اليمن: دعم التحالف لتحرير تعز.. وسط تأكيدات سعودية بقرب نهاية العمليات العسكرية
الخميس 29/أكتوبر/2015 - 05:58 م
طباعة

تشهد اليمن تغيرات قوية، مع دعم عسكري قوي من قوات التحالف العربي، لتحرير مدينة تعز من سيطرة المليشيات الحوثية، مع استمرار جهود المفاوضات والحل السياسي، فيما أكد وزير الخارجية السعودية عادل الجبير قرب انتهاء العمليات العسكرية في اليمن قريبا.
الوضع الميداني:

على صعيد الوضع الميداني، كثفت طائرات التحالف غاراتها الجوية على مواقع وتجمعات ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في مناطق عدة داخل مدينة تعز وضواحيها، وعلى الشريط الساحلي في المحافظة، بمشاركة مروحيات الأباتشي التي تنطلق من قاعدة العند الجوية في محافظة لحج شمال عدن، بعد أن أعادت قوات التحالف تجهيزها.
وأكدت مصادر عسكرية في عدن أن مقاتلات التحالف تنطلق من قاعدة العند بقيادة طيارين يمنيين جرى تدريبهم من قبل قوات التحالف، وأنها قصفت أهدافاً تابعة للميليشيات في منطقة الجحملية العليا شرق المدينة، وفي مديرية صاله ومفرق الذكرة شرق تعز.
وقالت مصادر في الجيش الوطني إن طائرات التحالف نفذت الليلة الماضية عملية إنزال ثانية جديدة من الأسلحة والذخائر إلى المقاومة والجيش الوطني في منطقة الضباب والمسراخ غرب تعز، كما شن طيران التحالف غارات على مواقع للميليشيات في المرتفعات الغربية لمنطقة صرواح غرب محافظة مأرب.
وفي محافظة إب جنوب غربي اليمن، قصفت طائرات التحالف مواقع عسكرية لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في المرتفعات المطلة على قرية الذاري، أحد مراكز تجمع الحوثيين في مديرية الرضمة، قتل على إثر ذلك عدد من عناصر الميليشيات.
وفي محافظة عمران شمال صنعاء، استهدف طيران التحالف مراكز تابعة للميليشيات الحوثية في منطقة السنتين في بني صريم، ومعسكراً تدريبياً في منطقة قريبة من حرف سفيان. وفي وقت لاحق سمع دوي انفجارات كبيرة في أنحاء عدة من مديريتي بني صريم وخمر معاقل قبيلة حاشد بالتزامن مع تحليق طائرات التحالف التي ألقت منشورات تحذيرية في تلك المناطق، دعت فيها القبائل إلى عدم الزج بأبنائها في صفوف ميليشيات الحوثي بجبهات القتال.
وتقدمت قوات عسكرية تابعة للحكومة اليمنية تقدمت في جبهة مديرية الوازعية، ووصلت إلى منطقة المثلث الذي يربط الوازعية بمنطقة الظريفة، والعلقمة، وبني عمر -غرب محافظة تعز-
من جانبه، كشف رئيس المجلس العسكري اليمني العميد ركن صادق سرحان عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة للتحالف والجيش الوطني والمقاومة بمحافظة تعز.
وقال سرحان "أصبح التنسيق بين التحالف والأبطال في الميدان على أعلى مستوى وهناك كوادر وضباط مدربون مهمتهم تنسيق التواصل وإصدار التوجيهات للقيادة العسكرية في الميدان، مبينا أن غرفة العمليات أسهمت في التنسيق بين جميع غرف العمليات الأخرى في عدن ومأرب ومركز القيادة للتحالف حيث يتم تحديد الأهداف بشكل مركز وسريع، مشيدا بالغطاء الجوي التي تقدمه القوات الجوية للتحالف العربي للجيش الوطني والمقاومة والذي كان له انعكاسات إيجابية في تحقيق التقدم الكبير في جبهتي الضباب والقصر الجمهوري والأمن المركزي، مشيرا إلى الطيران للتحالف يصيب أهدافه بدقة عالية".
دعم عربي:

كما كشفت مصدر عسكري رفيع، أن قوات من التحالف العربي الذي تقوده السعودية، ستنزل في محافظة تعز لتحريرها من مسلحي الحوثي في غضون الساعات المقبلة.
