حرب اليمن تدخل شهرها الثامن.. تواصل المفاوضات وتفاقم الوضع الإنساني
الثلاثاء 27/أكتوبر/2015 - 10:36 م
طباعة

دخلت الحرب في اليمن شهرها الثامن، وسط تقدم واضح للقوات الشرعية المدعومة من التحالف العربي، في عدد من الجبهات، وتحرير عددا من المحافظات، سيطرة القوات الموالية للشرعية بمساندة قوات من التحالف على غالبية مناطق محافظة مأرب، والتي تحتل موقعاً استراتيجياً وسط اليمن، وتقع بمحاذاة محافظة صنعاء (الضواحي)، وهو الأمر الذي مثل تحوّلاً نوعياً في مسار العمليات الميدانية، يعتبر الأهم بعد تحرير المحافظات الجنوبية في الأشهر الماضية.
الوضع الميداني:

واصلت مقاتلات "التحالف العربي" غاراتها الجوية في اليمن اليوم الثلاثاء، وقصفت أهدافاً للحوثيين والموالين للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، في محافظات تعز وصنعاء والمحويت وصعدة.
واحتدمت المواجهات بين القوات الشرعية اليمنية والميليشيات المتمردة في الجبهة الشرقية من مدينة تعز بالتزامن مع غارات جوية مكثفة لطائرات التحالف العربي، لفك الحصار عن تعز وتحرير ما تبقى منها، وفق استراتيجية جديدة بتنسيق عملياتي موحد، وبدعم من طائرات التحالف العربي.
وكشفت قيادة قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن عن محاولة تهريب أسلحة عبر البحر إلى الحوثيين.
وقالت القيادة إن "محاولة التهريب شملت زوارق محملة بالأسلحة قرب الحديدة"، مشيرة إلى أنه تم تدميرها بالكامل.
وضافات: بعد إيقاف الزورق وتفتيشه، تم ضبط عدد من القذائف والصواريخ تضمنت ثمانية عشر قذيفة كونكورس، وهي صواريخ ضد الدروع.. وأربعة وخمسين قذيفة BGM-17 وهي صواريخ ضد الدبابات.. وخمسة عشر طقم بطارية للقذائف.. وأربعة أنظمة توجيه للنيران وخمس بطاريات نواظير، وأخيراً ثلاث منصات إطلاق وحامل منصة إطلاق وثلاث بطاريات".
وواجه الحوثيون وحلفاؤهم خلال الشهر السابع من عمليات التحالف ضغطاً كبيراً، وأُلحقت بهم خسائر مدوية جرّاء الضربات المكثفة في مختلف الجبهات، خصوصاً في مناطق المواجهات (تعز، مأرب، وصولاً إلى الجوف)، والمناطق الساحلية ومعاقل الجماعة في صعدة، والتي تعرضت لمئات الضربات الجوية.
المشهد السياسي:

وعقد وزير الخارجية اليمني رياض ياسين امس الاثنين، في العاصمة السعودية الرياض، اجتماعاً بالهيئة الاستشارية، المكونة من 30 شخصية يمثلون كافة القوى والمكونات السياسية اليمنية. وكشفت مصادر إعلامية مطلعة أن رياض ياسين، أوضح لأعضاء الهيئة الأسباب التي ادت إلى الخلاف مع رئيس الحكومة المهندس خالد بحاح. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن ياسين كشف لأعضاء الهيئة الاستشارية، أن بحاح طلب منه تخفيف اللهجة ضد الحوثيين وصالح، "وقال له بأن لا يتحدث عنهم بهذه الطريقة لأنهم سيكونون غدا شركاؤنا في الحكم " . موضحة بأن ياسين عرض على أعضاء الهيئة مجموعة من الوثائق والرسائل، مؤكداً من خلالها أنه لم يستلم من حكومة بحاح أي مبالغ مالية، وحسب المصادر فقد أكد الوزير أمام أعضاء الهيئة الاستشارية، بأنه "لن يترك وزارة الخارجية، إلا إذا طلب الرئيس هادي منه ذلك لأن الرئيس هادي هو من يمثل الشرعية وهو الرئيس الشرعي للبلاد".
المسار التفاوضي:

