التحالف يستعد لتحرير تعز.. ووفد حوثي في القاهرة
الإثنين 26/أكتوبر/2015 - 07:38 م
طباعة

تتواصل المعارك في اليمن بين المقاومة الشعبية والجيش الوطني مدعومين بقوات التحالف العربي من جانب وميليشيات الحوثيين من جانب آخر، وسط استعدادات التحالف لتحرير تعز، فيما وصل وفد حوثي إلى القاهرة لبحث الحل السياسي.
الوضع الميداني:

أغارت طائرات التحالف العربي، الاثنين، على مواقع تابعة للمتمردين الحوثيين وقوات صالح في تعز، بينما تقترب قطع بحرية تابعة لقوات التحالف العربي من ميناء المخا غربي محافظة تعز، التي تشتد الاشتباكات فيها عنفا.
ففي صباح الاثنين، شن طيران التحالف العربي غارات استهدفت تجمعات لميليشيات الحوثيين وصالح في وادي صاله شرقي تعز.
وبالمقابل، قتل 3 مدنيين وأصيب 4 آخرون جراء سقوط قذيفة أطلقها الحوثيون على حي الموسكي السكني شرقي تعز، بحسب ما أفاد به مراسلنا في اليمن.
وسبقت هذا القصف، 3 غارات استهدفت تجمعات وآليات عسكرية تابعه للحوثيين وصالح في منطقة الحرير وشارع الأربعين وجبل الوعش بالقرب من عصيفرة في تعز.
تأتي الغارات بالتزامن مع تصاعد حدة المعارك على عدة جبهات في المدينة، حيث قتل 3 من مليشيا الحوثي وصالح، وجرح 4 آخرون، في هجوم للمقاومة الشعبية استهدف نقطة تابعة للميليشيات بمنطقة السويداء في مديرية ماوية شرقي تعز.
كما وقعت اشتباكات بين المقاومة الشعبية وميليشيات الحوثي وصالح في الجبهة الشرقية، التي تشمل ثعبات والجحملية ومحيط منزل صالح والقصر الجمهوري ومعسكر قوات الأمن الخاصة في تعز، بينما اندلعت اشتباكات في منطقة الدحي والحصب غربي المدينة.
من ناحية ثانية، أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قرب تحقيق القوات الموالية للشرعية النصر في تعز، وأشاد بصمود المقاومة في المدينة، مشددا على ضرورة تكاتف جميع اليمنيين في هذه المرحلة.
كما أكد هادي أن النصر في تعز سيكون بوابة لتحرير باقي المحافظات اليمنية من الحوثيين وقوات صالح.
جاء ذلك في اتصال هاتفي مع رئيس المجلس العسكري بمحافظة تعز، حيث تعهد هادي بتقديم كافة أوجه الدعم اللازم لقوات الشرعية.
وفيما تقترب قوات الشرعية من حسم معركة تعز، قالت مصادر يمنية إن قطعا حربية بحرية تابعة لقوات التحالف العربي تقترب من ميناء المخا، غربي محافظة تعز.
وأوضحت المصادر أن البوارج الحربية قصفت مواقع يسيطر عليها المتمردون قبالة سواحل المدينة، مشيرة إلى أن القوات الموالية للشرعية تخوض معارك عنيفة ضد ميليشيات الحوثي وصالح على أطراف مدينة المخا، بالتزامن مع تقدم قوات التحالف العربي تحت غطاء جوي من مروحيات الأباتشي.
وقتل عنصران من المقاومة الشعبية وجرح آخرون، اليوم، إثر تفجير انتحاري نفسه في خيمة للمقاومة في محافظة عدن (جنوب البلاد). وقال مصدر أمني لـ"المشهد اليمني" إن انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا اقتحم مخيما نصب جوار نقطة أمنية تابعة للمقاومة بالقرب من مستشفى البريهي وسط مدينة عدن، وفجر نفسه ما أدى إلى مقتل عنصران من المقاومة، فضلا عن مصرع الانتحاري.
المشهد السياسي:

وعلى صعيد المشهد السياسي، طالب حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، دول التحالف العربي الذي تقوده السعودية بمراجعة حساباتها وسياساتها الخارجية. وقال المتحدث الرسمي باسم حزب المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني في اليمن عبده الجندي، في مقاله الأسبوعي في صحيفة "الميثاق" لسان حال حزب "المؤتمر" نشر اليوم، "إن القيادة السعودية مطالبة بمراجعة حساباتها من الشخصنة في اليمن".
وزعم الجندي أن "حصر المشكلة في بقاء علي عبد الله صالح في رئاسة المؤتمر الشعبي العام وفي بقاء عبد الملك بدر الدين الحوثي في رئاسة أنصار الله في اليمن، يشبه إلى حد كبير ما حدث في سوريا من حصر المشكلة في بقاء الرئيس بشار الأسد في رئاسة الدولة السورية وبعدها في بقائه في رئاسة البعث السوري".
وأشار المتحدث باسم حزب صالح إلى أن المؤتمر الشعبي العام ومعه أنصار الله يؤكدون على ضرورة وقف ما وصفه بـ"العدوان" ورفع الحصار والعودة إلى طاولة الحوار للبحث عن حلول سياسية تحقّق الشراكة في السلطة والعدالة في الثروة وإعادة الإعمار طبقاً لما نصّت عليه النقاط السبع التي استخلصها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد وقبلها المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله"، حسب قوله. وقال الجندي، "المؤتمر وربما أنصار الله لم تصلهم حتى الآن أي رسائل من الأمم المتحدة تحدّد مكان وزمان وموضوعات الحوار الذي قبلت به الحكومة"، معتبراً ذلك من باب الرغبة في الخداع والمماطلة".
المشهد الإقليمي:

