التقارب الإخواني السلفي على القنوات الفضائية
الأحد 01/نوفمبر/2015 - 09:11 م
طباعة
يتحدث الكثير من خبراء حركات الاسلام السياسي عن امكانيات التقارب بين جماعة الاخوان والدعوة السلفية وزراعها السياسية حزب النور، خصوصا بعد انتهاء المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، وخسارة السلفيين في الانتخابات، حيث بدأ قيادات من الدعوة السلفية وحزب النور في الظهور تدريجيا على قنوات إخوانية، وقطرية، للحديث حول العملية الانتخابية والمال السياسي الذى كان سببا في خسارتهم، منتقدين في الوقت ذاته مواقف جماعة الإخوان، وتزايد ظهور قيادات الدعوة السلفية وحزبها السياسي النور، على إعلام الإخوان بعدما أعلنت نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات، حيث لم يظهر في إعلام الإخوان أو يشارك أحد من الدعوة السلفية بمداخلة هاتفية منذ 30 يونيه، باستثناء مداخلة المهندس عبد المنعم الشحات، المتحدث باسم الدعوة السلفية، مع قناة الجزيرة القطرية، ليوضح موقفه من قرار الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، من النقاب وإعلان اعتراضه على القرار ودعمه لبيان عضوات هيئة التدريس المنتقبات. وبعد نتيجة المرحلة الأولى من الانتخابات مباشرة، وعدم فوز أي عضو من النور فيها قبل الإعادة، شارك الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، في مداخلة هاتفية مع قناة الحوار التابعة للتنظيم الدولي للإخوان، والتي تبث من لندن، وأعلن فيه استعداد الحزب لحله من أجل بقاء مصر، وشارك في مناظرة مع رئيس المكتب السياسي للجبهة السلفية مصطفى البدرى الذى وصف حزب النور خلال المناظرة بالخائن. وبعدها بأيام قليلة، شارك الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية فى حوار تليفزيوني مع قناة الجزيرة مباشر القطرية، والتي تعد المرة الأولى منذ عزل مرسى، ليتحدث فيها أيضا عن أسباب خسارة حزب النور فى الانتخابات، ويهاجم فيها الكنيسة والأحزاب والإخوان. وكشفت مصادر سلفية، سر ظهور قيادات حزب النور والدعوة على قنوات إخوانية وقطرية، في ظاهرة مفاجئة خلال الانتخابات البرلمانية، حيث قالت أن مداخلة الدكتور يونس مخيون مع قناة الحوار الإخوانية كانت بشكل عفوي، حيث لم تكن اللجنة الإعلامية للحزب تعلم أن هذه القناة تابعة للإخوان، وأن القائمين على برنامج القناة لم يعلنوا انتماء القناة، ثم فوجئ مخيون خلال المداخلة بتوجه هذه القناة بعدما وجد أن ضيوفها شخصيات متحالفة مع الجماعة، وكذلك أسلوب ترديد الأسئلة على رئيس حزب النور. وأضافت المصادر أن مخيون فضل عدم الانسحاب، بل أصر على دخول مناظرة مع القيادي بالجبهة السلفية ليوضح زيف منهجهم وخطتهم لتدمير التيار السلفي، ومواجهة الشائعات التي يروجونها ضد الحزب. وفى نفس السياق، أوضحت المصادر أن ظهور ياسر برهامي على قناة الجزيرة مباشر كان بعلم من اللجنة الإعلامية لحزب النور، والتي رأت ضرورة الرد على شائعات الإخوان حول أسباب مشاركة النور في العملية الانتخابية، موضحة أن النور رأى أن القنوات العربية ومن بينها الجزيرة قد تكون سببا في زيادة نسبة التيار السلفي المؤيد لحزب النور خلال الفترة المقبلة. وبدوره أرجع الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، ظهوره على قناة الجزيرة لمتابعة قطاع عريض من التيار الإسلامي ومنهم سلفيون يشاهدونها ولا يثقون إلا فيها. وقال "برهامي" في تصريحات صحفية: "كان من أسباب مشاركتي أن أوجه رسالة لمن يستمعون لقناة الجزيرة ويثقون فيها"، مشيرا إلى أنه أشترط على القناة أن يتحدث بأريحية دون أن يقاطعه أحد والحصول على فرصته كاملة. وأوضح "برهامي" أنه أشاد بموقف القوات المسلحة وأن وجود دولة بوجود أجهزة بها خلل أفضل من عدم وجود دولة. من جانبه، قال الدكتور يسرى العزباوى، الباحث بالنظم الانتخابية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن ظهور القيادات التابعة للدعوة السلفية على قنوات الجزيرة والإخوان، هي ظاهرة غريبة، خاصة أن تلك القنوات تدفع نحو استقطاب الشباب السلفي نحو التحالف الذى تتزعمه الجماعة. وأضاف العزباوى أن النور رأى أن معظم القنوات بدأت تهاجمه وتتخذ موقفا ضده وهو ما دفعه بشكل كبير نحو المشاركة فى حوارات ومداخلات بقنوات إخوانية وقطرية، لمحاولة توضيح وجهة نظره نحو أسباب خسارته بالانتخابات. وأشار الباحث بالنظم الانتخابية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أن أغلب جمهور قنوات الجزيرة والإخوان من التيار الإسلامي وهو ما يسعى النور لمخاطبته في الانتخابات لأنه القاعدة التي يعتمد عليها الحزب في التصويت لأعضائه في الانتخابات.
وقد سبق ونشرنا وثيقة تؤكد مساندة الدعوة السلفية للإخوان لإفشال الحكومة بعد 30 يونيه، وكان مصدر هذه الوثيقة تحقيقات جهاز الامن الوطني والذي اكد على ان الدعوة السلفية تعاونت مع الاخوان، لتشكيل عدد من اللجان النوعية الفرعية بكل محافظة، تضطلع بالإعداد والتنفيذ لبعض العمليات النوعية ضد (القوات المسلحة – الشرطة – رجال القضاء – الإعلاميين)، على أن تضم تلك اللجان عناصر من تنظيم الإخوان وبعض الموالين له، على أن يكون أحد كوادر التحالف مسئولا عن اللجنة النوعية بكل محافظة للتواصل مع اللجنة النوعية المركزية على مستوى الجمهورية"
ليس هذا فقط بل قامت الدعوة السلفية وذراعها السياسية حزب النور بالدفع ببعض المرشحين الاخوان في بعض الدوائر الانتخابية في جولتها الاولى، ففي دائرة مينا البصل واللبان دفعت الجماعة بإحدى المرشحات تدعى خضرة محمد رمضان، وهى من عائلة إخوانية وتم الدفع بها كوجه جديد كي تحصل على أصوات الإخوان والسلفيين في الدائرة التي تعتبر من معاقل الإخوان والسلفيين، فمنها كان النائبان حمدي حسن وحسين إبراهيم.
وفى دائرة المنتزه يعتبر إيهاب أبو كليلة مرشح الجماعة وهو من المنتسبين للإخوان، كما أن هناك مرشحًا آخر للجماعة بنفس الدائرة وهو عمرو شوقي الذى أعلن التحالف مبكرا مع السلفيين لضمان أصواتهم. ليس هذا فقط بل إن هناك تعاونًا سلفيًا إخوانيًا في الإسكندرية في هذه الانتخابات، مما يؤكد كذب حزب النور والدعوة السلفية في موقفهم من جماعة الاخوان، في محاولة من الحزب والدعوة للتحالف مع الشيطان اذا كان يصله هذا التحالف إلى البرلمان.
فهل تشهد الأيام القادمة تقارب اكثر بين جماعة الاخوان والدعوة السلفية وزراعها السياسية حزب النور لحصد بعض المقاعد في الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية؟