وقال المصدر لـصحيفة "المدينة" السعودية، إن "القيادة العسكرية التابعة للتحالف العربي والحكومة اليمنية قررت إرسال قوات عسكرية لها إلى مدينة تعز يوم غدٍ الجمعة لفك الحصار عن المدينة الذي يفرضه مسلحي الحوثي وصالح منذ عدة أشهر، ومن ثم تحرير عاصمة المحافظة من قبضة المليشيا".
وأشار المصدر إلى أن قيادة التحالف اتّخذت قرار فك الحصار عن مدينة تعز، بعد أن حققت المقاومة الشعبية تقدّمًا كبيرًا في الجبهة الجنوبية الغربية لمدينة تعز -جبهة الضباب- واستعادة السيطرة على مواقع مهمة واستراتيجية في غرب وجنوب المدينة.
وكشفت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام) ان عناصر في المقاومة الشعبية في اليمن تخضع لبرنامج تدريبي مكثف في مجال الطيران تشرف عليه القوات المسلحة لدولة الإمارات في إطار التحالف العربي الذي تقوده السعودية. وأوضحت (وام)، أن البرنامج الذي يجري في قاعدة العند أكبر قاعدة جوية في اليمن يستهدف تجهيز وتأهيل المجموعة في إطار تعزيز العمليات العسكرية في تعز. وأعادت قوات التحالف العربي قاعدة العند، عقب تحريرها من "الحوثيين أو من يسمون انفسهم "أنصار الله"، وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح في يوليو الماضي وقامت بعض الطيارين اليمنيين على طائرات تستخدمها القوات في العمليات. وقام الطيارون اليمنيون بطلعات جوية في منطقة العمليات في تعز والبيضاء لمساندة قوات الشرعية والمقاومة، كما نفذوا ضربات جوية بدقة على أهدافها في تعز والبيضاء ودمروا مخازن أسلحة وآليات لميليشيا الحوثي وقوات المخلوع وعادت قواعدها سالمة.
و قال مصدر في المقاومة الشعبية إن كتيبتين سودانيتين، مشاركة في التحالف العربي الذي تقوده السعودية، وصلتا إلى المنطقة الفاصلية بين محافظتي تعز (وسط البلاد) ولحج (جنوب) للمشاركة في العمليات ضد مسلحي الحوثي أو من يسمون انفسهم "أنصار الله"، وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح،. وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، لـ"المشهد اليمني" إن "الكتيبتين السودانيتين وصلتا في وقت مساء أمس الاربعاء، إلى رويس التابعة لمحافظة لحج، للمشاركة في العمليات العسكرية ضد الحوثيين صوب منطقة المخا و"باب المندب". وبين المصدر أن الكتيبتين متخصصتين في مكافحة الارهاب، ووصلتا برفقة عشرات الآليات المدرعة والعربات العسكرية، وستنضم إلى صفوف القوات الموالية للحكومة الشرعية. وكان السودان أرسل في وقت سابق 950 عسكريا انتشروا في محافظة عدن (جنوب البلاد) للمشاركة في حفظ أمن واستقرار المحافظة.
وتأتي هذه التطورات في وقت يستميت فيه مسلحو الحوثي وصالح، لاستعادة المواقع التي فقدتها قبل أيام في جبهة الضباب، خصوصًا جبل المنعم الاستراتيجي، الذي يطل على خط الإمداد - الطريق الرئيس بين مدينة تعز، ومحافظة الحديدة، وميناء المخا.
المشهد السياسي:

وعلي صعيد المشهد السياسي، بدأ الحوثيون بعد فترة طويلة من سيطرتهم على العاصمة صنعاء الإعداد لتنظيم انتخابات رئاسية في اليمن، حسبما أفادت تقارير صحفية.
وأكدت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية التي أوردت الخبر أن هذه "الخطوة تتقاطع مع إعلان الحوثيين موافقتهم على المشاركة في مشاورات سياسية ترعاها الأمم المتحدة لتنفيذ القرار الأممي 2216".
وذكرت مصادر مقربة من الحوثيين في صنعاء أن رئيس "اللجنة الثورية العليا" محمد علي الحوثي التقى رئيس اللجنة العليا للانتخابات القاضي محمد حسين الحكيمي، وتطرقا إلى "تصحيح السجل الانتخابي والمعوقات التي ما زالت تعترض العمل الذي يعتبر الحل الأمثل للخروج من الأزمات الراهنة".. واعتبر الحوثي أن الانتخابات هي "الحل الوحيد والمخرج السليم" من الأزمة اليمنية.
