مع عجز التحالف عن مواجهة "داعش".. التنظيم الإرهابي يواصل جرائمه ويعدم 200 عنصر بالشيشان
الخميس 29/أكتوبر/2015 - 01:11 م
طباعة

مع استمرار العمليات الإرهابية التي يقوم بها التنظيم الإرهابي "داعش"، من ذبح وحرق وصلب ودهس، وغيرها من الجرائم الدامية المتبعة لدى التنظيم، نقل نشطاء من المعارضة السورية عن قيادي منشق عن "داعش" أن التنظيم أعدم أكثر من 200 عنصر من أعضائه الشيشان ومن متحدرين من آسيا الوسطى، وذلك منذ نحو 3 أشهر.

المنشق عن داعش، أكد أن العناصر كانوا بصدد الانشقاق عن تنظيم "داعش" والانضمام إلى صفوف "جبهة النصرة" تنظيم القاعدة في بلاد الشام، لكن أمرهم انكشف من قبل القيادات الأمنية للتنظيم، فجرى اقتياد العناصر الذين حاولوا الفرار، إلى منطقة العكيرشي التي يوجد فيها معسكر للتنظيم، بريف مدينة الرقة، وقام التنظيم بإعدامهم ورمي جثثهم في منطقة الهوتة بريف الرقة، التي تحتوي على حفرة طبيعية كبيرة، حولها التنظيم منذ سيطرته على المنطقة، إلى مكان لرمي جثث ضحاياه.
وأوضح القيادي المنشق كذلك أن "الأمنيين" في التنظيم تمكنوا من ضبط 21 عنصراً من جنسيات قوقازية بريف حلب الشرقي، في أواخر شهر أغسطس هذا العام، وأكد أن هؤلاء ومعظمهم من الشيشان، كانوا يستعدون للفرار من معارك محيط مطار كويرس العسكري المحاصر من قبل تنظيم "داعش"، والذي تحاول قوات الجيش السوري بمساندة جوية من الطائرات الروسية فك الحصار عنه، وأكد القيادي المنشق أن التنظيم قام بإعدامهم برصاص الرشاشات الثقيلة، بعد مغادرتهم للنقاط التي كانوا يحرسونها، مؤكدًا أن سبب الانشقاقات المتتالية للمقاتلين الشيشان والتركستان والقوقازيين، هو اعتقادهم أن قتالهم مع التنظيم خاطئ، وأن الأحرى بهم، الانضمام إلى صفوف "جبهة النصرة" وقتال النظام السوري وروسيا، على حد وصفه.
يأتي ذلك في الوقت الذي يعجز التحالف الدولي عن مواجهة التنظيم الإرهابي، فمنذ أن شن هجماته على داعش في سبتمبر من عام 2014، وحتى الآن، لم يتمكن من القضاء على التنظيم، ولن يستطيع إيقاف توغله داخل البلاد سواء كان في العراق أو سوريا أو ليبيا حتى وصل إلى الشيشان وغيرها من البلاد.
وتشير كافة المعطيات إلى أن التحالف ينتهج استراتيجية خاطئة، لن تساعده على وضع خطة سليمة للقضاء على داعش ومنع تمدده، فيومًا عن الآخر ينجح التنظيم الإرهابي في فرض سيطرته وهيمنته على مناطق الدول التي استطاع دخولها.
وتسعى أمريكا إلى تغيير خططتها في مواجهة التنظيم؛ حيث أجبِرت واشنطن، جراء فشلها الذريع في إيجاد معتدلين سوريين لتدريبهم وإرسالهم إلى سوريا لقتال تنظيم داعش، على تغيير خطتها الأولية، والاستعاضة عنها بتزويد مجموعات مسلحة منتقاة بعناية بأسلحة ومعدات، من دون الكشف عن هذه المجموعات، فيما كانت موسكو تؤكد أن الطائرات الروسية، التي شنت أعنف الغارات على مواقع المجموعات المسلحة، ستواصل القيام بهذا الأمر طوال الفترة التي سيستغرقها الهجوم البري الذي تشنه القوات السورية.
ورفض الرئيس الأمريكي باراك أوباما، فكرة أن التدخل العسكري الروسي في سوريا يشكل دليلًا على أن موسكو أصبحت في موقف قوي.
وقال: كانت سوريا الحليف الوحيد لروسيا في المنطقة. واليوم، بدلا من أن يتكل على دعمه يرسل (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين قواته، جيشه، محاولًا الحفاظ على حليفه، مضيفًا: إذا كنت تعتقد أن الحاجة إلى إرسال قوات لدعم حليفك الوحيد هو تأكيد لقيادتك، فإننا لا نملك التعريف ذاته حول مفهوم القيادة.
ويعتبر البرنامج الأمريكي، الذي بدأه البنتاجون مطلع العام الحالي بكلفة 500 مليون دولار، كان يتضمن تدريب نحو خمسة آلاف مقاتل سوري معتدل سنوياً لمحاربة داعش، لكن الفشل كان ذريعاً؛ بحيث إنه لم يسمح سوى بتدريب عشرات المقاتلين، هاجمت جبهة النصرة المجموعة الأولى منهم، فيما قامت المجموعة الثانية بتسليم أسلحتها إلى النصرة.
وأعلن المتحدث باسم البنتاجون، بيتر كوك، أن الولايات المتحدة ستقدم معدات وأسلحة لمجموعة مختارة من قادة الوحدات حتى يتمكنوا من تنفيذ هجمات منسقة في المناطق التي يسيطر عليها داعش.

