الإفتاء المصرية و"الوقف السني العراقي" واستراتيجية مواجهة التطرف والعنف
الأربعاء 28/أكتوبر/2015 - 07:53 م
طباعة

أكد الدكتور شوقي علام مفتي، مصر أن الفتوى الصحيحة لها دور كبير في استقرار المجتمعات وتحقيق التنمية والتعايش السلمي بين أبناء الوطن الواحد، مؤكداً خلال لقائه الدكتور عبداللطيف الهُميم رئيس ديوان الوقف السني العراقي ضرورة وضع استراتيجيات لمناهضة العنف والتطرف لتحقيق الاستقرار المجتمعي وتكاتف قواعد الوسطية والاعتدال.

وأوضح استعداد دار الإفتاء المصرية لنقل تجربتها إلى جمهورية العراق الشقيقة لإنشاء دار إفتاء هناك، مستعرضاً جهود دار الإفتاء المصرية في نشر الفتاوى الصحيحة داخل مصر وخارجها، ورصد فتاوى التكفير والآراء المتشددة والرد عليها بطريقة علمية منضبطة لمواجهة موجة الإرهاب التي تجتاح العالم وتهدد أمنه واستقراره، كما تبذل الكثير من الجهود للقضاء على ظاهرة فوضى الفتاوى.

وأكد الدكتور عبداللطيف الهميم أن دار الإفتاء المصرية لها دور كبير في إرساء منهج الاعتدال في الفتوى، موضحاً أن الوقف السني العراقي يعول كثيراً على نقل تجربة دار الإفتاء المصرية إلى العراق للاستفادة منها.
وفي السياق نفسه، أكد مرصد الفتاوى بدار الإفتاء أن ظهور التنظيمات التكفيرية والمتطرفة على الساحة منح خصوم الإسلام وأعداءه الفرصة للنيل منه، ومن أتباعه وتشويه صورته لدى الرأي العام العالمي، ونشر وترويج الأكاذيب والافتراءات عن الإسلام والمسلمين، موضحاً في بيان له أمس، أن التنظيمات التكفيرية مارست العنف والقتل وسعت خطأ إلى شرعنة هذه الأعمال، ما منح خصوم الإسلام.
كما ذكر المرصد في فتوى له، أن التنظيمات التكفيرية مارست العنف والقتل، وسعت إلى شرعنة هذه الأعمال باجتزاء نصوص دينية من سياقها والتذرع بأقوال شاذة وغريبة، وهو ما منح خصوم الإسلام من الخارج الفرصة للنيل منه وترويج تلك الأباطيل ونشرها للتنفير من الإسلام وتشويه صورة المسلمين.
ودلل المرصد على ذلك ببعض الشواهد منها، إلقاء السلطات الأمريكية في سبتمبر الماضي القبض على شاب يهودي أمريكي يدعى "جوشوا راين جولدبيرج"، بتهمة انتحال صفة "جهادي" من تنظيم "داعش" يقيم في أستراليا، ويحرض على شن هجمات "إرهابية"، بعد استجوابه من مكتب التحقيقات الفيدرالي، وشرطة أستراليا.
وتبين أن المقبوض عليه يعيش في منزل أبويه بولاية فلوريدا، واتُّهم باستخدام اسم حركي على شبكة الإنترنت هو "أسترالي ويتنس" (أو الشاهد الأسترالي بالعربية)، متظاهرا بأنه من أنصار تنظيم "داعش"، وظل يحرض الناس علنا على شن سلسلة من الهجمات ضد أفراد وفعاليات بالدول الغربية باعتباره جهادا ضد أعداء الإسلام، وهو ما كشف عن توجه خطير لخصوم الإسلام في تشويهه باستخدام حسابات ومنصات اجتماعية منسوبة لجماعات التكفير والتطرف لنشر الأيديولوجية العنيفة المتسترة برداء الدين، حسب مرصد الإفتاء.
وأكد المرصد أن الواقعة تشير إلى ترويج الكثير من خصوم الإسلام المنهج التكفيري والمتطرف للتنفير من الإسلام، وتصدير صورة مشوهة عنه وعن أتباعه، وترسيخ الصورة الذهنية عنه باعتباره دين الحض على العنف والقتل والذبح وسفك الدماء، كما أنها تكشف عن الاتساق التام بين الخطاب "الداعشي" وخطابات أعداء وخصوم الإسلام، بحيث لا يمكن التفرقة بين الخطابين شكلا ومضمونا.