تحركات مكثفة لحل الأزمة السورية في فيينا.. وخلافات حول توقيت وطريقة رحيل الأسد

الأربعاء 28/أكتوبر/2015 - 10:02 م
طباعة متى تتوقف الحرب السورية متى تتوقف الحرب السورية
 
تحركات مكثفة لحل
غيرت الضربات الروسية الجوية كثيرًا من التغيرات على أرض الواقع في سوريا، وهو ما برز من خلال بدء طرح حلول سياسية للأزمة بعد أن كان الخيار العسكري هو الخيار الوحيد طيلة الأشهر الماضية، واستطاعت روسيا جمع أطراف الأزمة من أجل البحث جديا عن مخرج يحفظ لكل الأطراف مصالحها، وهو ما أسفر عن تقدم كبير في الإعداد لاجتماع جينيف القادم، بعد الإعلان عن حضور وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وثلاثة من نوابه المحادثات المتعددة الأطراف سعيا لحل النزاع في سوريا.
وتعد هذه المرة الأولى التي تحضر فيها طهران مؤتمرًا دوليًا بشأن الحرب الأهلية في سوريا، لما هو معروف عنها من تأثيرها ونفوذها في الملف السوري، وهو ما سينعكس بكثير من المقترحات التي يمكن تطبيقها على أرض الواقع، بعد ان كانت هناك فجوة دائما بين ما هو معروض من مقترحات وبين ما هو مقبول تنفيذه على أرض الواقع.
ويرى محللون أن هناك أطرافًا سوف تجتمع مع بعضها البعض في فيينا ليس لديها توافق في الرؤية العامة لحل الأزمة السورية، فهناك أطراف مع ضرورة رحيل الأسد مثل الولايات المتحدة والسعودية وتركيا، وهناك أطراف مع بقاء الأسد مثل روسيا وإيران.
ومن المنتظر أن يشارك في اجتماع فيينا كل من مصر والعراق ولبنان والاتحاد الأوروبي وفرنسا، وهى الجولة التي تأتى بعد أقل من أسبوع  من جولة مفاوضات أصغر بين الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وتركيا، كما انه من المتوقع أن يحضر إجمالا نحو 10 مشاركين، إلا أنه لم يتضح بعد هل وجهت أي دعوات للحضور إلى الحكومة السورية أو المعارضة مع أنه لم يحضر أي من الجانبين في المحادثات السابقة في فيينا.
من جانبه أعلن الائتلاف الوطني السوري إن مشاركة إيران في المحادثات ستقوض الجهود السياسية، حيث انتقد هشام مروة نائب رئيس الائتلاف الوطني بقوله: إيران لديها مشروع واحد فقط الحفاظ على الأسد في السلطة.
ويرى محللون أن موقف الائتلاف الوطني الحر مرتبط بالمصالح التركية، في ضوء دعم أنقرة غير المحدود لهذا الائتلاف في إطار مساعيها لإزاحة الأسد. 
يأتي ذلك في الوقت الذى أكد فيه مسئولين أتراك إن مشاركة إيران لن تكون عقبة في طريق مشاركة أنقرة في محادثات فيينا لكن القرار النهائي سيكون في يد وزير الخارجية نفسه.
وعلق علي صدرزادة المحلل السياسي الإيراني على هذه المباحثات بقوله "إيران قالت دوما إنه بدون مشاركتها لن تنجح المحادثات بشأن الأزمة السورية، وما تغير هو أن روسيا والولايات المتحدة خلصتا إلى نفس النتيجة."
شدد على أن الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية مهد الطريق إلى مشاركة طهران في الساحة الدولية ومحادثات فيينا ستكون أول اختبار لإيران."
السيسي ينسق الجهود
السيسي ينسق الجهود المصرية الاماراتية حول الأزمة السورية
من جانبه رحبت فيديريكا موجيريني منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد بمشاركة إيران في هذه المحادثات، وتأكيدها على ضرورة تواجد كل الأطراف المعنية بالأزمة.
وفى تعقيب له على المحادثات القادمة، أكد المتحدث باسم البيت الأبيض بأن محادثات السلام القادمة الخاصة بسوريا لن تكون مجدية إلا إذا دعيت إليها كل الأطراف المعنية، مشيرًا إلى أن مشاركة إيران يجب ألا تغطي على جهود إيجاد حل للأزمة السورية.
وحول دعوة إيران للمشاركة ، قال المتحدث إريك شولتز باسم البيت الأبيض "الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع أي دولة بما في ذلك روسيا وايران لحل الصراع في سوريا، فالولايات المتحدة تعتقد أنه لكي تنجح المحادثات متعددة الاطراف يجب حضور كل الأطراف المعنية".
وحول مشاركة السعودية، أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن مجموعة من الدول التي تدعم المعارضة المسلحة للرئيس السوري بشار الأسد ستجتمع في فيينا سعيا لإيجاد حل سياسي يتضمن مغادرته للسلطة، مشيرا إلى أن غدا الخميس ستشهد فيينا اجتماعا يشمل الدول الأربع، المملكة العربية السعودية وروسيا والولايات المتحدة وتركيا لتنسيق الموقف ومن ثم يليه اجتماع يوم الجمعة مع مجموعة موسعة من الدول الداعمة للمعارضة السورية."
وأكد الجبير أن الاجتماع سيشمل دولا أخرى من المنطقة لاختبار نوايا هذه الدول فيما يتعلق بإيجاد حل للازمة السورية وعلى رأسها يكون موعد ووسيلة رحيل بشار الأسد."
وكشفت مصادر بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي أجرى محادثات مهمة في الإمارات شملت تنسيق الموقف المصري الإماراتي حيال الأزمة السورية وآخر التطورات والمستجدات حولها، وأهمية الخروج من هذه الأزمة بالتنسيق مع القوى الدولية والإقليمية بحلول سياسية تضمن أمن وحماية سوريا الموحدة والحفاظ على مؤسساتها الوطنية، وبما يحقق تطلعات وآمال الشعب السوري ويدعم إرادته وخياراته الوطنية.
ونقلت مصادر تأكيد مصر والامارات على ضرورة تعزيز جسور التواصل والتعاون والحوار مع المجتمع الدولي لإيجاد حلول مشتركة للأزمة السورية.
وقال محللون أن التحركات المصرية الإقليمية تأتي في وقت شديد الأهمية، خاصة بعد أن كشفت وزارة الخارجية عن مشاركة الوزير سامح شكري يوم الجمعة في الاجتماع الوزاري الثاني حول سوريا المقرر عقده في فيينا بمشاركة دولية وإقليمية ، حيث أكد المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن شكري سيتوجه من العاصمة الهندية نيودلهي إلى فيينا للمشاركة في هذه المباحثات.
وضح أبو زيد أن الاجتماع القادم في فيينا يكتسب أهمية خاصة لأنه سيتناول مقترحات وأفكار محددة لتفعيل العملية السياسية في سوريا، الأمر الذي ترى مصر أهميته ومحوريته لكونه يتسق مع موقفها الثابت منذ بداية الأزمة، والذي يؤكد على أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة السورية، وأن الحل السياسي والحوار بين الأطراف السورية هو الأساس لوضع مقررات اجتماع جنيف "1" موضع التنفيذ.

شارك