وجاء هذا التحرك بينما باتت المشاورات المقبلة بين الحكومة اليمنية والحوثيين، والمرجح عقدها في جنيف، محل شكوك متزايدة.
فيما اعلن وزير يمني، أن اليمن سيتقدم بطلب رسمي للانضمام إلى عضوية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وقال وزير التخطيط محمد الميتمي في حديث مع موقع "العربية نت" إن الطلب سيكون الخطوة القادمة من قبل الرئيس عبد ربه منصور هادي قريبا، بعد تحقيق الاستقرار السياسي في اليمن والبدء بتحقيق خطوات التنمية والاعمار بالبلاد". وأضاف "اليمن اليوم بمعركة سياسية كبرى، وعندما يتم الانتهاء منها سيكون الانضمام الخطوة الثانية في إطار المشروع الاستراتيجي".
وحول توقيت وآلية الانضمام الى عضوية دول مجلس التعاون الخليجي، أفاد أن الإجراءات الرسمية إنما تحتاج الى وضع خطوات محددة تبدأ بالتقدم بطلب رسمي من قبل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، قائلا: "هذا الإجراء سيتم بحثه في التوقيت المناسب". وأشار إلى أن اليمن وبالتعاون والتنسيق مع الشركاء الخليجيين يبحث اليوم الانضمام الى أمانة مجلس التعاون الخليجي وتأهيلها، مؤكدا ترحيب كافة الدول الخليجية بهذا الانضمام وعدم وجود أي معارضة بهذا الشأن، وخاصة أن كافة التصريحات المعلنة من قبل رؤساء وحكام دول الخليج إنما تؤكد القناعة بضرورة انضمام اليمن إلى عضوية مجلس التعاون الخليجي.
المسار التفاوضي:

وعلى صعيد المسار التفاوضي، كشف مصدر يمني لصحيفة "الشبيبة" العمانية أن الرئاسة تدرس تسمية الأشخاص الذين سيتم اختيارهم في اللجنة الفنية التي ستعمل على وضع جدول وآلية لجولة مفاوضات "جنيف 2" التي دعا لها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. ومن المتوقع ان تعقد مفاوضات "جنيف2" في نوفمبر المقبل بين الحكومة الشرعية من جهة والحوثيين او من يسمون انفسهم "أنصار الله"، وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
واوضحت أن الرئيس عبدربه منصور هادي، يتدارس حالياً مع مستشاريه وعدد من المسئولين اليمنيين المقيمين تشكيل لجنة فنية لكل طرف مهمتها تقريب وجهات النظر في القضايا والمحاور التي سيتم مناقشتها في مفاوضات "جنيف 2" التي ستتم وفق مرجعية القرار الأممي رقم 2216 ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية.
وكشف المصدر أن الرئيس هادي توصل مع مستشاريه إلى وضع الآلية التي ستتقدم بها اللجنة الفنية الممثلة للطرف الحكومي في مفاوضات "جنيف 2"، مشيراً إلى أن هذه الآلية تعتبر خطة وتصور يقسم المفاوضات إلى مرحلتين، الأولى تركز على تثبيت الشرعية، من خلال إلزام الطرف الآخر بالاعتراف بشرعية وسلطة الرئيس هادي وحكومة خالد بحاح بما جرى فيها من تعديلات، وتسلم سلطات الدولة جميع مؤسسات الدولة وانسحاب مليشيا الحوثي وصالح من المدن، في حين تركز المرحلة الثانية من التفاوض على المشاركة السياسية للقوى اليمنية ووضع جماعة التمرد الحوثي في المرحلة القادمة، وتسليم جميع الأسلحة والذخائر التي استولت عليها مليشيا الحوثي وصالح من جميع الأجهزة العسكرية والأمنية.
فيما كشفت مصادر مطلعة أن جماعة الحوثي او من يسمون انفسهم "أنصار الله"، اتهمت مبعوث الامين العام للأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ في الرسالة التي وجهتها له مؤخرا، بـ"الكذب" وأنه لم يعد وسيطاً نزيهاً"، مطالبة منه توضيحاً رسمياً بشأن تجاهله التام للنقاط السبع المعروفة بـ"مبادئ مسقط" أمام مجلس الامن.