فيما كشف المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أن المشاورات بين الأطراف ستعقد في جنيف أو مسقط بعد الانتهاء من المرحلة التحضيرية.
وجاءت تصريحات ولد الشيخ في حوار أجرته إذاعة الأمم المتحدة، مضيفاً أن عدم الثقة بين الحكومة اليمنية وميليشيات الحوثي وصالح عرقلت عملية انعقاد المفاوضات.
وذكر ولد الشيخ أن المحادثات ستُعقد تحت مظلة تطبيق القرار رقم 2216، وعلى أساس المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني.
كما أعلن الاتحاد الأوروبي دعمه الكامل لجهود الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمبعوث الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لاستئناف مفاوضات سياسية شاملة بين الأطراف اليمنية، وفق المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن.
ودعا الاتحاد الأوروبي في بيان كافة الأطراف للانخراط في المفاوضات دون شروط مسبقة وبنوايا مخلصة، معتبراً أن تنفيذ المعايير العملية لبناء الثقة، سيكون أساسياً لتسهيل العودة إلى المسار السياسي.
وأضاف البيان أن "هذه هي الطريقة الوحيدة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار ومعالجة الوضع الإنساني المأساوي من خلال ضمان وصول المواد الضرورية دون عوائق، وكذلك للتعامل على نحو مستدام مع تهديد الجماعات المتطرفة.
وتسعى قيادات في حزب "المؤتمر الشعبي" العام الداعمة للشرعية، إلى تحييد الحزب عن استغلال الرئيس المخلوع له في محادثات جنيف، من خلال تحييد مزيد من القيادات التي كانت موالية لصالح، لاسيما أن هناك اتجاهاً للإطاحة بالرئيس المخلوع من رئاسة الحزب.
الوضع الإنساني:

وعلى صعيد الوضع الانساني، ذكرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين عن وصول قرابة 70 ألفا من اللاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين لليمن رغم الصراع الدائر في البلاد. وقال الناطق الرسمي للمفوضية أدريان أدوردز، إنه ورغم استمرار الصراع والأزمة الإنسانية المتفاقمة في اليمن، وصل حوالي 70 ألفا من اللاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين – ومعظمهم من إثيوبيا والصومال - بالقوارب إلى اليمن حتى الآن وان أكثر من نصف هؤلاء الوافدين كانوا في البلاد منذ اندلاع النزاع في مارس الماضي.
فيما ازدادت معاناة النازحين من المناطق الحدودية بمحافظة حجة شمال غرب البلاد مع موسم الأمطار في تهامة، حيث أن أكثر من 80٪ من النازحين يعيشون في بيوت من القش أو خيم والبعض الآخر في العراء وتحت الأشجار.
فهناك أكثر من 64 ألف نازح من المناطق الحدودية لم تقدم لهم أي خدمات إيوائية أو غذائية، فهم يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء ومياه الشرب النظيفة، ورغم كل ذلك لم تتجاوب سوى بعض المنظمات المحلية والأجنبية وكل ما قدمته لا يمثل حتى 10% من احتياجات النازحين.
كما أعلنت منظمة التعاون الإسلامي عزمها، إرسال مواد إغاثية عاجلة إلى اليمن خلال الفترة القريبة المقبلة، عبر شحنات جوية وبحرية بالتنسيق مع حكومات الدول الأعضاء وشركاء المنظمة من المنظمات الحاصلة على الصفة الاستشارية.
وأوضح المستشار في إدارة الشؤون الإنسانية في منظمة التعاون الإسلامي السفير فؤاد المزنعي في تصريح صحفي نشر، اليوم، أن المساعدات الإنسانية العاجلة التي تعمل المنظمة على تجهيز شحناتها وإرسالها لليمن تشمل مستلزمات طبية ومواد غذائية وذلك بالتشاور والتنسيق مع الجهات الشرعية في الحكومة اليمنية مشيرا إلى أن هذه المساعدات تأتي بتمويل من مجموعة البنك الإسلامي للتنمية وصندوق التضامن الإسلامي وسيتم توزيعها من خلال مكتب المنظمة الإنساني في مدينة عدن.
وذكر أن المنظمة تعكف حاليا على عقد مؤتمر دولي إنساني وتنموي للمانحين لدعم اليمن وحشد الموارد الضرورية والعاجلة لمواجهة الوضع الإنساني الحرج في اليمن ومتطلبات المرحلة القادمة بالتنسيق مع الجانب اليمني والشركاء من جهات إقليمية ودولية بما في ذلك مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ، والأمم المتحدة وأجهزتها الإنسانية والتنموية.
المشهد اليمني:

سبعة أشهر مرت على بدء التحالف العربي بقيادة السعودية، عملياته في اليمن ضد جماعة الحوثيين ولاستعادة الشرعية، حقق جزءًا من أهدافه ولكن ما زالت العاصمة صنعاء تحت سيطرة الحوثيين، فيما فشلت الجهود الأممية للتوصل لاتفاق سياسي، وسط تفاقهم الوضع الإنساني، وانتشار ملحوظ للقاعدة وتنظيم "داعش"، وتبقى آمال اليمنيين منعقدة على جولة المفاوضات القادمة للتوصل لاتفاق لإنهاء الصراع الدموي بالبلاد.