بعد تحذير المخابرات الإنجليزية.. بريطانيا في مرمى إرهاب "داعش"

الخميس 29/أكتوبر/2015 - 01:03 م
طباعة بعد تحذير المخابرات
 
دق مدير جهاز الاستخبارات البريطانية "أم آي 5"، أندرو باركر ناقوس الخطر، محذراً من هجمات إرهابية يخطط "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام – داعش" لشنها على أرض بلاده.

المخابرات تحذر

المخابرات تحذر
وقال باركر في خطاب ألقاه في لندن مساء أمس الأربعاء: إن التهديد الذي يشكله التنظيم على الأمن لم يتراجع؛ إذ سافر أكثر من 750 بريطانياً إلى سوريا للالتحاق بصفوف المتطرفين، مصنفاً هذا التهديد بالأخطر منذ 32 عاماً، وذلك بعد أن أُحبطت 6 مؤامرات العام الماضي.
واعتبر باركر أن بلاده تواجه تهديداً ثلاثي الأبعاد ويتمثل في تهديدات داخلية، وأخرى من الإنترنت، فضلاً عن ازدياد أعداد البريطانيين الملتحقين بصفوف المتطرفين في سوريا. وكشف أنّ "داعش" يستخدم أدوات الاتصال الحديث لـ"إلهام" المتطرفين، ومن بينهم مراهقون، لتنفيذ الهجمات المختلفة، وأنّ الخطر الذي يشكله تنظيم "القاعدة" لا يزال قائماً.
وأشار باركر في التصريحات التي أدلى بها قبل أيام من عرض الحكومة البريطانية تشريعاً مقترحاً يشمل أنشطة الجواسيس في العصر الرقمي، إلى أن وكالات الأمن البريطانية تحتاج إلى المزيد من الصلاحيات للحفاظ على أمن البلاد.
وقال: إنّ الوكالة عملت على إيقاف الهجمات الإرهابية، التي كانت بأغلبيتها متعلقة بسوريا وبتنظيم "داعش" الذي يستخدم التكنولوجيا بشكل كثيف. ولفت المسئول الأمني إلى أنّ هذه المرة الأولى التي يقوم فيها جهاز الاستخبارات البريطانية بهجمات قرصنة على الحاسوب ضد شبكات إرهابية للقضاء على التواصل في ما بينها.
وفي دفاعه عن قدرة الوكالة على الولوج إلى بيانات الاتصالات، قال: "نستخدم هذه الأساليب للحفاظ على أمن البلاد ولا نتعدى على حياة الأبرياء". وشكلت مسألة انضمام أوروبيين إلى تنظيم داعش المتطرف في سوريا والعراق تهديداً جديداً للأمن في أوروبا، إذ يخشى مسئولون أن ينفذ المقاتلون الإرهابيون هجمات في بلادهم.

"داعش" يهدد

داعش يهدد
تحذيرات مدير جهاز الاستخبارات البريطانية "أم آي 5"، أندرو بار، ليست دون مقدمات ومعلومات عن تفكير "داعش" في شن عمليات في أوروبا، في سبتمبر الماضي، هدد المتشدد البريطاني المعروف باسم "الجهادي جون"، أحد عناصر تنظيم داعش، بارتكاب مجازر في شوارع بريطانيا والغرب، وذلك في شريط مصور جديد يعلن فيه عن مقتل عامل الإغاثة الأمريكي بيتر كاسيج.
وقالت صحيفة "ديلي اكسبريس" البريطانية: إن العديد من الجهاديين المرتبطين بتنظيم "داعش" الإرهابي يشنون حربًا إرهابية عبر شبكة الإنترنت مع تهديدات بشن هجوم وشيك في شوارع لندن. وأضافت أنه باستخدام "هاشتاج" "هجمات لندن" أعلن مقاتلو "داعش" خططهم لحملة تفجيرات في العاصمة. وتشمل الحملة صورًا لأسلحة مخبأة في الجزء الخلفي من سيارة مع عبارة "باسم الله نحن قادمون". وذكرت الصحيفة أن الرسائل المنتشرة عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تأتي وسط مخاوف مستمرة بشأن صعود الجماعات التابعة لـ"داعش" العاملة في الغرب. وشهدت أحدث التحذيرات من هجوم في لندن إعطاء بعض مستخدمي "تويتر" تفاصيل عن موقع معين لشن هجوم به في شارع "فلورال" في منطقة "كوفنت جاردن".

خطر العائدين

خطر العائدين
ويمثل المقاتلون في صفوف "داعش" مشكلة حقيقية للسلطات في بريطانيا التي تعقد اجتماعات يومية لبحث كيفية التعامل معهم، فيما اضطر رئيس الوزراء ديفيد كاميرون مؤخراً لاتخاذ إجراءات غير مسبوقة من أجل منع تدفق المقاتلين من بريطانيا إلى سوريا، ومن بين هذه الإجراءات منح السلطات الحق في احتجاز جوازات السفر ومنع بعض المشتبه بهم من السفر إلى الدول التي تمثل ممراً محتملاً إلى سوريا من أجل الانضمام إلى "داعش".
وكشفت وزارة الدفاع البريطانية وكما تنقل بعض المصادر الإعلامية، الحجاب عن نسبة البريطانيين المنضمين لتنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا والعراق، مشيرة أن أعداد المسلمين البريطانيين المنضمين للتنظيم أكبر من المنضمين للجيش البريطاني. وأكدت أن عدد المسلمين البريطانيين في الجيش البريطاني حوالي 600 جندي من بين 200 ألف جندي، وأظهرت الإحصاءات الحكومية أن عدد المسلمين البريطانيين المنضمين إلى صفوف "داعش" يزيد عددهم عن 800 شخص، في حين قالت الخارجية البريطانية إنه من الصعب تقدير أعدادهم بدقة، ذلك وفقًا لصحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية.
فالسلطات البريطانية من العائدين من الصراع السوري والذين انخرطوا في قتال مع الجماعات الإرهابية مثل "داعش" والقاعدة، وتعتقد الشرطة في لندن أن أكثر من 500 بريطاني يقاتلون حالياً في صفوف "داعش" في كل من العراق وسوريا، في الوقت الذي تمكن فيه نحو 300 مقاتل من العودة فعلاً إلى بريطانيا بعد أن حاربوا إلى جانب "داعش"، ومن ثم قرروا ترك القتال في صفوفها، إلا أن المخاوف التي تسود بريطانيا حالياً هو أن يتحول العائدون إليها من سوريا إلى خلايا إرهابية تقوم بتنفيذ عمليات داخل البلاد على غرار تلك التفجيرات التي نفذها مسلمون في السابع من شهر يوليو 2005، بحسب ما ذكرته صحيفة "التايمز" البريطانية، في سبتمبر الماضي.

بريطانيا في مرمى الإرهاب

بريطانيا في مرمى
أصبحت بريطانيا- والتي تشارك في التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية- أمام اختبارات أمنية كبيرة في ظل تهديدات "داعش" بتنفيذ عمليات إرهابية في المملكة المتحدة، مع وجود تقارير للمخابرات الإنجليزية، تحذر من هذا العمليات، وهو ما يشير إلى أن بريطانيا أمام تحدٍّ جديد، فهل ستنتصر على "داعش"، أم سينفذ تنظيم الدولة الإسلامية تهديداته بعمليات إرهابية في قلب المملكة الإنجليزية؟

شارك