بعد مطالبتهم بترك السياسة والعودة للمساجد شباب "الدعوة السلفية" يردون على "سعيد عبد العظيم"

الثلاثاء 27/أكتوبر/2015 - 09:54 م
طباعة بعد مطالبتهم بترك
 
بعد مطالبتهم بترك
طالب شباب الدعوة السلفية، الشيخ سعيد عبد العظيم، أحد مؤسسي الدعوة السلفية، والموالي لجماعة الإخوان، ألا يكن حربا عليهم، وألا يخونهم.
وقال شباب الدعوة السلفية في رسالة للشيخ سعيد عبد العظيم: "الرائد لا يكذب أهله فلا يخونهم وهو يعلم صدقهم، فلا يتهمهم بما يوقن أنهم منه براء، فلا يشهر بهم بشيء واجهوه سويا طيلة أربعة عقود".
وأضافوا في رسالتهم ردًا على تصريحات الشيخ سعيد عبد العظيم :"الرائد يحرص على وحدة أبنائه واجتماعهم، ولا ينفر أول عارض لأنهم لم يحترمونه كما يحترمه من وصفهم بالبدعة عقودا، يشتت الصف ويفرق الكلمة من أجل أن أبناءه لم يعطوه الوجاهة، ويصرح لهم بذلك في اجتماعاتهم، فهناك فرق بين رائد سلفي كالشافعي يريد أن يرى الحق لو على يد خصومه – فضلا عن أبنائه – ومن لا يريد إلا أن يرى الحق في يديه وحده، رائد امتثل – لو تذكر – التواضع والخمول لابن أبى الدنيا".
وقال شباب الدعوة السلفية في رسالتهم :"الرائد يرتاد لأهله آمن المراعي وأطيبها، ولا يوردهم موارد الهلكة، ولا يلقيهم لقمة سائغة في يد من يصفه هو بالظلم وسفك الدماء، لا لمصلحة في دين ودنيا إلا أن يوصف بالجرأة والشجاعة، والبطولة وأقدام، عند من ربى أولاده دهرا على ذمهم، يختم حديثه عقودا بعد نقد لاذع بـ الله أكبر ولله الحمد، سخرية ممن يحتفى وينتشى بمدحهم له.
وأضافوا: "الرائد لا يكذب أهله فإذا علم أنه أخطأ عقودا وهو معهم في منهج سديد وأصح دعوة كما كان يشنف بذلك مسامعهم عقودا ويؤصل لذلك فيما خطته يمينه، إذا علم أنه أخطأ – لو كان أخطأ في سابق عهده وليس في لاحقه – تحلى بالجرأة حتى لا يخدعهم مرتين، مرة باجتهاده الخاطئ القديم، ومرة بكتمان الحق الجديد، فعليه إما أن يؤصل ويكتب بيراعه نصحا لهم الحق الجديد الذى انكشف أمامه، أو أن يعترف بخطئه الجديد، فالرائد لا يترك أبناءه يقاسون أنواع الآلام ويواجهون صنوف المصاعب، ثم يكون هو حربًا عليهم يجرئ عليهم من بين أقطارها والرائد يحنو على أولاده فإذا أراد نصيحتهم تخير مواضعها وأساليبها، فنوح دعاهم سره قبل جهاره، رغم أن الدعوة شيء غير النصيحة، خاصة أنه لم يعدم وسيلة ذلك، بل يتمناه منه أبناؤه ويرجوه.
وقالوا: “فرق بين هجرة تستكمل فيها الدعوة كما فعل أنبياء الله والصالحين من عباده، هجرة تفتح بها أماكن لدعوة جديدة لا تكتم فيها حقا تراه كما، فهل أصحاب الهجرة الأولى لما سئلوا عما يعتقدونه لم يكتموه، وبين هجرة تدفع المرء ليكون حربا على أبنائه وإخوانه، وفرق بين هجرة والمبادئ فيها لم تتغير والزاد الذى حصله لم يفسد، وبين هجرة يتبرأ فيها من عقيدة ومبادئ وعلم وفهم، ويرمى بزاده عرض البحر، ويقول كأنني لم أجمع زادا ولم أحصله، وأخوته الإيمانية وضوابطه الشرعية كأنها لم تكن يوما من الأيام، وفرق بين هجرة شجاع، ملك شجاعة المهاجر موسى عليه السلام، فقد اعترف بخطئه الذى كان سبب هجرته (فعلتها إذا وأنا من الضالين)، وبين هجرة معاند فر بنفسه بعد خطئه، ويحجبه ما يحجبه عن الاعتراف به، ليت هذا الرائد تحلى بشجاعته لأراحنا واستراح".

