لاأدرية
الإثنين 02/نوفمبر/2015 - 10:37 ص
طباعة
مجموعة من المذاهب والتصورات التي تتفق حول الإنكار الكلي أو الجزئي للقدرة على معرفة العالم، والفيلسوف اللاأدري يقف في المنطقة الوسطى بين الشك المطلق واليقين القطعي، فهو لا ينكر مواقف الآخرين، ولا يصر على مواقفه، ويعلق الحكم متكئًا على القول: «لا أدري».
يمكن التمييز بين نوعين من اللاأدرية، أولهما يرى أنه لا معيار يمكن من خلاله أن يصل الإنسان إلى معرفة الحقيقة، وثانيهما يؤكد أنه لا معيار صحيح للحقيقة، والفرق بين الاتجاهين في افتراض التصور الأول لوجود حقيقة لا يستطيع الإنسان معرفتها، أما التصور الثاني فينكر وجود الحقيقة من حيث المبدأ، ومن ثم تستحيل المعرفة منطقيًّا.
تتنوع النظريات التي تنتسب إلى اللاأدرية بشكل عام، قديمًا وحديثًا، وقد ظهرت اللاأدرية في الفلسفة اليونانية؛ تعبيرًا عن السخط على الفوضى العقلية المترتبة على الصراعات العنيفة بين المذاهب المتنافرة التي تتوهم امتلاك الحقيقة المطلقة، واتخذت شكلها العصري الحديث عند الفيلسوفين هيوم وكانت، الذي حدد قدرات الإنسان المعرفية، وأكد أن معرفة الأشياء في ذاتها غير متاحة من حيث المبدأ، والمعرفة ممكنة بالظاهر وحده، أي بالطريقة التي تتكشف بها الأشياء عبر الخبرة الإنسانية.
يرتبط الموقف اللاأدري بأية نظرية تقوم بعدم إمكان تسويغ الأحكام الموضوعية وغياب الأحكام الصحيحة، فإن وجدت، يمكن أن تكون سديدة، كما لا يمكن البرهنة على المبادئ التي يتم الانطلاق منها لمعرفة العالم الموضوعي؛ ذلك أنه لا يوجد أساس علمي للمعرفة الموضوعية، والمعرفة في النهاية ليست سوى مسألة ذوق أو شعور أو عرف.