وقال مسئول عسكري أمريكي: إن التدريب سيوجه إلى قادة المسلحين بدلاً من تدريب وحدات مشاة كاملة كما كان الهدف السابق، موضحًا أن الدعم الأمريكي سيركز على الأسلحة ومعدات الاتصالات والذخيرة، مضيفًا أن البرنامج المعدل سيبدأ خلال أيام.
في ذات السياق أوضحت مساعدة وزير الدفاع لشئون السياسة كريستين ورمث أن وزارة الدفاع ستقدم أنواعًا أساسية من المعدات لقادة الجماعات، وليس أسلحة أقوى مثل الصواريخ المضادة للدبابات وأسلحة الدفاع الجوي المحمولة على الأكتاف.
وأضافت أن الهدف الجديد يتمحور حول العمل مع مجموعات على الأرض تحارب داعش حالياً، ومدهم ببعض المعدات من أجل تقويتهم، بالتنسيق مع الغارات الجوية، موضحة أن الولايات المتحدة ستدرب بعض قادة تلك المجموعات التي تحارب داعش.
ودافعت ورمث عن برنامج البنتاجون الذي تكلف 500 مليون دولار، ودرب 60 مقاتلاً فقط بعدما كان مقرراً له أن يشمل 5400 مقاتل، قائلة: لا أظن أبداً أن هذا كان سوءاً في التنفيذ، لقد كانت بطبيعتها مهمة شديدة التعقيد، مشيرة إلى أن أمريكا لا تدرس إقامة مناطق حظر طيران في سوريا، مكررة أن العمليات العسكرية الروسية في سوريا تقوض المجال أمام حل سياسي.
وذكر وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر أن الجهد الأمريكي الجديد سيسعى لتمكين المسلحين على غرار ما فعلته الولايات المتحدة لمساعدة المقاتلين الأكراد السوريين على محاربة داعش خلال معركة عين العرب كوباني، قائلا: إن العمل الذي أنجزناه مع الأكراد في شمال سوريا مثال على نهج فعال يكون لديك فيه جماعة قادرة على الأرض، ويمكن أن تساعد على نجاحها.
وقال كارتر: سيكون هناك كذلك المزيد من الغارات الجوية ضد "أهداف ذات أهمية كبيرة".
وفي سياق منفصل، تقول الولايات المتحدة: إن إيران مدعوة للمرة الأولى إلى المشاركة في المفاوضات الدولية بشأن الحرب ضد داعش.
وجاءت تصريحات كارتر أمام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ بعد أسبوع من إنقاذ قوات أمريكية وعراقية مشتركة عشرات الرهائن المحتجزة لدى تنظيم الدولة في العراق.
وأضاف كاتر، مستخدمًا اختصارًا بديلًا لتنظيم الدولة: "لن نتراجع عن دعم شركائنا القادرين في شن هجمات ضد تنظيم داعش كلما سنحت الفرصة أو القيام بمثل هذه المهام بصورة مباشرة، سواء أكان ذلك خلال غارات جوية أو عمليات أرضية مباشرة".

وقال: "نتوقع تكثيف حملتنا الجوية، بما في ذلك مشاركة المزيد من الطائرات الأمريكية ودول التحالف، لاستهداف تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق والشام بمعدل أكبر وأشد من الغارات".
وتابع: "سيشمل ذلك مزيدًا من الضربات ضد أهداف ذات أهمية كبيرة للتنظيم مع تحسن عملياتنا الاستخباراتية".
ويقول مراقبون: إن تصريحات كارتر تعكس الاعتراف بعدم إحراز تقدم في دحر التنظيم المسلح.
وعلى الرغم من عدم التزام الرئيس أوباما بنشر قوات برية في العراق، لا يزال لدى واشنطن قرابة 3500 من القوات في العراق التي تساعد في تدريب القوات العراقية وتقوم كذلك بدور قتالي محدود.
وبدأت روسيا ضرباتها الجوية في سوريا في نهاية الشهر الماضي، وقالت إنها تريد مساعدة الرئيس بشار الأسد في دحر داعش ومتطرفين آخرين.
غير أن واشنطن انتقدت بشدة الحملة الروسية، وقالت إنها استهدفت مقاتلي المعارضة، وإنها ستؤدي إلى مزيد من التطرف.
وقال كارتر: إن القتال ضد تنظيم الدولة سيتركز في الوقت الحالي على مدينة الرقة، العاصمة التي أعلنها المسلحون في سوريا، ومدينة الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار غربي العراق.
ويعطي التحالف فرصة للتنظيم الإرهابي في المزيد من العمليات الإجرامية التي يرتكبها، وكذلك يرتكب داعش أفظع الجرائم في ظل عجز التحالف عن مواجهته.