية التي ارتضاها الشعب بإرادته الحرة". واختتمت الجماعة بيانها بذكر المرابطين في الأقصى: "لا يسعنا إلا أن نتوجه بكلمة إلى الأسود المجاهدين والمرابطين على أعتاب الأقصى المبارك وفي أرض فلسطين الحبيبة أننا معكم ولن نتأخر عن نصرتكم أبدا، فقضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة جميعاً والإخوان المسلمين خصوصا وقد استشهد الإمام البنا من أجلها". وعلق الكاتب الصحفي قطب العربي، المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، على دعوات الاصطفاف الثوري قائلا: "لنكن صريحين مع أنفسنا ومع الآخرين، فالاصطفاف ليس ترفًا ثوريًّا بل هو ضرورة ملحة للتقدم بالثورة إلى الأمام على طريق الإجهاز السريع على النظام الحالي". وأضاف العربي: "لنكن صرحاء أن القوى الإسلامية وفي القلب منها جماعة الإخوان لن تستطيع بمفردها حسم الأمر سريعًا، قد تستطيع ذلك ولكن على مدى زمني أطول وبتضحيات أكثر، ووفقًا لتوافر عناصر قوة جديدة تستطيع بها مواجهة التضييقات الأمنية الحالية للنظام، كما أن القوى الثورية الأخرى ليبرالية أو يسارية لا تقوى منفردة على مواجهة هذا النظام، ولن تستطيع إسقاطه بدون مشاركة الإخوان وغيرهم من الإسلاميين".
الإخوان بين التحالف
وعلى صعيد آخر ونتيجة لخسارة حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية، وبنوع ما من الشماتة كون حزب النور هو الفصيل الوحيد من فصائل تيار الإسلام السياسي الذي أيد 30 يونيو، دخلت المعركة بين جماعة الإخوان والسلفيين منعطفاً جديداً؛ حيث واصلت جماعة الإخوان نشر صور ساخرة من نتيجة انتخابات حزب النور نال فيها ياسر برهامي نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية النصيب الأكبر من السخرية، ورد عدد من أعضاء حزب النور بحملة تحت اسم "فكروهم" مستخدمين فيها صورة للداعية الإخواني وجدى غنيم عندما كان مرشحًا لبرلمان جماعة الإخوان بشعار "الإسلام هو الحل". وقال أعضاء النور في حملتهم ضد الإخوان: فكروهم عشان عاملين ملايكة دلوقتي، فكروهم بانتخابات الدم مع مبارك وقولوا لهم "ولا تركنوا للذين ظلموا"، وقال عبد الحميد سامي، القيادي بحزب النور عبر صفحته على فيس بوك": "مش زعلان من شماتة الإخوان ومن سار في ركبهم من نتيجة حزب النور في المرحلة الأولى من الانتخابات.. الهمة يا شباب النور دافعوا عن أفكاركم، دافعوا عن حزبكم، ودافعوا عن بلدكم واحفظوها من سيطرة الفاسدين والعلمانيين". وعبر عدد من نشطاء الإخوان عن سعادتهم بخسارة حزب النور في الانتخابات، وقال عبد الله الشريف اللهم شماته، فيما قال آخرون: "صفر حزب النور أحب إلينا من 500 مقعد للإسلاميين في البرلمان". وبدوره قال عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن أعضاء جماعة الإخوان ينظرون إلى أعضاء حزب النور على أنهم باعوهم في 3 يوليو 2013 لذلك جهزوا حملة شماتة كبيرة ضد السلفيين بعد خسارتهم في المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية. وأضاف نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الإخوان لم تقل على الإطلاق بأن انتخابات 2015 مزورة لأن حزب النور خسر فيها لذلك تركز على الشماتة. وأوضح ربيع، أن حزب النور يرد على الشماتة بصور لمرشحين تابعين للإخوان شاركوا في الانتخابات البرلمانية، في الوقت الذي يعتبرونها الآن حراما، كي يبينوا لقواعد حزب النور أن حديث الإخوان وشماتتهم ضد الحزب السلفي تتناقض مع مواقفهم السابقة، مؤكدا أن هذه الحرب ستشتعل في جولة الإعادة حيث سيسعى الإخوان لإسقاط مرشحي النور. 
الإخوان بين التحالف
ورغم خسارة حزب النور الانتخابات بسبب خطابه المتعالي والمعادي للديمقراطية والليبرالية الا ان قياداته ما يزالون يستخدمون نفس الخطاب واتضح ذلك في قول عبد الحميد سامي القيادي بحزب النور: دافعوا عن بلدكم واحفظوها من سيطرة الفاسدين والعلمانيين"، مما يؤكد على استمرار قيادات النور في استخدام الخطاب العدائي لباقي التيارات السياسية والتي تحاول جماعة الإخوان الاقتراب منها بشتى الطرق، مما يؤجج الصراع بين تلك التيارات وحزب النور ويكون الكاسب الاول في هذا الصراع جماعة الإخوان.

شارك