محاولات روسية عمانية لحل الأزمة السورية.. واستمرار ارتباك الموقف الأمريكي
الثلاثاء 27/أكتوبر/2015 - 11:01 م
طباعة

تماشيا مع الدور العماني في الأزمة السورية ومحاولة إجراء مشاورات مع مختلف الأطراف في الأزمة المعقدة، بحث مبعوث الرئيس الروسي الخاص الى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ميخائيل بوجدانوف مع السفير السوري في روسيا رياض حداد إمكانية إجراء مشاورات سورية في موسكو، ومناقشة المسائل الملحة في العلاقات الروسية - السورية، بما فيه إمكانية تنظيم جولة جديدة من الاتصالات السورية - السورية في موسكو".
كما التقى ميخائيل بوغدانوف أيضا السفير العماني لدى موسكو لبحث تداعيات الأزمة السورية، وذلك بعد يوم من زيارة وزير خارجية سلطنة عمان إلى دمشق، حيث أكدت الخارجية الروسية أن بوجدانوف التقي يوسف الزدجالي السفير العماني لدى موسكو، وشهد اللقاء تبادلا مفصلا للآراء حول تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، وأن الطرفين شددا على ضرورة تسوية الأزمة السورية بالوسائل السلمية في أقرب وقت بالإضافة إلى توحيد الجهود للقضاء على الخطر الذي يمثله تنظيم "داعش".

يأتي هذا اللقاء بعد ساعات من اجتماع الرئيس السوري بشار الأسد مع وزير الشؤون الخارجية لسلطنة عمان يوسف بن علوي في دمشق بعد سنوات من القطيعة بين دمشق والدول الخليجية، وهى خطوة يراها محللون في إطار مساع دبلوماسية للتوصل لحل سياسي للنزاع السوري الذي دخل عامه الخامس.
وكان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم التقى وزير الشؤون الخارجية لسلطنة عمان في مسقط في أغسطس الماضي، وبحث خلال الزيارة الأزمة السورية وسبل وضع حد لها على أساس تلبية تطلعات الشعب السوري في مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار والحفاظ على سيادة ووحدة وسلامة سوريا.
وتلعب سلطنة عمان دور الوساطة بين الأطراف المتنازعة في اليمن وتستضيف لقاءات بين ممثلي حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي من جانب، وممثلي الحوثيين والرئيس السابق عبد الله صالح، من جانب آخر.

والخطوات الروسية لا تتوقف على اجراء مباحثات مع عمان والغرب فقط، بل هناك تنسيقا كبيرا مع إيران أيضا لما لها من نفوذ وتأثير كبير في الأزمة السورية، حيث أعلنت الخارجية الروسية إن الوزير سيرجي لافروف ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف ناقشا في مكالمة هاتفية سبل حل الأزمة السورية، وجرى التأكيد خلال المحادثة على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين الحوار السياسي داخل سوريا وانه ينبغي مشاركة كل بلدان المنطقة في هذه العملية.
من ناحية اخري، وعلى عكس ما يتم تناقله في الفترة الأخيرة وتأكيدا لارتباك الموقف الأمريكي من الحرب على داعش والأزمة السورية، نفى وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر تعرض قوات المعارضة السورية التي دربها البنتاجون لغارات من قبل سلاح الجو الروسي في سياق عمليات الأخير لمحاربة الإرهاب بسوريا، موضحا خلال جلسة استماع في لجنة شؤون القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي بقوله: "فيما يخص القوى التي يدربها البنتاجون، فلا تتعرض لهجمات، وإنني أعني هنا أولئك الذين خضعوا لبرنامجنا التدريبي".
أوضح كارتر أن وزارته لا تنوي التعاون مع روسيا لدى إجراء عمليات عسكرية في سوريا، لكنه أكد أن واشنطن مستعدة "لإبقاء الباب مفتوحا" فيما يخص إمكانية التعاون بين البلدين من أجل إطلاق عملية انتقال سياسي في دمشق، مشيرا بقوله " لا نتعاون مع روسيا ولن نسمح لها بالتأثير على وتائر وأبعاد حملتنا ضد "داعش".
شدد وزير الدفاع الأمريكي لأعضاء مجلس الشيوخ على أن الجيش الأمريكي يكثف الضغط على مسلحي "داعش" في سوريا والعراق، عن طريق دعم القوات المحلية التي تواجه الإرهابيين على الأرض، وذلك عن طريف توسيع نطاق الغارات الجوية. كما أكد الوزير استعداد العسكريين الأمريكيين للقيام بعمليات مباشرة على الأرض في سياق مواجهة "داعش".
نوه أن القوات الأمريكية تنوي بالدرجة الأولى تشديد الضغط على معقلي "داعش" في الرقة السورية والرمادي العراقية، متوقعا تصعيد الحملة الجوية للتحالف الدولي قريبا مع زيادة كثافة الغارات وانضمام طائرات جديدة إلى عمليات التحالف.
وعلى عكس المطالب التركية بشأن انشاء منطقة عازلة، أكد وزير الدفاع الأمريكي انه لا يوصي البيت الأبيض بإقامة منطقة حظر طيران في سوريا في الفترة الحالية

وفى هذا الاطار، قال الجنرال جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي خلال جلسة الاستماع نفسها إن الولايات المتحدة قادرة على إقامة مثل هذه المنطقة العازلة في سوريا من وجهة النظر العسكرية، ولديها إمكانيات كافية للقيام بذلك، لكن هناك عراقيل سياسية وقانونية يجب أخذها بعين الاعتبار. وأضاف الجنرال ان إقامة هذه المنطقة ستتطلب جذب جزء من القدرات العسكرية التي تستخدم حاليا في محاربة تنظيم "داعش".
شدد دانفولد على أنه مستعد لدراسة إمكانية إرسال مستشارين عسكريين أمريكيين لدعم الجيش العراقي الذي يواجه مسلحي "داعش" في ميادين القتال مباشرة.
وأكد أن بلاده تعتقد أنه يوجد أقل من ألفين من القوات الإيرانية في سوريا تساعد القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد وأن أكثر من ألف عسكري إيراني ينتشرون في العراق لدعم حكومة بغداد، موضحا أن عدد القوات الإيرانية في العراق لم يكن ثابتا طوال الوقت، مشيرا بقوله " أعتقد أنه يوجد أكثر من ألف على الأرض في العراق وفي سوريا نعتقد ان عددهم أقل من ألفين على الأرجح."
وسبق وأن كشفت صحيفة "واشنطن بوست" تصريحات لمستشارين أمريكيين في البيت الأبيض قولهم إن الرئيس باراك أوباما يدرس إمكانية نقل قوات أمريكية باتجاه الخطوط الأمامية في سوريا والعراق لزيادة فعالية الحرب ضد تنظيم "داعش".