وأوضحت المصادر لـ"المشهد اليمني" أن وفد جماعة الحوثي المتواجد حالياً في العاصمة العمانية مسقط، عبّر في رسالته الى ولد الشيخ، عن الاستياء من أدائه في الوساطة، وتضمنت الاحتجاج على تجاهله التام لوثيقة النقاط السبع التي تعرف بـ"مبادئ مسقط"، أمام مجلس الامن، لافتين إلى أنها "الوثيقة" التي تضمن تطبيق القرارات الدولية بما ينسجم مع احترام السيادة اليمنية، وقالت المصادر إن الوفد الحوثي شدد في الرسالة على عدم استعدادهم للاستمرار في النقاش مع ولد الشيخ، لكونه "عاجزاً عن فرض شيء وليس أكثر من ساعي بريد".
كما كشفت صحيفة "الاخبار" اللبنانية أن ولد الشيخ أجرى، عقب الرسالة، اتصالات بالأطراف المعنية في صنعاء، أكد خلالها أنه لم يتنصل من النقاط السبع، مبدياً رغبته في زيارة صنعاء مجدداً، وذكرت الصحيفة في عددها الصادر اليوم أنه "في حين كان ولد الشيخ ينوي إرسال طاقم مكتبه فقط إلى مسقط، أفادت المعلومات بأن وفد "أنصار الله" رفض ذلك، وكان يعتزم العودة من العاصمة العمانية إلى اليمن، غير أن ولد الشيخ طلب وساطة العمانيين لإقناعهم بالبقاء حتى يحين موعد زيارته مسقط للقائهم قريباً".
وأكد وزير الخارجية اليمني رياض ياسين في حديث إلى «الحياة» اللندنية، أن الحكومية الشرعية، ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي، بعثت خطاباً رسمياً إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بالموافقة على إجراء المشاورات، وفق أطرها القانونية. وأضاف: «ننتظر وصول المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ خلال الأيام القليلة المقبلة، ونعتبر المشاورات مستمرة من خلال قدومه إلينا»، مقراً بأنه «لم تتبلور بعدُ إلى مشاورات مباشرة، لكن لدينا الاستعداد، ولكن بالطريقة السليمة والقانونية». وفي رده على اتهامات الحوثيين للحكومة بأنها تحاول تأخير وتعطيل المشاورات، سأل: «أي تعطيل؟ المسألة ليست مجرد إلصاق تهم، هل ذهبوا إلى جنيف وينتظرون هناك؟ هل أعلنوا وفدهم وعدده؟ هل أعلن جدول الأعمال؟ هل تقدمت الأمم المتحدة بدعوات؟ هل تسلمنا دعوات ولم نستجب؟ لا لم يرتب أي شيء».
المشهد الإقليمي:

أعلن وزير الخارجية السعودي قرب نهاية العمليات العسكرية في اليمن، واعتبر نظيره البريطاني أن هدف التحالف العسكري تحقق، لكن الاستعدادات مستمرة لمعركة فاصلة في تعز.
ويمكن القول إن الضغوط الدولية نجحت حتى الآن في تليين الموقف السعودي وموقف الحكومة الشرعية في اليمن للقبول بالتفاوض مع الحوثيين والرئيس السابق، لكن الاستعدادات العسكرية الكبيرة في تعز تشير إلى أننا أمام معركة فاصلة يمكن أن تحدد مستقبل المسار السياسي للأزمة في البلاد.
وزير الخارجية السعودي فاجأ المتابعين بتصريحات أكد فيها أن العمليات العسكرية قد تنتهي قريبا، لا بل جزم بأن من وصفهم بالمتمردين في اليمن باتوا أكثر جدية في قبول قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 والدخول في مباحثات ترعاها الأمم المتحدة.
الوزير السعودي قدم ما يشبه المبررات لهذا التحول في الموقف، وتحدث عن المكتسبات العسكرية التي حققها التحالف سواء من خلال انتزاع عدد كبير من المناطق من سيطرة الحوثيين وقوات صالح أو من خلال شق حزب الرئيس السابق واتخاذ قرار بعزله عن رئاسة الحزب.
وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الذي حل ضيفا على الرياض بعد يوم من انتهاء زيارة مماثلة لنظيره الأمريكي جون كيري ضمن حملة ضغوط تمارسها الدول الراعية للتسوية في اليمن على السعودية، فصرح أنه كان واضحا أن الحملة العسكرية ستصل إلى مرحلة سياسية، واعتبر أن ما حدث طوال الأشهر السبعة الماضية هو إنجاز الهدف العسكري.
الوزير البريطاني تحدث عن حوار سياسي ومفاوضات تجمع كل اليمنيين، وقال إنه تم الاتفاق مع السعودية على تسريع المناقشات السياسية في اليمن لضمان حضور الحوثيين وصالح إلى مائدة التفاوض، وطالب بأن تكون هناك رغبة في مناقشات جدية لتشكيل مرتكزات حكومية تفي بجميع المصالح في اليمن وتحترم الحكومة الشرعية.
الوضع الإنساني:

وعلي صعيد الوضع الانساني، افادت منظمة أوكسفام المعنية بالإغاثة والتنمية بأن ملايين اليمنيين يقفون على حافة الجوع بسبب تردي الأوضاع المعيشية والخدمية في البلاد، بينما تطالب عدد من المنظمات بتسهيل مهام فرق الإغاثة الإنسانية، وتحدثت المنظمة في تقرير عن اليمن عن دخول 25 ألف شخص يوميا دائرة الجوع، مشيرا إلى أن أكثر من مليون يمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، بينهم 1.4 مليون نازح داخل مدن البلاد. وقالت المنظمة إن نحو 13 مليون يمني أصبحوا على حافة الجوع بسبب ندرة الغذاء وارتفاع ثمنه، في حين زاد سعر الوقود بنسبة 250% عما كان عليه قبل الأزمة، وبنسبة 400% في مناطق القتال مثل صنعاء وتعز.
وقالت المنظمة إنها تمكنت من تقديم الدعم الغذائي لأكثر من 550 ألف نازح في محافظتي حجة والحديدة، تعز الأسوأ ويتهدد الجوع والعطش والأمراض نحو ربع مليون يمني في تعز، وسط حصار خانق يفرضها الحوثيون على المدينة.
وفي هذا الصدد اعتبر المنتدى الدولي للمنظمات غير الحكومية أن مدينة تعز غير صالحة للسكن والعيش فيها، جراء تردي الأوضاع الإنسانية والأمنية فيها، واصفا المدينة بكونها الأسوأ في البلاد، وحذر المنتدى من خطورة استمرار وضع القيود على حركة فرق الإغاثة، ودخول المساعدات إلى مناطق المدنيين الخاضعة لسيطرة المليشيات، معتبرا ذلك انتهاكا صارخا لمواثيق حقوق الإنسان.
وفي هذه الأثناء قال المدير الإقليمي لهيئة الرحمة في اليمن بول كريتشلي إن الوضع في مدينة تعز يمثل قلقا كبيرا جدا، مشيرا إلى أن السكان هناك يجدون صعوبة في الحصول على الغذاء والماء الشروب والمستلزمات الطبية. ودعا كريتشلي في حديث للجزيرة المجتمع الدولي إلى العمل مع أطراف النزاع لإنهاء الصراع في اليمن، حتى يتمكن السكان من الشعور بالأمان في منازلهم ويحظون بالنفاذ إلى الغذاء. كما طالب بضرورة العمل على تسهيل مهمة إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين بالمدينة، لافتا إلى أن العاملين في هذا المجال يعملون في ظروف خطرة جدا.
فيما اعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم، إدانتها قصف المستشفى الذي كانت تدعمه منظمة أطباء بلا حدود في محافظة صعدة، (شمال البلاد). واعربت المنظمة عن قلقها المتزايد من التهديدات المستمرة للعاملين الصحيين والمرافق والنقل في العراق وسوريا واليمن.
المشهد اليمني:

سبعة أشهر مرت على بدء التحالف العربي بقيادة السعودية، عملياته في اليمن ضد جماعة الحوثيين ولاستعادة الشرعية، حقق جزءًا من أهدافه، ولكن ما زالت العاصمة صنعاء تحت سيطرة الحوثيين، فيما فشلت الجهود الأممية للتوصل لاتفاق سياسي، وسط تفاقهم الوضع الإنساني، وانتشار ملحوظ للقاعدة وتنظيم "داعش"، وتبقى آمال اليمنيين منعقدة على جولة المفاوضات القادمة للتوصل لاتفاق لإنهاء الصراع الدموي بالبلاد.