بعد مطالبتهم بترك
وكان الشيخ سعيد عبد العظيم الذى خرج من مجلس إدارة الدعوة السلفية آخر انتخابات للمجلس، انتقد حزب النور والدعوة السلفية وطالبهم بحل الحزب وترك المشهد السياسي. والعودة مرة أخرى للمساجد، مشيرا إلى أنه هجر الدعوة السلفية أسوة بهجرة الأنبياء لأقوامهم، وقال سعيد عبد العظيم في بيان له الأحد 25 اكتوبر 2015: "الرائد لا يكذب أهله في حله وترحاله، ونقضه وإبرامه، ووصله وهجره؛ شفقته أعظم من شفقة الوالد على ولده، يتوجه له بالنصيحة بالليل والنهار، في عسره ويسره ومنشطه ومكرهه، وسواء أدرك الولد قيمة النصيحة ومبلغ الشفقة أو لم يدرك ذلك، وفعل ذلك نبي الله نوح مع قومه، وفعله كذلك جميع الأنبياء والمرسلين ، فالنصيحة لم تقتصر على وقت الرخاء فحسب، ولا على ساعة دون أخرى". وأضاف "عبد العظيم" الذى اختلف مع الدعوة السلفية عقب صعود الإخوان لحكم مصر: "قد يضطر الوالد لترك ولده، والرائد للهجرة والبعد عن أهله ولا تفارقه النصيحة والشفقة، وذلك كما اضطر نبي الله ابراهيم ولوط وموسى وعيسى ويوسف ونبينا صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ولم يكن ذلك فراراً من المسئولية، ولا تفريطاً في أمانة الدعوة، ومن راجع القرطبي وغيره سيجد الكثير من صور الهجرة المشروعة، والتي إن لم يُمدح صاحبها فلا يُذم". وقال سعيد عبد العظيم المتواجد حاليا في المملكة العربية السعودية: "الرائد والأب لا يشمت في أولاده ورواده، ولكنه يأسى ويأسف ويحزن إن رأى فشلهم وانحرافهم، بل ويتهم نفسه بالتقصير والتفريط في نصحهم وعدم الإخلاص في تعاهدهم وتربيتهم، حتى وإن كانوا لا يحبون الناصحين ، ويصرون على رأيهم وخطئهم، ويرون أنهم قد شبوا عن الطوق، بل يريدون أن يحتكروا الرأي والاجتهاد دون معلمهم ورائدهم ووالدهم، وهذا من العقوق وسوء الأدب، ولا يشفع لهم القول بأنهم أكثرية ويقفون على أرضية الواقع، وقد كبر سنهم وعندهم من الخبرة والحنكة ما يكفى، فالرائد هو الرائد، والوالد هو الوالد، والحر من راعى وداد لحظة وانتمى لمن أفاده لفظة". وتابع سعيد عبد العظيم الذى كان يتولى منصب نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية: "رواد الخير والآباء كثر، وأنا كنت دائما أذكر الناس بالرجوع لمنهج سلف الأمة في فهم الكتاب والسنة وأن نكون على مثل ما كان عليه النبي – صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام ، والتباعد عن مسالك العنف في غير موضعه والغلو في التكفير وأن نكون يدا واحدة على عدو الله وعدونا. اتركوا السياسة الحزبية الميكيافيلية وأضاف: "أنا اليوم أهيب بإخواني وأبنائي بأن يكتفوا بممارسة السياسة الشرعية المبنية على معرفة الشرع والواقع، وأن يتركوا السياسة الحزبية الميكيافيلية، وأن يعودوا إلى مساجدهم عوداً حميداً، وأن يُركزوا على مسائل العقيدة وعلى معانى التربية، وأن يسعوا في رد الحقوق لأصحابها، وتوحيد كلمة المسلمين على كلمة التوحيد، وأن يعلموا أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وأن الألسنة التي انبعثت بذمكم واتهامكم هي التي ستنبعث بمدحكم والثناء عليكم ويكفى رضى الله عنكم"، وقال "سعيد عبد العظيم": "فإن قال قائل كيف نترك السياسة الآن؟ سيدمروننا ويسجنوننا، فالإجابة أنتم الآن تدمرون الدين والدنيا، وتبيعون دينكم بدنيا غيركم، وتعيشون هلكة محققة، فكيف لا تتركونها وتتشبثون بالخوف من الهلكة المتوهمة". ووجه "عبد العظيم" رسالة إلى أتباع الدعوة السفلية ، قائلا: "لا تكونوا كمن يقول كيف نعيش بلا تليفزيون، فقد مارستم الدعوة العمر كله، ودخلتم معترك السياسة الحزبية سنوات قلائل، وشتان بين حصاد وحصاد".
 وبدوره قال جمال متولى، القيادي بحزب النور، وعضو اللجنة القانونية للحزب، على الشيخ عبد العظيم قائلا: "مشاركة حزب النور في العمل السياسي هو هدفه مصلحة الوطن رغم ما يعاني منه الحزب من مضايقات وتهديدات، لافتا إلى أن من يدعون الحزب للعودة إلى المساجد لا يريدون مصلحة الحزب. وأضاف متولي أن هناك من هم داخل التيار السلفي ولكنهم يحاربون حزب النور كي ينعزل تماما عن السياسة، موضحا أن الحزب لا يجنى مصالح من مشاركته العمل السياسي، وأكبر دليل على ذلك هو مقتل امينه في شمال سيناء الدكتور مصطفى عبد الرحمن. 
والجدير بالذكر هنا أن أصوات عديدة من قيادات السلفية في مصر قد طالبت حزب النور والدعوة السلفية بترك العمل السياسي والعودة للدعوة من بينهم محمود الرضواني ومحمد رسلان وغيرهم الكثير، الا ان الدعوة السلفية وزراعها السياسية حزب النور يصران على العمل السياسي رغم هزيمتهم الفاضحة في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية والتي تؤكد ضعف وجودهم السياسي في الشارع المصري رغم ما بزلوه من نفقات لجذب الشارع المصري لهم والتي تمثلت في الصرف على قوافل طبية والعديد من الأسواق الخيرية للسلع الغذائية والملابس ومستلزمات المدارس كما كان يفعل الحزب الوطني وجماعة الإخوان الإرهابية.

شارك