وعلي صعيد المشهد الاقليمي، ردت وزارة الخارجية السودانية بقوة، على الانتقادات التي وجهتها لها إيران، بسبب مشاركتها في عاصفة الحزم، وإرسال أعداد كبيرة من جنودها إلى عدن، والتأهب لإرسال آلاف آخرين.
وقال مصدر مسئول في الوزارة: إن الخرطوم ليست في حاجة لنصائح من طهران تملي عليها ما ينبغي فعله وما لا يجب تركه، وإذا كانت ترى أنها تمتلك الرأي الصائب فالأولى أن تدخره لنفسها.
وأضاف المصدر في تصريحات إلى "الوطن" السعودية، أن الحكومة الإيرانية وجدت نفسها متورطة في اليمن، ولم يعد بإمكانها فعل شيء لحليفها الحوثي، واكتفت بمحاولات الإساءة للآخرين.
وشدد، أن "على إيران أن تلتزم الصمت، وأن تكف عن التدخل في شئون الدول الأخرى".
فيما قال وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، إن الحل في اليمن "سيكون سياسياً مهما طال القتال"، في وقت دافع فيه عن نشر بلاده قوات ضمن التحالف العربي الذي تقوده السعودية، بوصفه “موقف مبدئي لإعادة الشرعية"، معتبراً أن أمن المملكة والبحر الأحمر “خط أحمر” بالنسبة للخرطوم.
جاء ذلك في حوار أجرته معه الأناضول في العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، تناول جملة من الملفات الداخلية، والإقليمية، والدولية، فعلى الصعيد الإقليمي، وفيما يتعلق بالملف اليمني، قال إن موقف بلاده يأتي ضمن “موقف عربي موحد ساندته الجامعة العربية، وبعد أن شعرنا بخطورة الوضع من استيلاء المليشيات على السلطة الشرعية".
المسار التفاوضي:

وعلى صعيد المسار التفاوضي، وصل إلى القاهرة اليوم الاثنين، وفد حوثي برئاسة المهندس عمر عبدالله الكرشمى وزير الأشغال العامة والطرق السابق، قادما من صنعاء في زيارة يلتقى خلالها عددا من المسئولين والشخصيات المصرية لبحث التطورات الأخيرة باليمن، وقالت مصادر إن الوفد وصل على متن رحلة الخطوط اليمنية القادمة من صنعاء عن طريق مطار بيشة جنوب غرب المملكة العربية السعودية. وأشارت المصادر إلى أن الوفد سيلتقى خلال زيارته مع كبار المسئولين في مصر وجامعة الدول العربية في إطار الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل للأزمة اليمنية وعلى ضوء جهود المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد .
فيما كشفت مصادر دبلوماسية، عن توجه مجلس الأمن الدولي لإصدار قرار بحظر جماعة الحوثي وتصنيفها كجماعة إرهابية، مثلها مثل تنظيم القاعدة وداعش الإرهابي.
وأوضحت المصادر لصحيفة «عكاظ» السعودية، أن مجلس الأمن الدولي ينظر في مشروع قرار يحظر التعامل مع كل أعضاء جماعة الحوثي ويمنع تنقلاتهم وسفرهم، ويعزز من دعمه للسلطات الشرعية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، مبينة أن القرار يشمل توجيها صريحًا للدول الأعضاء بدعم قوات التحالف العربي في حربها ضد تلك المليشيات الإرهابية المسلحة.
وأفادت المصادر، بأن القرار يشمل أيضا الشروع في الإجراءات لاستكمال ملف المطلوبين الرئيسيين، وتضمين قائمة جديدة تشمل قيادات أخرى بينهم أقارب زعيم المتمردين الحوثيين وأعوانه وعدد من أقارب وأعوان الرئيس المخلوع.
الوضع الإنساني:

فيما اتهمت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميليشيات الحوثي باستهداف المدنيين في المدينة بشكل عشوائي.
وقالت في بيان لها إن ارتفاع حصيلة ضحايا اعتداءات الميليشيات الحوثية وصل إلى أكثر من 7600 مدني في اليمن، بين قتيل وجريح في الـ 8 أشهر الماضية.
وأعربت المفوضية في بيان عن قلقها من الوضع الإنساني في محافظة تعز، والذي تقول إنه تفاقم بشكل كبير بعد محاصرة التمرد الحوثي لمدينة تعز في أبريل الماضي.
وأضافت أن النظام الصحي على وشك الانهيار، وأن المدينة تعاني نقصا حادا في المياه جعل سعره يرتفع 300٪ في الأسبوع الماضي.
فيما جددت ميليشيات الحوثي قصفها للمدنيين في تعز، بعد المجزرة التي ارتكبتها هناك وقتل وجرح فيها العشرات. حيث قتلت هذا الصباح 4 مدنيين على الأقل بقصفها العشوائي للمدينة.
المشهد اليمني:

سيطرة الجيش اليمني والمقاومة الشعبية بدعم من قوات التحالف، على القصر الجمهوري بتعز، وتحرير عدد من المناطق في اليمن يشير إلى أن إنهاء سيطرة الحوثيين على صنعاء وعدد من المحافظات، يسير وفق خطة منهجية تعتمد على التقدم التكتيكي لتأمين المناطق المحررة، ومحاصرة الحوثيين وعزلهم قبل الانقضاض عليهم في المناطق التي تعد معاقلهم.
يأتي استمرار المعارك، وسط اتجاه إلى عقد حوار يمني بين الحكومة والميليشيات الحوثية، برعاية أممية يفتح الباب أمام إنهاء الصراع في البلاد.